الصحة النفسية

تعرف على أسباب كثرة التعرق تحت الإبط

تعرف على أسباب كثرة التعرق تحت الإبط

 

كثرة التعرق تحت الابط

يُعد التعرق أحد الاستجابات الحيوية الطبيعية التي تظهر على الجسم عند التعرض للحرارة العالية أو أثناء الشعور بالتوتر، وعادةً ما يكون هدف التعرق هو خفض حرارة الجسم أو ارجاعها إلى مستوياتها الطبيعية، لكن أحيانًا يُصاب البعض بكثرة التعرق ليس في منطقة الإبط فحسب، وإنما في الرقبة والقدمين أيضًا، وقد يشعر البعض منهم وكأنهم يعيشون داخل غرفة الساونا طيلة الوقت، وقد أطلق الباحثون على هذه المشكلة اسم فرط التعرق، وهي حالة تظهر عند 3% من السكان تقريبًا، ومن المعروف أن لكثرة التعرق آثارًا سيئة على رائحة الجسم، وهذا ينعكس بالطبع سلبًا على ثقة الفرد بنفسه وعلى علاقاته الاجتماعية أيضًا، ولقد اتفق العلماء على تصنيف فرط التعرق إلى نوعين رئيسيين؛ النوع الأول يُعرف بفرط التعرق الأولي، الذي ينشأ عن تهيّج نشاط الأعصاب المسؤولة عن السيطرة على وظائف الغدد العرقية، بينما يُدعى النوع الثاني بفرط التعرق الثانوي، الذي ينشأ عن الإصابة بأحد الأمراض البدنية؛ كالسكري، أو مشاكل الغدة الدرقية، أو مشاكل الجهاز العصبي، وبالطبع توجد أسباب أخرى كثيرة لفرط التعرق سترد في الأسطر اللاحقة.

أسباب كثرة التعرق تحت الإبط

صنف العلماء كثرة أو فرط التعرق إلى نوعين رئيسيين كما ورد مسبقًا، ويمكن شرح أسباب كِلا النوعان بمزيدٍ من التفصيل على النحو الآتي:

  • فرط التعرق الأولي: اعتقد الباحثون في الماضي أن سبب التعرق الأولي له علاقة بالحالة النفسية والعاطفية لدى الفرد، وبأنه يظهر فقط عند الأفراد المصابين بالقلق والتوتر، لكن توصلت الأبحاث الحديثة إلى احتمالية أن يكون هذا الأمر ليس دقيقًا تمامًا، بل رأت بعض الأبحاث أن العلاقة عكسية، أي أن الشعور بالتوتر والقلق يظهر عند المصابين بكثرة التعرق بسبب كثرة التعرق وليس العكس، وقد أظهرت الدراسات أن للجينات المتوارثة أدورًا محتملة في ظهور مشكلة التعرق الأولي عند البعض، وهذا قد يفسر حقيقة أن فرص ظهور هذه المشكلة تزداد عند الأفراد الذين لديهم إخوان او آباء مصابون بفرط التعرق الأولي من قبل، وعلى العموم فإن أسباب فرط التعرق الأولي تبقى مجهولة بنظر الكثير من العلماء والباحثين، لكن كما ورد مسبقًا قد يرجع السبب إلى تهيج أو الحساسية المفرطة للأعصاب المرتبطة بالغدد العرقية.
  • فرط التعرق الثانوي: تمكن العلماء والباحثون من الكشف عن وجود الكثير من الأمراض المشاكل البدنية التي يُمكنها أن تؤدي إلى فرط التعرق الثانوي، منها الآتي:
    • إصابات الحبل الشوكي.
    • كثرة استهلاك المشروبات الكحولية.
    • التعرض للمواقف المثيرة للقلق.
    • الإصابة بالسكري.
    • الإصابة بالنقرس.
    • الإصابة بأحد أمراض القلب.
    • الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
    • الإصابة بضخامة النهايات أو العرطلة.
    • المعاناة من السمنة.
    • الإصابة بمرض باركنسون.
    • المرور بأشهر الحمل.
    • الإصابة بالفشل التنفسي.
    • الإصابة ببعض أنواع السرطانات.
    • الإصابة ببعض أنواع العدوى؛ بما في ذلك السل والإيدز.
    • تناول بعض أنواع الأدوية؛ كبعض أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب.
    • الإدمان على المخدرات.
    • الوصول إلى سن اليأس عند النساء.

وعلى أية حال، يجب التذكير هنا بأن التعرق هو أمرٌ طبيعيٌ في الأجواء الحارة، أو عند ممارسة الأنشطة البدنية، أو عند الإصابة بالحمى، أو أثناء التعرض للمواقف المثيرة للقلق، لكن تكمن المشكلة عندما يظهر العرق بكثافة في موقف لا يستدعي التعرق أصلًا؛ كالتواجد –مثلًا- في غرفة فيها مكيفات هوائية باردة أو أثناء الجلوس ومشاهدة التلفاز، وفي الحقيقة يصل الأمر أحيانًا ببعض المصابين بفرط التعرق إلى التبليغ عن ظهور علامات هذه المشكلة لديهم أثناء السباحة في البرك المائية.

مضاعفات كثرة التعرق تحت الإبط

يؤدي إهمال مشكلة كثرة التعرق تحت الإبط إلى زيادة في خطر الإصابة ببعض المضاعفات السيئة للغاية، منها الآتي:

  • الثآليل الجلدية: تنمو أو تتشكل الثآليل الجلدية بسبب الإصابة بأحد أنواع الفيروسات التي تُدعى بالفيروسات الحليمية البشرية.
  • الطفح الجلدي: تتسبب كثرة التعرق أحيانًا في ظهور طفح جلدي وحكة، وهذا الأمر يحدث غالبًا بسبب انسداد قنوات العرق تحت الجلد.
  • المشاكل النفسية: لا يخفى عن أحد ان لكثرة التعرق آثار سلبية على الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية خاصة في بيئة العمل، وهذا الأمر قد يؤدي إلى انعزال المصاب أو شعوره بالتوتر العاطفي.

تشخيص فرط التعرق

يبدأ تشخيص هذه الحالة من خلال الفحص السريري، وإلقاء نظرة عن كثب على المناطق التي يعاني منها المصاب بفرط التعرق، كما يسأل الطبيب المريض عدة أسئلة تفيد في الكشف عن سبب هذه الحالة، ويحتاج بعض المصابين للخضوع إلى عدة اختبارات كاختبار التعرق من خلال بودرة اليود التي تتمثل بتغطية منطقة ما من الجلد بوضع بودرة اليود عليه ويتغير لونها إلى اللون الأزرق الغامق في حالة فرط التعرق. كما قد يحتاج التشخيص لعدة فحوصات أخرى مثل فحص الدم، والتصوير المقطعي.

علاج كثرة التعرق تحت الإبط

تؤدي زيادة إفراز العرق تحت الإبطين إلى عدم الشعور بالاطمئنان، إذ تحد هذه الحالة من النشاط الاجتماعي للمصاب، ويعدّ علاج هذه المشكلة أمرًا ضروريًا حتى يزيد ثقة الشخص بنفسه ويشعره بالراحة، لذلك لا بد من علاج هذه المشكلة، ومن العلاجات المتبعة لحل مشكلة فرط التعرق ما يلي:

  • مضادات العرق المتخصصة: يصف الطبيب مضادات العرق التي تحتوي على كلوريد الألومنيوم لعلاج حالات فرط التعرق الخفيفة والمتوسطة.
  • الإرحال الأيوني: يُجرى هذا الإجراء من خلال جهاز يرسل تيارًا كهربائيًا خفيف المستوى إلى اليدين أو القدمين أو تحت الإبطين، ويسد هذا التيار الغدد العرقية مؤقتًا.
  • الأدوية المضادة للكولين: تريح هذه الأدوية من التعرق المفرط في كافة أنحاء الجسم، إذ تمنع هذه الأدوية عمل الاستيل كولين، وهو المركب الكيميائي الذي يفرزه الجسم لتحفيز الغدد العرقية، وقد تحتاج هذه الأدوية إلى أسبوعين قبل أخذ مفعولها، ومن آثارها الجانبية الإمساك والدوار.
  • البوتوكس (سم البوتولينوم): تستخدم حقن البوتوكس في علاج فرط التعرق الشديد، إذ يسد البوتوكس الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية، ويحتاج المصاب إلى عدة حقن لكي تظهر فاعلية هذا العلاج.
  • العملية الجراحية: تجرى العملية الجراحية لعلاج فرط التعرق الحاصل في منطقة تحت الإبطين، وتتضمن هذه الجراحة خيارين الأول، إزالة الغدد العرقية من تحت الإبطين، والثاني قطع الأعصاب التي ترسل الإشارات إلى الغدد العرقية.

الوقاية من كثرة التعرق تحت الإبط

يتحدث الخبراء عن وجود الكثير من الأساليب والعلاجات الطبيعية والعادية للوقاية من مشكلة كثرة التعرق تحت الإبط، منها الآتي[:

  • استخدام مضادات العرق الموضعية: تتوفر أنواع طبية من مضادات العرق القوية القادرة ليس فقط على إلغاء أو التخلص من رائحة العرق، وإنما على منع نزول العرق أصلًا عبر قتل البكتيريا ومنع الغدد العرقية من إفراز العرق، ويمكن الحصول على الكثير من أنواع هذه المضادات دون الحاجة لوصفة طبية.
  • حلاقة تحت الإبط: يُمكن لحلاقة الشعر المتواجد تحت الإبط أن تكون حلًا لا بأس به لتحفيف حدة التعرق؛ لأن الشعر أصلًا يزيد الرطوبة، وقد تُساعد الحلاقة على تخفيف حدة الروائح المنبعثة من هذه المنطقة أيضًا.
  • تجنب الأطعمة المؤدية للتعرق: يجهل الكثيرون أن لبعض الأطعمة تأثيرٌ على وظيفة التعرق في الجسم، خاصة الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من الألياف الغذائية؛ لأن هذه الأطعمة تدفع الجهاز الهضمي إلى العمل بجهد أكبر، ومن الأطعمة الأخرى التي يُمكنها أن تكون سببًا في كثرة التعرق كل من البصل، والثوم، والأطعمة المبهرة، والأطعمة المصنعة، ومشروبات الكافايين، والأطعمة الدهنية، والمشروبات الكحولية، والآيس كريم.
  • التركيز على الأطعمة المناسبة: توجد بعض أنواع الأطعمة التي تمتاز بمفعول معاكس للأطعمة التي وردت مسبقًا، أي أنها تُساهم في خفض نسب العرق في الجسم، ومن بين هذه الأطعمة -مثلًا- الموز، واللوز، وزيت الزيتون، والشوفان، والبطاطا الحلوة، والخضروات والفواكه الغنية بالماء؛ كالبطيخ، والباذنجان، والملفوف، والسبانخ، فضلًا عن الأطعمة الغنية بالكالسيوم؛ كالألبان والحليب.
  • أساليب أخرى: تشتمل بعض الأساليب الأخرى المناسبة لغرض الوقاية من مشكلة كثرة التعرق تحت الإبط على: التركيز أكثر على شرب الماء، وارتداء الملابس الواسعة أو الفضفاضة، والتوقف عن التدخين، والتعود على الانتظار لبعض الوقت قبل ارتداء الملابس بعد الاستحمام.
السابق
نزول دم مع البلغم
التالي
ظهور حبه في الابط

اترك تعليقاً