طريقة فتح الأذن

تحدث الكثير من حالات انسداد الأذن بسبب إنتاج الجسم لكميات كبيرة من شمع الأذن أو بسبب وصول شمع الأذن إلى داخل القناة السمعية، ومن المعروف ان الجسم يُنتج شمع الأذن بصورة طبيعية من أجل حماية الأذن من الغبار، والبكتيريا، والأجسام الغريبة، لكن بعض الأفراد يُبتلون بكثرة انتاج أجسامهم لهذه المادة، كما يُمكن للبعض منهم أن يدفع بالمزيد من الصمغ إلى التحرك عميقًا إلى داخل القناة السمعية عند استخدام النكاشات القطنية لتنظيف الأذن بصورة خاطئة، وعادةً ما يُعاني الأفراد المصابون بمشكلة انسداد الأذن من انخفاض في القدرات السمعية لديهم، كما يُمكن للبعض منهم أن يُعاني من حصول آلام في الأذن أو سماع أصوات غريبة أحيانًا، ويتشكل الشّمع من إفرازات دهنية تنتجها بعض الغدد العرقية والزهمية الموجودة داخل الجدران الخارجية للقناة السمعية، ومن المثير للاهتمام أن لحركات الفك أثناء مضغ الطعام انعكاس مباشر على حركة الشمع داخل الأذن.

طرق فتح الأذن

يمكن أن يكون سبب انسداد الأذن تراكم شمع الأذن أو قد يكون السبب فرق الضغط الجوي أو غيرها من الأسباب، ويعتمد العلاج على المسبب لانسداد الأذن كما يأتي:

علاج انسداد الأذن بسسب انسداد قناة استاكيوس

تُصاب الأذن بالعديد من المشكلات والأمراض، مثل: الطنين، أو الحكّة، أو عدوى الأذن، ولكن توجد مشكلة شائعة لدى البعض تتسبب بعدم الراحة، والإحساس بامتلاء الأذن تنتج بسبب مشكلة انسداد الأذن، التي تنشأ بسبب حدوث خلل في قناة استاكيوس، التي تربط الجزء العلوي من البلعوم مع الأذن الوسطى، وهي من أكثر المشكلات التي يلحظها أخصائيو الصحة، فيواجه الأشخاص مشكلة في تنظيم ضغط الأذن الوسطى، مما يسبب الإحساس بامتلاء الأذن وانسدادها كليًا أو جزئيًا، وسماع صوت فرقعة وطنين داخل الأذن، بالإضافة إلى ضعف التوازن أحيانًا، ويهدف علاج مشكلة انسداد الأذن إلى تحسين وظيفة أنبوب استاكيوس للمساعدة في موازنة ضغط الهواء، ويكون علاج انسدادها كالآتي:

• البلع: تُجرى تمرينات البلع لتنشيط عضلات مؤخرة الحلق وتساعد على فتح قناة استاكيوس، لذلك ينصح عند الذهاب إلى المناطق المنخفضة، إذ يزداد طول عمود الضغط الجوي، بمضغ العلكة أو الشرب أو الأكل.
• التثاؤب: يمكن إغلاق الأنف وأخذ نفس عميق مع إبقاء الفم مفتوحًا، لمحاولة فتح قناة استاكيوس قسرًا، أو فتح الفم باستمرار، إذ يعدّ التثاؤب أكثر فاعلية.
• مزيلات الاحتقان: إن الأشخاص الذين يعانون من مشكلة انسداد قناة استاكيوس، غالبًا ما يستخدمون مزيل الاحتقان قبل الذهاب إلى المناطق ذات الضغط العالي، إذ يسبب مزيل الاحتقان انحسار الأغشية المبطنة للأنف والحنجرة مما يسمح للأذنين بالتعادل بسهولة.
• أنبوب مساواة الضغط، في بعض الحالات الشديدة يمكن وضع أنبوب مساواة الضغط جراحيًا في طبلة الأذن، كي يضمن مساواة ضغط الأذن الوسطى مع ضغط الهواء الجوي.
• استخدام العلاجات الدوائية: تشمل مضادات الهيستامين، أو مزيلات الاحتقان، أو البخاخات الأنفية، وذلك بعد الحصول على استشارة الطبيب، ويشار لوجوب التوقّف عن هذه العلاجات والتوجُّه إلى الطبيب في أقرب وقت ممكن، بمجرّد الشعور بالدوار أثناء إجراء ممارسات فتح قناة استاكيوس.
• قد يكون بالإمكان أحيانًا الاستعانة بمسكنات للآلام دون وصفة طبية، مثل أدوية الباراسيتامول، لكن من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسب أخذها من هذه الادوية، ولتحديد فيما إذا كان من الأفضل وصف مضاداتٍ حيوية قوية أيضًا لعلاج أنواع الالتهابات البكتيرية الشديدة في حال كانت هي المسؤولة عن انسداد قناة أستاكيوس.
• الجراحة: يلجأ الطبيب إلى الخيار الجراحي عند فشل محاولات علاج انسداد قناة أستاكيوس بالعلاجات المنزلية أو الدوائية، وهذا يعني أنّ الجراحة ستكون لازمةً لعلاج الحالات الشديدة فقط من انسداد هذه القناة، وتتضمن الخيارات الجراحية الخاصة بذلك استخدام ما يُعرف بأنابيب معادلة الضغط PETs، التي يزرعها الطبيب داخل الأذن بهدف معالجة الضغط وعلاج التهابات الأذن الوسطى المزمنة، كما تتضمن الخيارات الجراحية إجراء عملية تهدف إلى إزالة السوائل المتراكمة في القناة بإحداث شقّ جراحيّ في طبلة الأذن لتصريف هذه السوائل من القناة.

علاج انسداد الأذن بسسب الشمع

• استعمال قطرات الأذن دون وصفة طبية: تتوفر في الصيدليات أنواع كثيرة من القطرات الطبية القادرة على تفتيت كتل الشمع داخل الأذن، وعادةً ما تحتوي هذه القطرات على مركب بيروكسيد الهيدروجين، لكن سيكون من الضروري وضع هذه القطرات داخل الأذن والانتظار لمدة 5 دقائق لمنح القطرة بعض الوقت لتفتيت الشمع. وقد تحتوي هذه القطرات على بيروكسيد الكارباميد (Carbamide Peroxide)، وتفيد هذه القطرة في إزالة شمع الأذن عن طريق إذابته، وينبغي استخدامها حسب الإرشادات، ولكن رد الفعل التحسسي الخطير جدا لهذا الدواء أمر نادر الحدوث، ومع ذلك، ابحث عن رعاية طبية فورية إذا لاحظت أي أعراض لرد فعل تحسسي خطير، بما في ذلك: طفح جلدي، حكة أو تورم (خاصة في الوجه أو اللسان أو الحلق)، دوخة شديدة، صعوبة في التنفس.
• الماء الدافئ: يرى البعض إمكانية التخلص من شمع الأذن بسهولة عبر استخدام سرنجة أو إبرة طبية خاصة ثم ملئها بالماء الدافئ لتنظيف الأذن بها، لكن يجب الحرص على عدم دفع أو ضغط الماء بقوة كبيرة داخل الاذن، كما يجب أن التأكد من ملائمة درجة حرارة الماء لدرجة حرارة الجسم لمنع حصول الدوخة.
• الأساليب الطبية: يلجأ الطبيب إلى استعمال أحد المعدات الشبيهة بالمعلقة البلاستيكية من أجل إزالة الصمغ المتراكم داخل الأذن، كما يُمكن له أيضًا استعمال الماء الدافئ، أو مركب بيكربونات الصوديوم، أو أي من قطرات الأذن الطبية قوية المفعول.

طرق طبيعية لعلاج انسداد الأذن

• الغرغرة بالمياه المالحة: تفيد الغرغرة بالمياه المالحة في التقليل من المخاط في كل من الأنف والأذنين.
• الجلسرين أو زيت الأطفال: يمكن تطرية شمع الأذن بوضع بضع قطرات زيت الأطفال أو الزيت المعدني أو الجليسرين أو بيروكسيد الهيدروجين في قناة الأذن
• الزيت المعدني: يساعد الزيت المعدني في التخلص من مشكلة انسداد الأذن بسبب الشمع، وتكون من خلال وضع بضع قطرات من الزيت المعدني في الأذن باستخدام قطارة الأذن؛ لتليين شمع الأذن مما يساعد على أن يخرج الشمع لوحده بسهولة من الأذن.

الوقاية من انسداد الأُذن

ينصح الخبراء بتجنب المرور بالتغيرات السريعة في ضغط الهواء أثناء إقلاع الطائرة، وذلك بتكرار البلع أو التثاؤب، وينطبق نفس الشيء عند الوصول إلى المرتفعات العالية عن سطح الأرض، كالجبال الشاهقة، كما ينصح الخبراء الأشخاص الذين يُمارسون رياضة الغوص إلى الأعماق بالنزول ببطء شديد وليس بسرعة من أجل إعطاء بعض الوقت للأذن للتأقلم مع تغيرات الضغط في الأعماق، وقد يكون من الضروري أحيانًا أخذ مضادات للاحتقان قبل ركوب الطائرة أو قبل الغوص إلى الأعماق، أما في حال كان معاناة الفرد من انسداد قناة أستاكيوس بسبب تمزق طبلة الأذن، فإنّ الخبراء ينصحون هذه الحالات بالصبر لبعض الوقت من أجل إعطاء طبلة الأذن بعض الوقت حتى تلتئم من جديد وحدها.

وتشير التقارير الواردة من الأكاديمية الأمريكية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة إلى معاناة طفل واحد من بين 10 أطفال من مشكلة تراكم الشمع داخل الأذن، كما تظهر المشكلة كذلك عند فرد بالغ واحد من بين 20 فردًا أيضًا، ولقد أقدمت الأكاديمية الامريكية على تحديث ارشاداتها ومعاييرها فيما يتعلق بأساليب العناية والوقاية بهذه المشكلة بناءًا على دراسات استطلاعية وتجارب سريرية علمية، وبالإمكان ذكر أبرز هذه الارشادات على النحو الآتي:

• الحرص على عدم الإفراط في تنظيف الاذنين من شمع الأذن؛ لإن ذلك يُمكن أن يؤدي إلى حصول تهيج داخل القناة السمعية، أو حصول التهابات، أو حتى تراكم أكثر لشمع الأذن بدلًا عن تقليل كميته.
• تجنب استعمال النكاشات الأذنية، أو نكاشات الأسنان، أو رؤوس الأقلام، أو أي من الأجسام الصغيرة والمدببة داخل الأذن لتفادي خطر حصول ضرر في طبلة الأذن، أو القناة السمعية، بالإضافة لمنع حدوث تغيير في مكان العظام السمعية الصغيرة داخل الأذن.
• تجنب استعمال ما يُعرف بشمعات أو مخاريط الأذن، بسبب إمكانية أن يؤدي استعمال هذه المواد إلى حصول ضرر في طبلة الأذن أو القناة السمعية، كما أن هنالك القليل من الأدلة العلمية التي تثبت نجاحتها أصلًا.
• المسارعة في طلب المشورة الطبية عند الإحساس بالألم أو فقدان السمع بسبب تراكم الشمع داخل الأذن.

أسباب انسداد الأذن

توجد قناة أستاكيوس بالقرب من مؤخرة الأنف وتمتدّ إلى الأذن الوسطى، ويبلغ طولها حوالي 35 ملمترًا، بينما يصل قطرها إلى حوالي 3 ملمترات عند البالغين، وتتركّز وظيفتها أساسًا على تهوية الفراغ الموجود في الأذن الوسطى، وموازنة الضغط في ذلك الجزء من الأذن، بالإضافة إلى تصريف أي من السوائل أو الإفرازات المتراكمة في الأذن الوسطى. توجد أسباب عديدة تؤدي إلى انسداد قناة أستاكيوس، وإيقافها عن أداء وظائفها الطبيعية، وتُعدّ فئة الأطفال من بين أكثر الفئات عرضةً لانسداد هذه القناة بسبب ضيق قطرها لديهم، كما تزداد نسب المعاناة من انسداد هذه القناة عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون، ولا يغيب عن الخبراء التنبيه إلى كون التدخين قادرٌ على إيذاء الأهداب المخاطية الموجودة في هذه القناة وجعلها غير قادرة على تصريف المخاط والإفرازات المتراكمة في تلك المنطقة، وينبغي التعرّف على السبب الكامن وراء حدوث مشكلة انسداد الأذن، وذلك للتمكّن من الوصول لعلاج مناسب للحالة التي يعاني منها الأشخاص، ويمكن توضيح ذلك من خلال النقاط الآتية:

• نزلات البرد: وهو السبب الأكثر شيوعًا، وقد يحدث الانسداد أيضًا بسبب عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
• التهابات الجيوب الأنفية والحساسية: التي تتسبب بتورُّم أنسجة بطانة قناة استاكيوس، وتجدر الإشارة إلى أن مشكلة انسداد الأذن تنتشر بكثرة عند الأطفال بسبب قصر قناة استاكيوس لديهم وامتدادها.
• الإصابة بالبكتيريا: تحدث في الجزء العلوي من الأنف بالقرب من أنبوب استاكيوس، مما يسبب حدوث إصابات التهابات الأذن المتكررة.
• تجمُّع السوائل: أي تجمع السوائل داخل الأذن الوسطى، أو دخول الماء بكميات كبيرة داخل الأذن أثناء الاستحمام.
• الزاوئد الأنفية: إذ تعيق الزوائد الأنفية عمل قناة استاكيوس.
• الكتل أو الأورام: ففي بعض الحالات النادرة تؤدي الكتل أو الأورام الموجودة في قاعدة الجمجمة أو البلعوم الأنفي إلى عرقلة عمل أنبوب استاكيوس.
• التدخين: إذ يضر التدخين بالأهداب التي تكتسح المخاط في قناة استاكيوس.
• تصلّب شمع الأذن: في حال حصل إفراز مقدار زائد من الشّمع، أو تعذّر التّخلص منه بطريقة صحيحة، فقد يتراكم ويتصلّب ويسدُّ الأذن.
• ورم العصب السمعي: يضغط هذا الورم على أعصاب الأذن الدّاخلية، ممّا يُسبّب انسدادًا في الأذن مع طنين، أو فقدان السّمع في الحالات المُتقدمة.
• الضغط الجوي: قد تُسبّب تغيرات الارتفاع وما ينتج عنه من تغير في الضّغط الجوي، إلى حدوث انسداد في الأذن، وأكثر ما يحدث في حالات الغطس أو الطيران، أو تسلُّق الجبال، وتفسير ذلك أنّ القناةَ السّمعيّةَ هي المسؤولة عن الضّغط الجوي داخل الأذن الوسطى، ففي حال تواجد الشّخص في منطقة ذات ارتفاع عالٍ، فلا تستطيع القناة السّمعيّة معادلةَ الضّغط داخل الأذن كعادتها، ممّا يُسبّب شعورًا بانسداد الأذن، وهو أمرٌ مؤقتٌ يزولُ عند العودة للضّغط الطبيعي.
• يمكن أن يكون انسداد الأذن موجودًا أيضًا قبل الولادة (خلقي)، كما قد يكون بسبب وجود تورم في الحلق.

أعراض انسداد الأُذن

من أكثر الأعراض والعلامات شيوعًا لانسداد الأذن، ما يلي:

• ألم في الأذن ويرافقه طنين في الأذن.
• انخفاض أو انعدام السّمع في الأذن المُصابة بالانسداد.
• الشّعور بالامتلاء في الأذن المصابة.
• الدّوخة.
• حكة أو خروج الشمع من قناة الأذن.

تشريح الأذن

تُعرف الأذن على أنّها العضو الذي يمكّننا من السمع عن طريق التقاط الموجات الصوتية الناتجة عن اهتزازات الأجسام، وتحويلها إلى جهد فعل بسبب احتوائها على المستقبلات الصوتية، ويعدّ السمع من أهم حواس الإنسان لأنه يحذّرنا من المخاطر، وينبّهنا لما يحدث من حولنا ويساعدنا على التواصل وفهم الطرف الآخر، فإذا أُصيب الإنسان في مشكلة في الأذن، فإن ذلك يتسبب له بإعاقة في الكلام، كما أن فائدة الأذن لا تتلخّص فقط بالسمع، إذ توجد أعضاء داخل الأذن تساعد على حفظ توازن الجسم، وترسل إشارات عصبية للدماغ ليُترجمها ويستجيب لها، وتتكون الأذن من ثلاثة أقسام رئيسية، هي:

• الأذن الخارجية وتتكون مما يأتي:
  • صيوان الأذن الذي يجمِّع الاهتزازات الصوتية.
  • القناة السمعية التي تحتوي على غدد تفرز مادة شمعية لحماية الأذن من المواد الغريبة التي قد تدخل فيها.
  • طبلة الأذن التي توجد في نهاية القناة السمعية وتحتوي على غشاء الطبلة.
• الأذن الوسطى: وتتكون من ثلاث عظيمات صغيرة تُدعى المطرقة والسندان والركاب، وتعد هذه العظيمات أصغر العظام في جسم الإنسان، كما تعدّ الأذن الوسطى تجويفًا صغيرًا مليئًا بالهواء يتصل بتجويف البلعوم الذي يقود إلى قناة استاكيوس، إذ توجد بين الأذن الداخلية والأذن الخارجية، وتنفصل عن الأذن الداخلية بواسطة حاجز عظمي رقيق، يحتوي على فتحتين صغيرتين تغطيها أغشية رقيقة، تُعرفان باسم؛ النافذة البيضاوية، والنافذة الدائرية، بينما تنفصل عن الأذن الخارجية بواسطة غشاء الطبلة.
• الأذن الداخلية: تتكون من سلسلة معقدة من القنوات، وهي:
  • القوقعة: تتكون القوقعة من القناة القوقعية، والقناة الدهليزية، والقناة الطبلية المملوءة بالسائل الليمفي، إذ يوجد عضو كورتي وهو عضو السمع في القوقعة تحديدًا داخل القناة القوقعية.
  • الدهليز.
  • القنوات شبه الدائرية أو الهلاليّة.