اسلاميات

كيف نصلي على الرسول

الصلاة على الرسول

قال تعالى: {إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، تتحدث هذه الآية عن صلاة الله تعالى على الرسول، أي ثناؤه وتعظيمه له أمام الملائكة، كما تتحدث عن صلاة الملائكة والمقصود بها الدعاء، وصلاة الناس والملائكة على النبي هي طلب الصلاة من الله تعالى على الرسول عليه السلام، أما بالنسبة للمواطن التي تُذكر بها الصلاة على النبي، فهي بعد التشهّد في الصلاة، [سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ]،.

كما يجوز للمسلم أن يصلي على الرسول عند دخوله للمسجد، إذ قال عليه السلام: [إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ ، فليسلِّم علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، ثمَّ ليقُلْ : اللَّهمَّ افتَح لي أبوابَ رحمتِكَ ، وإذا خرجَ فليقُلْ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِن فضلِكَ]، بالاضافة الى الصلاه عليه بعد الأذان، إذ يقول عليه السلام: [مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّداءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ رَواهُ حَمْزَةُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن أبِيهِ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ]، وبالتأكيد تجوز الصلاة على النبي في كل الأوقات، لكن في هذا المقال، سوف نذكر لك كيفية الصلاة على النبي وما هو فضلها، بالإضافة إلى بعض المعلومات التي قد تهمّك حول هذا الموضوع.

 كيف نصلي على الرسول؟

تعد كثرة الصلاة على الرسول من الأعمال التي تُقرب العبد من ربه وتُنزل عليه رحمته، كما أنه سبب لدخول المسلم جنات النعيم ومجاورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يصلي المسلم على الرسول في كل الاوقات والأماكن إلا تلك الأماكن المنهي عن الذكر فيها، كالخلاء، كما أنها سهلة الفعل ويجب على المسلم المؤمن أن يبقيها دائمًا على لسانه، فهي باب من أبواب الدنيا والآخرة، كما أنها ذكر لله تعالى وللرسول عليه السلام، لكن كيف نُصلي على الرسول؟

عن عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي ليلى قال: [لَقِيَنِي كَعْبُ بنُ عُجْرَةَ، فَقالَ: أَلَا أُهْدِي لكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقُلتُ: بَلَى، فأهْدِهَا لِي، فَقالَ: سَأَلْنَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ الصَّلَاةُ علَيْكُم أَهْلَ البَيْتِ، فإنَّ اللَّهَ قدْ عَلَّمَنَا كيفَ نُسَلِّمُ علَيْكُم؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ]، وفي هذا الحديث توضيح من الرسول عليه السلامة للمسلمين حول كيفية الصلاة عليه.

فضل الصلاة على الرسول

قال صلى الله عليه وسلّم: [إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ]، أي من يصلي على النبي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرة وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، ودّلت جميع الآيات والأحاديث في المقال على فضل الصلاة على النبي، فهي طلب لله سبحانه وتعالى أن يصلي على رسوله لكنها تشمل الدعاء أيضًا، فنقول اللهم صلِّ على رسول الله، واللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، إذ شرّع عليه السلام لنا الصلاة في كل الأوقات ولا سيما بعد الأذان، فإذا نادى المؤذن تقول لا إله إلا الله، وبعد التوحيد تصلي على النبي وتقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد، كما يقول عليه السلام: فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: [إنّ أَولَى النَّاسِ بي يومَ القيامَةِ أكثَرُهم علَيَّ صلاةً]، وهذا دليل على أن أولى الناس بالنبي عليه السلام هم أكثر الناس صلاةً وإيمانًا ومحبةً به، أما بالنسبة للسلام الموجود في الصلاة على رسول الله، فهو سلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلّم كما هو مبين في الحديث الشريف.

قد يُهِمُّكَ

إن للصلاة على الرسول في الأيام العادية وفي جميع الاوقات أجرًا عظيمًا عند الله تعالى، لكن حثّنا رسولنا الكريم في حديثه على الصلاة عليه في ليلة ويوم الجمعة، إذ يكثُر الأجر في هذا اليوم، فعن أوس بن أوس قال: قال النبي صلَّى الله عليه وسلم: [إنَّ من أفضَلِ أيامِكُم يومَ الجُمُعة؛ فأكْثِرُوا علي مِن الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضةٌ عليَّ”، قال: فقالوا: يا رسولَ الله، وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك، وقد أرَمْتَ؟ قال: يقولون بَليتَ، قال: “إن الله حرَّم على الأرضِ أجْسامنا]، ويعود فضل الصلاة على الرسول في هذا اليوم إلى فضل يوم الجمعة نفسه بالنسبة للمسلمين، وجاءت أحاديث كثيرة في فضل هذا اليوم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أُخرج منها]، فهو من الأيام المميزة عند الله سبحانه وتعالى أيضًا وليس فقط المسلمين، ونظرًا لفضيلة هذا اليوم، فإن أعظم ما يعمل به المسلم هو الصلاة على النبي لتحصل على الأجر والثواب، كما أن العمل الصالح يزيد فضلًا بسبب فضل زمانه أو مكانه.

السابق
ضيق الشريان التاجى
التالي
الرياح مخاطرها على حياة الانسان

اترك تعليقاً