اسلاميات

فوائد لاحول ولا قوة الا بالله

الحوقلة

الحوقلة في الدين الإسلامي لفظ منحوت يعني ترديد لا حول ولا قوة إلا بالله، وهي واحدة من أشهر الأذكار الإسلامية التي يرددها المسلمون يوميًّا، وفيها مدلول واعتراف بأنّ الإنسان عاجزٌ عن كل أمر من أمور الدنيا دون إذن الله وتوفيقه وتيسيره، وقد رُوي عن الصحابة رضوان الله عليهم تعريفات متعددة للحوقلة تصب جميعها في المصب ذاته، فعن عبد الله بن عباس أنّه قال إنّها تعني لا حول بنا على العمل بالطاعة إلا بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلاّ بالله، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال؛ إنّ معناها: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، كما روي أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إنّ معناها: أنّا لا نملك مع الله شيئًا، ولا نملك من دونه، ولا نملك إلاّ ما ملكنا مما هو أملك به منا.

وفي السنّة النبويّة حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على حثّ صحابته باستغلال وقت فراغهم بذكر الله عزّ وجل، فذكره سبحانه وتعالى من أعظم الأمور عنده، كما قال في كتابه العزيز: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)، كما أنّ ذكر الله تعالى فيه طمأنينة وأُنس للفرد، وهو ما أكّده الله عزّ وجل في محكم كتابه:(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، فما أجمل أن يكون الإنسان دائم الذكر لله تعالى، فدوام ذكره طاعة سهلة التطبيق ولكنها عظيمة الأجر والثواب.

فضل الحوقلة

لذكر لا حول ولا قوّة إلا بالله فضائل عظيمة وردت في الكتاب والسنّة، وفيما يأتي أبرزها:

  • كنز من كنوز الجنّة: ورد في الحديث الشريف؛ عن أَبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (أمرَني خليلي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسبعٍ، أمرَني بِحُبِّ المساكينِ والدُّنوِّ منهم، وأمرَني أن أنظرَ إلى من هوَ دوني، ولا أنظرَ إلى من هوَ فوقي، وأمرَني أن أصلَ الرَّحمَ وإن أدبرَت، وأمرَني ألا أسألَ أحدًا شيئًا، وأمرَني أن أقولَ الحقَّ وإن كانَ مُرًّا، وأمرَني ألَّا أخافَ في اللَّهِ لومةَ لائمٍ، وأمرَني أنَّ أُكْثِرَ من قولِ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهنَّ مِن كنزٍ تحتَ العرشِ)، وعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فبدأ الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم، قال: وأنا خلفه وأنا أقول: قل، لا حول ولا قوة إلا بالله)،
  • باب من أبواب الجنّة: فعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (ألا أَدُلُّك على بابٍ من أبواب الجنَّةِ؟ قلتُ: بلى، قال: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله).
  • غرس من غراس الجنّة: (فعن أَبي أَيوب الأنصارِي رضي الله عنه أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فَقَال له: مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ، قَالَ عليه السلام: وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ).
  • طريقة لحفظ النعم والأملاك: قال تعالى في كتابه: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّه).
  • سبب لغفران الذنوب والخطايا: فعن عبد الله بن عمرو أنّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (ما علَى الأرضِ أحدٌ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبرُ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، إلَّا كُفِّرَت عنهُ خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ).
  • الحوقلة باب من أبواب الشفاء بإذن الله: فهي تقوّي العبد من خلال الاستعانة بقوة الله تعالى لإنجاز كل صعب وتذّكر العبد بحاجته إلى الله عز وجل، وأنّ قوته مصدرها الله فقط.
  • ومن فضلها أن الله سبحانه يصدق قائلها: فمن صدقه الله سبحانه وتعالى على ما يقول فليبشر بالخير بإذن الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (إذا قال العبد: لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه، قال: صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا وحدي، وإذا فال: لا إله إلآ الله وحده لا شريك له، صدقه ربه قال: قال صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال: صدق عبدي لا حول ولا قوة إلا بي).

أفضل الأوقات للحوقلة

يمكن للإنسان أن يذكر الله في أي وقت وحين، ولكن توجد أوقات وردت في السنّة يستحب الإكثار من الحوقلة فيها:

  • عند الانتهاء من كل صلاة.
  • وقت الخروج من المنزل.
  • عند التقلب أثناء النوم.
  • في قيام الليل.
  • في مواضع من الآذان: كما ورد في الحديث الشريف ما يجب قوله بعد سماع كل جملة من الآذان: (ثمَّ قالَ: حيَّ على الصَّلاةِ، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، ثمَّ قالَ: حيَّ على الفلاحِ، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله).

تعظيم الله عز وجل

جاءت النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة نبيه في بيان فضل تعظيم الله سبحانه وتعالى؛ فمنها قول الله سبحانه وتعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، وكذلك قول الله سبحانه وتعالى في معرض ذكر صفات عباده المؤمنين: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ)، ومنها أيضًا قول الله سبحانه وتعالى في قصة نوح عليه السلام مع قومه: (مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)، وقول الله سبحانه وتعالى لما ذكر قصة أصحاب الجنة: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ)، فيولّد التعظيم في نفس الإنسان الخوفَ من المعظَّم، ولهذا يجتهد علماء الأمة في تذكير الناس بمسألة تعظيم الله سبحانه وتعالى؛ وقد صنف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله “كتاب التوحيد”، ويقرر في هذا الكتاب مسائل العقيدة، ثم ختم كتابه بأبواب متعددة كلها تتعلق بتعظيم الله تعالى، من مثل: (باب التسمي بقاضي القضاة)، (باب فيمن لم يقنع بالحلف بالله)، (باب لا يرد من سأل بالله)، (باب احترام أسماء الله)، (باب قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ).

السابق
علاج ارتفاع الهيموجلوبين في الدم
التالي
علاج الحروق

اترك تعليقاً