علاج شد العضل في الرقبة

يعرف الشد العضلي أو التشنج عمومًا بأنه حدوث شد أو تقلص لا إرادي ومفاجئ في العضلات، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالألم الشديد في المنطقة المصابة، وبالرغم من أنّه غير مُؤذٍ في العادة، إلا أنه في بعض الحالات يصبح من المستحيل استخدام العضلات المصابة. تحدث هذه الحالة عادةً بسبب الاستخدام المفرط للعضلات، سواء كان ذلك في العمل أم عند ممارسة التمرين، كما يمكن لبعض الأدوية والاضطرابات الصحية أن تؤدي إلى شدّها، ويُعالَج التشنج في العادة منزليًّا وباتباع إجراءات العناية بالذات.

الرقبة كبقية أعضاء الجسم الأخرى يمكن أن تتعرَّ العضلات فيها للشدّ، وقد تحدث بعض التشنجات العضلية فيها بالقرب من العمود الفقري وجذور الأعصاب، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشعور بالألم الشديد، كما أنّ بعض حالات تشنج الرقبة بحاجة إلى عناية طبية فورية ومتخصصة، وذلك عند فقدان الإحساس بالكتفين والذراعين، وفقدان التوازن بسبب الضغط المستمر على الأعصاب.

علاج شد العضل في الرقبة

توجد عدة وسائل متبعة يمكن اللجوء إليها لعلاج تشنج الرقبة وشدّ العضل فيها، تتضمن ما يأتي:

• الأدوية: تتضمن الأدوية المستخدمة في علاج شد الرقبة ما يأتي:
  • الأدوية المضادة للالتهابات.
  • مسكنات الآلام.
  • مرخي العضلات.
  • حقن الستيرويد أو الحقن المخدرة، وتُستخدم فقط في حال فشل العلاجات الدوائية الأخرى في علاج شد الرقبة.
• تمارين الإطالة: ينصح الطبيب بالخضوع للعلاج الوظيفي بالتزامن مع تناول الأدوية، بالإضافة إلى أنّ تمارين الإطالة من أفضل الطرق لعلاج حالات شد عضلات الرقبة، منها ما يأتي:
  • تمرين إطالة الرقبة الأساسي، وفي ما يأتي خطوات تنفيذ هذا التمرين:
    • وضع اليد اليمنى أعلى الرأس.
    • سحب الرأس باتجاه الأسفل وإلى الجهة اليمنى من الصدر.
    • تكرار ذلك للجهة اليسرى.
    • تكرار التمرين ثلاث مرات.
  • تمرين العضلات الأخمعية، يُنفَّذ هذا التمرين كما يأتي:
    • الوقوف مع وضع كلتا اليدين وراء الظهر، وتشبيك الرسغ الأيمن مع اليد اليسرى.
    • استخدام اليد اليسرى لسحب الذراع اليمنى والكتف إلى الأسفل.
    • إمالة الرأس إلى اليسار؛ لإطالة الجهة اليمنى من الرقبة.
    • تكرار هذا التمرين ثلاث مرات على الجانبين.
  • تمرين لف الرقبة ورفع الرأس، ويُنفَّذ كما يأتي:
    • الاستلقاء بوضعية أداء تمرين المعدة.
    • وضع اليدين خلف الرأس، وثني الرقبة باتجاه الصدر.
    • رفع الرأس عن الأرض مع إبقاء الكتفين أرضًا.
    • تكرار هذا التمرين خمس مرات.
• العلاجات المنزلية: تقلل العلاجات المنزلية من شدة تشنج الرقبة، وهي العلاجات الأساسية لمثل هذه الحالات، ومن هذه الطرق العلاجية ما يأتي:
  • كمادات الثلج، يمكن استخدامها للتخفيف من شدة الألم الناجم عن تشنج الرقبة وشد عضلاتها، خاصّةً خلال الأيام الأولى من الإصابة، ويجب أن يكون الشخص حريصًا عند الاستخدام، فلا يوضَع الكيس الذي يحوي مكعبات الثلج مباشرةً على الجلد، فعوضًا عن ذلك يُوضَع في منشفة أو قطعة ملابس، وبعدها يوضع على الرقبة مدة 10 دقائق، ويمكن استخدام هذه الطريقة مرةً واحدةً كلّ ساعة.
  • التدليك، وهو علاج منزلي فعّال للشد في عضلات الرقبة، إذ يؤدي الضغط الواقع عليها إلى إرخائها، ولوحظَ أن التدليك الخفيف للرقبة يقلل من حدة الألم الناتج عن تشنج عضلاتها، ويمكن البدء به عبر الضغط برفق على الرقبة، ثم تحريك الأصابع بدوائر صغيرة على كامل المنطقة، وفي حال تعذَّر على الشخص تنفيذ الأمر بنفسه، بوسعه طلب المساعدة من أحد أفراد أسرته أو أصدقائه.
  • العلاج بالحرارة، إذ يقلّل من آلام الرقبة، ويتضمّن هذا العلاج الاستحمام بالماء الساخن، ووضع الكمادات الساخنة على المنطقة المصابة، ويجب أخذ الحيطة والتحقق من درجات الحرارة قبل وضع الماء الساخن أو الكمادات الساخنة على الجلد مباشرةً؛ لتجنب التعرض للحرق.
  • النشاط الجسماني الخفيف، إذ تعدّ الراحة من الأمور المهمة جدًا لعلاج مثل هذه الحالات، لكن يُفضَّل عدم النشاط الكامل من قِبَل المصاب، بل يجب التحرك ببساطة وبخفة والابتعاد عن النشاطات التي قد تزيد من حدة الإصابة، مثل رفع الاثقال وثني الرقبة.
  • التحكم بالتوتر النفسي، إذ يمكن للضغط النفسي أن يؤدي إلى شد عضلات الرقبة، لذلك يفضل السيطرة عليه من خلال أخذ قسط من الراحة أثناء العمل، كما يمكن الاستعانة بتقنيات الراحة، مثل: اليوغا، والتنفُّس العميق، والتأمل.

أسباب شد العضل في الرقبة

تختلف الأسباب التي تؤدي إلى المعاناة من تشنج الرقبة أو الشد العضلي، وفي ما يأتي بعضها:

• التواء الرقبة وإجهادها: يؤدي التمزّق البسيط أو الالتواء في عضلات الرقبة إلى شدها وتشنجها كنوع من الحماية لمنع التمدد كثيرًا، كما يمكن أن تتعرض للالتواء جرّاء إصابة الأربطة المحيطة بالرقبة أيضًا لحمايتها.
• الإعياء: الذي تتعرّض له عضلات الرقبة عند فرط استخدامها، ويؤدي إلى الشعور بالألم الشديد والتشنج، كما أنّ العمل في درجات حرارة عالية يزيد من نسب الإصابة بتشنج عضلات الرقبة.
• الانزلاق الغضروفي: يؤدي الانزلاق الغضروفي إلى تسرب بروتينات التهابية من الفقرة المصابة، مما يؤدي إلى الشعور بألم في العضلات المحيطة والتهابها وتشنّجها.
• التهاب المفاصل الوجيهية التنكسي في العمود الفقري: تبدأ غضاريف هذه المفاصل بالانحلال، مما يؤدي إلى احتكاك الفقرات ببعضها البعض، وتبدأ حينها نتوءات عظمية بالنمو لكي توازن المفصل، مما يؤدي إلى التهاب الأعصاب وزيادة الضغط عليها، الأمرين الذي يساهم بشدة في شد عضلات الرقبة.
• خلل ميكانيكي: تزيد الاضطرابات المانعة لحركة المفاصل بمداها الطبيعي من نسب الإصابة بشد العضلات في الرقبة، ولهذه الاضطرابات الميكانيكية العديد من الأسباب، مثل: النتوءات العظمية، وضعف وضعية الجسم، واضطرابات خَلقية منذ الولادة.
• الاعتلال العصبي المحيطي: تتفرع الأعصاب المحيطية من القناة الشوكية وترتبط بالعديد من أجزاء الجسم، ويمكن أن تتضرر هذه الأعصاب الموجودة في الرقبة جراء التعرض لإصابة أو مرض ما، مما يضعف إرسالها للإشارات أو يزيده، وتؤدي هذه الاعتلالات إلى حدوث عدة مشكلات في ردود الفعل وعمل العضلات.
• متلازمة الألم الليفي العضلي: تحدث هذه الحالة عند وجود نقاط محفِّزة للألم في العضلات والأنسجة الضامة المحيطة بها، وتتضرر عضلات الرقبة عند الإصابة بها، مما يؤدي إلى شدها وتشنجها، وقد يمتد الألم إلى الرأس، وإلى الأسفل باتجاه الكتف والذراعين وأعلى الظهر.
• التوتر والقلق: يرتبط التأثير النفسي للتوتر والقلق بشد عضلات الرقبة وزيادة الألم فيها.

الوقاية من شد العضل في الرقبة

يمكن الوقاية من عدة مسببات لشد العضل في الرقبة، مثل: الاستخدام المفرط، والتوتر، وضعف وضعية الجسم، وذلك من خلال الجلوس السليم أمام شاشات الحاسوب، وأخذ أوقات محددة للاستراحة عند الجلوس المطول، وممارسة تمارين إطالة عضلات الرقبة كلما أُتيحت الفرصة. ويجب أيضًا علاج الشد العضلي عند بداية ظهوره أو عند بدء الشعور بالألم؛ وذلك لتجنب تفاقم الأعراض،وتجدر الإشارة إلى فائدة ممارسة الرياضة الدورية، خصوصًا تمارين الإطالة قبل استخدام العضلة مدةً طويلةً وبعدها، بالإضافة إلى ضرورة شرب الكثير من الماء لمنع مثل هذه الإصابات.