جسم الانسان

تشريح تفاحة آدم ووظيفتها

تشريح تفاحة آدم ووظيفتها

يذخر جسم الإنسان بالعديد من الأعضاء الغامضة أو التي تشغل بال الكثيرين حول وظيفتها وأهميتها ودورها الحقيقي والفروق في تكوينها بين الذكر والأنثى، وما يمكن أن تعانيه من أضرار في حال حدوث ظروف معينة.. كل تلك الأمور تشغل العلماء والأطباء وحتى عامة الناس المهتمين بالطبيعة وبالجسم الإنساني وتعقيداته ومدى قدرة الرب سبحانه وتعالى على أن يخلق الإنسان في أبهى صورة.

تفاحة آدم
تعتبر تفاحة آدم من الأعضاء الغريبة في جسم الإنسان خاصة أنها تظهر في الذكر دون الأنثى، ولها مسميات عديدة منها الحرقدة، وعقدة الحنجرة، وجوزة الحلق، والشامخة الحنجرية، وكلها مسميات تطلق على ذاك الجزء البارز الذي يظهر في المنطقة الأمامية للرقبة؛ وذلك كنتيجة مباشرة لبروز الغضروف الدرقي المحيط بالحنجرة والذي يعتبر أكبر وأبرز غضروف فيها، بالإضافة لعدد عشرة غضاريف أخرى تحركها خمس عضلات لتكون معا هيكل البلعوم في شكل أنبوب.

والغضروف الكبير المكون لتفاحة آدم نجده يقع مباشرة أسفل البلعوم وحتى القصبة الهوائية، ابتداء من الفقرة الثالثة وحتى الخامسة على طول الفقرات العنقية الموجودة في الجزء العلوي، ولهذا الغضروف أهمية كبرى في عمليات التنفس والمضغ وإصدار الأصوات، ويوجد اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين بأن الرجال فقط هم من يمتلكون تفاحة آدم، ولكن الحقيقة غير ذلك لأن النساء أيضًا يمتلكن مثلها لكنها تكون غير ظاهرة لديهن غالبًا، بينما تظهر لدى الذكور بسبب اختلاف زاوية وضعها عند الذكور عنها عند الإناث.

تشريح تفاحة آدم
عند تشريح جسم الإنسان وُجِدَ أن تفاحة آدم عبارة عن غضروف كبير يقع تحت الجلد مباشر، ولوحظ أنها تكون أكبر بكثير في الذكور البالغين، وواضحة للعيان عنها لدى الإناث اللائي يمتلكن مثلها صغيرة وأقل وضوحا، حيث يصعب أن يراها أحد في النساء على الحافة العلوية لغضروف الغدة الدرقية، وتتكون تلك التفاحة -كما يقال عنها- من تشكل نقطة التقاء جزئي الغضروف بزاوية حوالي 90 درجة في الرجال، بينما في النساء تكون على شكل قوس مفتوح بزاوية حوالي 120 درجة.

ولا تعتبر تلك من علامات الذكورة فقط، بل تعد كذلك من علامات النضج الجنسي لدى الشباب؛ حيث تبدأ في البروز والظهور اكثر لدى الذكور في مرحلة الشباب ويأخذ حجمها في الازدياد وذلك نتيجة مباشرة للنشاط الهرموني الذكوري، ويعتبر حجمها نسبيا متباينا يختلف من فرد لآخر لكنها بشكل عام سريعة التغير في الحجم والدور الذي تشير إليه.

وظيفة تفاحة آدم
تساهم تفاحة آدم بشكل كبير -بالتعاون مع الغضروف الدرقي الذي يشكلها- عاملًا قويًا على حماية الجدران الأمامية للحنجرة وما تحويه من الأحبال الصوتية تقع خلفها مباشرة، كما أن لتفاحة آدم دور كبير في تعميق الصوت في الذكور.

أصل التسمية
تسمية تفاحة آدم بهذا الاسم لها عدة آراء، ولكن أشهرها ثلاثة رؤى تشير لأصل المصطلح، والنظرية الأولى ذكرها قاموس بريور حول أنه كانت هناك قطعة من الفاكهة المحرمة التي تناولها سيدنا آدم عليه السلام في الجنة ولم يستمع لأمر الله سبحانه وتعالى الذي نهاه عن أن يأكل من الشجرة، ولما استمع آدم لكلام الشيطان وأكل منها جعلها الله هكذا في جوفه ليتذكر ومن يأتي من بعده أن مخالفة الرب يعقبها عقاب، وهي قصة لا أصل لها ولم تذكرها الكتب الدينية بأي حال من الأحوال.

وفي سياق المعنى ايضًا، يقول عالم اللغة “ألكسندر جود” أن أصل التسمية يعود إلى العبارة اللاتينية التي تعني “بروز الحنجرة” وأنه قد تكون تمت ترجمتها بشكل خاطئ منذ البداية، واستدل على هذا الخطا بتشابه بعض المعاني بين العبرية واللاتينية والعربية؛ والتي قد تكون تسببت في تلك هذا الخطأ، أما الرأي الثالث فيرى أن تسميتها كذلك لأنها بارزة في الرقبة على شكل تفاحة.

السابق
لمحات من حياة الشاعر الاسباني لويس دي جونجورا
التالي
الصحابي الجليل حكيم بن حزام الذي ولد في جوف الكعبة

اترك تعليقاً