الصحة النفسية

ماذا يعني طنين الاذن

ماذا يعني طنين الاذن

طنين الأذن

تؤدي إصابتك بطنين الأذن إلى جعلك تسمع أصواتًا غريبة في أحد أو كِلا أذنيك أو في رأسك، ويُمكن لهذا الأمر أن يظهر لديك بوتيرة متقطعة أو دائمة وبدرجات أو شدة صوتية متفاوتة، كما قد يتخذ طنين الأذن أشكالًا مختلفة؛ كسماع صوت الجرس، أو الصفير، أو الطرق، أو النقر، أو الهسهسة، وللأسف فإن طنين الأذن ليس بالمشكلة النادرة كما يعتقد البعض، وإنما مشكلة منتشرة بين الناس بكثرة، وفي الحقيقة فإن الدراسات تشير إلى إصابة ما بين 10-15% من الناس بهذه المشكلة، ومن المعروف أن فرص إصابتك بطنين الأذن تزداد كلما تقدمت بالعمر أكثر، وتنزاح هذه المشكلة نحو الظهور تحديدًا في السنوات الستين والسبعين من عمرك، وفي المناسبة فإن الباحثين قد صنفوا طنيني الأذن إلى نوعين رئيسيين؛ النوع الأول يُدعى بطنين الأذن الذاتي الذي بمقدورك أنت وحدك سماعه، أما النوع الثاني فهو طنين الأذن الموضوعي الذي بمقدور طبيبك سماعه في أذنك، لكن النوع الثاني يبقى نادر الظهور ولا يصيب أكثر من 1% فقط من حالات طنين الأذن

علامات طنين الأذن

قد تتساءل إذا كانت هُناك علامات لطنين الأُذن، ولكن غالبًا لا يؤدي طنين الأذن إلى نشوء صوت مسموع للآخرين، وإنما يؤدي فقط إلى سماعك لصوت داخلي متقطع أو دائم وفي أذن واحدة أو في كِلا أذنيك، وتتراوح شدة الصوت بين عالية ومنخفضة، وقد يصف المريض الصوت الذي يسمعه بأنه صوتُ حركي، أو طنيني، أو كالهدير أو الهسهسة، أو النبض، أو حتى كالموسيقى، وقد يشكو المريض من سماع صوت الطنين بوضوح أكثر أثناء ساعات الليل أو أثناء فترات الهدوء، وللأسف يُمكن لطنين الأذن أن يظهر بالتزامن مع فقدان السمع أيضًا

أسباب طنين الأذن

أكدت جمعية الطنين الأمريكية على حقيقة أن طنين الأذن ليس مرضًا بحدّ ذاته، وإنما علامة دالة على الإصابة بمشاكل صحية كثيرة، منها

  • فقدان السمع: يؤكد الباحثون على إمكانية أن يكون طنين الأذن الذاتي ناشئًا عن تعرض الجهاز السمعي للتلف عند معظم الحالات، كما أكدوا على إمكانية أن يكون طنين الأذن ناجمًا عن فقدان السمع الذي يصيب الناس نتيجة للتقدم بالعمر أو نتيجة التعرض للأصوات العالية، لكنهم يعترفون في نفس الوقت بأن العلاقة بين فقدان السمع وطنين الأذن تبقى غير واضحة المعالم إلى الآن.
  • انسداد الأُذن الوسطى: يؤدي انسداد قناة الأذن إلى تراكم الضغط في الأذن الداخلية، مما يؤثر على عمل طبلة الأذن، وهذا قد يتسبب في تهيج طبلة الأذن وجعلها في حالة من الطنين المستمر، وقد يحدث انسداد قناة الأذن نتيجة لتراكم شمع الأذن، أو احتقان الرأس، أو بسبب دخول أجسام غريبة داخل الأذن.
  • إصابات أو ضربات الرأس والرقبة: تتسبب إصابات أو ضربات الرأس الشديدة في حدوث اختلالاتٍ في التروية الدموية والأنسجة العصبية والعضلية، وهذا قد يُساهم في جعلك تشعر بالطنين في أذنك، وفي الحقيقة فإن صوت الطنين الناجم عن هذه الإصابات يوصف عادةً بكونه شديد أو عالٍ بالنسبة للمرضى، وقد أطلق العلماء على طنين الأذن الناجم عن مشاكل العضلات والأسنان والرأس اسم الطنين الجسدي.
  • مشاكل المفصل الصدغي الفكي: ينتمي الطنين الناجم عن مشاكل المفصل الصدغي الفكي إلى فئة الطنين الجسدي أيضًا، والمقصود بالفصل الصدغي الفكي هو المفصل الذي يربط الفك السفلي بالجمجمة، وهو يقع أمام أذنيك مباشرة، وفي حال حدثت مشكلة في العضلات أو الغضاريف الخاصة بهذا المفصل، فإن من غير المستبعد أن تشعر بطنين في الأذن بسبب ذلك.
  • ضغط الجيوب الأنفية: يزداد الضغط داخل الأذن الوسطى بعد تعرضك للزكام أو لاحتقان الأنف الشديد، وهذا يزيد من فرص إصابتك بطنين الأذن، وفي المناسبة يُمكن أن يتغير ضغط الأذن الوسطى بسبب المكوث داخل الماء لفترة طويلة كما هو حاصل أثناء الغوص أيضًا، أو حتى أثناء الطيران وسماع المتفجرات العالية.
  • الأدوية: تمتلك بعض الأدوية أعراضًا جانبية متمثلة في حدوث طنين في الأذن، ومن بين الأمثلة على ذلك: بعض أنواع المضادات الحيوية، وأدوية السرطان، ومضادات الالتهابات اللاستيرودية، ومدرات البول أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن لبعض الأعشاب قدرة على التسبب بنشوء الطنين في الأذن أيضًا.
  • أسباب إضافية: يظهر طنين الأذن أحيانًا بالتزامن مع إصابتك بمشاكل أخرى؛ كمشاكل الغدة الدرقية، وفقر الدم، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، وبعض مشاكل المناعة الذاتية، وسرطانات الأذن في أحولٍ نادرة.

علاج طنين الأذن

لم يتمكن العلماء والباحثون من إيجاد علاجٍ نهائي لعلاج طنين الأذن، لكن توجد الكثير من العلاجات التي يُمكنك الاستعانة بها لمساعدتك على التأقلم مع هذه المشكلة، منها

  • الأجهزة السمعية: تسعى هذه الأجهزة إلى معادلة الأصوات الخارجية لمساعدتك على السمع بصورة أوضح والحدّ من قدرتك على سماع الطنين في أذنك.
  • الاستشارات النفسية: تهدف هذه الاستشارات إلى توفير النصائح والمعلومات لك حول ماهية الطنين الذي تشعر به وكيف بوسعك التأقلم معه.
  • الأجهزة المولدة الأصوات: توضع هذه الأجهزة داخل أذنك وتتمكن من إصدار أصوات رقيقة ومقبولة لتغطية صوت الطنين الذي تسمعه داخل رأسك.
  • الأدوية: بمقدور الطبيب وصف بعض مضادات الاكتئاب والقلق لجعلك تشعر بالراحة وتُساعدك على النوم في الليل.
  • علاجات بديلة: يدعي البعض بأن الخضوع لجلسات الإبر الصينية والتنويم المغناطيسي قد يفيد لعلاج طنين الأذن، كما يدعي آخرون أن هنالك بعض المكملات العشبية المفيدة لعلاج طنين الأذن؛ كعشبة الجنكة مثلًا، لكن لا توجد الكثير من الأدلة العلمية لتأييد هذه الأمور في مجملها.

مَعْلومَة

إذا كُنت تُعاني من طنين الأُذن فلا يجب التغاضي أو التقليل من آثار وانعكاسات مشكلة طنين الأذن على نفسية المرضى؛ لأن الخبراء بدأوا بالحديث في الآونة الاخيرة عن وجود علاقة بين طنين الأذن وبين ارتفاع معدلات الانتحار، وهذا يرجع إلى إمكانية أن يتسبب طنين الأذن بحدوث انزعاج شديد إلى درجة دفع المصاب إلى إنهاء حياته، وفي الحقيقة فإن أحد التقارير القادمة من السويد قد أظهرت بأن 5.5% من الرجال المصابين بطنين الأذن قد أقدموا على الانتحار، بينما وصلت النسبة إلى 9% عند النساء، وهذا ما يزيد من خطر الانتحار.

السابق
من المسؤول عن نوع الجنين
التالي
التهاب غضروف الركبة

اترك تعليقاً