الكبد
يُعدّ الكبد أكبر أعضاء الجسم إذ قد يصل وزنه إلى كيلوغرام ونصف الكيلو، ويصل حجمه إلى ما يقارب حجم كرة القدم، ويقع في أعلى الجهة اليمنى من التجويف البطني، ويتكون من فصين أحدهما كبير الحجم يشغل ما يقارب ثلاث أرباع حجم الكبد الأساسي، والآخر صغير الحجم، ويُعدّ الكبد العضو المسؤول عن أغلب وظائف الجسم الحيوية، إذ إنّه المسؤول عن أيض وتخزين أغلب المغذيات كما يعزز عمل جهاز المناعة.
إنّ أهم وظائف الكبد في الجسم هي إزالة المواد السامة من مجرى الدم، إذ يُحوّل الأمونيا وهي المركب السام الناتج عن تكسر البروتين إلى مركبات أقل سُمية، فيستطيع الجسم التخلص منها عن طريق البول، وتسمى عندها اليوريا، كما يُخزن الكبد أغلب المغذيات الصغيرة من الفيتامينات الذائبة في الدهن والمعادن، ويساهم في تفعيل فيتامين د المتكون في الجلد عن طريق الأشعة البنفسجية بإضافة مجموعة هيدروكسيل للمركب غير النشط، كما يُخزّن الكبد الكميات الزائدة عن الحاجة من السكريات ليحولها للجلايكوجين ويخزنه لحين الحاجة. ويفرز الكبد بعض أهم أنزيمات الجسم مثل ناقل أمين الألانينAlanine transaminase، وفوسفاتاز قلويAlkalin phosphatase، وناقلة أمين الأسبارتات Alanine transaminase وناقلة الببتيد غاما غلوتاميل Gamma-glutamyltransferase ويطلق الكبد هذه الأنزيمات إما لنقل الأحماض الأمينية أو لتحفيز النمو كما هو في حال وفوسفاتاز قلويAlkalin phosphatase إذ يرتفع هذا الأنزيم في مراحل البلوغ أو في حالات الحمل، ويُعدّ ارتفاع هذه الأنزيمات في الدم مؤشرًا واضحًا على وجود خلل في وظائف وخلايا الكبد.
سبب زيادة أنزيمات الكبد
يُعدّ ارتفاع أنزيمات الكبد عن حدها الطبيعي في الدم مؤشرًا واضحًا على وجود التهابات في خلايا الكبد ومع ذلك فإنّ ارتفاع أنزيمات الكبد لا يُعدّ مؤشرًا خطيرًا وتتعدد أسباب ارتفاع أنزيمات الكبد لتشمل:
- الاستهلاك المستمر للأدوية المسكنة للآلام والتي تباع دون أي وصفات دوائية.
- تناول بعض الأدوية المتناولة لفترات طويلة، مثل: مجموعة الستاتينات المستخدمة لخفض نسب الكولسترول في الدم.
- التناول المستمر للكحوليات.
- فشل القلب.
- التهاب الكبد الوبائي بأنواعه مثل التهاب الكبد الويائي أ وب وج.
- السمنة .
- مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول.
- التهاب الكبد الكحولي الناتج عن شرب كميات كبيرة من الكحول.
- التهاب الكبد المناعي الناتج عن مهاجمة جهاز المناعة لخلايا الكبد.
- حساسية القمح، إذ قد يؤدي رد الفعل التحسسي تجاه بروتين القمح الجلوتين إلى ارتفاع أنزيمات الكبد.
- ارتفاع نسب الحديد المخزنة في الكبد.
- ارتفاع نسب النحاس المخزنة في الجسم.
المحافظة على صحة الكبد
تتعدد الوسائل التي يمكن اتباعها للحفاظ على صحة الكبد ومنها:
- المحافظة على وزن صحي: إنّ زيادة الوزن يمكن أن تتسبّب بعديد من أمراض الكبد، ومنها: مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول، ويمكن لخفض وزن الجسم أن يساهم مساهمةً فعالةً في خفض نسب الدهون في الكبد وحمايته من تطور المرض.
- تناول حمية غذائية متوازنة: يجب الحذر من تناول كميات عالية من الدهون أو تناول الوجبات الغذائية عالية السعرات والمليئة بالدهون المشبعة، وتجنب تناول أي من منتجات الأسماك غير المطبوخة، ويمكن وصف النظام الغذائي المناسب للكبد بأنّه نظام غني بالألياف الغذائية ومحتوٍ على كميات مناسبة من اللحوم الحيوانية وكميات مناسبة من منتجات الحليب قليلة الدهون، وكميات كبيرة من الماء توازي الاحتياج اليومي وتزيد عنه، إذ يُعدّ الماء أهم وسائل حماية الكبد.
*المحافظة على ممارسة التمارين الرياضية: يمكن لممارسة التمارين الرياضية دوريًّا أن يقلل من خطر ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الجسم؛ إذ تساهم الرياضة في حرق الدهون الثلاثية واستخدامها لإنتاج الطاقة.
- تجنب المواد السامة: تجنب التعرض للمواد السامة كالمنظفات أو المواد الكيميائية السامة أو التدخين يحمي الكبد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
- الامتناع عن المخدرات: وجدت الدراسات أنّ استخدام المواد المخدرة كالحشيش والهرويين والمارجوانا يساهم بشكل فعال في الإصابة بأمراض الكبد.
- الانتباه إلى كميات الأعشاب أو المكملات الغذائية المستهلكة: انتشرت في الأونة الأخيرة مكملات عديدة يُقال إنها تساهم في حماية الكبد ووقايته من الأمراض، ومن هذه المكملات الخرفيش الذي يُعدّ فعالًا في حماية الكبد ووقايته من الأمراض، وعلى الرغم من ذلك لا توجد دلائل واضحة فيما يخص استهلاك المكملات الغذائية والدوائية لحماية الكبد وقد تكون في بعض الحالات ضارةً على عكس المرجو منها.
- تناول الحد اليومي من القهوة:وجدت عديد من الدراسات بأنّ تناول القهوة المستمر يقي من الإصابة بمعظم أمراض الكبد وعلى الرغم من أنّ السبب الرئيس لذلك لا يزال مبهمًا إلّا أنّ العلماء يعتقدون بأنّ لمضادات الأكسدة الموجودة في القهوة دور فعال في حماية الكبد ووقايته من الأمراض.
