الصحة النفسية

علاج ارتفاع اليوريك اسيد

علاج ارتفاع اليوريك اسيد

ارتفاع اليوريك أسيد

يشتهر اليوريك أسيد (Uric Acid) بكونه أحد الفضلات الموجودة في الدم نتيجة لتحطيم مركبات كيميائية تُدعى بالبيورينات (Purines)، التي تتواجد أصلًا في أنواعٍ كثيرة من الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك اللحوم الحمراء، وأعضاء الحيوانات الداخلية، والكحوليات، وشراب الذرة الغني بالفركتوز، فضلًا عن المأكولات البحرية؛ كالجمبري، والسلمون، والسردين، والسلطعون، ويُمكن لارتفاع مستوى اليوريك أسيد أن يؤدي إلى تشكل بلورات من اليوريك أسيد داخل البول، أو حتى داخل المفاصل العظمية، وهذا يؤدي إلى الإصابة بمرض النقرس، الذي ينتمي إلى فئة التهابات المفاصل المؤلمة، كما يُمكن لبلورات اليوريك أسيد أن تتراكم داخل الكليتين وتؤدي إلى الإصابة بحصى الكلى، وللأسف قد يتسبب ارتفاع اليوريك أسيد في الإصابة بمشاكل دائمة في العظام والمفاصل وربما الكلى أو القلب أو الكبد عند إهمال علاجه، وهذا يدفع بالكثيرين إلى البحث جديًا عن علاجات لهذه المشكلة، سواء كانت علاجات طبية أو منزلية، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

علاجات طبية لارتفاع اليوريك أسيد

يُمكن لبعض المرضى أن يُعانوا من ارتفاع اليوريك أسيد دون أن يتسبب ذلك في إصابتهم بمرض النقرس، وفي الحقيقة فإن أغلب المصابين بارتفاع اليوريك أسيد لا تظهر لديهم أعراض النقرس أصلًا، وما زال هنالك الكثير من الغموض حول أسباب ظهور أعراض النقرس عند بعض المصابين وعدم ظهورها عند مصابين آخرين بنفس المشكلة، ومن الجدير بالذكر أن الأطباء لا يرون داعٍ أصلًا لتقديم العلاجات الطبية للمصابين الذين لم تظهر عليهم أعراض ارتفاع اليوريك أسيد، وقد يكتفي أطباء آخرون بالنصح باتباع العادات الغذائية الحياتية فقط لدى هؤلاء المرضى.

لكن في حال أدى ارتفاع اليوريك أسيد إلى الإصابة بالنقرس وظهور نوبة شديدة أو حادة من هذا المرض لدى المريض، فإن من الأفضل حينئذ التواصل مع الطبيب واستخدام الثلج لوضعه فوق المفاصل أثناء فترة انتظار العلاج، وغالبًا ما سينتظر الطبيب حتى تلاشي نوبة النقرس قبل تزويد المريض بالأدوية القادرة على خفض مستويات اليوريك أسيد في الجسم؛ لأن إعطاء هذه الأدوية مباشرة يُمكن أن يزيد من حدة أو شدة نوبة النقرس ويؤدي إلى خفض مستويات اليوريك أسيد أكثر من اللازم، ومن بين الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج ارتفاع اليوريك أسيد الآتي:

  • الألوبيورينول (Allopurinol): يأتي هذا الدواء على شكل حبوب دوائية، وهو قادرٌ على خفض إنتاج الجسم من اليوريك أسيد، وغالبًا ما ينصح الأطباء بأخذه تدريجيًا وليس بجرعات كبيرة في المرات الأولى.
  • الفيبوكسوستات (Febuxostat): يبدأ المريض بأخذ هذا الدواء بجرعات قليلة ثم تزداد هذه الجرعات تدريجيًا كما هو حال الدواء السابق، وهو يأتي أيضًا على شكل حبوب دوائية.
  • البروبينسيد (Probenecid): يدفع هذا الدواء الكليتين إلى العمل بجهد أكبر للتخلص من اليوريك أسيد، وهو يأتي على شكل حبوب دوائية ويجب أخذه مرتين في اليوم.
  • البغلوتيكاز (Pegloticase): يلجأ الطبيب إلى هذا الدواء عند فشل الأدوية التقليدية الأخرى في علاج ارتفاع اليوريك أسيد؛ وذلك لقدرته على خفض مستوى اليوريك أسيد بسرعة كبيرة، وعادةً يكون إعطاؤه واجبًا للمريض عبر الحقن الوريدي ولمرة واحدة كل أسبوعين.

علاجات منزلية لارتفاع اليوريك أسيد

توجد الكثير من العلاجات والأساليب المنزلية البسيطة التي يُمكن الاستعانة بها لخفض مستويات اليوريك أسيد في الجسم، مثل:

  • الحد من الأطعمة الغنية بالبيورينات: بما أن ارتفاع اليوريك أسيد في الجسم يرجع أساسًا إلى تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات، فإنه لابد من التوقف عن تناول هذه الأطعمة لإيقاف العملية في بدايتها، لكن الكثير من الأطعمة الغنية بالبيورينات هي أيضًا أطعمة مفيدة وربما أساسية، وهذا يعني تقليل تناول هذه الأطعمة وليس الابتعاد نهائيًا عنها، ومن بين أنواع الأطعمة الغنية كثيرة بالبيورينات، الآتي:
    • اللحوم البرية، بما في ذلك لحم الغزال.
    • سمك التونة، والسردين، والمحار، والأنشوجة، والسلمون المرقط.
    • الأطعمة الدهنية؛ بما في ذلك اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان.
    • الأطعمة السكرية والكحوليات.
  • التركيز على تناول الأطعمة قليلة البيورينات: يؤدي التركيز على هذه الأطعمة إلى منع زيادة اليوريك أسيد وربما تقليل مستواه أيضًا، ومن بين الأطعمة التي تمتاز بكونها قليلة البيورينات؛ الخضراوات، والفواكه، والفول السوداني، والبطاطا، وخبز الحبوب الكاملة، فضلًا عن القهوة.
  • الوصول إلى الوزن المثالي: يُساهم الوزن المثالي في الحد من نوبات النقرس الناجمة عن ارتفاع مستوى اليوريك أسيد، خاصة عند فئة الشباب، كما لا يخفى عن أحد أن للسمنة ارتباطًا بأمراض القلب والكوليسترول، لكن يجب التذكير بأن فقدان الوزن السريع يؤدي إلى زيادة اليوريك أسيد بدلًا عن تقليله.
  • الحصول على مكملات فيتامين ج: أظهرت الدراسات العملية أن أخذ مكملات فيتامين ج يُساهم في الحد من خطر الإصابة بالنقرس، كما تحدثت بعض المراجعات العلمية عن مقدرة مذهلة لفيتامين ج فيما يخص خفض مستويات اليوريك أسيد.
  • التركيز على تناول الكرز: أشارت نتائج بعض الدراسات الأولية إلى وجود قدرة للكرز على الحد من فرص ظهور نوبات النقرس، خاصة لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ سابق مع المرض.

نصائح للوقاية من ارتفاع اليوريك أسيد

في حال كان مرض النقرس منتشرًا بين أفراد العائلة، فإن من الأنسب للرجال تحديدًا التوقف أو الحد من تناول الأطعمة الدهنية والكحوليات والأطعمة الأخرى التي تؤدي إلى زيادة مستوى اليوريك أسيد، فضلًا عن الالتزام بشرب الكثير من الماء لمنع إصابتهم بحصى الكلى، وقد يكون من الأفضل كذلك إجراء فحوصات الدم والبول للتحقق من مستويات اليوريك أسيد، وقد ينصح الأطباء بإعطائهم بعض الأدوية القادرة على منع حصول ارتفاع في اليوريك أسيد لديهم.

مَعْلومَة

ينظر الخبراء إلى مرض النقرس الناجم عن ارتفاع مستوى اليوريك أسيد بصفته أقدم نوع معروف من أنواع التهابات المفاصل، وقد وصفه الناس منذ القرن الخامس قبل الميلاد تقريبًا، وهنالك من أطلق على هذا المرض اسم “مرض الملوك”؛ وذلك بسبب ارتباطه بالتناول المفرط لطعام الأغنياء والكحول، لكن وفي عام 2011 أثبت العلماء أن مرض النقرس لا يقتصر على طبقة اجتماعية أو مادية معينة، وإنما يُمكن أن يظهر لدى الجميع نتيجة لمشاكل أيض اليوريك أسيد كما ورد مسبقًا.

السابق
ما حكم التأمين على الاستثمار والصادرات في الشركات الإسلامية؟
التالي
علاج نقص الصوديوم في الدم

اترك تعليقاً