اسلاميات

علامات الشفاء من العين بعد الرقية

علامات الشفاء من العين

بعد الرقية العين من عَان الشيء أي أصابه بعينه، والسبب في العين هو الإعجاب بالشيء ثم تتبعه نظرة خبيثة تؤثر عليه وتضرّه بصحته وبدنه ورزقه وربما تعطّل عليه بعض أمور حياته، والعين هي سهام تخرج من عين العائن نحو الشخص المعيون، فإذا كان محصّنًا بالأدعية والأذكار فإنها تخطئه أما إذا كان الجسد مكشوفًا وغير محصّن بالأدعية والأذكار فإن العين ستصيبه، والعين من المسلّمات الثابتة والتي لا يحق لأي أحد إنكارها، فقد ذُكرت في القرآن الكريم بصورة غير مباشرة عندما أمرنا الله تعالى بالاستعاذة من شرّ الحاسد فقال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد}؛لأن الاستعاذة من شرّ الحاسد تشمل الاستعاذة من العائن أيضًا لأنه كل حاسد عائن، وقد ذكرت العين أيضًا في الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة وذكرت طريقة علاجها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: [كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ]، فعلاج العين هي الرّقية الشرعيّة، وهي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.وتوجد العديد من العلامات والإشارات التي تظهر على المريض بعد قراءة الرقية الشرعيّة تدل على شفاء المريض من أثر العين التي أصابته، تعرف على أهم هذه العلامات:

  • تَصبُّبُ العرق.
  • زيادة الرّغبة بالتّقيؤ والاستفراغ.
  • التّجشؤ وهو ما يُعرفُ بخروج الهواء من الجوف.
  • كثرة العطس.
  • كثرةُ التّثاؤب، وقد يتبعه استغراقٌ في النّوم العميق.
  • ظهور تقيُّحات في البدن مع خروج قيحٍ وصديد منها.
  • ظهور كدمة في منطقة ما في البدن، إذ تنتقل حتى تصلَ شيئًا فشيئًا إلى منفذ من منافذ البدن.
  • في حال اغتسال المعيون بأثر العائن فيترتب على ذلك إسهال وخروج الرّيح، وحكّة في البدن، بالإضافة إلى تكوّن بثور في مختلف أنحاء الجسم، وينتهي الأمر بالرّاحة الشّديدة.
  • رؤية في منام المعيون تدلّ على الشّخص الذي أصابه بالعين، علمًا بأنّ هذا الأمر ليس يقينيًا بل هو ظنٌ، وقد تكون الرّؤيا غير واضحة كأن يرى النّائم في منامه عقارب وحيّات.
  • الشعور بالرّاحة النفسيّة وانشراح الصّدر بعد ما كان يعاني منه من الضيق والحزن قبل قراءة الرّقية عليه.
  • زوال الأحلام والكوابيس المزعجة التي كانت تلاحق المعيون وتسبب له الفزع الشديد والخوف والانزعاج.
  • اختفاء العلامات والكدمات التي كانت تنتشر على أنحاء الجسم أولاً بأول.
  • العودة للنشاط والحركة وممارسة الأعمال اليوميّة والابتعاد عن الكسل والخمول وانتظام فترات النوم.
  • الالتزام بالعبادات والطاعات من آداء الصلاة على وقتها وقراءة للقرآن الكريم وغيرها من عبادات، ولا يعود لحالة التقصير في العبادات كما كان عليه قبل الشفاء.
  • ظهور بثور على كافّة أنحاء الجسم من الوجه والظهر واليدين ومن ثم اختفائها، ويكون لون الحبوب أبيضًا أو أحمرًا وليس لها أي سبب عضوي إلا أنها تدل على خروج العين، وهذه من أهم علامات الشفاء بعد الرّقية الشرعيّة.
  • محبّة التجمعات والجلسات العائليّة والميل للسعادة والفرح والابتعاد عن اليأس والقنوط.

طرق الشفاء من العين

لا شكَّ أنّ الله جلّ وعلا ما جعل من داء إلا وله دواء، وعليك الإتيان بأسباب التّداوي وعدم الاقتصار على واحد دون الآخر، فلا يصحُ الاكتفاء بالرّقية الشّرعيّة؛ لأنّ أسباب التّداوي تشمل ما يلي:

  • الرّقيّة الشّرعيّة بالقرآن الكريم والدّعاء: وهو سببٌ شرعيٌّ ثبتَ في كتاب الله جلّ وعلا فقد قال تعالى :{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}
  • الاستغسال: وهو أن يغتسل الشخص العائن إذا عُرف مَن هو، ثمّ يسكب الماء الذي اغتسل به على جسد المعيون كما ورد في حديث سهل بن حنيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ، وسارُوا معه نحوَ مكَّةَ، حتى إذا كانوا بشِعْبِ الخَرَّارِ مِن الجُحْفةِ، اغتسَلَ سَهْلُ بنُ حُنَيفٍ، وكان رجُلًا أبيضَ، حسَنَ الجسمِ والجِلْدِ، فنظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ أخو بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ وهو يغتسِلُ، فقال: ما رأَيْتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مخبَّأةٍ، فلُبِطَ بسَهْلٍ، فأُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقيل له: يا رسولَ اللهِ، هل لك في سَهْلٍ؟ واللهِ، ما يَرفَعُ رأسَهُ، وما يُفِيقُ، قال: هل تتَّهِمون فيه مِن أحدٍ؟ قالوا: نظَرَ إليه عامرُ بنُ ربيعةَ، فدعَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامرًا، فتغيَّظَ عليه، وقال: علامَ يقتُلُ أحدُكم أخاه؟ هلَّا إذا رأَيْتَ ما يُعجِبُك برَّكْتَ؟ ثمَّ قال له: اغتسِلْ له، فغسَلَ وجهَهُ ويدَيْهِ، ومَرْفِقَيْهِ ورُكْبتَيْهِ، وأطرافَ رِجْلَيْهِ، وداخلةَ إزارِهِ في قَدَحٍ، ثمَّ صَبَّ ذلك الماءَ عليه، يصُبُّهُ رجُلٌ على رأسِهِ وظَهْرِهِ مِن خَلْفِهِ، يُكفِئُ القَدَحَ وراءَهُ، ففعَلَ به ذلك، فراح سَهْلٌ مع الناسِ ليس به بأسٌ] ، وأما ما يفعله بعض الناس من الأخذ من فضلات أو بول أو أثر الشخص العائن فلم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • الاستعاذة بالله من شرّ العين الحاسدة: والاستعاذة من شرّ كلِّ إنسٍ وجان والتحصّن من الشياطين، فقد كانَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُحصّن الحسن والحسين عليهما السلام.
  • التّقرب من الله عزّ وجلّ: والابتعاد عن المعاصي ما أمكن، مع ضرورة الحرص على قراءة أذكار الصّباح والمساء في الوقت المُحدّد وقراءة سورة البقرة يوميًا والتّوكّل على الله والمحافظة على الصّلاة في وقتها وكثرة الدّعاء لله تعالى.
  • تعاطي الأدوية العشبيّة والعقاقير الطّبيّة المُجرّبة: وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه وصف العسل دواءٌ للكثير من الأمراض.
  • ستر المحاسن والنّعم: وذلك بستر المحاسن أمام مَن يعتقد المعيون أنّه يصيب بالعين، فلا شكّ أنّ كلّ ذي نِعَمٍ محسود، وقد ورد الحسد والإصابة بالعين في القرآن الكريم والسنة النبوية بما يؤكّد أنّها ليست مجرد خرافات.

كيفيّة الرّقية الشرعيّة

تعرفُ الرقية في معاجم اللغة العربية بأنّها مصدرٌ مشتقٌ من الفعل الثلاثي رَقَى، وجمع الرّقية رقيات ورُقى، وهي تعويذاتٌ تؤثّر في المريض بقصد الشّفاء من علل البدن والأمراض الرّوحيّة، أمّا الرّقيّة حسب الشّريعة الإسلاميّة فهي آياتٌ من الذّكر الحكيم والدّعاء الثابت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم طلبًا للشّفاء بإذن الله جلّ وعلا، فهي وسيلةٌ ليس إلّا، أمّا الشّفاء فهو من الله.

وقبل البدء بالرّقية الشرعيّة يجب أن يتوضأ الرّاقي، ثم يقرأ بصوت مسموع على محل الألم من رأس أو معدة أو ظهر أو غيرها من الأعضاء، أو أن يقرأ على يديه ويمسح بهما مكان الألم مع النّفث على المريض نفُثًا خفيفًا معه بلل من الريق دون بصاق، وقد ورد ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الشريف: [أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَنْفُثُ علَى نَفْسِهِ في المَرَضِ الذي مَاتَ فيه بالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أنْفِثُ عليه بهِنَّ، وأَمْسَحُ بيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: كيفَ يَنْفِثُ؟ قالَ: كانَ يَنْفِثُ علَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ]، ويمكن أيضًا قراءة أذكار وآيات الرّقية على ماء عادي أو ماء زمزم والشرب من الماء والاغتسال به، والرّقية هي ليست فقط شافية من العين وإنما من جميع الأمراض النفسيّة والرّوحيّة؛ كالحزن والهم والضّيق والإكتئاب والسّحر والحسد وغيرها من الأمراض، ويجب التنبيه أنه عند الشفاء يجب الاستمرار بقراءة الرّقية والأذكار، فهي وقاية لك من السحر والعين والحسد وغيرها من الأمراض.وقد وردت الكثير من الأدعية التي تستعمل للرّقية والتي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأن أنفع الرّقى وأفضلها هي رقيتك لنفسك، ومن أهم أدعية وآيات الرّقية:

  • سورة الفاتحة.
  • أواخر سورة البقرة.
  • آية الكرسي.
  • سورة الكافرون.
  • المعوذتان.
  • الآيات التي ذُكر فيها الجان والعين.
  • “بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شرّ كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك”.
  • “اللهم رب الناس، أذهب الباس، اشفه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا”.
  • “أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق”.
  • “أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة”.
  • “أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برّ و لا فاجر، من شرّ ما خلق وذرأ وبرأ، و من شرّ ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ، ومن شر ما يخرج منها، ومن شرّ فتن الليل والنهار، ومن شرّ كل طارق يطرق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن”.
  • “أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشرّ عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون”.

قد يُهِمُّكَ

توجد العديد من الشروط التي لا بدّ من توفرها في الرّقية الشرعيّة الصحيحة والراقي، تعرف عليها فيما يلي: شروط الرقية الشرعية الصحيحة: والتي تتمثل بما يلي:

  • أن تخلو من أيّ مُمارساتٍ غريبة بما يجعلها تشبه الشّعوذة أو السّحر.
  • أن تكون الرّقية من القرآن الكريم أو الأحاديث النبويّة الشريفة والصحيحة والتي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • أن تكون بلغة عربيّة مفهومة ومسموعة وبلسان عربي مبين.
  • أن يُعتقد بأن الرّقية غير شافية بحدّ ذاتها، إنما هي وسيلة من الوسائل التي شرعها الله سبحانه وتعالى للشفاء من العين وأنّ الشفاء بيد الله وحده.
  • شروط الراقي الشرعي: يمكنك أن ترّقي نفسك بنفسك عن طريق آيات وأدعية الرّقية دون الحاجة للذهاب إلى مَن يُرقي عليه، أما إذا احتاج الأمر للذّهاب لأحد الشيوخ أو أي فرد من أفراد العائلة فيجب أن يتوفّر في هذا الفرد أو الرّاقي الشرعي عدة أمور حتى يتحصّل الشفاء بإذن الله تعالى:
  • أن يكون معتقدًا أن كلام الله تعالى هو الوحيد الذي له تأثير على الإنس والجن، وهو القادر على طرد العين وإخراجها من الجسد.
  • أن يكون مخلص التّوحيد لله في كل أعماله وأقواله.
  • أن يكون صالحًا بعيدًا عن المحرّمات والمعاصي قريبًا من الطاعات والعبادات.
  • أن يكون قريبًا من ذكر الله ولسانه يلهج ويردد اسمه في كل أفعاله الصغيرة منها والكبيرة.
  • أن يكون مخلص النيّة في معالجة المعيون ولا يقصد من ذلك الأجر المادي، ولكن لا يشترط أجرًا ماليًا معينًا قبل العلاج مع جواز ذلك.
  • أن يكون محافظًا على صلاة الجماعة في المسجد.
  • أن يكون كاتمًا للأسرار وحافظًا لأعراض الأشخاص الذين يُرقي عليهم.
  • أن يميّز بين الأمراض النفسيّة والرّوحيّة المختلفة من عين وسحر ومسّ.
  • أن يلتزم بالقرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة ولا يخرج عنهما أثناء الرّقية.
السابق
أسباب الصداع بعد الإفطار في رمضان
التالي
الفرق بين السور المكية والمدنية

اترك تعليقاً