الصحة النفسية

علاج الصدفية

علاج الصدفية

 

الصدفية

تُعرف الصدفية بأنها إحدى حالات أمراض المناعة الذاتية المزمنة، والتي تسبب التراكم السريع لخلايا الجلد، إذ تنمو خلايا الجلد بسرعة في الطبقة الداخلية منه لترتفع ببطء إلى السطح، والذي يتسبب بدوره في زيادة حجم سطح الجلد، وبالتالي تظهر أعراض الالتهاب والاحمرار التي تتطور فيما بعد إلى بقع حمراء سميكة، وقد تتشقق وتسبب النزيف من الأعضاء المصابة؛ كالمرفقين، والركبتين، وقد تتطور لتصل إلى أماكن أخرى في الجسم؛ كالأيدي، أو الأقدام، أو الوجه والعنق، أو فروة الرأس، وقد يحدث الإنتاج السريع لخلايا الجلد عند المصابين في غضون أيام قليلة، وهذا الإنتاج السريع والمفرط يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد لتسقط تلك الخلايا في نهاية المطاف عن سطح الجلد، وقد يعاني بعض الأشخاص من أنواع من الصدفية التي تظهر على الأظافر والفم والمناطق المحيطة بالأعضاء التناسلية، وهي من الأنواع الأقل شيوعًا، وترتبط الإصابة بالصدفية عادةً مع إصابة الشخص بأمراض معينة؛ كمرض السكري من النوع الثاني، ومرض القلب، والتهاب الأمعاء، والتهاب المفاصل، بالإضافة إلى القلق والاكتئاب.

علاج الصدفية

يكون تشخيص مرض الصدفية واضحًا إلى حدّ ما في الكثير من الأحيان، إذ يُمكن للطبيب تشخيص الصدفية من خلال معرفة التاريخ الطبي للمصاب، بالإضافة إلى فحص الجلد والأظافر وفروة الرأس، كما قد يأخذ الطبيب في حالات نادرة خزعة من الجلد لفحصها تحت المجهر، وبالتالي يتمكن من التحديد الدقيق لنوع الصدفية التي يعاني منها المصاب ووصف العلاج المناسب لها، وفيما يأتي أبرز الطرق المتبعة في علاج الصدفية، والتي من شأنها تقليل الالتهاب والتنظيف العميق للبشرة، والتي تُقسم لثلاثة أنواع رئيسية هي؛ العلاجات الموضعية، والعلاجات الضوئية، والعلاج بالأدوية، وفيما يأتي تفصيل كل منها:

العلاجات الموضعية

تستخدم في هذا النوع من العلاج المراهم والكريمات التي تُطبق على البشرة، والتي يمكنها معالجة الأنواع الخفيفة والمتوسطة من الصدفية بفعالية، أما عندما يكون المرض أكثر شدة، فيمكن الدمج بين العلاجات الموضعية والعلاج بالأدوية أو العلاج الضوئي، وفيما يأتي أبرز علاجات الصدفية الموضعية:

  • الكورتيكوستيرويد الموضعي “Topical corticosteroids”: وهو نوع من أنواع المراهم التي توصف لعلاج حالات الصدفية الخفيفة إلى المعتدلة، والتي تساهم في تقليل الالتهاب وتخفيف الحكة، كما يُمكن استخدامها مع أنواع العلاج الأخرى، وعادةً ما يوصف هذا النوع من المراهم لعلاج المناطق الحساسة المتمثلة بالوجه أو ثنايا الجلد، أو لعلاج بقع الجلد التالفة والممتدة على نطاق واسع من الجسم، إلا أن الاستخدام المفرط وطويل الأمد لهذا النوع من المراهم قد يسبب ترققًا في الجلد، كما أنه قد يتوقف عن التأثير في الصدفية مع مرور الوقت، لذلك يُنصح باستخدامه كعلاج قصير الأمد.
  • نظائر فيتامين د: وهي الأشكال الصناعية لفيتامين د، والتي من شأنها أن تؤدي إلى إبطاء نمو خلايا الجلد، ومن أبرز أنواعه؛ مراهم الكالسيبوتريين Calcipotriene؛ ويأتي هذا النوع ككريم أو محلول لعلاج حالات الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة.
  • الأنثرالين “Anthralin”: وهو يساعد على إبطاء نمو خلايا الجلد، إلا أنه قد يسبب تهيج البشرة، لذا ينصح بتطبيقه على الجلد لفترة قصيرة، ومن ثم غسله بعد ذلك.
  • الريتينويدات الموضعية “Topical retinoids”: والتي تعد من مشتقات فيتامين أ، وتساهم في تقليل الالتهاب، إلا أنها قد تسبب تهيجًا في الجلد، بالإضافة إلى أنها قد تزيد من حساسية أشعة الشمس لدى المصابين، لذلك يجب تطبيق واقي الشمس على الجلد أثناء استخدام هذا المرهم.
  • مثبطات الكالسينورين “Calcineurin inhibitors”: والتي تساهم في التقليل من التهاب وتراكم الجلد، وخاصة في المناطق ذات الجلد الرقيق؛ كالمناطق المحيطة بالعيون، إلا أن استخدامها على المدى الطويل قد يزيد من خطر الإصابة بالأورام الليمفاوية أو سرطان الجلد.
  • حمض الساليسيليك “Salicylic acid”: وهو من المراهم المتاحة دون وصفة طبية، ويساهم في التقليل من تراكم الخلايا الجلدية وبالتالي التقليل من سمك الطبقة الجلدية الناتجة عن الصدفية، ويُمكن استخدامه مع أدوية أخرى؛ كقطران الفحم، وغيرها، كما أنه قد يدخل في صناعة الشامبو المستخدم لعلاج الصدفية في فروة الرأس.
  • المرطبات: لا يؤدي استخدام الكريمات المرطبة وحدها إلى شفاء الصدفية، إلا أنها قد تقلل من الحكة والجفاف وتراكم الجلد الميت.

العلاج الضوئي

يستخدم في هذا النوع من العلاج الأشعة فوق البنفسجية الطبيعية أو الصناعية، وتعد أبسط وأسهل طريقة في العلاج الضوئي هي تعريض البشرة لكميات محدودة من أشعة الشمس الطبيعية، وفيما يأتي أبرز طرق العلاج الضوئي:

  • أشعة الشمس: يؤدي التعرض للأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن ضوء الشمس إلى إبطاء حركة خلايا الجلد، مما يساهم في التقليل من تراكم الطبقات الجلدية والالتهابات، إذ إن التعرض اليومي لكميات قليلة من أشعة الشمس يساهم في علاج الصدفية، بينما يؤدي التعرض المكثف لها إلى تفاقم أعراضها وبالتالي تلف الجلد.
  • العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية الصناعية “UVB”: يؤدي تلقي جرعات معينة من الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن مصدر ضوء صناعي إلى التخفيف من أعراض الصدفية الخفيفة والمتوسطة، كما أنها تستخدم في علاج الصدفية الممتدة على نطاق واسع من الجلد، والأنواع التي تقاوم العلاجات الموضعية، إلا أن هذا النوع من العلاج قد يسبب آثارًا قصيرة المدى؛ كالاحمرار، أو الحكة، أو جفاف الجلد، لذلك يُنصح باستخدام مرطب للتقليل من تلك الآثار.
  • ليزر إكسيمر “Excimer laser”: ويستخدم هذا النوع من العلاج في التقليل من أعراض الصدفية الخفيفة والمتوسطة، وذلك عن طريق توجيه شعاع من الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عنه إلى مناطق وجود الصدفية، وبالتالي يمكنها السيطرة على التراكم المستمر للجلد، وعلاج الالتهاب الناتج عنه، ويتطلب هذا النوع من العلاج جلسات أقل من العلاج الضوئي التقليدي، وذلك لأنه يستخدم ضوءًا أقوى للأشعة فوق البنفسجية، وتشمل آثاره الجانبية حدوث احمرار وتقرحات في الجلد.

العلاج بالأدوية

يلجأ الأطباء إلى وصف الأدوية في الحالات الحادة للصدفية، والتي تقاوم الأنواع الأخرى من العلاج، وذلك من خلال إعطاء المصابين الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، ولأنه قد يسبب العديد من الآثار الجانبية الشديدة، تستخدم بعض الأدوية لفترات قصيرة من الزمن، ويمكنها أن تتناوب مع أشكال أخرى من العلاج، وفيما يأتي أبرز الأمثلة على الأدوية المستخدمة في علاج الصدفية:

  • الريتينويد “Retinoids”: وهي من مشتقات فيتامين أ، والتي تساعد على علاج الصدفية الحادة التي لا تستجيب للأنواع الأخرى من العلاج، إلا أن هذا النوع من الأدوية من شأنه أن يؤدي إلى التهاب الشفاه أو فقدان الشعر، كما قد يسبب عيوبًا خلقية حادة للأجنة، لذلك تُنصح النساء بتجنب الحمل لمدة ثلاث سنوات على الأقل بعد تناول هذا الدواء.
  • الميثوتريكسات “Methotrexate”: وهو أحد أنواع الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والذي يساعد على التقليل من إنتاج خلايا الجلد ومنع تراكمها، وبالتالي التقليل من الالتهابات، إلا أنه قد يسبب اضطرابات في المعدة، وفقدانًا في الشهية، والتعب العام، كما أن استخدامه لفترات زمنية طويلة قد يؤدي إلى تلف الكبد الحاد، وانخفاض في إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
  • السيكلوسبورين “Cyclosporine”: ويشبه هذا النوع من الأدوية الميثوتريكسات في الفعالية، إلا أنه لا يمكن تناوله على المدى الطويل، ويعد من الأدوية المثبطة للمناعة، وبالتالي فإنه قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى ومشاكل الكلى، وارتفاع في ضغط الدم، كما أن نسبة الخطر تزداد مع زيادة الجرعات والعلاج على المدى الطويل.
  • الأدوية البيولوجية: والتي تستخدم في علاج حالات الصدفية المتوسطة والشديدة، وفي علاج الحالات التي فشلت في الاستجابة للعلاج التقليدي، ويؤخذ معظمها عن طريق الحقن، إلا أنه يجب استخدامها بحذر؛ وذلك لما لها من تأثيرات قوية على الجهاز المناعي، إذ قد تؤدي إلى حدوث التهابات مهددة للحياة، ومن أبرزها؛ الإيتانرسبت etanercept، والإنفليكسيماب infliximab، والأداليموماب adalimumab، وغيرها.

أعراض الصدفية

مع أن الصدفية لا تعد من الأمراض الخطيرة على صحة الإنسان، فإنها تتسبب بظهور مجموعة من الأعراض لديه مثل ظهور بقع حمراء شبيهة بالطفح الجلدي، وتكون مغطاة بطبقة قشرية فضية اللون وقابلة للتقشر بسهولة، كذلك، يشعر المريض بحكة شديدة مصحوبة بحرق في مناطق ظهور البق، وتختلف الأعراض السابقة بين شخص وآخر، فهي تتراوح بين الشديدة والمعتدلة والخفيفة، ويقدر أن 80% من المرضى يعانون من الصدفية الخفيفة، في حين تتراوح إصابات الباقين بين الشديدة والمعتدلة، ووفقًا لبيانات المؤسسة الوطنية لمرض الصدفية، يمكن التمييز بين الحالات السابقة وفقًا لما يلي:

  • الصدفية الشديدة: تغطي البقع ما يزيد عن 10% من جسم المريض.
  • الصدفية المعتدلة: تغطي البقع مساحة تتراوح بين 3-10% من جسم المريض.
  • الصدفية الخفيفة: تغطي البقع ما يقل عن 3% من جسم المريض.

أسباب الصدفية

يعد سبب الصدفية غير واضح، إلا أن العلماء يعتقدون أنه من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الجهاز المناعي الذي ينتج خلايا تساهم في حماية الجسم من العوامل المعدية، والتي يُطلق عليها اسم خلايا تي T، وبالتالي فإن الأشخاص الذين يعانون من الصدفية، تتوجه جيناتهم للجهاز المناعي لاستهداف الخلايا الخطأ، مما يؤدي إلى استجابة خلايا T لتلك المحفزات كما لو أنها تقاوم إصابة ما في الجسم، وبالتالي تنتج مواد كيميائية تساهم في التسبب بحدوث الالتهابات، مما يؤدي إلى النمو المفرط لخلايا الجلد، إذ عادةً ما يحتاج الجلد للالتئام وتكوين خلايا جديدة إلى فترة تتراوح بين 21-28 يومًا، أما في حالات الصدفية فإن ذلك يستغرق مدة تتراوح بين يومين لستة أيام، وفيما يأتي أبرز الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالصدفية:

  • التوتر والقلق.
  • الإصابات الجلدية.
  • الإصابة بالعدوى.
  • التغيرات الهرمونية.
  • تناول الأدوية المضادة للملاريا.
  • تناول الأدوية التي تحتوي الليثيوم.

مضاعفات الصدفية

يؤدي مرض الصدفية إلى ارتفاع خطر الإصابة بالكثير من المضاعفات السيئة على المدى البعيد في حال إهمال علاجه تمامًا، مثل:

  • الإصابة بالتهاب المفاصل الصدافي.
  • المعاناة من مشاكل العينين.
  • المعاناة من السمنة.
  • الإصابة بمرض السكري النمط الثاني.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
  • الإصابة بمرض باركنسون.
  • المعاناة من مشاكل نفسية بسبب منظر الجلد السيئ.

التعايش مع مرض الصدفية

يؤثر مرض الصدفية سلبًا على المظهر الخارجي للمصاب وقد يشعره ذلك بفقدان الثقة في النفس أو القلق أو حتى الاكتئاب، وقد يُصبح من الضروري أن يداوم مريض الصدفية على الاهتمام بنفسه دائمًا من أجل تجنب المشاكل الاجتماعية والجمالية الناجمة عن هذه المرض، ومن الجدير بالذكر أن مرضى الصدفية هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين، وهذا يعني أن على مرضى الصدفية الحرص على اتباع الأنماط الحياتية المناسبة لتجنيب أنفسهم شر هذه الأمراض عبر الالتزام بتناول الأطعمة الصحية وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.

السابق
فوائد حمض الفوليك للجسم
التالي
أسباب الحساسيّة الجلدية وعلاجها

اترك تعليقاً