الصحة النفسية

علاج ثعلبة الشعر بالثوم

علاج ثعلبة الشعر بالثوم

ثعلبة الشعر

يُعدّ مرض الثعلبة من أهم الأسباب وراء تساقط الشعر، ويؤثّر على 6.8 مليون شخص في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وحدها، ويمكن أن يصيب الرجال والنساء أو الأجناس والأعراق المُختلفة، إلا أنّه يستهدف الفئات العُمريّة الأقلّ من 30 عامًا أكثر من غيرها.

الثعلبة هي مرضٌ مناعي ذاتيّ يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر المسؤولة عن نموّه نتيجة حدوث خللٍ ما، ممّا يسبب ظهور بُقع صغيرة ملساء فارغة في الشعر، والسبب وراء هذا الخلل في الجهاز المناعي غير معروف أو مُحدّد بالضبط حتى الآن، إلا أنّه لحُسن الحظّ هذا الضرر لا يكونُ دائمًا في أغلب الأحيان، فقط 10% من الإصابات هي التي لا يعود الشعر للنموّ فيها في المناطق المُصابة.

علاج ثعلبة الشعر بالثوم

لطالما عُرف الثوم بفوائده العديدة لصحّة الجسم والشعر، إذ إنّ احتواءه على المنغنيز وفيتامين ج ومادّة السيلينيوم وفيتامين ب6 وغيرها من العناصر والفيتامينات يجعله من أفضل الأطعمة المفيدة لصحّة الشعر، سواء كان ذلك بإضافته إلى النظام الغذائيّ وأطباق الطعام المُتناوَلة، أم باستخدامه موضعيًّا على الشعر لتقويته وتسريع نموّه.

في ما يتعلق باستعمال الثوم في علاج حالات الثعلبة فيستند ذلك إلى العلاجات التقليديّة والطبّ الشعبيّ، إلا أنّ فائدتهى علميًّا ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدراسات والأبحاث، لكن يُمكن القول إنّ استخدام الثوم موضعيًّا له فاعليّة جيّدة في علاج بعض حالات الثعلبة، حسب ما أشارت إليه الدراسات الآتية:

  • أفادت دراسة عراقيّة نُشرت عام 2006 أنّ تدليك البُقع الفارغة من الشعر في الرأس والناجمة عن الإصابة بالثعلبة يُساهم في تسريع نموّ الشعر، وتتمثّل الطريقة بتقطيع حبات الثوم وهرسها بكميّة مُناسبة تبعًا لعدد البُقع المُصابة، ومسح هذه البُقع بالمعجون المُتكوّن مرّتين يوميًّا مدّة شهرين متواصلين.
  • أشارت دراسة إيرانيّة نُشرت عام 2007 إلى أنّ استخدام جلّ الثوم بتركيز 5% بالتزامن مع استخدام كريم يحتوي على مادة البيتاميثازون وهي من مُركّبات الكورتيكوستيرويد بتركيز 0.1% كان له نتائج جيّدة بالفعل، مُقارنةً بنتائج استعمال كريم البيتاميثازون وحده، وقد استخدم في الدراسة جلّ الثوم المُصنّع مع الميثيل برابين والبروبيل بارابين، بالإضافة إلى مادّة هيدروكسي بروبيل ميثيل سيليلوز HPMC مرّتين يوميًّا على مدار ثلاثة أشهر مُتواصلة، وتتمثّل بطريقة استخدامه بتدليك المناطق المُصابة بالثعلبة به، وتغطيته بقطعة من القماش مدّة ساعة واحدة.

بناءً على ذلك، يُمكن تجربة الثوم في علاج حالات الثعلبة، إذ إنّه يُحسّن من تدفّق الدم في المناطق المُصابة، كما أنّه يُنظّف بُصيلات الشعر ويقوّيها، ومن أبسط طرق استخدامه تقطيع الثوم لاستخلاص العصير منه، ثم خلط المُستخلص مع العسل، ووضع المزيج على فروة الرأس، والانتظار مدّة 20 دقيقةً، ثم غسل الشعر جيّدًا، وتكرار العمليّة 3 مرّات في الأسبوع.

أعراض الإصابة بثعلبة الشعر

تظهر أوّل الأعراض عادةً عندما تبدأ خصلات من الشعر بالتّساقط، مما يُسبّب تكوّن بُقع صلعاء تمامًا في فروة الرأس، وقد يتطوّر الأمر تدريجيًّا على مدار أيامٍ أو أسابيع، وعلى الرّغم ممّا هو مُتعارَف عليه أنّ ثعلبة الشعر تُصيب شعر الرأس فقط، إلا أنّها قد تتضمن شعر الحاجبين أيضًا، وشعر اللحية، وحتّى شعر الجسم جميعه في بعض الحالات النادرة، ويُشار إلى أنّ الأعراض المُصاحبة لتساقط الشعر تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:

  • حرقة أو حكّة أو تنميل في فروة الرأس.
  • تكسّر الشعر بسهولة.
  • مشكلات وتغيّرات في أظافر اليدين والقدمين، والتي قد تكون العَرَض الأول الذي يُعاني منه المُصابون في بعض الحالات، وتتضمّن هذه التغيرات الآتي:
    • ترقّق الأظافر وتشقّقها.
    • خشونة الأظافر.
    • فُقدان الأظافر للمعانها، وظهورها بلون باهت.
    • ظهور بُقع بيضاء، أو مُلاحظة وجود خطوط على الأظافر.
    • ظهور خدوش أو تجاويف صغيرة للغاية بحجم رأس الإبرة.
  • تورّم فروة الرأس واحمرارها.
  • تقشّر البُقع الخالية من الشعر.

علاج ثعلبة الشعر

لا يُمكن القول إنّه يوجد علاج شافٍ تمامًا من ثعلبة الشعر، فعلى الرغم من إمكانيّة نموّ الشعر من جديد في أماكن فُقدانه، إلا أنّ احتماليّة عودة التساقط موجودة، وتهدف العلاجات المُتوفّرة إلى التقليل قدر الإمكان من ذلك، بالإضافة إلى تسريع نموّ الشعر في المناطق والبُقع الخالية منه، ويُذكر من هذه العلاجات ما يأتي:

  • حُقن الكورتيكوستيرويد الموضعيّة، أو التي تُعطى تحت الجلد، أو حتّى حبوب الكورتيكوستيرويد، التي يصرفها الطبيب المُعالِج لتسريع إعادة نموّ الشعر، بتقليل الالتهاب الحاصل في البُصيلات، ولتحقيق ذلك يجب تكرار العلاج كل 4-6 أسابيع، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا العلاج لا يمنع أو يقلل من احتماليّة عودة الثعلبة للمُصاب.
  • بخّاخ المينوكسيديل، الذي يُمكن وضعه على البُقع الفارغة من الشعر؛ لإعادة نموّه فيها، سواء كانت هذه البُقع على الرأس، أم على مناطق الجسم الأخرى، وفي حال كانت الثعلبة مُنتشرةً على مساحات كبيرة يجب عندها استخدام البخاخ بالتزامن مع علاجات أُخرى؛ لتحقيق نتائج أفضل.
  • العلاج المناعيّ الموضعيّ باستخدام مادة الدايفينسايبرون، التي تقتضي آلية عملها تحفيز خلايا الدم البيضاء للتجمّع في المناطق المُصابة، وذلك بعمل ما يُشبه ردّ الفعل التحسّسيّ؛ بهدف تقليل الالتهاب في بُصيلات الشعر، بالتالي تسريع عودة نموّه من جديد، إلا أنّ هذا العلاج لا يُستخدم إلا في الحالات المُتقدّمة من ثعلبة الشعر، كالثعلبة الشاملة.
  • كريم الأنثرالين، الذي يُغير الوظائف المناعيّة للجلد في المناطق المُصابة، ويوضع مدةً تتراوح بين 20-60 دقيقةً، ويُغسل بعد ذلك، إلا أنّه قد يُهيّج الجلد، أو يُغيّر من لونه في بعض الأحيان.
  • المُضادات الحيويّة أو مُضادات الفطريات، التي تُصرَف من قِبَل الطبيب في حال كانت الثعلبة ناجمةً عن عدوى أو التهابٍ ما.
  • زراعة الشعر، وهي الحل الذي يلجأ إليه المُصابون في حال لم تُجدِ العلاجات السابقة في علاج ثعلبة الشعر، أو في الحالات الشديدة منها، إذ تُؤخذ بُصيلات الشعر من المناطق السليمة، ويُعاد زرعها في المناطق الفارغة.

كما تجدر الإشارة إلى أنّ تناول الأغذية الصحيّة واتّباع الأنظمة الغذائيّة المُتوازنة يُساهم في السيطرة على أعراض ثعلبة الشّعر، كما أنّ التقليل من التوتّر والضغوطات يُساهم في تسريع العلاج ومنع عودة المرض، إذ إنّ للتوتّر دورًا كبيرًا في رفع نسبة الإصابة ببعض أنواع الثعلبة، ولأجل تخفيفه يُمكن مُمارسة التمارين الرياضيّة، والتأمل، وأخذ قسط كافٍ من النوم، ومُحاولة الاسترخاء قدر الإمكان.

السابق
امراض القولون
التالي
أسباب السخونة المستمرة عند الأطفال

اترك تعليقاً