الصحة النفسية

ماهو مرض التوحد

ماهو مرض التوحد

مرض التوحد

يعرف مرض طيف التوحد بأنه مجموعة من الاضطرابات العصبية المعقدة التي تتميز بأنماط متكررة من السلوك وصعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين، كما أن اضطراب التوحد يتضمن عددًا من المشكلات العقليّة والعصبية الأخرى، مثل: اضطراب الطفولة التحللية، ومتلازمة أسبرجر.

عادةً تظهر أعراض هذا المرض منذ مرحلة الطفولة المبكرة، والتي توثر على النشاط اليومي، فقد يصعب على الأطفال المصابين التركيز والانخراط مع والديهم والمجتمع، وفي بعض الحالات قد يبدو الطفل طبيعيًا وينمو بطريقة طبيعية، وعندما يصبح في السنة الثانية أو الثالثة من العمر تظهر عليه أعراض التوحد، وصعوبة الانخراط في المجتمع؛ أي أن بعض الأشخاص الذين يعانون من المرض قد يتمكنون من أداء جميع الأنشطة اليومية طبيعيّة، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى دعم كبير لأدائها، ويمكن أن تخفّ أعراض هذا المرض مع التقدم بالعمر، خاصّةً عند الحصول على العلاج المناسب مبكرًا، وتجدر الأشارة إلى أن الذكور أكثر عرضةً للإصابة بالتوحد مقارنةً بالإناث.

أنواع مرض التوحد

صنف الخبراء مرض طيف التوحد لعدة أنواع مختلفة، والتي تشتمل على ما يأتي:

  • متلازمة أسبرجر: تعد أخف أنواع التوحد، ويتسم المصاب بالذكاء والقدرة على التعامل مع حياته اليومية، كما أنه يكون قادرًا على التركيز على المواضيع التي تهمه ومناقشتها دون توقف، إلا أنه يواجه في بعض الأوقات صعوبات اجتماعيةً.
  • اضطرابات النمائية الشامل: في هذه الحالة يواجه المصاب تحديات التواصل الاجتماعي، وقد تكون أعراضه أكثر حدةً من أعراض متلازمة أسبرجر.
  • اضطراب التوحد: هو المصطلح الأقدم لأنواع طيف التوحد، ويشتمل على أعراض مشابهة لأنواع التوحد الأخرى وبشدة أكبر من غيره.
  • اضطراب الطفولة التحللية: عادةً يصيب هذا النوع من المرض الأطفال في عمر 2-4 سنوات، وهو أقسى أنواع التوحد، وفي هذه الحالة بتراجع التطور الطبيعي للأطفال المصابين، ويفقدون العديد من المهارات الاجتماعية والعقلية واللغوية بسرعة، ويمكن أن يصاب الأطفال باضطرابات في النوبات.

أعراض مرض التوحد

من أهم الأعراض والعلامات الشائعة التي تظهر على المصابين بطيف التوحد ما يأتي:

  • الأعراض المرتبطة بالتواصل والتفاعل الاجتماعي: يعاني بعض المصابين باضطراب التوحد من صعوبة الانخراط والتفاعل الاجتماعي، وفي ما يأتي العلامات التي تدل على ذلك:
    • عدم استجابة الطفل المصاب عند منادته باسمه كأنه لم يسمع.
    • رفض الحضن واللعب مع الآخرين، وتفضيل اللعب المنفرد والانسحاب إلى عالمه الخاص.
    • ضعف التواصل البصري وغياب تعابير الوجه.
    • تأخر الكلام أو صعوبته، وصعوبة ربط الجمل والكلمات ولفظها.
    • عدم القدرة على بدء الحديث والاستمرار به.
    • تكرار الكلمات والعبارات حرفيًا دون فهم معانيها وكيفية استخدامها.
    • عدم القدرة على فهم الأسئلة واستيعاب التوجهيات البسيطة.
    • عدم القدرة على فهم مشاعره أو فهم مشاعر الآخرين.
    • عدم التفاعل اجتماعيًا بسبب العدوانية والتخريب.
    • صعوبة التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل: تعابير الوجه، أو إشارات الجسم، أو نبرة الصوت.
  • الأعراض المرتبطة بأنماط السلوك: يعاني المصاب باضطراب طيف التوحد من أنماط محدودة من السلوكيات والاهتمامات والأنشطة، والتي تتضمن ما يأتي:
    • أداء حركات متكررة، مثل: الدوران، أو رفرفة اليدين.
    • ممارسة أنشطة تسبب إيذاء النفس، مثل: العضّ، وضرب النفس.
    • المعاناة من مشكلات في التنسيق وأنماط حركات غريبة، مثل: المشي على الأصابع، واللغة الجسدية الغريبة.
    • الانبهار في تفاصيل أشياء معينة دون فهم الغرض منها، مثل العجلات التي تدور في لعبة السيارة.
    • حساسية عالية تجاه الصوت والضوء واللمس، على الرغم من عدم مبالاته بالألم أو درجة الحرارة.
    • عدم الانخرط في اللعب غير الاعتيادي.
    • التركيز بصورة غير طبيعيّة على نشاط معين.
    • تفضيل أنواع معينة من الأطعمة ورفض تناول الأطعمة ذات نمط معين.

علاج مرض التوحد

لا يوجد علاج محدد لمرض طيف التوحد؛ بسبب الاختلاف في الأعراض المصاحبة للمرض من حالة إلى أخرى، لكن تتوفر بعض الاستراتيجيات للتعامل مع كل حالة حسب الأعراض المرافق لها، وزيادة قدرة المصاب على الانخراط في المجتمع، بالإضافة إلى التخلص من بعض الاضطرابات التي تصاحب المرض، مثل: اضطرابات النوم، والاكتئاب، والصرع، ومن أهم هذه الاستراتيجيات أو طرق العلاج ما يأتي:

  • تحليل السلوك التطبيقي: يبدأ الخبير قبل التعامل مع المصاب ومحاولة معالجته بالتعرف على سلوكياته وتأثير المنزل والعائلة على هذه السلوكيات، ثمّ تعليمه مهارات لزيادة التركيز على السلوكيات المرغوبة، وتجنب السلوكيات الضارة، وتحسين الاتصال والذاكرة والتركيز خطوة بخطوة، وقد يستعين بأدوات للدعم.
  • العلاج المهني: يعتمد هذا العلاج على تعليم المصاب تطوير نشاطاته اليومية والاستقلالية، مثل: ارتداء الملابس، والنظافة الشخصية دون الحاجة إلى المساعدة، وغيرها من المهارات الحركية الدقيقة، ويمكن أن يقوم المصاب بها خارج جلسات العلاج التي عادةً ما تكون مدتها 30-60 دقيقةً.
  • علاج النطق: يعتمد هذا النوع من العلاج على تعليم الشخص المصاب كيفية الإجابة على الأسئلة، وتفسير لغة الجسد، وتوضيح الكلام، واستخدام نبرة الصوت المناسبة عند الكلام.
  • العلاج السلوكي اللفظي: يركّز هذا النوع على مساعدة المصاب في التركيز على معنى الكلمات وأسباب استخدامها.
  • العلاج الدوائي: توصف الأدوية في بعض الحالات للمساعدة في الحد من بعض الاضطرابات، مثل: الاكتئاب، أو اضطرابات النوم، أو النوبات.
السابق
استحقاق عوائد التمويل المالي الإسلامي
التالي
أسباب القرقرة في البطن

اترك تعليقاً