اسلاميات

كم عدد الصحابة واسمائهم

الصحابة

اختلف عدد من علماء المسلمين والأئمة في وضع تعريف خاص بالصحابة، وأجمعت أغلب التعريفات على أنهم من لقوا النبي من الرجال والنساء والأطفال وآمنوا به واتبعوا سننه وماتوا على الإسلام، وتوجد العديد من النقاط التي تبرز فضل وأهمية الصحابة في الإسلام ممثلة بأنهم أول من آمن من الناس وشكلوا بذلك القاعدة الرئيسة لانتشار الدين الإسلامي والسنن النبوية بين جميع أنحاء المعمورة، وهم من وقف إلى جانب الرسول بجميع الظروف، وهم من ضحوا بأموالهم وأنفسهم من أجل رفع كلمة الحق، وهم من شاركوا الرسول بالعديد من الغزوات أهمها أُحد وفتح مكة، وهم من واجهوا بطش كفار مكة والمشركين وظلمهم من أجل نشر الدين الإسلامي والمحافظة عليه.

عدد الصحابة

واجه الفقهاء صعوبة كبيرة في تحديد عدد صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بدقة عالية بسبب تفرقهم بعدد من الأماكن المتمثلة بمكة والمدينة والقرى، وأوضح الشيخ حافظ أبو زرعة في كتبه المتعلقة بسيرة حياة النبي صلى الله عليه وسلم أن عدد الصحابة يصل إلى حوالي مئة وأربعة عشر ألفًا ولكن ظهر ما يناقضه الرأس في ذلك من علماء الإسلام وأبرزهم كعب بن أبي مالك الذي أوضح في كتابه أنه لا يمكن معرفة عدد أصحاب النبي بدقة بسبب كثرة عددهم وأبرز الصحابة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وعائشة زوجة الرسول رضي الله عنها، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، وسعد بن أبي وقاص، وأنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد سيف الله المسلول، وأبو سفيان الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب إسلامه: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن)[رواه المسلم:صحيح مسلم].

أبرز الصحابة ومسيرة حياتهم

يوجد العديد من الصحابة الذين أدوا أدوارًا مهمة ورئيسية ومواقف بطولية لا تنسى أبرزهم:

  • خالد بن الوليد: اتصف بعدد من الصفات التي جعلت منه شخصية مميزة أبرزها الشجاعة وقوة الرأي والحكمة والقدرة العالية على المبارزة في ساحات المعركة، وشارك بن الوليد بجانب رسول الله صل الله عليه وسلم بعدد من الغزوات أهمها أحد، إذ لعب فيها دورًا كبيرًا بالمحافظة على وحدة المسلمين واستمرارهم في خوض المعركة إلى نهايتها بعد الانسحاب الذي شرع به عدد من المنافقين في صفوفهم، وأثناء الغزوة دافع بن الوليد ببسالة وشجاعة عن المسلمين مما أسهم بطريقة مباشرة في تحقيق النصرللمشركين، وأطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب النصر بمعركة مؤتة لقب سيف الله المسلول؛ بسبب شجاعته وقوته في مواجهة الأعداء أثناء الغزوة.
  • سمية بنت الخياط زوجة ياسر بن عمار: هي أول شهيدة بالإسلام، صبرت هذه المرأة في وجه ما تعرضت له من عذاب شديد من قبل قوم قريش في بداية ظهور الإسلام وتحلت بالقوة والشجاعة بمواجهة الكفار حتى استشهدت على يد أحد الكفار أثناء تعذبيها.
  • عمر بن الخطاب: اتسم بعدة صفات خلقية أبرزها ضخامة الجسد وقوة العضلات وهو ذو شاربٍ كثيف، وقبل إسلامه كان من أشد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما أسلم ولان قلبه فرح الرسول بذلك ببسبب شجاعة عمر وقوته، وكان صلى الله عليه وسلم قد قال قبل ذلك: (اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين)[رواه المسلم والبخاري في الصحيحين]، ومن شدة إيمان هذا الصحابي الجليل كان الشيطان يهرب إذا واجهه في أي مكان، واتصف رضي الله عنه أيضًا بسداد الرأي، ولقب بالفاروق بسبب قدرته العالية في الفصل بين الحق والباطل، ومن أهم الغزوات التي شارك بها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وفتح مكة، وترأس عمر إدارة شؤون المسلمين بعد وفاة أبي بكر الصديق وعلى يده افتتحت العديد من الدول أهمها مصر.
  • أبو عبيدة عامر بن الجراح: من أوائل من أسلم من الرجال، لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة بسبب شدة حرصه على أداء الأمانة، وشارك أبو عبيدة بغزوة بدر وأثناء القتال تعرض للمواجهة المباشرة مع أبيه المشرك وتبادلوا الضربات حتى قَتَلَ والده، وبسبب هذا الموقف الشجاع بشره الله بالجنة من خلال الآية قال تعالى:{لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[المجادلة:22].
  • أسماء بنت أبي بكر: صحابية ، وابنة الصحابي الجليل أبي بكر الصديق، كانت تتصف بالشجاعة وقوة القلب ومن أبرز المواقف في حياتها التي تدل على ذلك نقلها للطعام والشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه مهاجرًا ما بين المكة والمدينة وكانت تحمل الطعام والشراب داخل أطراف ثوبها لذلك أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقب ذات النطاقين، ومن الجدير ذكره أيضًا أنها اعتنقت الدين الإسلامي في بداية مراحل حياتها إذ كانت تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا فقط، وأسلمت على يد والدها رضي الله عنهما وأرضاهما.
  • الزبير بن العوام: ابن صفية عمة رسول الله صلى وعليه وسلم ترعرع وتربى يتيمًا واتصف بالشجاعة وقوة القلب والإرادة العالية منذ صغره، ومن أبرز الغزوات التي شارك فيها الزبير رضي الله عنه غزوة بدر التي وقف بها أمام الكفار من أهله ورفاقه بقوة دون خوف.

 

السابق
خطب عن الاستغفار
التالي
دروس وعبر من خطبة حجة الوداع

اترك تعليقاً