الصحة النفسية

علاج ألم الأذن

علاج ألم الأذن

ألم الأذن

يُعدُّ وجع الأذن أحدَ الأعراض الشّائعة الدّالة على حدوث اضطرابٍ أو مشكلةٍ في الأذن أو في مناطق أخرى من الرّأس؛ إذ يُمكن لهذا الوجع أن يكون ناجمًا عن حدوث التهابات في الأذن الخارجيّة، أو الوسطى، أو الدّاخلية، وقد ينجمُ أحيانًا عن الإصابة بالتهابات جلديّة أو عن التّعرُّض لإصابة مباشرة، كما يُمكنُ لأعراضٍ أخرى أن تُصاحبَ هذا الوجع؛ كالحمّى، وألم الفكين، والتهاب الحلق، والدّوخة، وقد لا يوجدُ مفرٌ أحيانًا إلا الحصول على رعاية طبيّة عاجلة لإيقاف هذا الوجع، بينما قد يُعالجُ هذا الوجع في بعض الأحيان عبر اللجوء إلى العلاجات المنزليّة البسيطة أو بتناول الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية. ويشيرُ الخبراءُ إلى شيوع المعاناة من وجع الأذن بنسبة أكبر بين الأطفال الصّغار، وقد يحدثُ ذلك عندهم بالتّزامن مع نمو الأسنان، كما لا يغيبُ عن الخبراء التّذكير بأنّ حالاتٍ كثيرةٍ من ألم الأذن وفقدان السّمع هي ناجمةٌ عن تراكم الكثير من شمع الأذن لا غير.

علاج ألم الأذن

إن كان وجعُ الأذن ناجمًا عن إصابتها بالالتهاب، فسيصفُ الطّبيب المضادات الحيويّة (التي تُتناول عن طريق الفم)، أو قطرات الأذن، وفي بعض الحالات سيصف كليهما، وينبغي على المريض عدم التّوقف عن تناول الأدوية حال ظهور بوادر تحسن عليه؛ إذ إنّ من الضّروري استكمال وصفة الطّبيب لضمان زوال التهاب الأذن كليًا، أمّا إن كان تراكم الصَّملاخ ( مادة شمعية) في الأذن هو السبب وراء وجع الأذن، فقد يُوصَف للمريض قطرة أذن لتطريته، ممّا قد يتسبّب بسقوطه وحده، أو قد يُنظفُ الطّبيب الأذن من خلال عملية تُعرَف بالرَّحض (أو الغسل)، أو قد يلجأ إلى استعمال أداة لشفط الصملاخ، وإن كان وجع الأذن غير حادٍّ، أو كان المصابُ ينتظرُ الدّواء حتى يُعطِي مفعوله، فقد يرغب باتباع الوصفات المنزليّة لتخفيف وجع الأذن، وفيما يلي بعض منها:

  • مسكنات الآلام: تنصحُ الأكاديميّة الأمريكيّة لطبِّ الأطفال بتناول مسكِّنات الألم كالايبوبروفين، والأسِيتامينُوفين لتخفيف الألم الذي يصاحب التهاب الأذن الوسطى الحاد، فهي لا تلحقُ الضّررَ سواءً تُناولها الشّخص مع المضادات الحيوية أو دونها، ولكن يجب على متناوليها الالتزام بجرعات الدّواء المكتوبة على الوصفة، أضف إلى أنّ هذه المسكنات تخفّف من حدّة الحمى. ويجب استشارة الطّبيب بخصوص المقدار المناسب من الجرعات للأطفال، وينبغي ألّا يتناول الأطفال دون سنّ السادسة عشرة الأَسْبِرِين.
  • الكمادات الباردة أو الدافئة: يستخدم المرضى عادةً أكياس الثلج أو الكمادات كقِرْبة ساخنة أو فوطة مبلَّلة لتخفيف الألم، ويمكن فعل ذلك أيضًا لتخفيف وجع الأذن، ولا يحدث هذا العلاج ضررًا على الأطفال والبالغين، فما على الشخص فعله هو وضع كيس من الثّلج أو كمادة دافئة على الأذن مع التّعاقب بينهما كلّ 10 دقائق، وإن كان الشخص يفضّل أيّ منهما، فيمكنه استخدام إمّا الكمادات الباردة أو الدافئة.
  • زيت الزيتون: لقد استخدم زيت الزيتون في الطّب الشّعبي لعلاج وجع الأذن، وعلى الرّغم من أنّه لا يوجد دليلٌ علميٌّ قاطع بأنّ تقطير زيت الزيتون في الأذن يمكن أن يُسكِّن الألم، إلّا أن تقطيرَ الأذن ببضع قطرات دافئة منه لا يشكّل خطرًا، بل قد يكون فعالاً إلى حدّ ما وفقًا للأكاديمية الأمريكيّة لطبِّ الأطفال، ومع ذلك فلعلّ مناقشة هذا العلاج مع الطّبيب فكرة حسنة قبل أخذه (وبخاصة للأطفال)، ويجب الحرص على ألّا تكون حرارة زيت الزيتون أشدُّ ارتفاعًا من درجة حرارة الجسم؛ وذلك بالاستعانة بمقياس حرارة؛ لأنَّ ذلك يجنِّب طبلة الأذن من الإصابة بالحُرقة.
  • قطرات الأذن المستخلصة من مواد طبيعية: تُعدُّ القطرة الطّبيعيّة من خُلاصة الأعشاب، ويمكن الحصول عليها من الصّيدليات، وقد كشفت دراسة أجريت عام 2001، أنّ قطرات الأذن التي تشتملُ على زيت الزّيتون كمقومٍ أساسيّ، وخلاصة الأعشاب يمكن أن تكون بقدر فعالية قطرات الأذن التقليدية، بل وحتى أكثر فعالية منها.
  • المعالجة اليدوية: وذلك بقيام المُعالج اليدوي بتقويم العمود الفقري للمصاب، الذي قد يجدُ في ذلك تخفيفًا لوجع أذنه بقدر ما يخفّف ذلك وجع ظهره، فقد بيّنت دراسة، أجريت عام 1996، أن 93% من بين 46 طفلاً قد طرأ عليهم تحسن على إثر إجراء التّقويم باليد، وأن 43% منهم شهدوا تحسن بعد جلسة أو جلستين فقط، وولكن لا يوجد دراسات سريريّة طويلة الأمد تثبت فعاليّة المعالجة اليدويّة في انخفاض وجع الأذن.
  • عدم تركيز الضغط على الأذن الموجوعة أثناء النوم: إنَّ بعضَ وضعيات النّوم سيزيدُ من حدّة الوجع، وبعضها الآخر سيخفّف منها، ومن هنا يجب أن تكون وضعية الأذن المصابة متجهةً نحو الأعلى وليس نحو الأسفل وذلك بوضعها على المخدة؛ لأنّ ذلك يساعد على أن تجفَ الأذن بصورةٍ أفضل، ويمكن النّوم أيضًا بوضعية أن يكون الرّأس مرفوعًا بالاستعانة بمخدات إضافية ويساعد ذلك على أن تجفَ الأذنين أسرع.
  • التدليك: يجدُ الكثيرون بأنّ للتّدليك الخفيف قدرةً على تقليل حدّة وجع الأذن الناجم عن مشاكل الأسنان والفكين، وعادةً ما يتضمّنُ التّدليك مساجًا لطيفًا للمنطقة التي يشعر عندها الفرد بالألم والعضلات المحيطة بها.
  • زيت شجرة الشاي: يمتلكُ زيتُ شجرة الشّاي خصائصَ مضادة للبكتيريا والفطريات، لذلك فإنّ البعضَ بات ينصحُ بوضع قطراتٍ منه داخل الأذن لتقليل الألم والانزعاج.
  • الثوم والبصل: ينصحُ البعضُ بالثّوم عبر تناوله مباشرةً أو عبر أخذه على شكل قطرات توضع مباشرةً في الأذن، ويرجع ذلك إلى احتواء الثّوم على مواد كيميائيّة قادرة على محاربة المكروبات المسؤولة عن الالتهابات ووجع الأذن، وهذا الأمرُ ينطبقُ أيضًا على البصل، لكن كِلاهما لا يُغنيان عن الأدوية الخاصة بعلاج التهابات الأذن، ولقد استخدم الثوم قديمًا في الطّبِّ الشّعبي لتخفيف الآلام، وتشيرُ بعض الأبحاث إلى أنّه يمتازُ بخصائص مضادة للجراثيم، التي في وسعها مقاومة الالتهابات، ويجب ألّا يستخدمه المريض عوضًا عن المضادات الحيويّة التي أوصى بها الطبيب ، ولكن أن يضعَ في عين الاعتبار ضمه إلى الحميّة التي يتبعها عسى أن يتماثلَ للشّفاء بسرعة، وللوقاية من التهابات الأذن، ينبغي محاولة تناول فصٍّ من الثّوم يوميًا. بالإضافة إلى أنَّ قطرة الثّوم قد تسكِّن الألم، وتمنع تفاقم الالتهاب، وتُجهّزُ هذه القطرة بتحمية فص أو فصين من الثوم بملعقتين من الخردل أو زيت السيرج إلى أن يصبح لون الثوم أسمرًا، ثمَّ يُصفَّى المزيج، ويُقْطَر منه قطرة أو قطرتين في كلتي الأذنين.
  • الجراحة: يلجأُ الأطباءُ إلى الخيار الجراحي لعلاج التهاباتِ الأذن الوسطى المزمنة أو لعلاج المشاكل الوظيفيّة الخاصة بالقناة التي تصلُ الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي، وعادةً ما يُطلق الأطباء اسم “بضع الطبلة” للإشارة إلى هذا النوع من العمليات، وهي تتضمّن إحداث ثقبٍ صغير في طبلة الأذن يهدف إلى تقليل مستوى الضّغط وتفريغ الأذن من السّوائل المسؤولة عن وجع الأذن.
  • علاجات أخرى: يُمكن للفرد علاج وجع الأذن عبر تكرار مصِّ أصابع الحلوى؛ لأنّ المصَ يُساعدُ على تخفيف الضّغط الواقع على القناة التي تصل الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي، كما أنّ البعضَ ينصح بالحرص على علك العلكة والنّوم على الأريكة بدلاً من الاستلقاء على الظهر من أجل الوصول إلى نفس الغاية.

الوقاية من وجع الأذن

باستطاعة الفرد تجنب وجع الأذن الناجم عن تراكم شمع الأذن أو التهاب الأذن الخارجيّة عبر اتباعه ما يلي من الأمور:

  • استعمال المنتجات الخاصة بإزالة شمع الأذن ضمن المعقول في حال المعاناة من تراكم شمع الأذن.
  • الذّهاب إلى الطبيب لإزالة تراكمات شمع الأذن كل 12 شهرًا.
  • تجنب التدخين، ومثيرات الحساسية، ومصادر الأصوات العالية، والحفلات الموسيقية الصّاخبة.
  • ارتداء سدادات الأذن أثناء السباحة.
  • تجنب وضع الأصابع أو المناشف داخل الأذن بعد السباحة.

أعراض ألم الأذن

تشمل الأعراض الرئيسة لآلام الأذن الشعور بأوجاع فيها، وضعف حاسة السمع وخروج سائل من الأذن، وهناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تكون مؤشرًا على حالة خطيرة يعاني منها الإنسان، وهي تشمل الشعور بألم شديد في الأذن، والدوخة، والصداع الشديد، والانتفاخ في المنطقة حول الأذن وخروج الدم أو القيح منها، فإذا عانى الإنسان من الأعراض السابقة، عندئذ يتحتم عليه مراجعة الطبيب الاختصاصي فورًا، يجب أيضًا استشارة الطبيب إذا تفاقمت آلام الأذن أو لم تتحسن خلال 24 إلى 48 ساعة، ويجدر التنويه إلى ضرورة طلب الرعاية الطبية الفورية عند المعاناة من ألم شديد يتوقف فجأة؛ إذ يمكن أن يكون هذا علامة على تمزق طبلة الأذن.

أسباب ألم الأذن

توجد أسباب عديدة كامنة وراء شعور الإنسان بآلام الأذن، سواء أكان ذلك في الأذن الخارجية أم الوسطى أم الداخلية، وعلى العموم، يمكن أن يشعر الشخص بالآلام نتيجة إصابة الأذن بالالتهاب أو العدوى، فالسبب الأكثر شيوعًا لآلام الأذن هو التهاب الأذن، سواء الوسطى أو الخارجية أو الداخلية، وتشمل الأسباب الشائعة الآخرى لآلام الأذن ما يلي: التغييرات في ضغط الهواء، أوتراكم الشمع في الأذن، ودخول جسم غريب إلى الأذن، وبكتريا الحلق، والتهابات الجيوب الأنفية، وبقاء بعض الشامبو في الأذن، أما الأسباب الأقل شيوعًا لآلام الأذن فتشمل ما يلي: آلام الأسنان، والتهاب المفاصل الذي يصيب الفك، ومتلازمة الصدغ الفكي، وثقب طبلة الأذن، وارتداء جهاز تقويم الأسنان، والأكزيما في القناة الأذنية السمعية والتهاب العصب الثالث.

السابق
مرتكزات حسن إدارة السيولة في المصارف الإسلامية
التالي
التوبة من المال الحرام والمكتسب من شركات التأمين التجارية

اترك تعليقاً