العقم
ينجح 85% من الأزواج في الوصول إلى مرحلة الحمل والإخصاب خلال سنة واحدة من المحاولة المستمرة، وعادةً ما تكون احتمالية الإخصاب عاليةً في الأشهر الأولى تحديدًا من المحاولة، بينما يحتاج 7% من الأزواج إلى الانتظار حتى السنة الثانية لينجحوا أيضًا في الوصول إلى مرحلة الحمل والإخصاب، لذا فإن العقم غالبًا ما يشير إلى فشل حدوث الحمل بعد 12 شهرًا أو سنة من المحاولة.
وتتوقّفُ درجةُ خصوبة الرّجل على عدد وجودة الحيوانات المنوية التي يقذفها أثناء المعاشرة الجنسيّة؛ ففي حال كان عددُ هذه الحيوانات المنوية قليلاً أو كانت ذات جودة منخفضة، فسيكون من الصّعب حينها التّسبب بحمل شريك العلاقة الجنسية، وفي الحقيقة فإنَّ مشكلة العقم الناجمة عن قلّة الحيوانات المنوية هي مشكلةٌ منتشرةٌ تُصيب رجلًا واحدًا من بين 20 رجلاً، لكنَّ انعدامَ وجود حيوانات منويّة بصورة كاملة في السّائل المنوي يُصيبُ فقط رجلًا واحدًا من بين 100 رجلٍ، وينسب الباحثون حدوث العقم عمومًا عند الرّجال إلى مشاكل تمسُّ إنتاج أو نقل الحيوانات المنوية، ويؤكدون على أنّ حوالي ثلثي عدد الرّجال الذين يُعانون من هذه المشكلة هم في الحقيقية يُعانون من اضطراب له علاقة بإنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين، أما مشاكل نقل الحيوانات المنوية، فهي تنتشرُ غالبًا بين الرّجال الذين خضعوا إلى عملية قطع القنوات النّاقلة للمني أو بين الرّجال الذين يُعانون من انسداد في هذه القنوات، وقد ينجمُ العقمُ أيضًا عن مشاكل أخرى تمسُّ إيصال الحيوانات المنوية إلى مهبل الأنثى أو عن مشاكل تمسُّ اتزان الهرمونات الذّكريّة.
علاج العقم عند الرجال
ينصح الخبراء الأزواج الراغبين بالإنجاب بالتركيز على الجماع الجنسي في المدة القريبة من موعد الإباضة عند المرأة، وقد أظهرت التقارير العلمية أنّ فرص الإخصاب تزداد أكثر خلال اليومين اللذين يعقبان يوم الإباضة بالإضافة إلى يوم الإباضة نفسه، وعلى العموم فإن علاج العقم عند الرجل يتوقف على الأسباب التي أدت إلى إصابته أساسًا بهذه المشكلة، ويمكن ذكر بعض أهم الأسباب المؤدية إلى العقم عند الرجال وبعض علاجاتها على النّحو الآتي:
- مشكلات تتعلق بالحيوانات المنوية: كالتي تجعلها غير طبيعة من ناحية العدد، أو الشّكل، أو القدرة الحركيّة، أو الإنتاجية؛ إذ يُمكن أن تُنتج بأعداد منخفضة جدًا أو أن لا تنتج أصلًا، وفي هذه الحالة يُنصحُ الخبراءُ أحيانًا بعلاج العقم عبر استخدام أدوية لها القدرة على تحسين عددِ وجودة الحيوانات المنوية لدى الرّجل من أجل زيادة حظوظه في إخصاب شريكه، وعادةً ما تستهدفُ هذه الأدوية وظائف الخصيتين المُتعلقة بإنتاج الحيوانات المنوية.
- دوالي الخصيتين: قد يلجأ الطبيب إلى الخيارات الجراحية لإصلاح الأوردة المنتفخة في الخصيتين أو دوالي الخصيتين.
- انسداد القناة الدافقة: قد يلجأ الأطبّاء إلى أخذ الحيوانات المنوية مباشرةً من الخصيتين ثم إخصاب البويضة بها داخل المختبر في حال كان الرجل يُعاني من انسداد في القناة الدافقة.
- القذف الراجع: قد يلجأ الأطبّاء إلى أخذ الحيوانات المنوية من المثانة البولية لإخصاب البويضة بها داخل المختبر في حال كان الرجل يُعاني من القذف الراجع.
- انسداد البربخ: يقع البربخ بجانب الخصيتين، وفي حال حدوث انسداد فيه فإنّ الحيوانات المنوية ستعجز عن المرور من الخصيتين أثناء القذف، وعادةً ما يضطر الأطباء إلى إخضاع المريض للعمليات الجراحية لإصلاح الانسداد الحاصل في البربخ.
- فرط برولاكتين الدم: تنشأ هذه المشكلة عندما تبدأ الغدة النخامية بإفراز الكثير من هرمون البرولاكتين، الذي يؤدي إلى العقم وضعف الانتصاب عند زيادة مستواه في الجسم، لكن يبقى بالإمكان علاج هذه المشكلة من خلال التوقف عن استخدام الأدوية التي أدت إلى ارتفاع البرولاكتين، أو بأخذ الأدوية القادرة على إرجاع مستوى هذا الهرمون إلى وضعه الطبيعي.
- الالتهابات والمشكلات الهرمونية: يُصبح من الضروري تزويد الرجال بالمضادات الحيوية في حال كان العقم ناجمًا عن إصابتهم بعدوى الجهاز التناسلي، كما يُصبح من الضروري تزويدهم بالعلاجات الهرمونية لإصلاح عدم اتّزان الهرمونات لديهم.
- علاج مشاكل الانتصاب: يؤكّدُ الخبراءُ على أهمية التّنبه إلى مشاكل الانتصاب والقذف المبكر وإدراك دورها في التّسبب بالعقم عند بعض الحالات، وعادةً ما يصفُ الأطباءُ أنواعًا معينةً من الأدوية والأساليب السّلوكيّة لحلِّ هذه المشاكل.
- العادات الحياتية السيئة: لا بدّ للرجال أن يستبدلوا العادات والأنماط الحياتية السيئة بأنماط حياتية صحية من أجل زيادة حظوظهم في الإنجاب، والمقصود بالعادات الحياتية الصحية تجنّب تعاطي المواد المخدرة الضارة، وممارسة الأنشطة البدنية،فضلًا عن الابتعاد عن الأمور التي تزيد من حرارة كيس الصفن، وتجنب تناول دواء الأسبرين.
ولحسن الحظ، أصبح بإمكان الكثير من الأزواج الاستعانة بتقنيات الحمل الحديثة التي بوسعها مساعدة الرجال الذين يُعانون من انخفاض أو شذوذ في الحيوانات المنوية، وعادةً ما يسعى خبراء هذه التقنيات إلى جمع الحيوانات المنوية من الرجل مباشرة أو عبر إدخال إبرة داخل الخصيتين، ثم تعديل الحيوانات المنوية وجعلها جاهزة لإخصاب البويضة، ثم إدخالها مرة أخرى إلى جسم المرأة في موعد الإباضة، وقد يكون بوسع الخبراء والمختصين إضافة الحيوانات المنوية إلى مجموعة من البويضات داخل أنبوب اختبار بعد الحصول عليها من الزوجة، ثم إرجاع البويضة المخصبة إلى الرحم مرة أخرى، وتشتهر هذه التقنية بين الناس باسم أطفال الأنابيب.
علاج العقم عند الرجال بالطرق الطبيعية
يُشير الخبراء إلى وجود الكثير من الأساليب والطرق الطبيعية التي يُمكن للرجال اتباعها لزيادة فرص الإنجاب لديهم، مثل:
- اتباع الأنماط الحياتية المناسبة: يُمكن للرّجال زيادة مستوى الخصوبة لديهم عبر اتباع بعض الخطوات الحياتيّة المناسبة للوصول إلى هذه الغاية، مثل:
- زيادة عدد فترات المعاشرة الجنسية واختيار المواعيد التي تتوافق مع فترة الإباضة عند الشّريك.
- ممارسة التّمارين الرّياضيّة بانتظام وتناول الأطعمة الصّحيّة.
- التّعود على ارتداء الملابس الداخلية المناسبة وغير الضيقة.
- تجنب الاستحمام بالماء الدّافئ لفترات طويلة أو قضاء الكثير من الوقت داخل حمامات البخار السّاخنة.
- التركيز على تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: أشارت إحدى الدراسات إلى حدوث تحسن ملحوظ في جودة الحيوانات المنوية عند إعطاء الرجال البالغين والشباب يوميًا 75 غرامًا من الجوز الغني بمضادات الأكسدة، كما يوجد الكثير من أنواع الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب التي تمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة أيضًا، بما في ذلك فيتامين (ج)، وحمض الفوليك، وفيتامين (هـ).
- تناول المكملات الطبيعية: ربط بعض الباحثين بين الحصول على أنواع محددة من المكملات الطبيعية وزيادة القدرة الإنجابية عند الرجال، ومن بين أهم أنواعها مكملات عشبة الماكا، وحبوب لقاح النحل، وعكبر النحل، وغذاء الملكات، الذي يحتوي على كميات كبيرة من الأحماض الأمينية، والسكر، والفيتامينات، والأحماض الدهنية، والحديد، والكالسيوم.
- اتباع العادات الغذائية المناسبة: يجب على الرجال الراغبين برفع مستوى قدرتهم الإنجابية أن يتبعوا العادات الغذائية المناسبة لهم، مثل:
- تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على دهون متحولة، والتي توجد في الزيوت النباتية المهدرجة، والسمنة البلدية، والأطعمة المقليّة، والمنتجات المصنّعة والمخبوزة.
- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المكرّرة.
- الحرص على تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية؛ لأن لهذه الألياف فائدة كبيرة فيما يتعلّق بتخليص الجسم من الهرمونات الزائدة وحفظ مستوى السكر في الدم.
- استبدال مصادر البروتينات الحيوانية بمصادر نباتية، كالخضروات، والمكسرات، والبقوليات.
- الابتعاد عن تناول منتجات الصويا.
- تجنّب الكحوليات.
أسباب العقم عند الرجال
يتسبب الرجل بنصف حالات العقم تقريبًا، والناتجة عن ضعف في إنتاج الحيوانات المنوية أو بحركتها، إذ قد تكون أعداد الحيوانات المنوية قليلة أو غير موجودة نهائيًا، كما يمكن أن يكون عدد الحيوانات المنوية جيدًا إلا أنها لا تتحرك بالشكل المطلوب، وتظهر مشاكل قلة الحيوانات المنوية أو إنتاجها بشكل غير طبيعي بسبب إحدى ما يأتي:
- دوالي الخصية، وهي تجمع للأوردة الدموية المنتفخة وغير الطبيعية فوق الخصية. وتُعد دوالي الخصية السبب الأكثر شيوعًا من حالات العقم عند الرجال القابل للعلاج.
- الخصية المعلقة.
- التهابات في الخصية أو في البروستاتا.
- العلاج الكيميائي للسرطان.
- بعض أنواع الأدوية، مثل المنشطات الابتنائية والأدوية المضادة لنوبات الصرع.
- جينات غير طبيعية.
- مشاكل في الهرمونات.
ويمكن علاج بعض الحالات مما سبق، والطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي تشخيص الحالة من قبل الطبيب المختص في بعض الحالات، فلا تكون المشكلة في إنتاج الحيوانات المنوية، بل تكون في توجيهها ونقلها إلى المكان المطلوب، ومن أسباب هذه المشكلة ما يأتي:
- القذف العكسي، إذ يقذف باتجاه المثانة وليس باتجاه العضو الذكري، ويكون سبب ذلك في العادة جراحة سابقة.
- غياب الأنبوب الرئيسي الناقل للحيوانات المنوية والمعروف باسم الأسهر، ويكون السبب في هذه الحالة وراثيًا.
- وجود عائق، مما يسبب انسداد في أي مكان ما بين الخصية والعضو الذكري.
- وجود أجسام مضادة غير طبيعية تهاجم الحيوانات المنوية أثناء توجهها للبويضة.
الوقاية من العقم عند الرجال
يصعب على الرجال وقاية أنفسهم من جميع الأسباب المؤدية إلى العقم لديهم، لكن توجد بعض الأساليب البسيطة التي قد تحدّ من فرص إصابتك به، مثل:
- تجنّب تدخين السجائر والعادات السيئة، كشرب الكحوليات وتعاطي المخدرات.
- تجنب درجات الحرارة العالية أو الاستحمام بالماء الحار.
- ابتعد عن السموم الصناعية أو البيئية.
- توقف عن استهلاك الأدوية التي تؤثر سلبًا على القدرة الإنجابية بعد استشارة الطبيب.
- مارس الأنشطة البدنية بانتظام
