اسلاميات

فوائد قول الحمد لله

قول الحمد لله

تشتمل العبادات على الفضل العظيم والثواب الجزيل، كما أن الله سبحانه وتعالى يعطي الأجر العظيم على العمل القليل، لأن من أسماء الله الحسنى الكريم، يعطي ولا ينفد ما عنده سبحانه وتعالى، ونحن دائمًا في أمس الحاجة لأن نتذكر عبادات تساعدنا على بلوغ الدار الآخرة والوصول إلى بر السلام ودخول الجنة.

ومن أعظم الذكر في الإسلام ذكر الله سبحانه وتعالى، وهو أنواع؛ ذكر لساني يرتبط بالقلب ويرتبط بالمعنى الذي يقع أثره في القلب، فكل ذكر وكل نوع من الذكر يجري على لسان العبد وأثره قائم في قلبه، والله سبحانه وتعالى له الحمد في الأولى والآخرة، فله الحمد على ما أعطى وله الحمد على ما منع، وله الحمد والشكر على ما يفعل، قال سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وقد مدح الله نفسه في آيات كثيرة وأمرنا بحمده سبحانه وتعالى، وأهل الجنة آخر دعائهم الحمد، قال الله سبحانه وتعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وقال الله سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ}، وقال الله سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}، وقال الله سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}، فحمد الله عبادة عظيمة جدًا، وحمد الله يعني رضا العبد عن أفعال ربه، حمد الله يعتبر تسليم العبد لقضاء ربه.

فوائد قول الحمد لله

توجد الكثير من الفوائد لحمد الله عز وجل، سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية، ومنها:

  • سبب في محبة الله: والسبب أن حمد الله من أحب الكلام إلى الله سبحانه وتعالى، فعن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: [أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ : سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ . لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ]، ويدعو هذا الحديث الشريف المسلم إلى كسب محبه الله عز وجل العظيمة بكثرة قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فمن أحبه الله عز وجل فاز بالدنيا والآخرة.
  • إحدى آيات السبع المثاني: إن آية {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: [مرَّ بي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أُصلِّي، فدَعاني فلم آتِهِ حتى صلَّيتُ، ثم أتَيتُ فقال: ما منَعك أن تأتيَ. فقلتُ: كنتُ أُصلِّي، فقال : ألم يقُلِ اللهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}. ثم قال: ألا أُعَلِّمُك أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن أخرُجَ منَ المسجدِ، فذهَب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليخرُجَ منَ المسجدِ فذَكَّرتُه، فقال: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه]، وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: “من وفق بفضل الله تعالى وتمتع بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة وما شملت عليه من التوحيد، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال، وإثبات الشرع والقدر والمعاد، وتجريد توحيد الربوبية والألوهية، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله وله الحمد كله وبيده الخير كله وإليه يرجع الأمر كله، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ودفع مفاسدهما، وأن العاقبة المطلقة التامة والنعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقق بها؛ أغنته عن كثير من الأدوية والرقى، واستفتح بها من الخير أبوابه، ودفع بها من الشر أسبابه”.
  • مغفرة الذنوب وجلب الرزق والرحمة: إن مغفرة الذنوب وطلب الرحمة من الله تعالى من أهم مقاصد المسلم الذي يتذلل لله الرزاق دائمًا لطلب الرزق والبركة، وكل النعم التي يعيش فيها المسلم من أسبابها وتحقيقها التسبيح والحمد والتهليل والتكبير، عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: [جاء رجلٌ بدويٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ علِّمْني خيرًا قال: قل: «سبحان اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، والله أكبرُ»، قال: وعقد بيده أربع؛ ثم رتَّب فقال: (سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ)، ثم رجع، فلما أراه رسولُ اللهِ تبسَّم، وقال: «تفكَّر البائسُ»، فقال: يا رسولَ اللهِ ( سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ)، هذا كلُّه لله، فما لي؟ فقال رسولُ اللهِ : «إذا قلتَ: (سبحان اللهِ)؛ قال اللهُ: صدقتَ، وإذا قلتَ: (الحمدُ لله)؛ قال اللهُ : صدقتَ، وإذا قلتَ: (لا إله إلا اللهُ )؛ قال اللهُ: صدقتَ، وإذا قلتَ: ( اللهُ أكبرُ)؛ قال اللهُ: صدقتَ، فتقول: ( اللهمَّ اغفِرْ لي )، فيقول اللهُ : قد فعلتُ، فتقول : ( اللهمَّ ارْحمْني)؛ فيقول اللهُ : قد فعلتُ، وتقول : (اللهمَّ ارْزُقْني)؛ فيقول اللهُ: قد فعلتُ»، قال: فعقد الأعرابيُّ سبعًا في يدَيه].
  • سبب في نزول المطر والبركة: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إِنَّكم شَكَوتُمْ جَدْبَ ديارِكم، واستئخَارَ المطَرِ عنْ إبَّانِ زمانِهِ عنكم، وقدْ أمرَكُمْ اللهُ عزَّ وجلَّ وَوَعَدَكُم أنْ يستجيبَ لكم الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ، لَا إلَهَ إلَّا اللهُ يفعلُ ما يُريدُ، اللَّهمَّ أنتَ الله لَا إلَهَ إلَّا أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ، واجعلْ ما أنزلْتَ لنا قوةً وبلاغًا إلى حينٍ].
  • فوائد أخرى لقول الحمد لله:
  • يعد من أفضل الدعاء.
  • ينفض الخطايا.
  • أحب إلى الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مما طلعت عليه الشمس.
  • مورد عظيم للصدقات.
  • مصدر للكثير من الحسنات.
  • غراس الجنة.
  • يملأ الميزان.

أحاديث الحمد من صحيح السنة النبوية

وفيما يأتي بعض عبارات الحمد من السنة النبوية كما وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

  • يَحكي أبو أُمامَةَ الباهِليُّ رضِي اللهُ عنه أنَّه كان يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَرآهُ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال له: [بأيِّ شيءٍ تحرِّكُ شفَتَيكَ يا أبا أمامةَ ؟ . فقلتُ: أذكرُ اللهَ يا رسولَ اللهِ، فقال : ألا أُخبرُكَ بأكثرَ وأفضلَ من ذِكرِك باللَّيلِ والنَّهارِ؟ . قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ، قال: تقولُ : ( سبحان اللهِ عدَدَ ما خلق، سبحان اللهِ مِلْءَ ما خلَق، سبحان اللهِ عدَدَ ما في الأرضِ [والسماءِ] سبحان اللهِ مِلْءَ ما في الأرضِ والسماءِ، سبحان اللهِ عدَدَ ما أحصى كتابُه، سبحان اللهِ مِلْءَ ما أحصى كتابُه، سبحان اللهِ عددَ كلِّ شيءٍ، سبحانَ اللهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ، الحمدُ للهِ عددَ ما خلق، والحمدُ لله مِلْءَ ما خلَق، والحمدُ لله عدَدَ ما في الأرضِ والسماءِ، والحمدُ لله مِلْءَ ما في الأرضِ والسماءِ، والحمدُ للهِ عدَدَ ما أحصى كتابُه، والحمدُ لله مِلْءَ ما أحصى كتابُه، والحمدُ للهِ عدَدَ كلِّ شيءٍ، والحمدُ للهِ مِلْءَ كلِّ شيءٍ)].
  • حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه؛ قال:[الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا؛ فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي].
  • روى أنس بن مالك أنَّهُ كانَ معَ رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يصلِّي ثمَّ دعا: [اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّمواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ يا حيُّ يا قيُّومُ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ الَّذي إذا دعيَ بِهِ أجابَ وإذا سئلَ بِهِ أعطى].
  • كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: [اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ] – أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ – قالَ سُفْيَانُ: وزَادَ عبدُ الكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ: ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، قالَ سُفْيَانُ: قالَ سُلَيْمَانُ بنُ أبِي مُسْلِمٍ: سَمِعَهُ مِن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
  • كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الدعاء الآتي: [اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّماءِ، ومِلْءُ الأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بالثَّلْجِ والْبَرَدِ، والْماءِ البارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والْخَطايا، كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الوَسَخِ. في رِوايَةِ مُعاذٍ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّرَنِ. وفي رِوايَةِ يَزِيدَ مِنَ الدَّنَسِ].
السابق
فوائد الحجامة للسحر
التالي
فضل قيام الثلث الاخير من الليل

اترك تعليقاً