الصحة النفسية

ما أسباب الشخير أثناء النوم

ما أسباب الشخير أثناء النوم

الشخير أثناء النوم

تظهر مشكلة الشخير أثناء النوم عند الكثير من الرجال والنساء بمختلف الأعمار، لكنها تشيع أكثر عند الرجال وعند الأفراد الذين يُعانون أصلًا من زيادة الوزن، وعلى الرغم من أن الشخير هو أحد الاضطرابات غير الخطيرة أو المؤذية، إلا أنه قد يكون علامة على الإصابة بأمراض خطرة أحيانًا، وتزداد حدة الشخير كما هو معروف كلما تقدم الإنسان بالعمر، وتشير بيانات الباحثين إلى معاناة 45% من الناس من الشخير بين الحين والآخر لكن حالة الشخير لديهم قد لا تكون حرجة أو شديدة، كما أنها قد لا تستمر خلال ساعات الليل كلها، بينما يُعاني 25% من الناس من الشخير بصورة اعتيادية أو مستمرة، وقد يشكو هؤلاء الأفراد من التعب عند استيقاظهم في الصباح، كما قد ينعكس شخيرهم سلبًا على جودة نومهم ونوم الأفراد المقربين منهم.

أسباب الشخير أثناء النوم

يُعتقد أن الشخير يؤثر على 44% من الذكور و28% من الإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 سنة ويحدث الشخير عند وجود عائق لتدفق الهواء عبر الفم والأنف، ويمكن أن تتداخل عدة أمور مع تدفق الهواء، بما في ذلك

  • انسداد المسالك الأنفية: تظهر المعاناة من الشخير لدى البعض أثناء مجيء مواسم الحساسية أو عندما يُصابون بالتهابات الجيوب الأنفية التي تؤدي إلى انسداد في المسالك التنفسية داخل الأنف، ويُمكن لانسداد الأنف أن يكون ناجمًا أحيانًا عن نمو الزوائد اللحمية داخل الأنف أو عن انزياح الجدار الواقع بين فتحتي الأنف.
  • مشاكل عضلات الحلق واللسان: تتوقف عضلات الحلق واللسان أحيانًا عن الحركة وتتخذ وضعية غير نشطة أكثر مما ينبغي أثناء النوم، وهذا يؤدي إلى جعلها عائقًا أمام مرور الهواء داخل المسالك التنفسية، مما يتسبب بحدوث الشخير.
  • تضخم أنسجة الحلق: يمكن أن يحدث ذلك بسبب زيادة الوزن، كما أن بعض الأطفال يعانون من تضخم اللوزتين والغُدَّانِيَّات أي لحميات الأنف مما يجعلهم يعانون من الشخير أثناء النوم.
  • الحنك الرخو الطويل أو اللَّهاة الطويلة: يمكن للحنك الرخو الطويل أو اللهاة الطويلة أن يضيّقا الفتحة بين الأنف والحلق، مما يسبب التصاقهما ببعضهما أثناء التنفس، وبالتالي انسداد مجرى الهواء.
  • التقدم بالعمر: يُصبح الحلق أكثر تضيقًا مع التقدم بالعمر، كما ينخفض مستوى نشاط عضلات الحلق مع التقدم بالعمر أيضًا، وهذا يتسبب في الإصابة بالشخير، لكن يبقى بوسع الرجال اتباع العادات الحياتية المناسبة لتقوية الحلق لديهم وتجنب الشخير.
  • شرب الكحول أو تناول بعض الأدوية: إن شرب الكحوليات أو تناول مرخيات العضلات يؤدي إلى إرخاء عضلات اللسان والحلق أكثر من اللازم.
  • وضعية النوم: إذ أنّ النوم على الظهر يؤدي إلى الشخير.
  • قلة النوم: قد ترتخي عضلات الحلق كثيرًا إذا لم يحصل المصاب على قسط كافٍ من النوم.
  • المعاناة من إحدى الحالات الطبية التي تسبب الشخير مثل: انقطاعُ النفس الانسدادي النَّومي، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة، ويمكن أن يسبب توقف التنفس أثناء النوم نوعًا من الشخير، إذ يبدو أن الشخص يتوقف عن التنفس بعض الوقت بين كل شخير وآخر، وقد يصدر عن الشخص صوتٌ وكأنه يختنق أو يلهث، وبالإضافة إلى الشخير بصوتٍ عالٍ، يمكن أن يسبب توقف التنفس أثناء النوم ظهور الأعراض التالية:
    • النعاس أثناء النهار.
    • الأرق.
    • صداع الصباح.
    • صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء.
    • سرعة الانفعال.
    • انخفاض الرغبة الجنسية.

يجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض زيارة الطبيب، لأن توقف التنفس أثناء النوم يمكن أن يكون عرضًا لحالة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، وقصور الغدة الدرقية، وضخامة الأطراف، كما يزيد الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم من اضطراب النوم، وهذا بدوره يؤدي إلى الإعياء وصعوبة التركيز، ويمكن أن يزيد من خطر بعض مشكلات الصحة العقلية أو النفسية.

ومن المثير للاهتمام أن الشخير يُمكن أن يظهر في أي مرحلة من مراحل النوم، لكنه يجنح أكثر نحو الظهور أثناء مرحلة النوم التي تُدعى بالنوم الريمي أو نوم حركة العين السريعة، ويرجع سبب ذلك إلى إرسال الدماغ أثناء هذه المرحلة لرسائل لجميع عضلات الجسم لحثها على الراحة التامة باستثناء عضلات التنفس، لكن يُمكن لعضلات اللسان والحنك والحلق أن ترتاح أيضًا أثناء هذه المرحلة، وهذا يؤدي إلى تضيق المسالك التنفسية وحدوث الشخير.

مضاعفات الشخير أثناء النوم

يعتقد الكثير من الرجال بأن مشكلة الشخير هي مشكلة عادية وغير مسببة لأي مضاعفات باستثناء الانزعاج والحرج الناجم عنها، لكن الحقيقة بأن هذا غير صحيح على الإطلاق؛ إذ يرتبط الشخير بمضاعفاتٍ كثيرة للغاية، منها الآتي:

  • الجلطة الدماغية: تزداد فرص الإصابة بالجلطة الدماغية وتضيق الشرايين الخاصة بالرقبة نتيجة للشخير المتواصل والمتكرر في الليل.
  • أمراض القلب: ربط الباحثون بين الشخير وبين الإصابة بالكثير من أمراض القلب والشرايين، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية التي تؤدي إلى الإصابة -كما هو معروف- بالنوبات القلبية.
  • عدم انتظام دقات القلب: وجد الخبراء بأن احتمالية الإصابة بما يُعرف بالرجفان الأذيني تزداد كثيرًا عند الأفراد المصابين أصلًا بانقطاع النفس النومي الذي يؤدي إلى الشخير، ويُعد الرجفان الأذيني أحد أبرز أنواع عدم انتظام دقات القلب.
  • حرقة المعدة: يُقر الأطباء بشيوع الإصابة بحرقة المعدة أو ارتجاع أحماض المعدة عند الأفراد المصابين أصلًا بانقطاع النفس النومي، ويرجع سبب ذلك إلى طريقة انسداد الحلق أثناء مرور الهواء من الفم والأنف وتغير الضغط في المعدة والمريء أثناء الشخير.
  • الإصابات والحوادث: يؤدي الحرمان من النوم الناجم عن الشخير أو انقطاع النفس النومي إلى دفع المريض إلى الشعور بالنعاس الشديد أثناء النهار، فضلًا عن الإرهاق الشديد، وهذا يتسبب بزيادة كبيرة في احتمالية حصول حوادث المركبات الخطيرة.
  • المشاكل النفسية: أكد الباحثون على وجود علاقة بين الشخير وانقطاع النفس النومي، وبين الإصابة بالاكتتاب ومشاكل نفسية أخرى.
  • مضاعفات أخرى: بات الخبراء والباحثون يتحدثون عن تسبب الشخير في حدوث صداع شديد أثناء الصباح، وكثرة النهوض للذهاب إلى الحمام للتبول في الليل، وانخفاض الاشباع الجنسي، وزيادة فرص الإصابة بزيادة الوزن، فضلًا عن أمور أخرى؛ كضعف التركيز، والشعور بالإحباط والغضب، والإصابة بالعدوانية ومشاكل التعلم، خاصة عند الأطفال الذين يُعانون أصلًا من انقطاع النفس النومي الانسدادي.

تشخيص الشخير

لتشخيص الشخير يراجع الطبيب العلامات والأعراض والتاريخ الطبي لك ويُجري أيضًا فحصًا بدنيًّا، وقد يسأل الطبيب عائلتك بعض الأسئلة عن وقت شخيرك وكيفيته؛ للمساعدة في تقييم شدة المشكلة، وفي حالة معاناة طفل من الشخير، فسوف يسأل الطبيب والديه عن مدى شدة الشخير الذي يعاني منه الطفل، وبعد ذلك يجري الطبيب المعالج الفحوصات التالية:

  • التصوير: قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، إذ تتحقق هذه الاختبارات من بنية مجرى الهواء لتحديد ما إذا كانت توجد مشكلة مثل انحراف حاجز الأنف.
  • إجراء فحص للنوم: بناءً على شدة الشخير والأعراض الأخرى، قد يرغب الطبيب في إجراء دراسة أو فحص للنوم، وقد يكون هذا الإجراء أحيانًا في المنزل، وبناءً على المشكلات الطبية والأعراض الأخرى عندك قد تحتاج للمبيت ليلة في مركز النوم للخضوع لتحليل متعمق لتنفسه أثناء النوم، من خلال دراسة تُعرف باسم اختبار النوم؛ الذي تكون فيه متصلًا بالعديد من أجهزة الاستشعار مدة ليلة كاملة، وأثناء اختبار النوم تُسجّل المعلومات التالية:
    • موجات الدماغ.
    • مستوى الأكسجين في الدم.
    • معدل ضربات القلب.
    • معدل التنفس.
    • مراحل النوم.
    • حركات العين والساق.

علاج الشخير أثناء النوم

تشمل علاجات الشخير ما يلي:

  • تغيير نمط الحياة: وذلك بفقدان الوزن الزائد، والامتناع عن شرب الكحول.
  • ارتداء جهاز خاص في الفم: وهو جهاز بلاستيكي صغير يوضع في الفم أثناء النوم، إذ يبقي مجرى الهواء مفتوحًا عن طريق تحريك الفك أو اللسان.
  • الجراحة: توجد عدة أنواع من الإجراءات الجراحية التي يمكن أن تساعد في وقف الشخير، إذ يزيل الطبيب الأنسجة في حلق المصاب أو يقلّصها، أو يجعل الحنك الرخو أكثر صلابة.
  • جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر: يعالج هذا الجهاز توقف التنفس أثناء النوم وقد يقلل من الشخير من خلال نفخ الهواء في الشعب الهوائية أثناء النوم.
  • تخفيف انسداد الأنف: يمكن تخفيف انسداد الأنف عن طريق الأدوية والتقنيات الأخرى المتاحة مثل بخاخات الأنف، ومضادات الهيستامين، ومرطب الغرفة، وغيرها في الحد من الالتهابات.
  • ممارسة التمارين الحلْقيّة: تساعد التمارين الحلقية والبلعومية على تقوية عضلات الحنجرة الضعيفة ومنعها من إغلاقها مجرى الهواء أثناء النوم.
  • الإقلاع عن التدخين: يسبب تدخين التبغ التهاب أنسجة الأنف، مما يحدّ من دخول الهواء المُستنشق عن طريق الأنف.
  • الحفاظ على عادات جيدة للنوم: يمكن أن يساعد الحصول على عادات صحية للنوم في التخفيف من الشخير، مثل النوم الثابت على سرير مريح في غرفة مظلمة وباردة واستخدام الستائر أو الستائر الثقيلة للمنع دخول الضوء، وتجنب استخدام الجهاز المحمول والتلفاز قبل وقت النوم.
  • تجنب الأدوية المهدئة دون استشارة الطبيب: إنّ العقاقيرالمضادة للاكتئاب أو المهدئات تودي إلى استرخاء العضلات مما يزيد من احتمالية المعاناة من الشخير، لذا لا تؤخذ هذه الأدوية أو الأدوية المساعدة على النوم دون إشراف الطبيب.
  • تطبيق العلاجات المنزلية التي تساعد على وقف الشخير:، ويذكر منها:
    • النوم على الجانب، وليس على الظهر.
    • رفع رأس السرير بضعة إنشات.
    • وضع شرائط مرنة تلتصق بجسر الأنف لتوسيع فتحة الأنف.
    • استخدام مزيلات الاحتقان لفتح مجرى التنفس، لكن لا يمكن استخدامها لأكثر من 3 أيام دون استشارة الطبيب.
السابق
أدوية تساعد على التخسيس
التالي
الفرق بين الحديد والهيموجلوبين

اترك تعليقاً