اسلاميات

كم عدد أسماء الله

العلم بأسماء الله الحسنى

إن العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته من أفضل وأشرف أنواع العلوم، وذلك لأن شرف العلم من شرف المعلوم، فأصل العلم بالله هو خشيته ومحبته والتقرب منه، والعلم بأحكامه وعمل ما يحبه ويرضاه من قول أو فعل أو اعتقاد، والعلم النافع يدل على أمرين أحدهما؛ معرفة أسماء الله وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العُلى والأفعال، وذلك يستلزم إجلاله سبحانه وتعالى وخشيته ومحبته ومهابته وتعظيمه، والعلم الثاني؛ هو معرفة عز وجل ما يحبه ويرضاه، وما يكرهه ويسخطه من الأفعال والأقوال والاعتقادات الظاهرة منها والباطنة، فإذا أثمر العلم لصاحبه فهو يعد علمًا نافعًا، فمتى كان العلم نافعًا ووقر في القلب، فقد خشع وخضع القلب لله، وانكسر له وذل هيبة وإجلالًا ومحبة وتعظيمًا، وعند الخشوع لله فالقلب يخضع لله، أمّا توحيد أسماء الله هو توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتوحيد عبادته عز وجل لا شريك له والإخلاص له، وخوفه وخشيته والتوكل عليه والرضا به ربًا وإلهًا ووليًا.

عدد أسماء الله الحسنى

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ إلَّا واحِدًا، لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ، وهو وتْرٌ يُحِبُّ الوَتْرَ]، وذهب جمهور العلماء إلى أن تفسير الحديث هو من أحصى هذه الأسماء دخل الجنة، وليس أن هذه الأسماء هي جميع أسماء الله الحسنى، إذ نقل أبرز فقهاء الشافعية يحيى بن شرف النووي -رحمه الله- اتفاق العلماء عليه وقال: “لَيْسَ في الحديثِ حَصْرُ أسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّه لَيْسَ له اسْمٌ غَيْرُ هَذهِ التِّسْعَةِ والتِّسْعِينَ، وإِنَّمَا مَقْصُودُ الحديثِ: أَنَّ هَذِهِ الأَسْمَاءَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ، فالُمرَادُ الإِخْبَارُ عَنْ دُخُولِ الجَنَّةِ بِإِحْصَائِها، لا الإخَبْارُ بِحَصْرِ الأَسْمَاءِ”.

واستدل أصحاب الرأي القائل بأن أسماء الله تعالى ليس لها حصر على صحة تأويلهم للحديث بما رواه عبد الله بن مسعود عن رسول الله -صلى لله عليه وسلّم- أنه كان يدعوه قائلًا: [اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي إلا أذهب اللهُ همَّه وحُزْنَه وأبدله مكانه فَرَجًا قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلمُها فقال : بلى ينبغي لِمَنْ سمِعها أنْ يتعلمَها]، إذ يدل هذا الدعاء على أن لله تعالى أسماء لم ينزلها في كتابه، وإنما استأثر بها في علم الغيب عنده، ولم يُعلم بها أحدًا من عباده.وتُقسم الأسماء لثلاثة أقسامٍ من حيث العلم بها:

  •  منها ما علّمه الله بعض خلقه، ولم ينزله في كتابه.
  • منها ما استأثر الله بعلمه فلم يُطلِع عليها أحدًا من خلقه.
  • منها ما سمّاه به الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته أو ما بَينهُ الله في كتابه.

من أسماء الله الحسنى

إن لله سبحانه وتعالى تسعة وتسعون اسمًا، منها:

  • الأحد: هو الذي لا شبيه له ولا نظير، فهو المتفرّد بذاته وصفاته وأفعاله.
  • الآخر: الذي ليس لوجوده نهاية، وخلوده مطلق، وهو دائم البقاء ولا يُنفى أو يُبدد.
  • الأعلى: الذي علا على كلّ شيء، فله العلوّ المطلق في صفاته وذاته.
  • الأكرم: الذي لا يوازي كرمه أحد، ولا يعادله في كرمه كريم.
  • الأول: ليس لوجوده بداية، فكل ما سواه كائن بعد أن لم يكن.
  • البارئ: مطلق الخير من غير تقدير.
  • الباسط: معناه الذي يوسع رزقه على ما يشاء من عباده كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
  • الباطن: معناه المحتجب عن خلقه فلا يُرى في الدنيا، وإنما يُعلم وجوده بدلائل خلقه وآثار صنعه.
  • البديع: خلق الخلق من دون مثال سابق.
  • البصير: الذي يرى المبصرات ولا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
  • البر: معناه العطوف على عباده والمحسن إليهم.
  • التوّاب: الذي يقبل توبة عباده، في قوله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
  • الجبّار: المأخوذ بالجبر والقهر والتعالي في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، فهو المُستعلي والمتعاظم الّذي لا يخرج أحد عن أمره الكوني وسلطانه وقدره، فهو الّذي يحيي ويميت، ويعزّ ويذلّ.
  • الجليل: العظيم القدر الرفيع الشأن.
  • الحافظ: الصائن عبده عن أسباب الهلكة في أمور دينه ودنياه.
  • الحفيظ: الحافظ، فهو الذي يحفظ الخلق والكون، ويحفظ الحياة ونظامها.
  • الحق: الذي لا يسع أحد إنكاره، بل يجب إثباته والاعتراف به.

فضل حفظ أسماء الله الحسنى

عندما يحفظ المُسلم أسماء الله غيبًا ويتعلمُها ويتمكن من تعدادها فإن ذلك سيعود عليه بالأثر الطيب والنافع في الكثير من جوانب حياته منها:

  • الشعور بالعزة والقوة.
  • من يحفظها يحيا راضيًا ومُسلِّمًا لأمر الله ويفهم أن الأسماء شاملة لكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي تتصل بالكون والبيئة المحيطة به.
  • حفظ أسماء الله وتكرارها ليس أمرًا مفروضًا على المسلم إنما يحفظها ويُقبل عليها لكسب رضا الله عز وجل والتقرّب منه ولحُبه لعمل الطاعات، وهذا دليل على حرص العبد لأداء العبادة بحقّها.
  • يعلم المسلم أن الكثير من صفات الله الرحيمة مثل الرحيم والرؤوف والكريم تدفع المسلم إلى عبادة الله رغبًة وحبًا، وعندما يقل إيمانه ويتراجع يتذكر أسماء الله مثل المُذلّ والقوي والقادر فإنه يعبد الله رهبًة وخوفًا.
  • عندما يعرف المسلم أسماء الله ويفهم معناها في النفس والقلب ويجد الوجل في قلبه ويتمكن من معرفة دلالة عظمة الله ومقدرته على تصريف الكون ويتمكّن من تفسير كل معنى من المعاني، لذلك يستخدم المسلم أسماء الله في مناجاة الله وفي دعائه.

آثار الدعاء بأسماء الله الحسنى

إنّ للدعاء بأسماء الله الحسنى ومعرفتها وتعلّمها آثارًا كثيرة في حياة الفرد المسلم، وفيما يأتي ذكرٌ لعددٍ من هذه الآثار:

  • سببٌ في دخول جنّات النّعيم.
  • واحد من السّبل لمعرفة الله عز وجل، فعندما يعرف الفرد المسلم ربّه يفعل ما أمره به، ويتقرّب إليه أكثر، ويتجنّب ما نهاه عنه.
  • أساسٌ لسائر العبادات والعلوم، فكلّما تقرّب المسلم من ربّه وعرفه أكثر عظّمه أكثر.
  • سببٌ في استجابة الله تعالى للدعاء، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى.
  • نيل محبّة الله تعالى ورضاه، فالفرد المسلم الذي يحبّ أسماء الله ويدعوه بها ويعرفها، فإنّ الله تعالى يحبّه.
  • السّلامة من عددٍ الأمراض القلبيّة والنفسية؛ كالحسد، والاكتئاب، والكِبر والبغض، والرّياء.
  • سببٌ في جلاء هموم المسلم وذهاب أحزانه، وانفراج الشّدائد التي يمرّ بها وقضاء حوائجه.
  • الارتقاء في المنزلة عند الله تعالى، فكلّما عرف المسلم ربّه ارتقى بمنزلته أكثر عند الله.
  • انشراح الصّدر، ووجود السّعادة في القلب، وسكينة النّفس وهدوئها.
  • خشية المسلم لله أكثر، فكلّما عرف الفرد المسلم الله أكثر زادت الخشية والورع والخوف في قلبه فيزداد قربًا بالطّاعات.
  • تحقّق مبدأ حسن الظّن بالله تعالى.
  • دفع الشّرور والأضرار، ونزول الخيرات والبركات.
  • سببٌ في شفاء الإنسان من العديد من الأمراض التي قد تصيبه.

 

السابق
كيف تكون حياة البرزخ
التالي
هل يجوز زواج المسلم من اهل الكتاب

اترك تعليقاً