الصحة النفسية

علاج مغص البطن

علاج مغص البطن

مغص البطن

يُعرف مغص البطن بكونه أكثر أشكال آلام البطن شيوعًا، ويُصاب به معظم الأفراد أثناء إحدى فترات حياتهم وهو يحدث عند الصّغار والكبار إلا أنّه يرتبطُ بشدة بالأطفال الرّضع، وغالبًا ما يشعر به الفرد بين الأضلاع والخصر، كما يتراوح المغص من ناحية الشدة ليكون إما خفيفًا مصاحبًا لبعض الغثيان أو شديدًا وحادًا للغاية، وغالبًا ما يدفع الشعور بالمغص الأفراد إلى التشبث بالمعدة أو ضم اليدين حول البطن، والشعور بالدوار، ورفض تناول المزيد من الطعام أو الشراب، ويشير الخبراء إلى احتمالية أن يكون مغص البطن ناجمًا عن خلل بالوظيفة الطبيعية لأحد الأعضاء الواقعة في البطن والتي تتضمن المعدة، والأمعاء الدقيقة، والكبد، والمرارة، والطحال، والبنكرياس، لكن يبقى مغص المعدة هو أكثر أنواع آلام البطن شيوعًا، كما أن الكثير من حالات آلام البطن لا تكون جدية أو خطيرة وقد تُشفى وحدها دون تدخل الأطباء.

علاج مغص البطن

إن ألم المغص عند البالغين قد يكون حادًا موضعيًا في الجهاز الهضمي أو الجهاز البولي، وينشأ فجأة على شكل تشنجات، ويحدث المغص في الأغلب في أحد الأعضاء الداخلية في تجويف البطن مثل الأمعاء الدقيقة والكبيرة والمستقيم والمرارة أو في المسالك البولية مثل الكلى والحالب عند حدوث أي انسداد فيها[٢]، ولكن يُمكن التّحكّم ببعض أنواع المغص وعلاجها، إذ يعتمد علاج مغص البطن على المسبب الذي أدى إلى حدوثه، ويحتاج علاج مغص البطن عند البالغين إلى تشخيص الحالة لمعرفة السبب وراء الألم الناتج في البطن، وقد يحتاج الأمر إلى إجراء فحوصات طبية واختبارات التصوير مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والنظر في التاريخ الطبي للعائلة بشأن الاضطرابات المعوية، ثم تحديد العلاج المناسب للحالة الذي قد يكون بتناول المسكنات ومضادات الالتهاب للتقليل من الأعراض، أو إجراءات التخلص من حصوات الكلى والمرارة في حال كان الألم ناتجًا عن المغص الكلوي أو تراكم الحصى في المرارة والتي تشمل العقاقير والعلاج عبر الموجات لتفتيت الحصى ومرورها بشكل طبيعي، وقد يضطر الأمر إلى استئصال المرارة من خلال عملية جراحية لكن عمومًا يُمكن لأبرز الخيارات العلاجية المستعملة لعلاج مغص البطن أن تتضمن ما يلي:

  • العلاجات الطبية: يصف الأطباء الأدوية المناسبة لعلاج الأسباب التي أدت إلى حدوث مغص البطن، بما في ذلك الالتهاب، أو ارتفاع حموضة المعدة، أو التقرحات، كما بالإمكان كذلك وصف مضادات حيوية للتعامل مع أشكال العدوى، وقد يضطر بعض الأطباء إلى الاستعانة بالحقن الموضعية أو الكورتيكوستيرويدات للتعامل مع الألم أيضًا، وقد يكون من الضروري أحيانًا اللجوء إلى الجراحة أو العلاج الكيماوي في حال وجد ما يستدعي ذلك، مثل وجود الأورام السرطانية على سبيل المثال، ولكن قد لا يكون المريض بحاجة إلى أكثر من أدوية لتسكين الآلام في الكثير من حالات اوجاع البطن.
  • التحقق من عدم وجود نزيف في المستقيم: إذ يمكن أن يشير النزيف وارتفاع درجة الحرارة إلى وجود مشكلة خطيرة مثل انسداد الأمعاء أو العدوى، وتتطلب هذه الحالات العناية الطبية الفورية.
  • تناوُل أدوية الإيبوبروفين أو النابروكسين: تساعد هذه الأدوية في تخفيف الأعراض والالتهابات في حال كان المغص ناتجًا عن التهاب المعدة والأمعاء أو التهاب القولون التقرحي، كما يمكن وضع وسادة دافئة على البطن مما يساعد في تخفيف الألم، ومن المهم الحصول على التشخيص الصحيح قبل تناول أي دواء.
  • استخدام ملين الأمعاء: في حال المغص المعتدل إلى الخفيف المرتبط بتشنجات الإمساك، يمكن استخدام ملينات الأمعاء بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب المزيد من السوائل مما يساعد في علاج الإمساك والآلام المرتبطة به.
  • العلاجات الطبيعية والمنزليّة: يؤكد الخبراء على وجود خيارات طبيعية ومنزليّة لعلاج مغص البطن، مثل:
    • الزنجبيل: دأب الناس على استخدام الزنجبيل منذ أزمنة طويلة لعلاج مغص البطن بسبب قدرته على علاج الغثيان وامتلاكه لخصائص مضادة للالتهابات، ويعرف الزنجبيل بفعاليته في علاج اضطراب المعدة وعسر الهضم، وذلك بفضل احتوائه على مواد كيميائية تسهم في تحسين عملية الهضم وتسريع تقلصات المعدة، كما تقلل هذه المواد أيضًا من الشعور بالغثيان والقيء والإسهال.
    • البابونج: يُعد شاي البابونج مشهورًا في علاج مغص البطن بفضل الخصائص المضادة للالتهابات التي يمتلكها ولقدرته على إراحة عضلات المعدة.
    • حمية برات: تشير هذه الحمية إلى استخدام الموز، والأرز، وهريس التفاح، والخبز المحمص لإيقاف المغص، والغثيان، والإسهال، وغالبًا ما يلجأ أولياء الأمور إلى هذه الطريقة لتهدئة المغص الذي يُصيب الأطفال.
    • النعناع: يُساعد النعناع على علاج الغثيان ومغص البطن بسبب مادة المنثول الموجودة في أوراقه التي تُعرف بكونها مادة طبيعية مسكنة للآلام.
    • كمادات الحرارة: تؤدي تدفئة البطن إلى تشتيت الشعور بالمغص، كما أن الحرارة تُساعد على إراحة العضلات وتخفيف الغثيان.
    • شرب الماء: يساعد شرب الماء في علاج اضطرابات المعدة، إذ إن الجفاف قد يزيد من سوء الاضطرابات ويجعل عملية الهضم أكثر صعوبة، فالجسم يحتاج إلى الماء لهضم وامتصاص العناصر الغذائية من الأطعمة والمشروبات بكفاءة، ويوصي الأطباء بشرب حوالي 2.7 لتر من الماء يوميًا للنساء، في حين يُفضل شرب 3.7 لتر من الماء يوميًا بالنسبة للرجال.
    • تجنب الاستلقاء: يؤدي الاستلقاء إلى انتقال الأحماض الموجودة في المعدة إلى المريء مما يسبب حرقة المعدة، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب في المعدة تجنب الاستلقاء أو النوم بعد تناول الطعام مباشرة، ويجب على الشخص الذي يحتاج إلى الاستلقاء رفع رأسه وعنقه وصدره العلوي بالوسائد بزاوية 30 درجة.
    • النعناع: يساعد المنثول الموجود في النعناع في منع الإسهال والقيء والحدّ من تقلصات العضلات في الأمعاء وتخفيف الألم، وقد استخدم النعناع الطازج علاجًا تقليديًا لعسر الهضم والغازات والإسهال منذ القدم في العديد من البلدان، والذي يمكن تناوله أو إضافته إلى الشاي.
    • الحصول على حمامٍ دافئ: تخفف الحرارة من تشنج العضلات وعسر الهضم، لذا فإن الاستحمام بماءٍ دافئ يساعد في تخفيف اضطرابات المعدة والأمعاء، كما يمكن وضع كيس أو وسادة دافئة على البطن للشعور بالدفء والراحة.
    • تجنب التدخين وشرب الكحول: يسبب التدخين تهيج الحلق، مما يؤدي إلى وجود اضطرابات في المعدة، بالإضافة إلى الكحول الذي يحتوي على مواد يصعب هضمها، وهو ما يسبب تلف الكبد وبطانة المعدة.
    • تجنب الأطعمة التي يصعب هضمها: تتسبب بعض الأطعمة بعسر الهضم والألم بسبب صعوبة هضمها، وتشمل هذه الأطعمة المقلية والغنية بالدسم والمالحة.
    • الابتعاد عن الأطعمة المُهيجة وخاصةً عند الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو عدم تحمل اللاكتوز: قد يكون الألم في البطن بسبب الحساسيّة اتجاه بعض الأطعمة، بالإضافة إلى الأطعمة التي تُسبّب غازات البطن و تهيج القولون؛ مثل البقوليات، المكسرات، وبعض الخضراوات المسببة لانتفاخ البطن.
    • عصير الليمون والماء: يساعد شرب عصير الليمون المخفف بالماء مع القليل من صودا الخبز في تخفيف العديد من المشاكل الهضمية، إذ يساعد هذا الخليط في إنتاج حمض الكربونيك الذي يسهم بفعاليّة في تقليل الغازات وعسر الهضم، كما يساعد من ناحية أخرى في تحسين إفرازات الكبد والأمعاء وامتصاص الدهون أثناء عملية الهضم.
    • المشي: يساعد المشي في حال كان الألم مقبولًا في تخفيف ألم المغص الناتج عن الغازات المعوية.
    • وضع وسادة دافئة على البطن لتخفيف الألم: يمكن تدفئة منطقة البطن ممّا يساعد على تخفيف آلام التّقلصات وتهدئتها.
    • مضغ الطعام ببطء وجيّدًا: يساعد المضغُ الجيّدُ على هضم الطّعام بسلاسة دون حدوث مشاكل معويّة.
    • تناول وجبات أصغر من الطّعام: قد يكون سبب الألم في البطن هو تناول وجبات طعام كبيرة، فمن الجيّد تناول وجبات صغيرة عدّة بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة.
    • تخفيف التوتر: تنتج بعض آلام البطن من التّوتر الزائد، ويمكن تقليل التّوتر من خلال ممارسة الرّياضة أو التأمل أو اليوجا، وقد يسبب التوتر أيضًا تشنجات في المعدة ممّا يؤدي إلى الشّعور بالألم.

أنواع المغص عند البالغين

تنقسم أنواع المغص عند البالغين إلى ثلاثة أنواع رئيسية والتي تشمل:

  • المغص الصفراوي: حصوات المرارة، وهي الحصوات المكوّنة من السائل الهضمي المتصلب الذي يسمى الصفراء، الذي يتصلب مشكلًا مادةً تشبه الحجارة، وهو ما يؤدي بدوره إلى انسداد في القنوات بين المرارة والبنكرياس أو الكبد، وتؤدي هذه الانسدادات إلى حدوث التهابات ومشاكل في الجهاز الهضمي، مما يسبب الشعور بألم مفاجئ في الجانب الأيمن أسفل عظمة القفص الصدري والذي يزداد حدة مع مرور الوقت ولكنه لا يستمر لأكثر من عدة ساعات.
  • المغص الكلوي: يصاب ما نسبته 10% تقريبًا من السكان بالمغص الكلوي في مرحلة ما من حياتهم، إذ يرتبط المغص المفاجئ والحاد غالبًا بحصى الكلى أو الحصى في الجهاز البولي، وتحتوي هذه الحصى الشبيهة بالكريستال على الكالسيوم ومواد أخرى، والتي تتشكل في أي مكان بين الكلى والقناة التي تحمل البول من المثانة إلى خارج الجسم ويسمى مجرى البول، كما يكون الألم أكثر تركيزًا في جوانب البطن بالإضافة إلى أعراض أخرى تشمل:
    • الألم عند التبول.
    • خروج الدم عند التبول أو ظهور رائحة كريهة للبول.
    • الشعور بالغثيان.
    • القيء.
  • المغص المعوي: ينتج عند وجود مشكلة في الأمعاء الدقيقة أو الغليظة؛ مثل وجود انسداد يمنع الطعام والسوائل من المرور داخل الجسم، ويحدث المغص المعوي نتيجة تشكل الندبات عند عمليات جراحة البطن السابقة، وحدوث اضطرابات التهابية في الأمعاء مثل مرض كرون، حدوث التهاب في جدار القولون، أو الأورام السرطانية بالإضافة لوجع في البطن، وتوجد أعراض أخرى تشمل:
    • عدم القدرة على الإخراج أو تمرير الغازات.
    • القيء.
    • فقدان الشهية.
    • انتفاخ في البطن.

أعراض مغص البطن

تصيب حالة المغص كلًا من الكبار والصغار، ولكنه أكثر شيوعًا عند الأطفال في سن مبكرة، وتؤثر على طفل واحد من بين خمسة أطفال خلال الأشهر القليلة الأولى، في حين يشعر الكبار بالمغص نتيجة حدوث اضطرابات في المعدة وعسر في الهضم من وقت لآخر بعد الأكل أو الشرب، وغالبًا لا تكون حالات المغص مدعاة للقلق ويمكن علاجها من خلال العلاجات المنزلية، وقد يترافق المغص أيضًا مع المزيد من الأعراض مثل الحرقة والغثيان والانتفاخ والغازات والتجشؤ بالإضافة إلى رائحة كريهة للفم والسعال. وتختلفُ أعراض المغص عند الأطفال والكبار كما الآتي:

  • عند الكبار: يعاني الكبار من ألم في المعدة وهذا العرض الوحيد، ولكن على عكس الأطفال الرّضع، يستطيع الكبار التّعبير عن الألم، ولكن قد تظهر آثار مرافقة للمغص والتي يفضّل إخبار الطّبيب عنها.
  • عند الأطفال: يبدأُ الطّفل بالإيحاء للأشخاص الذين حوله بوجود ألمٍ في منطقة البطن بعدّة طرق، ويجب على الأبوين أن يتعاملا مع الطّفل بعناية وقتها، ومن أعراض المغص عند الأطفال ما يلي:
    • بكاء شديد، والصّراخ تعبيرًا عن الألم.
    • رفضه للطّعام.
    • تغير لون وجهه.
    • إخراج الطّفل للغازات.

أسباب مغص البطن

تتعدّدُ أسباب المغص عند الأطفال والكبار كما يلي:

  • عند الكبار: يعاني الكبار من الآلام في المعدة عند إصابتهم بعدّة أمراض مثل؛ التهاب المعدة والأمعاء، والتهاب الزّائدة الدّودية، والحصى الكلوية، وحصى المرارة، وقرحة الاثنا عشرية، وهذه الأمراض الأكثر شيوعًا، ولكن عند تفاقم الألم يجب زيارة الطّبيب، إذ يبحثُ الطّبيب عن مشاكل صحيّة أخرى مثل؛ السّرطان، وتمزق في الأوعية الدموية، والذبحة الصّدريّة، وليس من الضروري أن يكون مسبّب الألم موجودًا في منطقة البطن، إذ يمكن لمشاكل الخصية والطفح الجلدي أن تسبب آلامًا في المعدة، كما أنَّ تناول بعض السموم وعضات بعض أنواع العناكب قد تسبّب ألمًا في المعدة، كما يمكن أن يحدث مغص البطن نتيجة الإمساك أو الإسهال أو ارتداد أحماض المعدة إلى المريء أو القيء أو الضّغط العصبي أو تمزّق الأعضاء أو قرب تمزقها (مثل التهاب الزائدة الدودية).
  • عند الأطفال: تتعدّدُ الإصابة بالمغص عند الأطفال الرّضع إلى أسباب طبيعيّة ومشاكل صحيّة مثل؛ وجود الغاز، إذ ينتفخ بطن الطّفل عند وجود الغازات، ممّا يسبّب ألمًا في المعدة وتشنجاتٍ في الأمعاء، ويميلُ الطّفل للبكاء الشّديد عند تعرّضه لهذه الحالات، كما يمكن أن يصابَ الطّفلُ بالمغص إذا كانت الأم مدخنة، كما تؤدي بعض المشاكل الصّحيّة عند الأطفال مثل؛ الانسداد المعوي، وضعف الامتصاص، وبعض الالتهابات، أو مشاكل في بعض من أعضائه الحيويّة مثل؛ الكبد، والكلى، والطّحال إلى المغص.

الحالات التي تستدعي الذهاب إلى الطوارئ

في حال كان الألم موجودًا أسفل البطن إلى جهة اليمين، مع الشّعور بالألم فور لمس المنطقة بالإضافة إلى أعراض مثل الحمّى والقيء، فقد تكون هذه علامات التهاب الزّائدة الدّودية والتي تَطلب الذّهاب إلى أقرب مركز طوارئ، وتوجدُ أعراض أخرى تُشيرُ إلى وجود مشاكل خطيرة أيضًا منها تقيؤ الدّم، وصعوبة التّنفس، وألم البطن عند المرأة الحامل، إذ يستدعي الأمر الذّهاب إلى الطّبيب المُختص في حال تكرار الألم مصحوبًا بفقدان الوزن غير المبرر، وفقدان الشّهيّة، واصفرار الوجه والعينين.

السابق
التهاب اللوزتين
التالي
عملية المرارة

اترك تعليقاً