الصحة النفسية

علاج الحروق

علاج الحروق

الحروق

يعد الجلد من أجزاء الجسم التي تلعب دورًا مهمًا في حماية أعضاء الجسم الداخلية، وتنظيم السوائل ودرجة حرارة الجسم، وفي حال تعرض الجلد لأي إصابة أو أمراض فإن ذلك يؤثر سلبًا على وظيفته، وتعد حروق الجلد من الحالات المرضية الشائعة والتي تسبب تلفًا وضررًا بالأنسجة، وتختلف الأسباب المؤدية إلى حدوث حروق بالجلد؛ كالتعرض للإشعاع أو الحرارة، أو التعرض المفرط للشمس، أو الإتصال الكيميائي أو الكهربائي، وتتراوح حدة الحروق بين الحروق الخفيفة والبسيطة التي يمكن معالجتها في المنزل إلى الحروق الشديدة التي قد تهدد حياة المصاب وتستلزم عناية طبية فورية، وسيتناول هذا المقال كيفية علاج حروق الجلد بالاعتماد على درجة الحرق.

علاج الحروق

حروق الدرجة الأولى

تسبب حروق الدرجة الأولى ضررًا بسيطًا في الجلد، وتسمى أيضًا بالحروق السطحية؛ لأنها تؤثر فقط على الطبقة الخارجية من الجلد، وتتمثل علامات حروق الدرجة الأولى بالاحمرار والالتهاب الطفيف وألم وجفاف الجلد ثم تقشّره خلال بضعة أيام، وتختفي العلامات والأعراض خلال 10 أيام، ويبدأ الحرق بالالتئام دون ترك أي آثار أو ندوب بعده، وغالبًا ما تُعالج حروق الدرجة الأولى في المنزل، ولكن في حال تأثير حروق الدرجة الأولى على طبقة واسعة من الجلد أو وصول الحروق لأماكن حساسة، مثل: الركبة، أو الكاحل، أو القدم، أو الكتف، أو الكوع، أو الساعد، أو الوجه يجب زيارة الطبيب، ومن طرق علاج هذه الحروق ما يأتي:

  • نقع الجلد في ماء بارد لمدة تتراوح بين 5-15 دقيقة، مع ضرورة التنبيه إلى عدم استخدام الثلج مكان الحرق تجنبًا تفاقم الحرق.
  • وضع جل الصبّار أو الكريمات التي تحتوي على مخدّرٍ موضعيٍ كالليدوكائين لتهدئة مكان الحرق وتخفيف الألم.
  • استخدام المضادات الحيوية الموضعية أو الكريمات المحتوية على العسل والتي تسهم في تسريع الئتام الحرق وتجديد الجلد التالف والتخفيف من جفاف الجلد.

ويجدر بالذكر أن الشمس تسبب حروقًا من الدرجة الأولى، وفي حال تكرار الحروقات التي تسببها الشمس يؤدي ذلك مستقبلًا إلى حدوث سرطان الجلد، لذلك يجب أخذ الحيطة عند التعرُّض لأشعة الشمس واستخدام الواقي الشمسي.

حروق الدرجة الثانية

تعد حروق الدرجة الثانية أكثر خطورة من حروق الدرجة الأولى؛ وذلك لتفاقم الحرق وامتداده للطبقات العميقة للجلد مسببًا تلفها وضررها، ويعد ظهور الفقاعات أو التقرح من أهم العلامات التي تشير على الإصابة بحروق الدرجة الثانية، بالإضافة إلى الاحمرار الشديد للجلد وتقرحه، مع ظهور بعض الإفرازات من الأنسجة المصابة بالحرق، خاصةً عند انفجار الفقاعات، الأمر الذي يستلزم تنظيف منطقة الحرق جيدًا وتضميدها لتسريع التئامها ومنع الإصابة بالعدوى، ويمكن معالجة حروق الدرجة الثانية باتباع ما يأتي:

  • وضع المنطقة المصابة بالحرق تحت الماء البارد لمدة 15-20 دقيقة على الأقل.
  • تناول مسكنات الألم؛ مثل الأيبوبروفين، والپاراسیتامول.
  • استخدام الكريمات الموضعية التي تحتوي على مُضاد حيوي للبثور.
  • ضرورة التوجُّه إلى الطبيب مباشرة لعلاج حروق الدرجة الثانية، خاصةً إذا أصابت الوجه أو اليدين أو الأرداف أو الفخذ أو الأقدام.

حروق الدرجة الثالثة

تعد حروق الدرجة الثالثة الأكثر خطورةً وشدّة؛ وذلك لانتشار الحرق في طبقات الجلد الثلاثة مسببًا تلفها، بالإضافة إلى حدوث تلف في الأعصاب والعضلات والعظام أيضًا، الأمر الذي يفسر سبب عدم الشعور المصاب بأي ألم عند الإصابة به، لكن تظهر المنطقة المصابة بالحرق باللون الأسود أو البني، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحروق الدرجة الثالثة؛ كالتعرض لفترة طويلة للحرارة، أو ملامسة الأِشياء الساخنة كاللهب والقطران والسجائر، أو ملامسة الماء الساخن، أو التعرض للمواد الكيميائية القاسية؛ كالبنزين أو الإسمنت أو منتجات التنظيف، أو قد يحدث أحيانًا عند ملامسة الأسلاك الكهربائية التالفة أو حتى البرق، ويمكن معالجة حروق الدرجة الثالثة باتباع ما يأتي:

  • في البداية ينبغي إزالة أيّ ضمادة قديمة موجودة على مكان الحرق.
  • غسل منطقة الحرق بالماء والصابون ومن ثم تنشيفها جيدًا، مع ضرورة تنبيه المصاب إلى عدم محاولة فقع أي تقرحات أو فقاعات موجودة تجنبًا لحدوث عدوى.
  • استخدام دهون موضعية تساعد على التئام الحرق ومنع حدوث عدوى، ومن ثم تغطية المنطقة بضمادة غير لاصقة.
  • لفّ شاش حول الضمادة لتثبيتها في مكانها مع عدم شدّه تفاديًا للشعور بالوخز أو فقدان الإحساس.
  • في حال حدوث نزيف في منطقة الحرق يمكن الضغط على المنطقة برفق لعدة دقائق.
  • محاولة رفع المنطقة المصابة بالحرق سواء الذراع أو القدم عن مستوى القلب لتقليل الشعور بالألم أو التورم.

أنواع الحروق

توجد عدة أنواع مختلفة للحروق التي يمكن الإصابة بها والتي تتضمن ما يأتي:

  • الحروق الكهربائية: إذ تحدث الحروق نتيجة الإصابة بالتيار الكهربائي سواء أكان تيارًا كهربائيًا مباشرًا أو مترددًا.
  • الحروق الحرارية: تحدث الحروق الحرارية بسبب التعرض لمصادر الحرارة الخارجية والتي بدورها تتسبب بموت خلايا الأنسجة أو تفحُّمها، ومثال على ذلك تعرض الجلد لبعض المعادن أو السوائل الساخنة، أو البخار أو اللهب.
  • الحروق الإشعاعي: تنتج هذه الحروق بسبب التعرُّض لفترات طويلة للأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة السينية.
  • الحروق الكيميائية: تحدث هذه الحروق بسبب تعرض الجلد للأحماض القوية أو القلويات أو المنظفات أو المذيبات.

الحماية من الحروق

يمكن توجيه العديد من النصائح والتي من شأنها أن تقلل من خطر الإصابة بالحروق، ومن أهم هذه النصائح ما يأتي:

  • إبقاء الأطفال خارج المطبخ أثناء الطهي وإبعادهم عن السوائل الساخنة قدر المستطاع.
  • عدم حمل الأطفال أثناء الطهي.
  • إبقاء الأجهزة الكهربائية بعيدة عن الماء.
  • عدم تسخين رضاعة الأطفال بالميكروويف، والتأكد من حرارة الطعام قبل تقديمه للطفل.
  • وضع مطفأة الحريق في المنزل.
  • نقل الولاعات لأماكن بعيدة عن متناول أيدي الأطفال.
  • عدم ترك أواني الطبخ على الغاز دون الانتباه لها.
  • توجيه مقابض الأواني للجزء الداخلي للموقد.
  • تثبيت أغطية المنافذ الكهربائية وعدم تركها مكشوفة.
  • عدم ارتداء ملابس فضفاضة وواسعة أثناء الطبخ، لما من شأنه أن يسهم في إشعال النار.
  • فصل الكهرباء عن الأجهزة الكهربائية في حال عدم استخدامها.
  • التأكد من فعالية كاشفات الدخان الموجودة في البيت.
  • ارتداء النظارت والملابس الواقية عند استخدام المواد الكيميائية.
  • إبقاء الكيماويات في أماكن بعيدة وارتداء القفازات أثناء استخدامها.
  • الحماية من أشعة الشمس باستخدام الواقي الشمسي.
  • وضع خطة للهروب من الحرائق في حال حدوثها.
  • وضع الأسلاك الكهربائية بعيدًا عن الأطفال وتغطية منافذ الكهرباء غير المستخدمة بسدادة آمنة.
  • عدم التدخين في الفراش.

طرق خاطئة لعلاج الحروق المنزلية

توجد العديد من العلاجات المنزلية التي يشاع استخدامها للحروق، ولكنها في الحقيقة لا تساعد على الشفاء وإنما تزيد الإصابة سوءًا، وتشمل هذه العلاجات:

  • زيت جوز الهند: يُشاع استخدام زيت جوز الهند لمجموعة من الأمراض الجلدية، إلا أنه لا يمكن استخدامه لعلاج الحروق لأنه قد يزيد من الحروق سوءًا؛ وذلك لأنه يمنع الحرارة من الخروج من الجلد كما تفعل بقية الزيوت الطبيعية الأخرى التي يستخدمها البعض في علاج الحروق مثل زيت الزيتون، ويؤدي هذا بدوره إلى تفاقم الحرق بدلًا من تحسن الحالة للأفضل.
  • الزبدة: يلجأ البعض لاستخدام الزبدة على الحروق، إذ يعتقدون أن فرك الزبدة على الحرق يساعد في التئام الحروق وشفائها، ولكن هذا الأمر غير صحيح على الرغم من شعبيته؛ لأن الزبدة تعمل بطريقة مشابهة للزيوت وتساعد في احتباس الحرارة بدلًا من التخلص منها، مما يزيد الحرق سوءًا.
  • بياض البيض: يعتقد الكثيرون أن وضع بيضة غير مطهية على مكان الحرق يساعد في تخفيف الألم، ولكن في الحقيقة لا يوجد دليل على فائدة البيض لعلاج الحروق، بل إنه قد يسبب نشر البكتيريا في مكان الحرق.
  • الجليد: يستخدم العديد من الناس الجليد قبل الماء البارد على منطقة الحرق معتقدين أن الجليد سيؤدي مهمة أكثر فعالية في علاج الحرق، ولكن هذا التصرف يؤدي إلى الضرر أكثر من الاستفادة؛ وذلك لأنه يسبب تهيج الجلد المحروق، وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يسبب الجليد الحروق الباردة أيضًا.
  • معجون الأسنان: يُشاع أيضًا استخدام معجون الأسنان على منطقة الحرق، ولكنها من التصرفات الخاطئة أيضًا والتي تساعد في نشر البكتيريا وزيادة الإصابة سوءًا.
السابق
فوائد لاحول ولا قوة الا بالله
التالي
أعراض قصور الغدة الدرقية وعلاجه

اترك تعليقاً