علاج تورم البواسير

البواسير

تُعدّ البواسير أوردةً منتفخةً تقع حول فتحة الشرج أو في المستقيم السفلي، ويعاني نحو 50% من الرجال البالغين من أعراض البواسير في سن خمسين عامًا، ويمكن أن تكون هذه البواسير داخليةً أو خارجيةً، وتكون الداخلية عميقةً داخل المستقيم وغير مرئية من الخارج، ويمكن أن يؤدي الإجهاد إلى دفع هذا النوع من البواسير من فتحة الشرج، أما البواسير الخارجية فهي التي تكون تحت الجلد الموجود حول فتحة الشرج، لذا فهي مرئية، ونظرًا لوجود تجمع لأعصاب حسيّة في هذا الجزء من الجسم فإنها عادةً ما تكون أكثر إيلامًا.

علاج تورم البواسير

يمكن أن تساعد العديد من العلاجات على التخلص من تورم البواسير عند الرجال، وغالبًا ما تزول الأعراض في غضون أسبوع، وإذا لم تخفّ يجب مراجعة الطبيب، ومن أبرز هذه العلاجات ما يأتي:

• العلاجات المنزلية، يمكن أن تساهم هذه العلاجات ذات الطبيعة الوقائية في كثير من الأحيان في التخفيف من الألم المعتدل، وتورّم البواسير والتهابها، وهي كما يأتي:
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وذلك عن طريق تناول كمية أكبر من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، الأمر الذي يؤدي إلى تليين البراز وزيادة حجمه، مما يساعد الشخص على تجنب الإجهاد أثناء قضاء الحاجة الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض، كما يفضل إضافة الألياف إلى النظام الغذائي ببطء لتجنب مشكلات الغازات.
  • استخدام العلاجات الموضعية، إذ يمكن تطبيق مرهم البواسير الذي لا يحتاج إلى وصفة، أو وضع تحميلة تحتوي على مادة الهيدروكورتيزون، أو استخدام ضمادات تحتوي على الهماميليس أو عامل مخدر.
  • الجلوس بانتظام في حمام دافئ، إذ يمكن أن يؤدي نقع منطقة الشرج في ماء دافئ مدة 10-15 دقيقةً مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم إلى تخفيف التورّم.
  • تناول مسكنات الألم عن طريق الفم، إذ يمكن استخدام الأسيتامينوفين، أو الأسبرين، أو الإيبوبروفين مؤقتًا للمساعدة على تخفيف الشعور بعدم الارتياح.
• الإجراءات طفيفة التوغل: يمكن أن يوصي الطبيب بواحد من الإجراءات الجراحية البسيطة المتوفرة للتخلص من أعراض البواسير، ويمكن إجراء هذه العلاجات في عيادة الطبيب، ولا تتطلب تخديرًا عادةً، ومن أبرز هذه الإجراءات ما يأتي:
  • ربط الشريط المطاطي، يضع الطبيب شريطًا أو شريطين صغيرين حول قاعدة البواسير الداخلية لقطع الدورة الدموية، بالتالي التّخلص منها في غضون أسبوع، ويمكن أن يُسبب هذا الإجراء الانزعاج، كما قد يسبب النزيف في بعض الأحيان، الذي قد يبدأ بعد يومين إلى أربعة أيام من العملية لكنه نادرًا ما يكون حادًا، ويمكن أن تحدث في بعض الأحيان مضاعفات أكثر خطورةً.
  • الحقن أو المعالجة بالتصليب، يحقن الطبيب محلولًا كيميائيًّا في نسيج البواسير لتقليص حجمها، وعلى الرغم من أنّ الحقن يسبب ألمًا بسيطًا، إلا أنّه يمكن أن يكون أقلّ فعاليةً من ربط الشريط المطاطي.
  • التخثر، باستخدام الأشعة تحت الحمراء، أو الليزر، أو الثنائية القطبية، ويمكن أن تسبب هذه التقنية ذبول البواسير وسقوطها، عن طريق استخدام ضوء الليزر، أو الأشعة تحت الحمراء، أو الحرارة، ويمكن أن تسبّب أيضًا بعض الآثار الجانبية، كما يصحبها القليل من عدم الراحة.
• العمليات الجراحية: لا يحتاج معظم الرجال الذين يعانون من تصلب البواسير إلى إجراء العملية الجراحية في معظم الأوقات، مع ذلك إذا لم تنجح الإجراءات الأخرى أو إذا كان الرجل يعاني من نزيف كبير فيمكن أن يوصي الطبيب بأحد الإجراءات الآتية:
  • استئصال البواسير، يزيل الجراح في هذا الإجراء الأنسجة التي تسبب النزيف عن طريق إحدى التقنيات المعروفة، ويمكن أن يُجري هذه الجراحة باستخدام التخدير الموضعي، بالإضافة إلى المسكنات، أو التخدير النخاعي، أو التخدير العام، وتعد جراحة استئصال البواسير الطريقة الأكثر فعاليةً وشمولًا لعلاج البواسير الشديدة أو المتكررة، ويمكن أن تتضمن المضاعفات صعوبةً مؤقتةً في إفراغ المثانة، الأمر الذي يمكن أن يسبب التهابات المسالك البولية، ويحدث ذلك بصورة أساسية بعد التخدير النخاعي، ويعاني معظم الرجال من الألم بعد العملية، الذي يمكن السيطرة عليه باستخدام الأدوية، كما يمكن التقليل منه باستخدام الحمام الدافئ.
  • التدبيس، تمنع هذه العملية تدفق الدم إلى أنسجة البواسير، وتستخدم عادةً للبواسير الداخلية، وتتميز هذه العملية بأنها تسبب ألمًا أقل من استئصال البواسير، لكنها يمكن أن ترتبط بزيادة خطر تكرار الإصابة، وتدهور حالة المستقيم، إذ يبرز جزء منه من فتحة الشرج، كما يمكن أن تتضمن الآثار الجانبية النزيف، واحتباس البول، ونادرًا ما تسبب تسمم الدم، الذي يمكن أن يهدد الحياة، لذا يجب التحدث مع الطبيب حول الخيار الأفضل.

أسباب البواسير

يعد وجود البواسير غير المتورمة أمرًا طبيعيًا بالنسبة لتشريح الإنسان، إلا أن بروزها أو انتفاخها يعد حالةً طبيّةً تحتاج إلى العلاج، ويحدث تورم البواسير عندما يزيد الضغط في الأوعية الصغيرة التي تتكون منها، مما يؤدي إلى تضخمها وتراكم الدم فيها، الأمر الذي يسبب زيادةً في حجم هذه البواسير، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض، ويمكن أن تنجم زيادة الضغط عن مجموعة متنوعة من العوامل، أبرزها ما يأتي:

• النظام الغذائي منخفض الألياف.
• الجلوس على المرحاض مدةً طويلةً، إذ يمكن أن يزيد ذلك من الضغط داخل الأوعية الدموية للباسور.
• السمنة.
• الإسهال الحاد والمزمن.
• سرطان القولون.
• العمليات الجراحية السابقة للمستقيم.
• إصابة الحبل الشوكي.

أعراض البواسير

يمكن أن تختلف أعراض البواسير اعتمادًا على نوعها، وهي كما يأتي:

• أعراض البواسير الداخلية: لا يمكن رؤية البواسير الداخلية من الخارج، ولا تسبب الألم عادةً؛ وذلك لأن الجزء الداخلي من فتحة الشرج يحتوي على عدد قليل من الأعصاب الحسّية، وتتضمن أعراض هذا النّوع ما يأتي:
  • ظهور دم على فتحة الشرج، أو على ورق التواليت، أو في المرحاض.
  • بروز الأنسجة أو هبوطها خارج فتحة الشرج، ويمكن أن يسبب ذلك الألم، خاصةً عند التبرز، وقد يُصبح المُصاب قادرًا على رؤية البواسير البارزة بأنها نتوءات رطبة أكثر ورديةً من المنطقة المحيطة، وتعود عادةً إلى الداخل من تلقاء نفسها، ويمكن دفعها بلطف إلى مكانها.
• أعراض البواسير الخارجية: يوجد العديد من النهايات العصبية في الجلد حول فتحة الشرج، الأمر الذي يؤدي إلى الشّعور بألم شديد عند الإصابة بالبواسير الخارجية، وتتضمن الأعراض الأخرى ما يأتي:
  • النزيف.
  • الحكة.
  • التورم.

يمكن أن تحدث الجلطة الدموية في البواسير، الأمر الذي يمكن أن يحوّلها إلى اللون الأزرق، مما يؤدي إلى زيادة حدة الألم، والحكة، والنزيف، وبعد ذوبان هذه الجلطة يمكن أن يقل سمك الجلد في تلك المنطقة، مما يسبب تهيجه.

تشخيص البواسير

يمكن أن يكون الفحص البصري لفتحة الشرج كافيًا لتشخيص البواسير، ولتأكيد التشخيص يمكن أن يُجري الطبيب فحصًا مختلفًا يهدف إلى التحقق من عدم وجود أي تشوهات داخل الشرج، ويُعرف هذا الفحص بفحص المستقيم التشخيصي، ويمكن إجراء فحص إضافي يسمى التنظير السيني، يتضمن استخدام الطبيب كاميرا صغيرة لتشخيص البواسير الداخلية، وتكون هذه الكاميرا صغيرةً ذات ألياف ضوئية تسمى المنظار السيني، وترتبط بأنبوب صغير ثم يدخلها الطبيب في المستقيم، فيحصل من هذا الفحص على رؤية واضحة للجزء الداخلي من المستقيم لكي يتمكن من فحص البواسير عن قرب.