اسلاميات

خطب عن الجنة

رحلة إلى الجنة: في وصف الجنة

السعادة والنعيم هما مطلبا كل إنسان، فكيف إذ كان ذاك النعيم أزليًا ولا تعب بعده؟ وتلك هي الجنة ولا شيء غيرها، فعندما تدخلها ستبدأ بالسير على أرضها فإذا هي مختلفة عن أرض الدنيا؛ فأرض الجنة مغطاة بالزعفران وذاك هو ترابها، وأما الحصى والأحجار فيها فهي اللؤلؤ والياقوت، والمسك هو طينتها، وهناك تتحسس هواءها العليل ورائحتها الطيبة، وإذ بقصورها وبساتينها واسعة أمامك وستتمكن من التعرف على بيتك بالطريقة ذاتها التي كنتَ تعرف بيتك في الدنيا، وهي مصنوعة من لبنة من الذهب وأخرى من الفضة.

وكذلك العديد من البيوت الأخرى المصنوعة كلها من المسك، وأخرى شفافة يمكنكَ رؤية ظاهرها من باطنها في تصميم ساحر من صنع الخالق عز وجل، وأما طعامها فهو من أشهى وأطيب ما يكون، ففاكهة الجنة ألين من الزبد وأحلى من العسل وأكثر بياضًا من اللبن، وإذا اشتهيت أيًا منها فإنك لست بحاجة للذهاب إليها لأن الله تعالى وصفها بأن قطوفها دانية، لا الفاكهة وحسب بل والطير في السماء، وشرابها كله عذب وماؤها غير آسن ولا يتغير طعمه بطول المكوث، كما أن أنهارها تجري بالأشربة اللذيذة كما وصفها تعالى بقوله: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى}.

درجات الجنة وأبوابها

تتنوع درجات الدنيا وتختلف بحسب الأعمال التي يقوم بها المسلم، فكلما حسن عمله حظي بدرجة أفضل يُكافأ لأجلها بنعيم ما بعده نعيم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “والجنة درجات متفاضلة تفاضلاً عظيمًا، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم”، وأما عن عدد الدرجات فهو غير معروف على وجه التحديد ولكن دلّ الله على أنها أكثر من درجات الدنيا، وورد ذكرها في حديث للنبي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ما بينَ كلِّ درجَتينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ ، والفِردوسُ أعلاها درجةً ، ومنها تُفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعَةِ ، ومِن فوقِها يكونُ العرشُ ، فإذا سألتُمُ اللَّهَ فاسأَلوه الفِردوسَ]، والمراد بالمئة كثرة الدرجات لتتلائم مع العبادات وذلك لأن المؤمنين ليسوا متساوين في الأعمال، أما أعلى درجات الجنة فهي الفردوس الأعلى التي ينالها المؤمنون المصلون المزكون الصالحون الموفون بعهد الله وغيرها،وأما أبواب الجنة فهي:

  • باب الصلاة للمكثرين من الصلاة والقيام.
  • باب الريان وهو للمكثرين من الصيام.
  • باب الصدقة لمن يتصدقون من أموالهم على الفقراء والمحتاجين ويخرجون الزكاة في أماكنها.
  • باب الجهاد للمجاهدين في سبيل الله.
  • باب التوبة للتائبين عن ذنوبهم.
  • باب الأيمن وهو باب المتوكلين ويدخل منه مَن لا حساب عليه ولا عذاب.
  • باب الكاظمين الغيظ وهو لمن يعفون عمن ظلمهم.
  • باب الراضين للراضين عن قدر الله وعطائه.

أعظم نعيم الجنة

يحظى أهل الجنة بنوعين من النعيم، فالأول فهو الاستمتاع بما فيها من الشهوات والملذات من قصور الذهب وأنهار العسل والحور العين وغيرها، وأما النعيم الثاني فهو أعظم نعيم الجنة وأعلاها قدرًا وهو رؤية الله جل وعلا وسماع كلامه والقرب منه، وفي ذلك أدلة كثيرة وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، نذكر منها:

  • قال الله تعالى: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}.
  • قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾}.
  • قال الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٢٣﴾}.
  • عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ نَاساً قَالُوا لِرَسُولِ الله: يَا رَسُولَ الله! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ فَقَالَ رَسُولُ الله: [أنَّ النَّاسَ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ هلْ نَرَى رَبَّنَا يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ: هلْ تُمَارُونَ في القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ ليسَ دُونَهُ سَحَابٌ قالوا: لا يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فَهلْ تُمَارُونَ في الشَّمْسِ ليسَ دُونَهَا سَحَابٌ قالوا: لَا، قالَ: فإنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذلكَ].
  • وعَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: [إِذَا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قال يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئاً أزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ ألَمْ تُدْخِلْنَا الجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قال: فَيَكْشِفُ الحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ].
  • وقال تعالى عن عظمة نعيم الجنة: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
  • وقال تعالى أيضًا: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ﴿٧٠﴾ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٧١﴾}.
  • وفي حديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [قالَ اللَّهُ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولَا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ {فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهمْ مِن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}].

ما هي صفات أهل الجنة؟

خص الله عباده المؤمنين المتقين بالعديد من الصفات في الدنيا، وكذلك في الآخرة عندما يفوزون بجنة عرضها السماوات والأرض، وفيما يلي نتناول صفات أهل الجنة:

  • رزق الله أهل الجنة بثياب حسنة الألوان، وملمسها طيب، وهي مصنوعة مما رق أو غلظ من الحرير، وهم يتزينون بحلي من الأساور المصنوعة من اللؤلؤ والذهب.
  • إذا أكل أهل الجنة أو شربوا فإن ذلك يخرج مسكًا من أجسادهم لا كما يخرج الإنسان في الدنيا، كما ترشح أجسادهم عرقًا من المسك، وكذلك التجشؤ الصادر من أفواههم.
  • يؤتى كل رجل من رجال الجنة اثنتين من الحور العين لكل واحدة منهن سبعون حلة، ويمكن للرائي أن يرى مخ ساقها من وراء اللحم، ولو ضحكت لأنارت الجنة من حسن مبسمها وثغرها، ووجهها أصفى من المرآة في جماله وإبداع خلقه.
  • تكون أسماع أهل الجنة كما لو كانوا في روضة يحبرون، فهي ليس كمعازف الدنيا أو أغانيها فهم يستمعون للحور العين وهي تغني بصوت عذب وبأجمل الأصوات، كما يستمعون للريح عندها تهب فتحرك أوراق الأشجار وتصدر صوتًا تأنس له أسماع أهل الجنة.
  • تكون نساء الجنة مختلفات عن نساء الدنيا فهن طاهرات مطهرات لا يعرفن الحيض أو النفاس، وكذلك من البول والغائط والبصاق والمخاط وسائر الأنجاس.

قد يُهِمُّكَ: أعمال تدخل صاحبها الجنة

باب الجنة مفتوح أمام الجميع، والجنة هي الغاية والمطلب لكل مسلم، ولكن الفوز بها يتطلب سلوك طريقها، وذلك من خلال القيام بالعديد من الأعمال والطاعات، وفيما يلي بعض الأعمال التي تدخلك الجنة:

  • الالتزام بأركان الإسلام وتطبيقها، مثل إقامة الصلاة في وقتها، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والزكاة للمحتاجين والفقراء، وصوم شهر رمضان المبارك، والحج للبيت إذا ما استطعتَ إليه سبيلًا.
  • سلوك أبواب الخير الكثيرة التي فتحها الله أمامك مثل إغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، والمشاركة بالأعمال التطوعية ذات الفائدة للفرد والمجتمع وغيرها.
  • التحلي بالأخلاق السوية التي يأمرك بها الدين الإسلامي مثل الصدق، والوفاء بالعهد، والإخلاص في النوايا والأعمال، وإعادة الأمانة لأصحابها.
  • الكف عن تناول الطعام والشراب الحرام الذي حرمه الله وكذلك تجنّب مشاهدة كل ما هو حرام والاستماع إليه.
  • القيام بالنوافل من الطاعات مثل صيام يومي الإثنين والخميس، وصلاة القيام وغيرها.
السابق
علامات الساعة الكبرى بالتفصيل والترتيب
التالي
مقال عن عيد الأضحى

اترك تعليقاً