اسلاميات

كيف تكون سعيدا في حياتك مع الله

مفهوم السعادة في الإسلام

تعد السعادة شعورًا داخليًا يشعر به الإنسان يتمثل بسكينة النفس، وانشراح الصدر، وراحة الضمير، وطمأنينة القلب، وينتج ذلك عن السلوك الحسن في الظاهر والباطن، والسلوك الحسن تحركه قوة الإيمان، والسعادة في الإسلام ليست مقتصرة على الجانب المادي فقط، مع أن المادة من عناصر السعادة، ولكنها وسيلة وليست غاية، لذلك كان التركيز في الوصول للسعادة على الجانب المعنوي، وقد وضع الإسلام نظامًا شاملًا بين للإنسان القواعد التي ترتب حياته في الدنيا والآخرة، وضمن للإنسان بهذه القواعد ما يحقق له جميع مصالحه، وركز على الاهتمام بأهم المصالح وهي: (النفس، والعقل، والمال، والنسل، والدين).

فالسعادة في الإسلام تتضمن مرحلتين؛ الأولى السعادة الدنيوية، إذ شرع الإسلام من الأحكام ووضع من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته في الدنيا، لكنه أكد على أن الحياة الدنيا هي طريق للآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة، والثانية السعادة الآخروية، وهي السعادة الدائمة الأبدية، وهي مرتبطة بعمل الإنسان في حياته الدنيا، فحدد الإسلام وظيفة الإنسان في الأرض بأنه مستخلف فيها يسعى لأعمارها وتحقيق خير البشرية، وهذا الإعمار يرافقه الكثير من المصاعب، ويتطلب من الإنسان بذل الجهد وتحمل المتاعب في سبيل ذلك.

كيف تكون سعيدًا في حياتك مع الله

فيما يلي خطوات للوصول إلى السعادة بالقرب من الله:

  • الحفاظ على الصلوات الخمس يوميًا، فهي الحبل القوي الذي يربطنا بالله تعالى، ولا يجب أن يكون آداءها مجرد حركاتٍ وكلماتٍ محفوظة فقط، لكن المقصود هو الإحساس بالقرب من الله فيها، والخشوع والطمأنينة.
  • الدعاء وبإلحاح ويقين والتوجه إلى الله مع تحرٍّ لأوقات الإجابة، وأيضًا بتأدية الأعمال الصالحة التي تيسر إجابة الدعاء، فالدعاء هو الطلب من الله القريب المجيب، والله تعالى يحب من يدعوه ويرجوه.
  • الحفاظ على ورد من القرآن الكريم يوميًا ولو بقراءة ربع حزب مع تعلم التجويد؛ لأن القرآن هو كلام الله تعالى، فقراءة كلامه تعالى تقربنا منه.
  • زيادة مستوى الوعي الديني الروحاني؛ وذلك بحضور مجالس العلم والذكر، وسماع المحاضرات، وقراءة الكتب الدينية.
  • الاسترخاء يوميًا ولو لفترة قصيرة للتأمل والتفكر بخلق الله وتذكر نعمه على عباده.
  • قراءة الأحاديث القدسية ودراستها لتشعر وكأنَّ الله يتكلَّم معك وبأنَّ خطابه موجهٌ لك.
  • جعل رضى الله الغاية المُثلى في كلّ ما يفعله العبد من الأمور حتى لو كانت أمورًا بسيطة أو كانت ضمن نطاق حياته اليومية، وطلب رضى الله في كل حركة وسكنة.
  • وضع خطة أسبوعية أو شهرية للأمور التي يمكن أن يؤديها العبد لتقوية علاقته بالله تعالى فهذا يساعد على الالتزام والتعوّد.

دين السعادة

بعث الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالدين السمح، وبالرحمة العامة في كل جوانب الحياة، وتعد الرحمة والسماحة أهم أسباب السعادة والهناء، وهي مقومات التفاؤل وانشراح الصدر، لكن طريقة المؤمن في سعادته وفرحه مخالفة لطرق أصحاب المتع والشهوات؛ فالمؤمن يقبل على الدنيا ويُعدها مزرعة الآخرة، فيعمل ويجتهد فيها لأنها طريق إلى الله جل وعلا، وعندما يتمتع بملذاتها فإنه يتذكر دائما شكر المنعم سبحانه وتعالى، ويستذكر ما أعد الله لعباده في الجنان، والمؤمن يعتقد أن جلب المسرات إلى الناس في كل صغيرة وكبيرة عمل صالح يتقرب به إلى الله تعالى، فقد قال عليه الصلاة والسلام: [ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ] ، فإن الدين الذي يعد السرور الذي تدخله على قلب مسلم من أحب الأعمال إلى الله هو بلا شك دين السعادة، وقد كان نبي الله عليه الصلاة والسلام كثير التبسم، حتى قال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ رضي الله عنه: [مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]كما أن الحزن في الإسلام ليس مطلوبًا، ولم يذكر في القرآن الكريم إلا منهيا عنه كقوله تعالى: { ولا تهنوا ولا تحزنوا}، وقوله: { ولا تحزن عليهم}، وقوله: { لا تحزن إن الله معنا}. وسبب ذلك أن الحزن يوقف الإنسان عن العمل الصالح، ولا مصلحة فيه للقلب، وإن أحب شيء إلى الشيطان هو أن يحزن العبد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من الحزن.

كن سعيدًا

على الإنسان العاقل أن يكون سعيدًا، فإذا لم يكن سعيدًا بحياته فإنه لن يكون سعيدًا بأي حياة أخرى، فكل شخص تعيس بسبب الأفكار التي تسبب الشعور بالتعاسة، فالسعادة في متناول الجميع ولكن البعض لا يشعر بها لانشغاله بالنظر إلى ما لدى الآخرين من نعم وتمنيه الحصول عليها، فلا يرضى بما هو بين يديه، والسعادة الحقيقية تكمن في الرضا بما كتبه الله تعالى لك، كما تكمن في حب الله تعالى واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فالسعيد هو من كان قلبه نقيًا لا يحمل حقدًا ولا ضغينة على أحد، وهو من جعل الصفح والتسامح مبدأ في حياته، من جهة أخرى فمن ظن أن المال والجاه وغيرهما من ماديات الحياة المعاصرة من أسباب السعادة فهو مخطئ، فزيادة المال مثلًا تتبعها زيادة في الإنفاق وزيادة في الهموم، فمثلًا من تمنى العمل في وظيفة راقية، وأن تكون لديه سيارة ومسكن وغيرهما، فعندما يحقق ذلك فإنه سيعود إلى نقطة البداية ويطلب المزيد، فلا المال ولا الأشياء المادية ولا حتى العلاقات الاجتماعية هي من تجعلنا سعداء؛ لأنه ليس في قاموس السعادة سوى كلمة واحدة هي الرضا، فلنحرص على البذل والعطاء، فتمام السعادة في أن نرى الآخرين سعداء.

عوائق السعادة

فيما يلي أبرز العوائق التي تقف في وجه السعادة:

  • الحسد ومدّ النظر وعقد المقارنات، فالحاسد لا يعرف راحة بال ولا طيب منام، فيكون قلبه مثقل وروح مكبلة، فيحرم نفسه من السعادة.
  • الاستسلام للمشكلات وتقبل الوضع السيئ؛ فالشخص المستسلم يعتقد أن الشقاء نصيبه وقدره لذلك لا يسعى لتغيير أوضاعه أو لتحسين أحواله.
  • ربط تعاسة الحاضر بمشاكل الماضي، فمن يربط كذلك لن يشعر بالسعادة لأنه لا يستطيع العودة إلى الماضي وإصلاح الوضع.
  • ترك المشاكل معلقة دون إيجاد حلّ لها والهروب منها، فتضخم المشاكل وتكاثر الأزمات هو منغص للسعادة وجالب للهم.
  • التعلق بالمستحيل وتمني ما لا يمكن تحقيقه، وتوجيه النظر إلى أهداف لا نملك أسبابًا توصلنا إليها، فذلك يولد الحسرات والخيبات.
  • محاولة كسب إعجاب الجميع ونيل استحسانهم، فمن كانت غايته نيل رضى الآخرين فسيهدر وقته وجهده سدى؛ لأن إرضاء الناس غاية لا تدرك، بل يجب أن تكون الغاية هي رضا الله تعالى وحده.
  • الرتابة والروتين، فالبعض يعيش كالآلة لا يسعى إلى التجديد أو التغيير، فالروتين يولد التعاسة ويجلب الفتور.
السابق
التهاب الاعصاب
التالي
كيفية الرقية الشرعية

اترك تعليقاً