اسلاميات

ما حكم ختان الاناث

الحكم الشرعي لخِتنان الإناث

ختان الإناث هو شريعة ربانية اتفق على مشروعيتها العلماء، ودليلهم في هذا الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تثبت مشروعيته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [الْفِطْرَةُ خَمْسٌ أَوْ خَمْسٌ مِنْ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ] . والحديث يشمل ختان الذكر والأنثى، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَمَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ] . فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الختانين؛ أي ختان الزوج وختان الزوجة؛ فدل ذلك على أن المرأة تختتن كما يختتن الرجل، ومشروعية الختان للإناث ثابتة بالأحاديث الصحيحة السابقة، وقد تبين أن فقهاء الإسلام اتفقوا على مشروعية الختان للرجل والمرأة، بل ذهب الكثير منهم إلى أنه واجب عليهما، ولم يقل أحد منهم بعدم مشروعيته أو كراهته أو تحريمه، لكن اختلف العلماء في حكمه على ثلاثة أقوال:

  • القول الأوَّل: أنه واجب على الذكر والأنثى، وهو مذهب الشافعية والحنابلة.
  • القول الثاني: أنَّ الختان هو سنَّةٌ في حقِّ الذكر والأنثى، وهذا مذهب الحنفية والمالكية ورواية عن أحمد.
  • القول الثالث: أنَّ الختان واجب على الذكور، ومكرمةٌ مُستحبَّةٌ للنساء، وهو قول ثالث للإمام أحمد، وذهب إليه بعض المالكيَّة، واختاره الموفق ابن قدامة في المغني.

أنواع خِتان الإناث

يُجرى الخِتان في عُمر محدّد، وفيما يلي أبرز أنواع خِتان الإناث:

  • نزع البظر الحسّاس كليًّا أو جزئيًّا مع الجلد المحيط بها.
  • نزع البظر، أو الشفرين الكبيرين، أو الشفرين الصغيرين.
  • ضبط موضع الشفرين الصغيرين والكبيرين، وهذا عادة ما يتضمن عملية تخييط فلا تترك سوى فتحة صغيرة.

الخِتان والمتعة الجنسية

للبرود الجنسي عدة أسباب، ويوجد من يدعي أن الختان هو أهم أسبابه، فإن هذا الإدعاء ليس مبنيًّا على إحصائيات صحيحة بين المختتنات وغير المختتنات، إلا إن كان الختان فرعونيًّا وهو الذي يُستأصل فيه البظر بأكمله، وفي أنواع الختان غير الشرعية غالبًا يُستأصل فيه جزء من البظر ومن الأشفار الصغيرة، إذ يبقى فقط على فتحة صغيرة في الفرج، وتسمح بخروج دم الطمث والبول، وهذا ما يؤدي إلى حدوث نتائج معاكسة تمامًا لهدف الختان الصحيح، فيؤدي ذلك إلى كثرة الالتهابات النسائية والبولية، لكن الختان لا يؤثر على الرغبة الجنسية للمرأة مباشرة؛ لأن الرغبة الجنسية مرتبطة بالهرمونات التي في الجسم وليس بشكل الأعضاء التناسلية الخارجية، لكنه بالطبع سيصعب من وصول المرأة للذروة خلال الجماع؛ وذلك بسبب غياب جزء من البظر والأشفار الصغيرة، وبسبب تشكل ندبات في الفرج قد تكون مؤلمة، لكن حتى في الدرجات الشديدة من الختان أي عندما يُستأصل جزء من البظر والأشفار، فيمكن المرأة أن تبقى قادرة على التجاوب مع زوجها؛ لأن الجزء الأكبر من البظر نحو الثلثين هو جزء داخلي، يوضع تحت الجلد، ولا يُستأصل عند الختان، أما الجزء الذي يُستأصل فهو الثلث الظاهر فقط، لذلك يُمكن للزّوجة أن تتجاوب مع زوجها دون فقدان الرّغبة الجنسيّة.

الفوائد الطبية لخِتان الإناث

لم يشرّع الختان للإناث عبثًا، إذ إنّه كما لختان الذّكور فوائد عديدة، فإنّ ختان الإناث قد يُساهم في الحدّ من بعض المشاكل الصّحيّة المُزعجة مما يُمكن تفسيرها بأنّها فوائد طبيّة، وفيما يأتي بيان لهذه الفوائد:

  • يُساهم الختان في الحدّ من مُشكلة تتراكم الإفرازات التي تكون لها رائحة كريهة، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث التهابات المهبل أو الإحليل، وتوجد حالات مرضية موجودة سببها عدم إجراء الختان عند الفتيات أو النّساء المصابات.
  • الختان يقلل من الحساسية المفرطة للبظر الذي قد يكون شديد التّدلّي، إذ يبلغ طوله 3 سنتيمترات عند الإثارة، وهذا الأمر مزعج جدًّا للزوج وخاصة عند الجماع.
  • من فوائد الختان أيضًا إيقاف نمو البظر، إذ إنّه يمنع تحفيز البظر مما يحُد من نموّه كثيرًا بطريقة تسبب الألم.
  • يمنع الختان ما يعرف ب “نوبة البظر”، وهو تهيج عند النساء المصابات بالضنى، والضنى هو مرض نسائي.
  • يمنع الختان الغلمة الشديدة التي تحدث نتيجة لتهيج البظر ويرافقها تخبط في الحركة، وهو أمر صعب العلاج.
  • يُساهم الختان في الحدّ من الرّغبة الجنسيّة الشّديدة والمُفرطة عند النّساء.
السابق
متى يجب الوضوء
التالي
فضل العلماء

اترك تعليقاً