الصحة النفسية

ما أسباب شد عضلات الظهر

ما أسباب شد عضلات الظهر

 

شد عضلات الظهر

يُعد ظهر الإنسان من اللبنات الأساسية في قوة الجسم وقوامه؛ إذ يتكون الظهر من مجموعة كبيرة من العضلات والأربطة والفقرات والأوتار والعظام،وتظهر آلام الظهر نتيجة العديد من العوامل المرضية التي يتعرض لها الرجل في حياته، وتشتهر عضلات الظهر بكونها العضلات التي تمنح المرونة لحركة الظهر والجسم لأداء المهام والنشاطات والواجبات اليومية، وقد قسم علماء التشريح عضلات الظهر إلى عضلات عميقة، وعضلات سطحية، وعضلات متوسطة، وعلى الرغم من التقدم الكبير بالطب والتشريح، إلا أن العلماء ما زالوا في حيرة من أمرهم فيما يخص تطور عضلات الظهر أثناء المراحل الجنينية.

وعلى أي حال يُعد شد العضلات وتشنجها أحد أكبر المشكلات التي تصيب الظهر وتؤثر على الحركة الطبيعية وتسبب الكثير من الآلام، ويُعرف شد العضلات بأنه إصابة عضلات الظهر بالتشنجات والتقلص فجأةً أو الالتهابات بسبب حدوث تمزق في الألياف العضلية أو الأوتار العضلية، ويُمكن لهذا التمزق أن يتسبب في حدوث أضرارٍ في الأوعية الدموية أيضًا، وهذا يؤدي إلى النزيف وظهور الكدمات والألم.

أسباب شد عضلات الظهر

لا يحدث شد العضلات في منطقة الظهر فحسب، وإنما في أماكن أخرى من الجسم أيضًا، ويُمكن لجميع الأفراد أن يُصابوا بشد العضلات لأسباب كثيرة ومتنوعة لها علاقة بالأنشطة الحركية واليومية، خاصة الأنشطة التي تتطلب تحريكًا مفاجئًا للعضلات، ومن بين الأنشطة البدنية التي يُمكن أن تؤدي إلى حصول شد في العضلات؛ الأنشطة الرياضية، وتحريك الجسم أو إيقافه بسرعة، ورفع الأثقال بسرعة، بالإضافة إلى السعال المفاجئ،وعلى العموم يُمكن تصنيف أسباب الإصابة بشد أو تشنج عضلات الظهر إلى سببين رئيسيين، هما:

  • التعرض لإصابة مباشرة: تُحاول عضلات الظهر حماية نفسها من الإصابة بالشد العضلي عبر إحداث تشنجات موضعية، ويُمكن للشد العضلي أن يحدث نتيجة إصابة أي من الأنسجة الرخوة التابعة للعضلات، أو الأوتار العضلية، أو الأربطة العظمية الموجودة في العمود الفقري، لكن عادةً ما تتعافى العضلات وتعود إلى وضعها الطبيعي بعد التعرض لهذه الإصابات خلال أسبوع أو أسبوعين.
  • الإصابة بمشكلات في الجسم: يُمكن الاستدلال على وجود مشكلات بنيوية أو تشريحية عند الإصابة بتشنجات عضلية بوتيرة متكررة أو عند الإحساس باستمرار التشنجات وعدم تحسنها لأكثر من أسبوعين، ومن بين المشكلات البنيوية أو التشريحية التي تؤدي إلى حصول تشنجات في العضلات؛ الإصابة بالقرص المنفتق أو الدسك، أو الإصابة بالتهابات المفاصل، أو تضيق العمود الفقري، وغالبًا ما تؤدي هذه الأمراض إلى حصول التهابات وعدم استقرار في العمود الفقري، وهذا الأمر يستدعي استشارة الطبيب لعلاج الأعراض وإيجاد حلولٍ عملية لهذه الأمراض.

ومن المهم في هذه الحالات الحصول على العناية الطبية اللازمة وتلقي العلاج المناسب بدلًا من العلاجات التي تهدف إلى تسكين الأعراض فقط، إذ تستمر هذه التشنجات العضلية بسبب استمرار الالتهاب أو عدم الاستقرار، ومن ناحية أخرى تزيد بعض العوامل من فرصة تعريض الشخص لتشنج عضلات الظهر، بما في ذلك ما يأتي:

  • وجود التقوّس أسفل الظهر بإفراط.
  • زيادة الوزن.
  • ضعف عضلات الظهر أو البطن أو ضيق الأوتار الموجودة في الجزء الخلفي من الفخذين.
  • ممارسة التمارين الرياضية التي تنطوي على تعرض الظهر للضغط والشد مثل رفع الأثقال وكرة القدم.

علاج شد عضلات الظهر

يتمثل علاج شد العضلات في الكشف عن أسبابه وفي اتباع العلاجات الطبيعية والصحية، ويُمكن للطبيب تشخيص شد العضلات الذي يُصيب الظهر عبر الاستماع للشكاوى والأعراض الظاهرة على المريض، ومن بين العلاجات التي يُمكن وصفها لعلاج هذه المشكلة ما يأتي:

  • ممارسة تمارين بسيطة لتخفيف الشد في العضلات وإكسابها قوة إضافية، وقد يكون من الأنسب البدء بالتمارين بعد أخذ نفس عميق وبهدوء للمساعدة على انقباض وانبساط العضلات مما يهيئها للحركة ويساعد على ارتخائها، ثم البدء بإجراء تمارين الاستطالة والتمدد؛ فهي تساعد على ارتخاء العضلات وتخفف تشنجها، ويمكن أيضًا إجراء تمرين الاستلقاء على الظهر وضم الركبتين لجهة الصدر بهدوء مع أخذ نفس عميق.
  • وضع كمادات من الماء البارد على عضلة الظهر التي حصل فيها التشنج لمدة 10-20 دقيقة، فالماء البارد يساعد على تقليل حدة التورم، ويُمكن وضع كمادات دافئة أيضًا بعد مرور بضعة أيام من حصول الشد العضلي.
  • التخفيف من التوتر العصبي وأخذ فترات من الراحة والاسترخاء عبر الاستلقاء على الظهر ووضع وسادة تحت الركبتين، لكن يجب عدم الإكثار من الراحة على السرير؛ لأن ذلك يجعل عضلات الظهر أكثر ضعفًا.
  • تناول المسكنات أو مضادات الالتهابات، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استعمال هذه الأدوية؛ بسبب وجود أعراض جانبية سيئة قد تنجم عن تناول هذه الأدوية، خاصة عند الأطفال.
  • الابتعاد عن الأعمال ذات المجهود الكبير والتخفيف منها.
  • إجراء تدليك لعضلات الظهر المصابة باستخدام أحد الكريمات الطبية.
  • استخدام المشدات الخاصة بعضلات الظهر، لكن يجب الحرص على ارتداء هذه المشدات بحذر شديد وعدم المبالغة في شدها كثيرًا حول الظهر؛ لتوفير تروية دموية مناسبة للعضلات.
  • استخدام المرخيات العضلية الدوائية أو المكملات الغذائية والأطعمة المساهمة في إرخاء العضلات، والتي تشمل ما يأتي:
    • الكرز: يحتوي الكرز على العديد من المواد المضادة للأكسدة والالتهابات، ويعد عصير الكرز من المرخيات الطبيعية للعضلات من خلال التقليل من الألم وتلف العضلات الناتج عن ممارسة الرياضة.
    • التوت البري: يساعد تناول التوت الأزرق في تحسين الأداء الرياضي وتقليل علامات الالتهاب بفضل محتواه من مضادات الأكسدة والبوليفينول التي تقدم خصائص مضادة للالتهابات، كما يساعد العضلات على الاسترخاء والتعافي بعد التمرين.
    • البروتين: يساعد الحصول على كميات كافية من البروتين بعد الإجهاد العضلي في تقليل التهاب العضلات والتشنجات، ويمكن ذلك من خلال تناول مصل اللبن وبروتين الكازين لتجنب تلف العضلات الناتج عن ممارسة التمرينات، خاصة لدى النساء.
    • المغنيسيوم: يعد عنصر المغنيسيوم من العناصر المهمة في جميع وظائف الجسم تقريبًا، وخاصة في تقلصات العضلات، ويساعد الحصول على مصادر المغنيسيوم الطبيعية في التخلص من شد العضلات بما في ذلك اللوز والكاجو والسبانخ والفاصولياء السوداء، ويمكن الحصول عليه أيضًا من خلال مكملات المغنيسيوم الغذائية وفقًا لما يصف الطبيب.
    • الكركمين: تقدم مادة الكركمين خصائص مضادة للالتهابات والتي تتواجد في كل من الكركم والقرفة والزنجبيل، وهو ما يساعد في استرخاء العضلات، ومن المهم تجنب تناول كميات كبيرة من الكركمين من قبل النساء الحوامل أو النساء المرضعات.
    • عصير الرمان: يحتوي الرمان على مركبات البوليفينول بكميات وفيرة بنسبة تفوق تلك المتوفرة في الشاي الأخضر بثلاث مرات تقريبًا، والتي تساهم بدورها في تسريع عملية الانتعاش العضلي بعد أداء التمارين.
    • زيت النعناع: يعرف النعناع بخصائصه المهدئة ويساعد في تخفيف الآلام العضلية والتشنجات بسرعة من خلال استخدامه موضعيًا أو تناوله عبر الفم.

الوقاية من شد عضلات الظهر

توجد الكثير من النصائح التي يُمكنك اتباعها للوقاية من شد عضلات الظهر، خاصة عضلات الظهر السفلية، مثل:

  • تعود على ممارسة التمارين الرياضية التي تستهدف المنطقة الوسطى من الجسم، بالإضافة إلى تمارين أخرى كالسباحة، وركوب الدراجة، والهرولة؛ فهي مناسبة ولا تضع الكثير من الضغط على عضلات الظهر.
  • اتبع الأساليب الصحية الخاصة برفع الأوزان عن الأرض، مثل التعوّد على رفع الأوزان عبر الجلوس بوضعية القرفصاء وثني الركبتين دون محاولة ثني الجسم، بالإضافة إلى الاستعانة بأفراد آخرين لتقاسم الأوزان معهم.
  • أقلع عن التدخين؛ لأنه يُعد أحد عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بتصلب الشرايين، الذي يُعد بدوره أحد العوامل المؤدية إلى الإصابة بالدسك وآلام الظهر.
  • تجنب المواقف الحياتية المثيرة للتوتر والتي تُساهم في دفع العضلات إلى الشد أو التشنج.
  • حافظ على وزن مثالي للجسم؛ لأن الوزن الزائد يضع مزيدًا من الحمل على المنطقة السفلية من الظهر.
  • اتخذ الوضعيات المناسبة عند الجلوس أو الوقوف.

الآثار الجانبية لمرخيات العضلات

يستخدم العديد من الناس المرخيات العضلية باستمرار بهدف توفير الراحة والتخلص من الألم الناتج عن تشنج العضلات، ولكن من ناحية أخرى تسبب المرخيات العضلية عدة آثار جانبية قد تكون خطيرة في بعض الحالات، مثل تلف الكبد، وتشمل الآثار الجانبية الأخرى الشائعة لمرخيات العضلات الدوائية ما يأتي:

  • الشعور بالتعب والنعاس أو تأثير يشبه التخدير.
  • الشعور بالتعب أو الضعف.
  • الشعور بالدوخة.
  • جفاف الفم.
  • الاكتئاب.
  • انخفاض ضغط الدم.

لذا فإنه من المهم عدم تناول المرخيات العضلية بإفراط واتباع نصائح الطبيب بهذا الشأن، كما أنه يجب الحذر من الجمع بين تناول المرخيات العضلية وشرب الكحول، إذ تتداخل مع بعضها البعض مسببة صعوبة في التفكير والعمل بشكل طبيعي حتى وإن كانت الجرعات صغيرة، وهو ما يمكن أن يجعل الأمر أكثر سوءًا ويتسبب بمضاعفات خطيرة، ويمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى التسبب بحوادث القيادة نتيجة الآثار المترتبة عليها، لذلك فإنه من الأفضل تجنب شرب الكحول وقيادة السيارة، ويمكن قيادة السيارة بعد انتهاء مفعول هذه الأدوية التي تتراوح مدتها من 4-6 ساعات من سريان المفعول الذي يحتاج نصف ساعة تقريبًا من تناول الدواء.

أمراض أخرى مسببة لآلام الظهر

يظن بعض الأفراد بأن حصول آلام الظهر هو مؤشر على إصابتهم بشد في عضلات الظهر فحسب وليس له علاقة بأي أمراض أخرى، وهذا الأمر ليس صحيحًا على الإطلاق؛ إذ يُمكن لآلام الظهر أن تكون علامة دالة على الإصابة بأمراض أخرى ليس لعضلات الظهر علاقة بها، ويُمكن شرح بعض هذه الأمراض وفقًا لجهة الظهر التي ظهرت فيها الآلام، كما يأتي:

  • آلام الجهة اليُمنى للظهر: تتضمن بعض أهم الأمراض المسببة لآلام في الجهة اليُمنى من الظهر كل من التهاب الزائدة الدودية، والتهاب الكلى، وحصى الكلى، والتواء الخصيتين، بالإضافة إلى التهاب بطانة الرحم عند النساء، ويُمكن لآلام الظهر المتركزة في جهة معينة من الظهر، سواء اليُمنى أو اليُسرى، أن تكون ناجمة عن التواء أو شد العضلات في تلك الجهة بالذات.
  • آلام الجهة اليُسرى للظهر: تتضمن بعض أهم الأمراض المسببة لآلام في الجهة اليُسرى من الظهر كل من التهاب البنكرياس، والتهاب القولون التقرحي، والتهاب الكلى، وحصى الكلى، بالإضافة إلى بعض الأمراض التي تصيب النساء.
السابق
الفيتامينات والاملاح المعدنية الموجودة في الخس
التالي
عبارات تفاؤل وامل

اترك تعليقاً