ظهور حبه في الابط

حبة الإبط

يُعدّ جلد الإبطين رقيقًا وحساسًا للغاية، ويحتوي على العديد من الغدد العرقية وبصيلات الشعر التي قد تتعرض للانسداد بسبب وجود البكتيريا داخل البصيلات، ولهذا السبب فإن ظهور الحبوب أو البثور أو الحالات الجلدية الأخرى على منطقة الإبط يعد أمرًا شائعًا وليس مثيرًا للقلق في أغلب الأحيان، وقد تختفي من تلقاء نفسها بعد مدّة، وتظهر نتيجة عدة أسباب، وقد تظهر حبوب الإبط على شكل حبوب صغيرة بلون الجلد مع عدم وجود أعراض مرافقة أخرى، أو قد تكون نتوءات حمراء ملتهبة مصاحبة للحكة والألم، أما في حال وجود إفرازات قيحية من حبوب الإبط يلزم ذلك المراجعة الطبية.

أسباب ظهور حبوب الإبط والوقاية منها

توجد جملة من الأسباب الروتينية والطبيعية نوعًا ما التي تؤدي إلى ظهور الحبوب تحت الإبط، وفيما يأتي ذكرها:

نمو الشعر تحت الجلد

تتسبب حلاقة شعر الإبط أو وسائل إزالة الشعر التقليدية الأخرى بنمو الشعر تحت الجلد وظهور حبوب الإبط، فعند نمو الشعر مرة أخرى بعد إزالتها فإنها تنمو منحنية أو ملتوية لتنغمد داخل الجلد، ويتسبب الجلد الميت بانسداد بصيلات الشعر ونمو الشعر باتجاه جانبي بدلًا من نموه نحو الأعلى، ويولد ظهور الشعر تحت الجلد في الأماكن الحساسة شعورًا مزعجًا، بالإضافة إلى عدد من الأعراض المصاحبة الأخرى مثل؛ الحكة، وتهيج والتهاب الجلد، وظهور إفرازات قيحية، ومن الجدير بالذكر أن البثور الظاهرة بسبب نمو الشعر تحت الجلد تختفي من تلقاء نفسها، وقد تتعرض للعدوى وقد تتحسن تلقائيًا، وفيما يأتي ذكر بعض العلاجات المتوافرة للشعر النامي تحت الجلد:

• تقشير الجلد بلطف لحثّ الشعر العالق تحت الجلد على الظهور.
• حلاقة الشعر بشفرة حلاقة ذات نصل فردي.
• الحلاقة باتجاه نمو الشعر وليس بالاتجاه المعاكس.
• وضع قطعة قماشية باردة بعد حلاقة الشعر.

الاحتكاك الجلدي

تتعرض منطقة الإبط إلى الاحتكاك باستمرار بسبب حركة الذراع للأمام والخلف مما يولد الاحتكاك الجلدي، وبسبب الاحتكاك بالأقمشة عند ارتداء ملابس ضيقة على منطقة الإبط، أو حمل حقيبة الكتف أو حقيبة الظهر، وقد ينتج عنه تجريح وتهيج والتهاب الجلد في منطقة الإبطين، مما يؤدي إلى انسداد المسامات الجلدية في تلك المنطقة وظهور الحبوب على الإبط، كما أن تعرق الإبطين ووضع مزيل العرق أو مزيل رائحة العرق قد يزيد من تفاقم الحالة.

حروق شفرة الحلاقة

يؤدي استخدام شفرة الحلاقة لإزالة شعر الإبطين باستمرار إلى زيادة عوامل الاحتكاك وتهيج جلد الإبطين الحساس، إذ قد تؤدي حلاقة شعر الإبطين إلى التسبب بظهور بثور وطفح متهيج أحمر اللون مصاحبًا للحكة والشعور المزعج، ولكن سرعان ما يختفي الطفح خلال عدة أيام، وتظهر حروق الحلاقة عند استخدام شفرة حلاقة غير حادة قديمة أو عدم استخدام مرطب لترطيب الجلد أثناء وبعد الحلاقة، مما يؤدي إلى ولوج البكتيريا داخل الجروح والشقوق الجلدية مسببًا عدوى والتهاب جلد الإبطين مثل البثور أو التهاب بصيلات الشعر التي تظهر على شكل حبوب تحت الإبطين.

الحالات الجلدية المرضية المسببة لحبوب الإبط وعلاجها

يوجد عدد من الحالات الجلدية المرضية المسببة لحبوب الإبط، وفيما يأتي ذكرها:

التهاب الغدد العرقيّة القيحيّ

يعرف التهاب الغدد العرقية القيحي بأنه إحدى الحالات الجلدية التي تتسبب بظهور بثور صغيرة مؤلمة تحت الجلد في الأماكن الأكثر عرضةً للالتهاب الجلدي التي تحتوي على الشعر الكثيف والغدد العرقية مثل؛ الإبطين، والمؤخرة، والثديين، ومنطقة بين الفخذين، وقد تبدأ هذه الحالة الجلدية خلال عمر البلوغ لتستمر لعدة سنوات مع تفاقم حالتها، ويعد السبب غير معروف، ولكنها تتطور عند انسداد بصيلات الشعر، ولكن الإصابة بالتهاب الغدد العرقية مرتبط بمستوى الهرمونات، والعامل الوراثي، ومشاكل جهاز المناعة، ومتلازمة الأيض، والوزن الزائد، والتدخين، ولا ترتبط الإصابة بهذه الحالة الجلدية بالنظافة الشخصية، وهي غير معدية نهائيًا، وتميل النساء للإصابة بها أكثر من الرجال، ومن الأعراض المصاحبة ما يأتي:

• الرؤوس السوداء: إذ تظهر الحبوب على شكل أزواج متجاورة ذات رؤوس سوداء.
• كتل مؤلمة بحجم حبة البازلاء: إذ يبدأ التهاب الغدد العرقية القيحي بظهور نتوء تحت الجلد مؤلم للغاية ويستمر لعدة شهور ثم تظهر عدة نتوءات.
• القنوات الجلدية: فمع مرور الوقت تتكون قنوات تحت الجلد بين البثور تتصاحب بإفرازات قيحية ذات رائحة كريهة تشفى ببطء شديد.

ويُعالج بالمضادات الحيوية الموضعية مثل الجينتامايسين أو الكليندامايسين، أو الفموية مثل الدوكسوسايكلين أو الريفامبين والكليندامايسين، أما في الحالات الشديدة والمتوسطة يصف الطبيب العلاجات البيولوجية الوريدية مثل أداليموماب أو إنفليكسيماب، بالإضافة إلى مسكنات الألم القوية، كما قد يلجأ الطبيب إلى عدة علاجات جراحية مختلفة حسب المرحلة المرضية، أو قد يلجأ إلى العلاج بالليزر وغاز ثاني أكسيد الكربون.

التهاب بصيلات الشّعر

يعد التهاب بصيلات الشعر من المشاكل الجلدية الشائعة، وقد تحدث في أيّ مكان في الجسم يحتوي على وبر الشعر أو الشعر، وخاصةً مناطق الرقبة، والمؤخرة، أو الإبطين، ويؤدي انسداد بصيلات الشعر وإصابتها بالعدوى البكتيرية للالتهاب خاصةً بكتيريا المكورات العنقودية التي تعد المسبب الرئيسي له، فعند ولوجها إلى طبقات الجلد الداخلية عبر الجروح والتشققات يؤدي ذلك إلى ظهور حبوب متورمة وحمراء أو بثور ممتلئة بإفرازات قيحية، بالإضافة إلى وجود العديد من العومل الأخرى المسببة لالتهاب بصيلات الشعر مثل؛ انسداد مسامات الشعر بفعل مستحضرات الجلد الزيتية، أو طرق إزالة الشعر التقليدية مثل الحلاقة والشمع وغيرها، وعدوى الجلد الفطرية، وأنواع البكتيريا الأخرى المتواجدة في حوض الاستحمام، ونمو الشعر تحت الجلد، وعدوى جريبات الشعر الفطرية، أو استخدام أدوية الستيرويد، إلى جانب أنه يحدث عند تضرر البصيلات بفعل ارتداء ملابس ضيقة أو الجروح الجلدية والحلاقة أو الضمادات اللاصقة، وفيما يأتي ذكر لجملة من العلاجات المتوافرة لتجنب الإصابة وعلاجها:

• تنظيف المنطقة المصابة بالماء الدافئ والصابون المضاد للبكتيريا ومسحها بمنشفة نظيفة في كل مرة.
• نقع قطعة قماش في محلول ملحي ممزوج بالخل الأبيض ومسحها على المنطقة المصابة.
• استخدام المستحضرات التي تحتوي على المضادات الحيوية والكورتيكوستيرويد.
• المضادات الحيوية الفموية الموصوفة في حالات العدوى البكتيرية، والمستحضرات المضادة للفطريات في حالات العدوى الفطرية.
• تجنب حكّ المنطقة المصابة وحلاقتها أو ارتداء الملابس الضيقة.
• وضع رغوة الحلاقة المخصصة وتركها لمدة 5-10 دقائق بعد غسل المنطقة بالماء الدافئ، ثم استخدام شفرة جديدة باتجاه نمو الشعر ووضع مرطب بعد الانتهاء من الحلاقة.

التهاب الجلد التماسي التحسسي

يحدث التهاب الجلد التماسي عند تحسس الجلد من أحد المواد أو المكونات الملامسة له، وقد يحدث ذلك في منطقة الإبط عند وضع مزيل العرق أو مزيل الرائحة أو المواد الصابونية أو منظفات الملابس، فتظهر نتوءات أو حبوب حمراء وطفح جلدي أحمر مثير للحكة الشديدة، وقد تظهر بثور ممتلئة في بداية الإصابة، لذا ينصح بتجنب مصدر الحساسية الجلدية المسبب لالتهاب الجلد التماسي، وقد يُجري الطبيب فحصًا جلديًا لتحديد المصدر المسبب للحساسية، وينصح بتناول مضادات الهيستامين للتخفيف من الحكة المصاحبة واستخدام كريمات الستيرويدات الموضعية للتخفيف من التفاعل الجلدي.

الدمامل

تُعرف الدمامل بالنتوءات الحمراء المؤلمة الناشئة عن إصابة الجلد بالعدوى البكتيرية في الأماكن المعرضة للرطوبة والاحتكاك مثل الإبطين وما بين الفخذين، فعند إهمال العلاج يستمر حجم الدمّل بالنمو لتزداد درجة الألم، فمع مرور الوقت قد تنفجر لتشفى تلقائيًا مع مرور الوقت، ولكن يجدر التنبيه بتجنب عصر الدمامل ومحاولة العبث بها، إذ يؤدي ذلك إلى تفاقم حدة العدوى والالتهاب، وينصح بوضع كمادات باردة عليها لتسريع عملية الشفاء، وعند انفجارها ينصح بدهنها بالجل البترولي وتغطيتها بشاش معقّم، وفي حال عدم تماثلها للشفاء خلال عدة أسابيع تجدر مراجعة الطبيب ليتخلص منها جراحيًا.

العدوى الجلدية الفطرية

تتعرض الأماكن الرطبة في الجلد مثل الإبطين إلى الإصابة بعدوى الفطريات وخاصةً بفطريات الكانديدا ألبيكانس، فعند الإصابة بها تظهر عدة بثور ونتوءات، وقد تظهر بثور حمراء ممتلئة، وينصح باستخدام المراهم المضادة للفطريات دون وصفة طبية ومراجعة الطبيب لتحديد العدوى الفطرية، إذ قد تتشابه مع العديد من الحالات الجلدية الأخرى.