ضيق التنفس
يُعد ضيق التنفس أحد أهم الأسباب التي تدفع بالناس إلى الذهاب إلى خدمات الطوارئ والمستشفيات، وذلك لأن ضيق التنفس المفاجئ يُمكن أن يكون علامة دالة على الإصابة بمشكلة صحية لها علاقة بالقلب أو الرئتين؛ كالنوبات القلبية، والفشل القلبي، والتهاب الشعب أو القصبات الهوائية، والربو، لكن بالطبع لا تقتصر أسباب الإصابة بضيق التنفس على مشاكل القلب والرئتين، وإنما تتعدها لتشتمل أيضًا على أسباب وعوامل أخرى؛ كالسمنة، والتعرض لنوبات الذعر أو الهلع، وفقر الدم، وتفاقم حالة السكري، وقد يشعر المصاب بضيق التنفس بالحاجة الماسة إلى التنفس أو اللهاث، كما قد يُصبح واعيًا فجأة بوتيرة تنفسه التي كان غير واعٍ بها من قبل، ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن الشعور بضيق التنفس بعد أداء الأنشطة البدنية طبيعي وغير مثير للقلق، وغالبًا ما يتلاشى هذا الأمر لوحده بعد الخلود لبعض الراحة، وعلى أية حال، توجد علاجات كثيرة ومتنوعة للتعامل مع حالات ضيق التنفس، لكن البعض قد يتساءلون عن ماهية الأعشاب المفيدة لهذا الغرض، وهذا سيرد بمزيدٍ من التفصيل في الأسطر التالية.
ما علاج ضيق التنفس بالأعشاب؟
نُشرت دراسة عام 2016 جاء فيها ذكر الكثير من الأعشاب التي يُعتقد بأنها صالحة لعلاج ضيق التنفس، على الأقل من وجهة نظر الطب الفارسي في الشرق، وكان من بين هذه الأعشاب كل من الآتي:
- عشبة الزوفا (Hyssop): دأب الناس على استخدام هذه العشبة منذ أيام أبقراط لغرض علاج الأمراض الرئوية، ولقد أكدت الدراسات العلمية على إمكانية استخدام هذه العشبة لعلاج أمراض الرئة نتيجة لامتلاكها لقدرات مضادة للفيروسات، والميكروبات، والتشنجات، ومن الجدير بالذكر أن ابن سينا قد وصف هذه العشبة لعلاج ضيق النفس أيضًا.
- كزبرة البئر (Maidenhair fern): تُعرف هذه العشبة أيضًا باسم البرشاوشان، أو شعر الغول، أو الأديانطوم، وهي تدخل في صناعة بعض أنواع الوصفات الصيدلانية اليدوية التي يتقن تحضيرها بعض الصيادلة لغرض علاج المشاكل التنفسية، ولقد ذكرها الطبيب الرازي في أحد كتبه المشهورة ووصفها بأنها صالحة لغرض تنظيف الرئتين من البلغم، ولقد اتفق ابن سينا معه وقال بصلاحيتها لعلاج السعال وتنظيف الرئتين أيضًا.
- الشمر (Fennel): اعتقد الرومان في الماضي بأن الأفاعي تستخدم الشمر لغرض تقوية قدرتها البصرية، وقد وجد الباحثون حديثًا ليؤكدوا على أن لزيت الشمر خواص مضادة للبكتيريا عند مرضى المشاكل التنفسية، كما أكد البعض كذلك على امتلاك الشمر لخواص مضادة للالتهابات أيضًا، وقد نصح ابن سينا باستخدام الشمر لعلاج ضيق التنفس عند الأطفال الرضع، لكن بالطبع هذا قد لا يكون خيارًا مناسبًا في الزمن الحديث.
- الحلبة (Fenugreek): أظهرت الدراسات الحديثة أن للحلبة فاعلية فيما يخص الحد من الاحتقانات الأنفية، والتهاب الجيوب الأنفية، والسعال، وتشكل البلغم، ولقد نصح الرازي باستعمال هذه العشبة لعلاج آلام الصدر المزمنة وضيق التنفس، بينما وصفها ابن سينا لعلاج بحة الصوت.
- السفرجل (Quince): يلجأ البعض إلى بذور السفرجل لعلاج السعال، كما أن الدراسات أكدت على امتلاك مستخلصات السفرجل المغلية لخواص مضادة للحساسية، وقد تكون أوراق وبذور السفرجل مفيدة أيضًا لعلاج التهاب القصبات الهوائية والسعال المزمن، لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هنالك بعض الخواص السمية أو الضارة لبذور السفرجل.
- الزعفران (Saffron): تحدث ابن سينا عن الزعفران وعن انعكاساته الإيجابية على ضيق التنفس، وقد عبر عن ذلك بالقول بأن “الزعفران عشبة مفيدة للغاية لعلاج ضيق أو صعوبات التنفس بسبب امتلاكها أصلًا لتأثير على المسالك التنفسية”.
- أعشاب إضافية: يتحدث البعض عن كون البنفسج العطري (Sweet Violet) مفيدًا لعلاج السعال المزمن لدى الأطفال، كما أن آخرين يرون بأن العشبة الخطمية أو الختمية (Althea) مفيدة أيضًا لعلاج السعال الجاف والزكام والحمى، وهنالك من يقترح استخدام أنواع أخرى من الأعشاب لعلاج المشاكل التنفسية؛ كالعشبة البقعية أو البيتازيتس (Butterbur)، وعشبة البوسوليا (Boswellia)، وعشبة أو أوراق اللبلاب (Ivy Leaf)، وعشبة اللوبيليا (Lobelia)، وغيرها الكثير من الأعشاب.
نصائح لعلاج ضيق التنفس
بوسع الناس اتباع الكثير من النصائح والأنماط الإيجابية لخفض حجم معانتهم من ضيق التنفس والمشاكل التنفسية عمومًا، مثل:
- وضع مروحة امام الأنف أو الوجه لتحفيز استنشاق المزيد من الهواء.
- تنظيف المسالك التنفسية عبر استخدام بخار الماء الدافئ.
- شرب القهوة السوداء، التي تشتهر باحتوائها على الكثير من الكافايين الذي يقلل من إجهاد العضلات التنفسية.
- تناول الزنجبيل الطازج أو إضافته إلى الماء الدافئ.
- خسارة مزيدٍ من الوزن؛ لأن هنالك علاقة بين السمنة والمشاكل التنفسية.
- ممارسة الأنشطة البدنية أو الرياضية لتحسين اللياقة البدنية.
- تجنب التعرض للمواد البيئية المثيرة للحساسية أو الملوثة.
- تجنب ممارسة الأنشطة البدنية في الأجواء الحارة أو في المرتفعات العالية.
- الالتزام بالخطة العلاجية التي وضعها الطبيب لعلاج المشاكل الطبية.
تمارين للتخلص من ضيق التنفس
تتوفر هنالك بعض التمارين التنفسية البسيطة التي يُمكن اللجوء إليها للمساعدة على علاج ضيق التنفس، مثل:
- تمرين التنفس العميق: يُساهم التنفس العميق في تخفيف حدة ضيق التنفس، خاصة عند إشراك البطن في العملية التنفسية، وللقيام بهذا الأمر يُفضل في البداية الاستلقاء على الأرض ووضع اليدين على البطن، ثم البدء بالتنفس عبر الأنف مع ملء الرئتين بالهواء وتمديد البطن، ثم التوقف عن التنفس للحظات، ثم إخراج الهواء ببطء عبر الفم.
- التنفس مع إغلاق الشفاه: يهدف هذا التمرين إلى وضع حل لمشكلة ضيق النفس عبر إبطاء وتيرة التنفس، ويُفضل الجلوس أولًا على كرسي وإراحة الكتفين عند الرغبة بممارسة التمرين، ثم إغلاق الشفاه لكن مع ترك فتحة أو متنفس صغير بينهما، ثم استنشاق الهواء عبر الأنف لبضعة ثوانٍ وإخراج الهواء عبر الشفاه أثناء العد لرقم أربعة.
مَعْلومَة
يجهل الكثير من الناس أن تناول الأطعمة والمأكولات المسببة للغازات يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالمشاكل التنفسية أو ضيق النفس؛ وذلك لأن هذه الأطعمة تؤدي إلى انتفاخ البطن وتقليل حجم الفراغ داخل الرئتين، لذا قد يكون من الأنسب تجنب أو تقليل تناول هذه الأطعمة والتي منها-مثلًا- البقوليات، والعدس، والثوم، والبطيخ، والحمص، والخيار، والذرة، والأطعمة الدهنية أو المقلية، والأطعمة الحارة، والمشروبات الغازية، فضلًا عن الخضراوات الصليبية؛ كالبروكلي، والقرنبيط، والملفوف
