الصحة النفسية

علاج ضيق شرايين القلب

علاج ضيق شرايين القلب

تضيق شرايين القلب

يشتهر القلب بكونه مضخة قوية قادرة على ضخّ ما يزيد عن 3 آلاف غالون من الدم يوميًا إلى سائر أنحاء الجسم، ولكون القلب أصلًا عضلة، فإن ذلك يعني حاجته إلى التزود بالدم أيضًا حتى يؤدي وظيفته الطبيعية دون توقف، وهنا تظهر وظيفة الشرايين التاجية المعروفة بكونها مسؤولة عن إمداد عضلة القلب بالدم، لكن في حال حدث تضيق أو انسداد في هذه الشرايين، فإن الشخص سيُصاب عند ذلك بما يُعرف بمرض الشريان التاجي Coronary artery disease الذي ينجم عن تصلب أو تضيق هذه الشرايين بسبب تراكم الكوليسترول والدهون داخل جدرانها، مما يقلل من كمية الدم الواصل إلى عضلة القلب، ويؤدي في النهاية إلى حدوث ما يُعرف بالذبحة الصدرية Angina التي تسبب ألمًا شديدًا في الصدر ينجم عن انقطاع الدم نهائيًا عن أحد أجزاء القلب، وهي تُعد مقدمة لحدوث ما يُعرف بالنوبة القلبية، كما تُعرف أمراض القلب بكونها أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى درجة إقرار جمعية القلب الأمريكية بإصابة فردٍ واحدٍ بالنوبة القلبية كلّ 40 ثانية تقريبًا.

علاج ضيق شرايين القلب

ترى هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أنه من الضروري علاج تضيق شرايين القلب من أجل تقليل خطر الإصابة بالمشاكل القلبية الخطيرة المترتبة على الإصابة بهذه المشكلة، وتؤكد الهيئة كذلك على إمكانية علاج هذه المرض عبر اتباع خليطٍ من العادات الحياتية الصحية، وتناول الأدوية، وربما الخضوع لإجراءات جراحية خاصة، كما يلي:

  • اتباع العادات الصحية المناسبة: يُمكن للمصاب بمرض تضيق شرايين القلب تقليل خطر إصابته بمضاعفات هذه المشكلة ببساطة عبر اتباعه لنمط حياة صحي يتضمن تناول الطعام الصحي، وممارسة التمارين الرياضية، والإقلاع عن التدخين تمامًا، بالإضافة إلى تجنب البقاء بالقرب من المدخنين.
  • تناول الأدوية: تهدف أدوية علاج تضيق الشرايين بالمجمل إما إلى تقليل ضغط الدم أو إلى توسيع شرايين القلب، لكن لا يخفى على أحد أن لكثيرٍ من هذه الأدوية أعراضًا جانبية خطيرة أحيانًا، وهذا يعني ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء باستعمالها، وتشتمل أبرز أنواع هذه الأدوية على التالي:
    • الأدوية المقاومة للصفائح الدموية Antiplatelets: تهدف هذه الأدوية إلى منع تجلط الدم داخل الشرايين.
    • أدوية الستاتين: تشتهر هذه الأدوية بقدرتها على خفض مستوى الكوليسترول في الدم.
    • أدوية حاصرات بيتا: يصف الأطباء هذه الأدوية عادةً لعلاج ضغط الدم المرتفع، لكنّ الخبراء يرون فيها قدرة على منع حدوث الذبحة الصدرية أيضًا.
    • الأدوية المثبطة لإنزيم للأنجيوتنسين: يصف الأطباء هذه الأدوية أيضًا لعلاج ضغط الدم المرتفع.
    • أدوية النيترات: تعمل هذه الأدوية على إراحة الشرايين وتوسعتها للسماح لمزيدٍ من الدم بالمرور من خلالها، وبالتالي تقليل ضغط الدم وآلام الذبحة الصدرية، وفي الحقيقة فإن هذه الأدوية ليست على شكل حبوب فقط، بل على شكل رذاذ ورُقع جلدية أيضًا.
    • الأدوية المحصرة لقنوات الكالسيوم: تمتلك هذه الأدوية قدرة على إراحة العضلات الموجودة داخل جدران الشرايين، وهذا يؤدي إلى تقليل ضغط الدم وتوسعة الشرايين.
  • الخضوع للعمليات الجراحية: يلجأ الأطباء إلى الخيار الجراحي في حال فشل الأدوية في الحدّ من أعراض تضيق الشرايين أو في حال كان التضيق ناجمًا عن وجود ترسباتٍ دهنية كبيرة داخل الشرايين، وتُعد العملية الجراحية المعروفة باسم “رأب الأوعية التاجية” عملية فتح الشراين المسدودة من أشهر العمليات الجراحية التي يجريها الطبيب لعلاج المصابين بالذبحة الصدرية أو الذين يُصبحون بحاجة لتدخل جراحي سريع لإيقاف تأزم حالتهم عند الطوارئ، ومن المثير للاهتمام معرفة أن بعض المستشفيات أصبحت تتيح خيار زراعة قلبٍ جديد لمرضى تضيق شرايين القلب في حال معاناتهم من فشل قلبي مزمن دون وجود أي بصيص أملٍ من استخدام العلاجات الأخرى.

أعراض ضيق شرايين القلب

إذ يمكن أن تبدأ العلامات الأولى لتضيّق الشرايين بالتطور خلال فترة المراهقة، ومع ظهور شرائط من خلايا الدم البيضاء على جدار الشريان؛ وفي معظم الأحيان لا توجد أعراض حتى تتمزق الرواسب الدهنية على جدار الشريان أو أن يكون تدفق الدم مقيدًا للغاية، وهذا عادةً ما يستغرق سنوات عديدة ليحدث، وتعتمد الأعراض على نوع الشريان الذي يتضيق، وهي كالتالي:

  • ضيق الشرايين السباتية: إذ إن الشرايين السباتية توفر الدم للدماغ، ويمكن أن تؤدي محدودية إمدادات الدم للدماغ إلى حدوث السكتة الدماغية، وقد يصاب الشخص بمجموعة من الأعراض نتيجة تضيّق الشرايين في هذه المنطقة، بما في ذلك:
    • الضعف العام.
    • صعوبة في التنفس.
    • صداع الراس.
    • خدران في الوجه.
    • الشلل.
  • ضيق الشرايين التاجية: فإن الشرايين التاجية توفر الدم للقلب، وعندما تكون إمدادات الدم للقلب محدودة، يمكن أن يسبب ذلك الذبحة الصدرية والنوبة القلبية، وتشمل الأعراض:
    • قيء.
    • قلق شديد.
    • ألم في الصدر.
    • السعال.
    • شعور بالإغماء.
  • ضيق الشرايين الكلوية: الشرايين الكلوية تزود الكلى بالدم، وإذا أصبح مصدر الدم محدودًا، فهذا يعد خطرًا كبيرًا للإصابة بأمراض الكلى المزمنة، إذ إن الشخص الذي يعاني من انسداد الشريان الكلوي قد يواجه ما يلي:
    • فقدان الشهية.
    • تورم في اليدين والقدمين.
    • صعوبة في التركيز.

أسباب ضيق شرايين القلب

يعد تضيّق الشرايين مرضًا بطيئًا تدريجيًا قد يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، فقد يبدأ تضيّق الشرايين بتلفها أو إصابة الطبقة الداخلية للشريان، وتعود أسباب الإصابة به إلى ما يأتي:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم.
  • التدخين.
  • السمنة أو السكري.
  • الالتهاب الناجم عن الأمراض، مثل؛ التهاب المفاصل، الذئبة.

وبمجرد تلف الجدار الداخلي للشريان، فإنه غالبًا ما تتكتل خلايا الدم والمواد الأخرى في مكان الإصابة وتتراكم في البطانة الداخلية للشريان، ومع مرور الوقت تتراكم الرواسب الدهنية المكونة من الكوليسترول، بالإضافة إلى المنتجات الخلوية الأخرى في موقع الإصابة وتتصلب، مما يضيّق الشرايين، ونتيجة لذلك لا تتلقى الأعضاء والأنسجة المتصلة بالشرايين ما يكفيها من الدم لتعمل بطريقة صحيحة، وفي نهاية الأمر قد تنقطع أجزاء من الرواسب الدهنية وتدخل مجرى الدم.

عوامل خطر الإصابة بضيق شرايين القلب

يحدث تضيّق الشرايين بمرور الوقت، بالإضافة إلى أن عامل الشيخوخة يلعب دورًا مهمًا في ذلك، وتشمل العوامل التي تزيد من خطر تضيّق الشرايين ما يلي:

  • ارتفاع ضغط دم.
  • ارتفاع الدهون الثلاثية.
  • داء السكري.
  • السمنة.
  • التدخين.
  • التاريخ العائلي لمرض القلب المبكر.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • اتباع نظام غذائي غير صحي.

تشخيص ضيق شرايين القلب

يمتلك الأطباء مجموعة من الاختبارات والأدوات التشخيصية التي يمكنهم الوصول إليها لتأكيد وجود ضيق الشرايين، والتي تشمل؛ تصوير الشرايين، اختبارات الكوليسترول، تصوير الصدر بالأشعة السينية، فحص بالأشعة المقطعية، المسح الضوئي المزدوج، تخطيط القلب، واختبار الإجهاد، واختبار الموجات فوق الصوتية داخل الأوعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي واختبار الإجهاد الدوائي، وفيما يأتي تفصيل لبعض تلك الاختبارات:

  • اختبارات الدم: تساعد اختبارات الدم في قياس مستويات بعض الدهون والكوليسترول والسكر والبروتينات الموجودة في الدم، وقد تشير المستويات غير الطبيعية إلى عوامل خطر الإصابة بتضيّق الشرايين.
  • رسم القلب الكهربائي: هو اختبار بسيط يكتشف ويسجل النشاط الكهربائي للقلب ويظهر مدى سرعة نبضات القلب وما إذا كان لديه إيقاعًا منتظمًا، ويُظهر أيضًا قوة وتوقيت الإشارات الكهربائية أثناء مرورها عبر كل جزء من أجزاء القلب، ويمكن أن تشير بعض الأنماط الكهربائية التي يكشفها رسم القلب الكهربائي إلى احتمال ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية، ويمكن أن يظهر رسم القلب الكهربائي أيضًا علامات نوبة قلبية سابقة أو حالية.
  • التصوير بالأشعة السينية للصدر: إذ إن صورة الصدر بالأشعة السينية تلتقط صورة للأعضاء داخل الصدر، بما في ذلك القلب والرئتين والأوعية الدموية، ويمكن أن تكشف الأشعة السينية للصدر أيضًا عن علامات قصور القلب.
  • تخطيط القلب: إذ يستخدم هذا الاختبار موجات صوتية لإنشاء صورة متحركة للقلب، ويوفر معلومات حول حجم القلب وشكله ومدى عمل حجرات القلب والصمامات، ويمكن للاختبار أيضًا أن يحدد مناطق ضعف تدفق الدم إلى القلب، ومناطق عضلة القلب التي لا تنقبض بشكل طبيعي، والإصابة السابقة لعضلة القلب الناتجة عن ضعف تدفق الدم.
  • فحص الأشعة المقطعية: ينشئ التصوير المقطعي المحوسب صور بواسطة الكمبيوتر للقلب أو الدماغ أو مناطق أخرى من الجسم، ويمكن أن يظهر الاختبار في الكثير من الأحيان تضييق الشرايين الكبيرة.
  • اختبار الإجهاد: لاختبار الإجهاد تمارس تمارين لجعل القلب يعمل بجدّ وينبض بسرعة أثناء إجراء اختبارات القلب، وإذا كان الشخص غير قادر على ممارسة الرياضة، يعطى أدوية لتسريع معدل ضربات القلب، وعندما ينبض القلب بسرعة ويعمل بجد، فإنه يحتاج إلى المزيد من الدم والأكسجين، إذ إن الشرايين التي تضيقها الرواسب الدهنية لا يمكنها توفير ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين لتلبية احتياجات القلب، ويمكن أن يظهر اختبار الإجهاد علامات محتملة على أمراض القلب والشرايين، مثل:
    • تغيرات غير طبيعية في معدل ضربات القلب أوضغط الدم.
    • ضيق التنفس أوألم في الصدر.
    • تغيرات غير طبيعية في إيقاع القلب أو نشاط القلب الكهربائي.
  • تصوير الأوعية الدموية: هو اختبار يستخدم صبغات وأشعة سينية خاصة لإظهار جوانب الشرايين، ويمكن أن يكشف ما إذا كانت الرواسب الدهنية تمنع الدم من التدفق عبر الشرايين ومدى شدة هذه الرواسب، ويوضع أنبوب رفيع ومرن في عملية تسمى القسطرة في وعاء دموي في الذراع أو الفخذ أو الرقبة، وبعد ذلك تحقن صبغة يمكن رؤيتها بواسطة الأشعة السينية في الشرايين، ومن خلال النظر إلى صورة الأشعة السينية يمكن للطبيب رؤية تدفق الدم عبر الشرايين.

الوقاية من تضيق شرايين القلب

تُعد أنماط الحياة الصحية الخاصة بعلاج تضيق شرايين القلب مناسبة أيضًا لدرء خطر الإصابة بتضيق شرايين القلب عند الأفراد الأصحاء، وهي تشتمل على:

  • إيجاد الحلول المناسبة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول، وداء السكري.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والصوديوم، واستبدالها بالفواكه والخضراوات.
  • الوصول إلى وزنٍ مثالي والابتعاد عن السمنة.
  • الحد من التعرض للمواقف المثيرة للتوتر.
  • ممارسة الأنشطة البدنية.
  • الإقلاع عن التدخين.

وفي النهاية يشير الخبراء إلى أهمية التوعية بأعراض المشاكل القلبية التي تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا للتعامل معها؛ فمثلًا يُصبح من الواجب نقل الفرد إلى الطوارئ سريعًا عند معاناته من آلام الصدر الشديدة المصاحبة لضيق في التنفس، وخفقان في القلب، وتعرقٍ شديد، ودوخة، كما يجب كذلك الاتصال مباشرةً بطوارئ المشفى في حال مرور 15 دقيقة دون الإحساس بأي تحسّن بعد أخذ جرعتين من دواء النتروجليسرين للذين يُعانون أصلًا من تضيق شرايين القلب.

السابق
متلازمة تيرنر
التالي
خطوات الولاده الطبيعيه بالتفصيل

اترك تعليقاً