الصحة النفسية

ما أسباب غازات البطن

ما أسباب غازات البطن

غازات البطن

تعدّ الغازات الموجودة في الجهاز الهضمي جزءًا من عملية الهضم الطبيعية، ويتخلص الجسم من هذه الغازات عن طريق إخراجها من خلال التجشؤ أو فتحة الشرج، إذ يُخرِج الفرد الغازات يوميًا بمعدّل 10-18 مرّة دون أن يلاحظ ذلك، وتكون الغازات هذه عادةً دون رائحة، ولكن تحدث في بعض الأحيان زيادة في كمية الغازات الموجودة في البطن، مما يؤدي إلى الشعور بألم وتقلّصات في البطن، وزيادة في حجم البطن وانتفاخه، وكثرة التجشؤ، وتتكوّن الغازات عندما تخمر البكتيريا الموجودة في القولون الكربوهيدرات التي لم تهضم في الأمعاء الدقيقة، ويستهلك جزء من هذه الغازات، ويبقى جزء ليخرج عن طريق فتحة الشرج، وتوجد العديد من العوامل التي تزيد من غازات البطن مثل بعض العادات كالتحدث أثناء الطعام، أو تناول الأطعمة الغنية بالألياف، أو قد تكون ناتجة عن بعض الحالات الطبية مثل الإصابة بمرض الأمعاء المزمن، أو الإمساك، ولاتعدّ غازات البطن مشكلة طبية بحد ذاتها لكنها قد تسبب الحرج، إلّا إنّه يجب اللجوء للاستشارة الطبية إذا استمرت الغازات، وازدادت آلامها وأصبحت تتداخل مع القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية، أو في حال وجود بعض الأعراض الأخرى مثل فقدان الوزن، أو الإمساك، أو الإسهال، أو الغثيان، أو دم في البراز، أو ألم في الصدر.

أسباب غازات البطن

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى غازات البطن ومنها ما يلي:

  • ابتلاع الهواء: يبتلع الأفراد الهواء أثناء تناولهم الطعام والشراب، ويؤدي ابتلاع الهواء إلى زيادة حدوث التجشؤ، وتنتقل باقي الغازات التي تُبتلع إلى الأمعاء الغليظة لتخرج من خلال المستقيم، وتوجد بعض الممارسات التي تزيد من كمية الهواء الذي يمكن أن يبتلعه الشخص وبالتالي زيادة كمية الغازات، ومن هذه الممارسات ما يلي:
    • شرب المشروبات الغازية.
    • تناول الطعام أو الشراب بسرعة.
    • ارتداء أطقم الأسنان الضيّقة.
    • شرب السوائل بوساطة الشفاطة.
    • التدخين.
    • مضغ العلكة، يزيد مضغ العلكة من ابتلاع الهواء، كما تحتوي أنواع اللبان الخالية من السكر على السكريات الكحولية، مثل السوربيتول والمانّيتول والتي تسبب الغازات أيضًا.
  • بكتيريا الأمعاء الغليظة: توجد أنواع مختلفة من الأطعمة مثل؛ الكربوهيدرات أو السكريات، أو النشويات، أو الألياف التي لا تستطيع المعدة أو الأمعاء الدقيقة هضمها، وبالتالي تصل إلى الأمعاء الغليظة لتهضمها البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة، وتُسبّب هذه الكربوهيدرات غير المهضومة غازات الأمعاء.
  • بعض الحالات الطبية: تؤدي العديد من الحالات الطبية إلى زيادة كمية الغازات في الأمعاء، وزيادة أعراضها ومنها ما يلي:
    • الإفراط في نموّ البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة؛ إذ تؤدي زيادة نمو البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة أو تغيّر نوعها إلى إنتاج المزيد من غازات البطن، وكذلك إلى الإسهال وفقدان الوزن.
    • متلازمة القولون المتهيج، أو القولون العصبي؛ إذ تؤدي الإصابة بالقولون العصبي إلى الشعور بالألم وعدم الرّاحة في منطقة البطن، كذلك إلى حدوث تغير في حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى شعور الفرد بالانتفاخ.
    • الارتجاع المعدي المريئي؛ ويُعرّف الارتجاع المعدي المريئي بأنه حالة مزمنة ترتجع فيها مكونات المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الرّاحة، كما يزيد من حالات الانتفاخ سوءًا.
    • الإمساك؛ يجعل الإمساك خروج الغازات صعبًا من الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الغازات في الجسم.
    • مرض الأمعاء المزمن؛ يُصاب بعض الأفراد ببعض الأمراض المزمنة التي تُصيب الأمعاء، مثل داء كرون، أو التهاب القولون التقرحي، أو التهاب الرتج، والتي تؤدي إلى زيادة كمية الغازات.
    • متلازمة سوء الامتصاص؛ يُصاب الفرد بمتلازمة سوء الامتصاص بسبب عدم قدرة البنكرياس على إفراز الإنزيمات اللازمة، أو وجود مشاكل في الحوصلة الصفراوية.
  • المشاكل الناتجة عن هضم الكربوهيدرات: يصاب بعض الأفراد ببعض المشاكل التي تؤدي إلى زيادة الغازات عند هضمهم للكربوهيدرات ومنها ما يلي:
    • مرض حساسية القمح وهو من أمراض المناعة التي يصاب بها الأفراد، ويؤدي إلى عدم تحملهم للأطعمة التي تحتوي على الجلوتين، وهو نوع من أنواع البروتينات الموجودة في القمح أو الشعير.
    • عدم تحمل اللاكتوز التي تؤدي إلى إصابة الفرد بالانتفاخ والغازات، والإسهال عند تناول الحليب ومشتقاته.
  • بعض أنواع الأطعمة والمشروبات: يزيد تناول بعض الأطعمة والمشروبات من غازات البطن، ومنها ما يلي:
    • الفاصولياء: تعدّ الفاصولياء من أكثر الأطعمة التي تُسبّب الغازات، إذ تحتوي على الرافينوز الذي يعد من السكريات المعقّدة التي يصعب هضمها، إذ يمرّ سكر الرافينوز من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة، وتحطمه البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة، وينتج غاز الميثان، وثاني أكسد الكربون، والهيدروجين التي تخرج من خلال المستقيم.
    • الحبوب الكاملة: تحتوي الحبوب الكاملة، مثل القمح والشوفان، على النشا، وسكر الرافينوز، والألياف، وجميع هذه المكونات تُهضم بواسطة البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة مما يؤدي إلى خروج الغازات.
    • منتجات الألبان: يوجد لدى بعض الأفراد نقص في إنزيم اللاكتيز، وهو الإنزيم المسؤول عن هضم اللاكتوز، ويحتوي الحليب ومنتجات الألبان على سكر اللاكتوز، لذا يعاني الأفراد المصابون بعدم تحمل اللاكتوز من الغازات عند تناولهم الألبان ومشتقاتها.
    • الفواكه: تحتوي بعض أنواع الفواكه، مثل الإجاص المجفف والتفاح على السوربيتول والسكر الطبيعي الكحولي، والتي يصعب هضمها، كما تحتوي بعض أنواع الفواكه على الألياف الذائبة في الماء، وتصل الألياف الذائبة في الماء والسوربيتول إلى الأمعاء الغليظة، إذ تهضمها بكتيريا الأمعاء الغليظة مما يُسبّب الغازات.
    • الخضراوات: تُسبّب بعض أنواع الخضراوات الغازات مثل البروكلي والملفوف، والقرنبيط، وملفوف الكرنب، والهِليون، إذ تحتوي هذه الخضراوات على سكر الرافينوز، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الخضراوات مفيدة، ويجب استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناولها.
    • البصل: يحتوي البصل على سكر الفركتوز، والذي يصعب هضمه مثل السوربيتول والرافينوز، ويُهضم بواسطة البكتيريا الموجودة في الأمعاء، مما يُسبب الغازات.
    • المشروبات: مثل المشروبات الغازية، والمشروبات الغنية بالفركتوز، وبعض أنواع عصائر الفواكه، كعصير التفاح، أو عصير الكمثرى.
    • الحلوى الصلبة: يُعدّ تناول الحلوى الصلبة من أسباب الغازات، إذ يُسبّب مصّ الحلوى الصلبة ابتلاع الهواء، كما تحتوي على محلّي السوربيتول الذي يزيد من الغازات.
    • الأطعمة المعالجة: تحتوي الأطعمة المعالجة مثل الخبز أو الحبوب على اللاكتوز والفركتوز مما يُسبّب الغازات.
    • الأطعمة المعلبة والجاهزة: مثل تتبيلة السلطة الجاهزة أو حبوب الإفطار.
    • بدائل السكر: أو ما يعرف بالمحليات الاصطناعية، مثل السوربيتول والمانيتول، والموجودة في بعض أصناف الأطعمة والمشروبات الخالية من السكر.
    • بعض أنواع المكملات الغذائية: مثل المكمّلات الغذائية التي تحتوي على الألياف كالسيلليوم.

علاجات منزلية لغازات البطن

يوجد العديد من العلاجات العشبية او الممارسات الصحيّة التي تساعد في الحدّ من الغازات وعلاجها ومنها ما يلي:

  • تجنّب الأطعمة المسببّة للغازات: يساعد تجنّب الأطعمة المسببة للغازات من الحدّ من تراكم الغازات ومن هذه الأطعمة المحليات الصناعية كالسوربيتول، والأطعمة الغنية بالدهون، والأطعمة التي تحتوي على البهارات، والبقوليات، والأطعمة المقلية.
  • ممارسة الأنشطة الرياضية: تساعد ممارسة الأنشطة الرياضية مثل؛ المشي في التخلّص من الغازات المتراكمة وتخفيف آلامها، كما تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في الوقاية من الإصابة بالإمساك، والذي يؤدي بدوره إلى تقليل الغازات في الجسم.
  • ارتداء أطقم الأسنان المناسبة: يُنصح الأفراد الذين يرتدون أطقم أسنان بأن تكون مناسبة لحجم الفكّ، وذلك لتجنب ابتلاع الهواء أثناء تناول الطعام والشراب.
  • تناول الطعام ببطء: يُساعد تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا قبل بلعه في الحدّ من الغازات.
  • تناول وجبات طعام صغيرة الحجم: يُنصح بتناول كميات صغيرة من الأطعمة التي تسبب الغازات، وذلك لمعرفة كيفية تعامل الجسم لها، ودون التسبب بالإصابة بغازات كثيرة.
  • التوقف عن التدخين: يزيد التدخين من كمية الهواء الذي يُبتلع، لذلك ينصح بالتوقف عن التدخين.
  • كمادات ساخنة: يساعد تطبيق كمادات الماء الساخنة في استرخاء عضلات الأمعاء مما يسهّل خروج الغازات، ويقلّل الشعور بالألم.
  • بذور الشمر: يُساعد تناوُل بذور الشمر في التخلص من الغازات، ويجدر التنبيه إلى تجنّبها من قبل النساء الحوامل أو المرضعات.
  • النعناع: يخفّف شرب شاي النعناع، أو تناول المكمّلات الغذائية التي تحتوي على النعناع من أعراض الإصابة بمتلازمة تهيّج القولون كالغازات، ويجدر التنبيه إلى ضرورة الاستشارة الطبية قبل تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على النعناع، إذ يتداخل النعناع مع بعض الأدوية، ويؤثر على امتصاص الحديد، كما أنه يُسبب حرقة المعدة عند بعض الأفراد.
  • شاي البابونج: يُساعد شاي البابونج في الحدّ من تراكم الغازات والانتفاخ ومن سوء الهضم، وينصح بشربه قبل تناول الوجبات الغذائية، أو مساءً قبل النوم.
  • خلّ التفاح: يقلّل تناول خلّ التفاح المخفف قبل تناول الوجبات الغذائية من أعراض الغازات، كما أنه يساعد على التخلص من الغازات.
  • القرنفل: يعدّ القرنفل من النباتات المستخدمة في الطبخ، ويحفّز القرنفل إنتاج إنزيمات الهضم مما يُقلّل من الانتفاخ، لذلك ينصح بوضع 2-5 نقاط من زيت القرنفل في كوب من الماء وشربه بعد الوجبات.

علاجات دوائية لغازات البطن

يوجد العديد من العلاجات الدوائية والمكملات الغذائية لعلاج الغازات والحدّ منها ومنها ما يلي:

  • السيميثيكون: يُعدّ السيميثيكون من الأدوية المشهورة التي تعالج الغازات، ولا تحتاج إلى وصفة طبية؛ إذ يحتوي على خصائص رغوية تُساعد في ربط فقاعات الغاز الموجودة في المعدة مما يسهل خروجها، ويكون تناوله قبل الوجبات الغذائية، كما تجدر الإشارة إلى أنه لا يفيد في حال غازات الأمعاء.
  • الفحم النشّط: يعدّ الفحم النشّط من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ويستخدم للتخلّص من الغازات الموجودة في القولون، ويمكن تناوله قبل ساعة من الأكل أو بعده، ويجدر التنبيه إلى الآثار الجانبية للفحم، إذ يصبح لون البراز أسود، وهذا العرض غير ضار ويعود لون البراز إلى اللون الطبيعي عند التوقّف عن تناول الفحم.
  • المكملات الغذائية التي تحتوي على اللاكتيز: تكون أقراص اللاكتيز أو قطراته مفيدة للأفراد المصابين بعدم تحمل اللاكتوز، فهذا الإنزيم يساهم في هضم اللاكتوز الموجود في الطعام والشراب الذي يستهلكه الشخص، مما يقلل من أعراض الغازات مثل الإسهال والانتفاخ. كذلك، تتوفر منتجات الحليب والألبان الخالية من اللاكتوز في معظم الأسواق، وهي تحتوي على قيمة غذائية مماثلة تقريبًا لمنتجات الألبان العادية، وعلى العموم، ينبغي للشخص استشارة الطبيب قبل تناول مكملات اللاكتيز، فبعض الناس، مثل الأطفال دون سن الثالثة لا يقدرون على تناولها.
  • المكمّلات الغذائية التي تحتوي على البكتيريا النافعة: تساعد البروبيوتيك أو ما يعرف بالبكتيريا النافعة في الحدّ من غازات الأمعاء، أو الانتفاخ، أو ألم البطن.
  • المكمّلات الغذائية التي تحتوي على الإنزيمات التي تساعد في الهضم: إذ يُساعد تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الإنزيمات التي تساعد في هضم السكريات الموجودة في الفاصولياء والعديد من الخضراوات في الحدّ من الغازات، وينصح بتناول 3-10 نقاط منها قبل تناول الأطعمة التي تحتوي على الفاصولياء، أو الخضراوات، كما تجدر الإشارة إلى عدم فعاليتها للحد من الغازات الناتجة عن تناول الألياف أو اللاكتوز.
السابق
الفرق بين الكالسيوم وفيتامين د
التالي
غيبوبة السكري

اترك تعليقاً