الصحة النفسية

علاج جرثومة المعدة

علاج جرثومة المعدة

 

جرثومة المعدة

تُعدّ جرثومة المعدة نوعًا من أنواع البكتيريا تُسمى البكتيريا الملوية البوابية H. pylori، يُمكن أن توجد في بطانة المعدة مسببةً الالتهابات، كما أنّها من الأسباب الرئيسة لحدوث التقرحات الهضمية، وقد تسبّب سرطان المعدة، وتتميز هذه البكتيريا عن غيرها بصفاتها؛ إذ تتكيف للعيش في البيئات القاسية والحمضية، وتقلل من حموضة المعدة حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة، كما أن شكلها الحلزوني يسمح لها باختراق بطانة المعدة، إذ تصبح محميّةً بالمخاط، فلا تتمكن خلايا الجسم المناعية من الوصول إليها، ويمكن أيضًا أن تتداخل مع الاستجابة المناعية في الجسم، مما يضمن عدم تدميرها.

معظم الأشخاص يصابون بجرثومة المعدة خلال مرحلة الطفولة، وعادةً لا تسبّب أيّ أعراض، وفي حال ظهورها فقد تؤدي إلى حدوث ألم أو حرقة في المعدة، خاصّةً عندما تكون فارغةً، وقد يستمر هذا الألم عدة دقائق أو ساعات، وطريقة انتشار هذه الجرثومة غير مؤكدة، ويعتقد الباحثون أنها قد تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوثين، أو من خلال الاتصال مع لعاب الشخص المصاب وسوائل الجسم الأخرى، ولا يوجد لقاح يساهم في الوقاية من جرثومة المعدة، لكن يمكنك اتباع بعض الإجراءات الوقائية.

علاج جرثومة المعدة

يعتمد علاج جرثومة المعدة على استخدام مجموعة من الأدوية العلاجية والمضادات الحيوية بعد استشارة الطبيب، وتغيير النظام الغذائي للتخفيف من الأعراض المرافقة، ويرتكز العلاج بالقضاء على هذه الجرثومة، وشفاء بطانة المعدة، ومنع عودة القروح، وعادةً ما يستغرق مدّة أسبوع إلى أسبوعين حتى يظهر التحسن، ويتضمّن ما يأتي:

  • المضادات الحيوية: ذلك لقتل البكتيريا في الجسم، مثل: الأموكسيسيلين، والكلاريثروميسين، والميترونيدازول، والتتراسيكلين، والتينيدازول، ومن المرجح أن يُعطى المصاب اثنين على الأقل من هذه المجموعة.
  • مثبطات مضخات البروتون: هي مجموعة من الأدوية التي تساهم في تقليل إنتاج أحماض المعدة عن طريق منع المضخات الصغيرة التي تنتج الأحماض، وتتضمن هذه الأدوية؛ الديكلانزوبرازول، والإيسوميبرازول، واللانسوبرازول، والأوميبرازول، والبانتوبرازول، والرايبرازول.
  • حاصرات الهيستامين (H-2): هي أدوية تثبط مادةً كيميائيةً تُعرف بالهيستامين، والتي تحفز المعدة لإنتاج المزيد من الحمض فيها، وتتضمن هذه الأدوية السيميتيدين، والفاموتيدين، والرانيتيدين.
  • سبساليسيلات البزموث: الذي يعمل عن طريق تغليف القرحة وحمايتها من أحماض المعدة.

قد تحتاج إلى تناول عدد من الأدوية لبضعة أسابيع، ويجب الالتزام بتعليمات الطبيب خلال مدة العلاج، ففي حال لم تأخذ المضادات الحيوية بالطريقة الصحيحة فيمكن أن تصبح البكتيريا في الجسم مقاومةً لها، مما يصعب علاج العدوى، وإذا كانت الأدوية تسبب الآثار الجانبية فيجب عليك استشارة الطبيب، وبعد حوالي أسبوع إلى أسبوعين من الانتهاء من العلاج قد يفحص الطّبيب مرةً أخرى للتأكد من زوال العدوى.

كما توجد العديد من العلاجات الطبيعية التي يمكن أن تساهم في علاج جرثومة المعدة، منها ما يأتي:

  • العسل: دأب الناس على استخدام العسل لأغراضٍ طبية منذ فترة زمنية طويلة، وقد أظهرت دراسة أن لأحد أنواع العسل مقدرة على تثبيط نمو جرثومة المعدة أثناء وجودها في خلايا المعدة الظهارية أو المخاطية، كما توصلت دراسات أخرى إلى امتلاك العسل لخصائص أخرى مضادة لجرثومة المعدة، لكن الخبراء يرون ضرورة في إجراء مزيدٍ من الدراسات العلمية لإثبات هذه الأمور.
  • الصبار: يعرف الصبار أنّه علاج عشبي يستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الإمساك، وإزالة السموم، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، والتئام الجروح، وقد أشارت الدراسات إلى أنه من الممكن أن يكون فعالًا ضدّ جرثومة المعدة عند استخدامه مع المضادات الحيوية.
  • براعم البروكلي: تحتوي براعم البروكلي على إحدى المركبات القادرة على قتل جرثومة المعدة، كما أظهرت الدراسات أن لهذه البراعم مقدرة على تخفيف حدة الالتهابات الناجمة عن جرثومة المعدة عند الفئران.
  • الشاي الأخضر: يُعد الشاي الأخضر أحد أكثر المشروبات الصحية المفضلة لدى الكثيرين، ويرجع هذا الأمر إلى احتواء الشاي الأخضر على الكثير من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، وقد كشفت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن للشاي الأخضر مقدرة على الحدّ من أعداد جرثومة المعدة وتقليل حدة الالتهاب في المعدة.
  • الحليب: توصل الباحثون إلى احتواء الحليب الحيواني والبشري على بروتين سكري يُدعى باللاكتوفيرين، والذي يمتاز بمقدرته على تثبيط نشاط جرثومة المعدة، وقد قامت إحدى الدراسات باستعمال هذا البروتين بالتزامن مع المضادات الحيوية، وكانت النتيجة هي القضاء تمامًا على جرثومة المعدة عند 150 مصاب بالمرض.
  • زيت الليمون: يمكن استخدام الزيوت الأساسية في العلاجات العطرية، ويشمل ذلك زيت الليمون الذي أظهرت التجارب التي أجريت على الفئران أنه تسبب في خفض كثافة بكتيريا H. pylori بشكل ملحوظ مقارنة مع الفئران التي لم تعالج بزيت الليمون.
  • البروبيوتيك: تساعد كائنات البروبيوتيك الحية الدقيقة في تقديم العديد من الفوائد للانسان، وتوجد العديد منها والمتواجد في منتجات الألبان والمنتجات المخمرة لمنع الإصابة بالأمراض المعدية المعوية، وقد أظهرت الأبحاث أن هذه الكائنات تمتلك تأثيرًا فعالًا على بكتيريا H. pylori من خلال التنافس على الالتصاق بالبطانة المخاطية للمعدة.

أعراض الإصابة بجرثومة المعدة

معظم الأشخاص المصابين بجرثومة المعدة لا يعانون من أيّ أعراض، وفي حال أدت هذه الجرثومة إلى حدوث قرح في المعدة فقد تسبب بعض الأعراض، بما في ذلك الألم في البطن، خاصةً عندما تكون المعدة فارغةً في الليل أو بعد ساعات قليلة من تناول وجبات الطعام، ويمكن لتناول الأدوية المضادة للحموضة تخفيفه، وقد ترتبط جرثومة المعدة بمجموعة من الأعراض الأخرى، منها ما يأتي:

  • التجشؤ المفرط.
  • الشعور بالانتفاخ.
  • الغثيان.
  • حرقة في المعدة.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن غير المبرر.

أسباب الإصابة بجرثومة المعدة

ما يزال غير معروف بالتحديد طريقة انتشار جرثومة المعدة أو كما تُعرف بالبكتيريا الحلزونية، وقد تعايشت هذه البكتيريا مع البشر لآلاف السنين، ويُعتقد أن العدوى بها من الممكن أن تنتقل من فم شخص إلى آخر، ويمكن أيضًا أن تنتقل من البراز إلى الفم، ويمكن أن يحدث ذلك عندما لا يغسل الشخص يديه جيدًا بعد قضاء الحاجة، وقد تنتشر جرثومة المعدة أيضًا من خلال ملامسة الماء أو الطعام الملوثين بها، ويُعتقد أن هذه البكتيريا من الممكن أن تسبب العديد من المشكلات التي تؤثر على المعدة، عندما تخترق بطانة الأغشية المخاطية الموجودة فيها وتنتج مواد تقلل من الحموضة، مما يجعل خلايا المعدة أكثر عرضةً للأحماض القاسية، إذ إنّ الأحماض والجرثومة يمكن أن يسبّبا تهيج بطانة المعدة، مما قد يؤدي إلى حدوث تقرّحات فيها أو في الاثني عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.

كما توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بجرثومة المعدة، منها ما يأتي:

  • العيش في أماكن مزدحمة، إذ إن العيش في منزل مع العديد من الأشخاص يزيد من خطر الإصابة بجرثومة المعدة.
  • العيش دون إمدادت ماء نظيفة، إذ إن وجود إمدادات موثوقة من المياه النظيفة يساهم في تقليل خطر الإصابة بجرثومة المعدة.
  • العيش في البلدان النامية، إنّ الأشخاص الذين يعيشون في البلدان النامية التي قد تكون مزدحمةً بالسكان وظروفها المعيشية غير الصحيّة يكونون أكثر عرضةً للإصابة بجرثومة المعدة.
  • العيش مع شخص مصاب بجرثومة المعدة، إذ يزداد خطر إصابة الشخص في حال العيش مع شخص مصاب بها.

نصائح للوقاية من جرثومة المعدة

يمكنك الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة باتباع الخطوات اللازمة للوقاية من الميكروبات الأخرى، وتتضمن هذه الخطوات ما يأتي:

  • اغسل يديك بعد قضاء الحاجة وقبل تحضير الطعام أو تناوله، وعلّم الأطفال الشيء نفسه.
  • تأكد من سلامة الطعام قبل تناوله، وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة والماء غير النظيف.
  • تجنب تناول الأطعمة غير المطبوخة جيدًا.

على الرغم من أن التوتر والأطعمة الغنية بالتوابل والكحول والتدخين لا تسبب حدوث القرحة، إلا أنها قد تبطء من عملية شفائها، أو قد تزيد من حدة الألم، لذلك من الممكن استشارة الطبيب حول طرق التحكم بالإجهاد، وتحسين النظام الغذائي، والحصول على مساعدة للإقلاع عن التدخين.

السابق
ما معنى ختار كفور
التالي
الفرق بين التهاب واحتقان البروستاتا

اترك تعليقاً