الصحة النفسية

ما لا تعرفه عن خصوبتك والصحة الإنجابية

ما لا تعرفه عن خصوبتك والصحة الإنجابية

الخصوبة والصحة الإنجابية للرجل

وصفت الجمعية الأمريكية للطب التناسلي العقم بأنه أحد أمراض الجهاز التناسلي، وعللت ذلك بالقول بأن للعقم تأثيرٌ على الصحة التناسلية ووظائف التكاثر التي من الطبيعي أن تتوفر لدى الإنسان، لكن بالطبع فإن العملية الفسيولوجية المؤدية إلى الحمل والتناسل هي عملية معقدة للغاية وتتطلب توفر الكثير من العوامل والظروف الملائمة؛ كإنتاج الحيوانات المنوية الصحية أو السليمة وتمتع هذه الحيوانات بالقدرة على تلقيح أو إخصاب البويضة لدى المرأة، ومن المثير للاهتمام أن متوسط احتمالية حدوث الإخصاب عند الأزواج الشباب الذين يتمتعون بصحة تناسلية وخصوبة ممتازة هي فقط 20%، لكن عادةً ينجح الأزواج في الوصول إلى مرحلة الحمل خلال 12 شهرًا بعد الزواج ومحاولة الإخصاب المستمرة، ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن مشكلة العقم لا تقتصر على الرجال فقط، وإنما تحدث لدى النساء أيضًا، ويوجد حوالي 20% من الأزواج الذين يُعانون من العقم لأسباب مجهولة يعجز الأطباء عند تحديدها بعد إجراء الاختبارات الطبية.

العوامل المؤثرة على الخصوبة والصحة الإنجابية

يتصف موضوع الخصوبة لدى الرجل بدرجة عالية من التعقيد بسبب حاجة الرجل الأساسية إلى إنتاج حيوانات منوية بصحة جيدة لإتمام الإخصاب، وهذا يستوجب أن تكون إحدى الخصيتين قادرة على العمل بصورة مناسبة وأن يكون الجسم قادرًا على إفراز هرمون التستوستيرون، كما يجب أن تكون شبكة نقل الحيوانات المنوية مفتوحة وقادرة على إتمام هذه المهمة، وتوجد بالطبع الكثير من الأشياء والعوامل التي تؤثر على هذه الأمور وبالتالي تؤثر على الخصوبة والصحة الإنجابية لدى الرجل، وبالإمكان شرح أبرز هذه العوامل على النحو الآتي:

  • عوامل طبية: تتأثر خصوبة الرجل بعدد كبير من الأمراض والمشاكل الصحية التي تستهدف الأعضاء التابعة للجهاز التناسلي، ومن بين أشهر الأمثلة على ذلك مشكلة دوالي الخصية التي تُعد أحد أبرز أسباب عقم الرجال التي –لحسن الحظ- يُمكن علاجها على الرغم من أن سبب الإصابة بها ما زال مجهولًا نوعًا ما، ومن بين العوامل أو المشاكل الطبية المؤثر على الخصوبة أيضًا: التهابات الخصية والبربخ، والعدوى المنقولة جنسيًا، ومشاكل القذف، وسرطانات أو أورام الجهاز التناسلي، والمشاكل الهرمونية، والتشوهات أو الانسدادات الحاصلة في القنوات الناقلة للمني والحيوانات المنوية.
  • عوامل بيئية: يؤدي التعرض لبعض العناصر أو المواد البيئة السامة والكيميائية إلى التأثير سلبًا على قدرة الجسم على تصنيع الحيوانات المنوية، وتُعد المواد الكيميائية الصناعية أحد أهم الأمثلة على ذلك، والمقصود بالمواد الكيميائية الصناعية –مثلًا-المبديات الحشرية، والبنزين، ومواد الدهان أو الطلاء، كما يُمكن للمعادن الثقيلة والأشعة السينية أن تؤدي إلى مشاكل في الخصوبة لدى الرجال أيضًا، ويوجد الكثير من الخبراء الذين يربطون بين ارتفاع حرارة كيس الصفن وبين مشاكل الخصوبة، ويُمكن لهذا الارتفاع أن يحدث نتيجة لكثرة الجلوس أو لارتداء الملابس الضيقة.
  • عوامل حياتية: تنشأ مشاكل الخصوبة لدى الرجال أحيانًا بسبب معاناتهم أصلًا من السمنة أو زيادة الوزن؛ لأن السمنة تؤدي إلى مشاكل هرمونية، كما يُمكن للإسراف في شرب الكحوليات والتدخين بشراهة أن يؤدي إلى مشاكل الخصوبة أيضًا، ومما لا شك فيه أن لإدمان المخدرات أثرٌ سيئ للغاية على القدرات التناسلية، خاصة المخدرات السيترويدية الهادفة لزيادة حجم العضلات، وقد بدأ الباحثون كذلك بالحديث عن وجود علاقة بين العقم وبين الإصابة بالاكتئاب أو بالتوتر العاطفي.
  • عوامل دوائية: تمتلك بعض أنواع الأدوية انعكاساتٍ سيئة على عمليات إنتاج الحيوانات المنوية ووظائفها التناسلية، ومن بين أشهر الأمثلة على ذلك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب، والتهاب المفاصل، وضغط الدم، والمشاكل الهضمية، والسرطانات أيضًا.

طرق تعزيز الخصوبة والصحة الإنجابية

تتوفر الكثير من الطرق والأساليب المناسبة لتعزيز الصحة الإنجابية والخصوبة لدى الرجال، منها:

  • ركّز على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: تُساهم مضادات الأكسدة في الوقاية من السرطانات وأمراض القلب ومشاكل العقم أيضًا، ومن بين أشهر أنواع مضادات الأكسدة التي ربطها العلماء مع الخصوبة كل من فيتامين ج، الموجود بكثرة في الكيوي والبرتقال والجريب فروت؛ وفيتامين هـ، الموجود بكثرة في المكسرات والزيوت؛ وعنصر السيلينيوم، الموجود بكثرة في التونة ولحم الديك الرومي؛ فضلًا عن الزنك وحمض الفوليك وغيرها.
  • ابتعد عن منتجات الصويا: إذ ينخفض عدد الحيوانات المنوية بصورة ملحوظة عند الرجال الذين يتناولن الكثير من منتجات الصويا وفقًا لأحد الدراسات التي أجريت لتحري هذا الموضوع، والمشكلة في هذا الأمر هي أنه أصبح للصويا وجود في الكثير من المنتجات والأصناف الغذائية التي يجهل الناس بأمرها أصلًا؛ كبعض أنواع مشروبات الطاقة مثلًا.
  • الحفاظ على برودة الخصيتين: تقع الخصيتين داخل كيس منفصل وخارج الجسم أصلًا من أجل توفر المزيد من البرودة لهما، وهذا يعني أن على الرجل تجنب القيام بالأشياء التي تزيد من سخونة أو حرارية الخصيتين؛ كوضع اللاب توب فوق الفخذ، أو تشغيل المدافئة في السيارة، أو قضاء وقت طويل في الاستحمام بالماء الساخن.
  • الوصول إلى الوزن المناسب: تبدأ علامات المشاكل الهرمونية بالظهور عند زيادة الوزن أو حتى عند نقصان الوزن، ومن المعروف أن اختلال الهرمونات يُلقي بضلال أو انعكاسات سيئة على صحة الحيوانات المنوية أو عددها، وهذا يستوجب على الرجال البحث عن طرق مناسبة للوصول إلى الوزن المناسب لتجنب السمنة أو نقصان الوزن الشديد.
  • طرق إضافية: ينصح الخبراء بالتركيز أكثر على تناول الخضراوات بدلًا عن الأطعمة المصنعة والبيتزا والحبوب المكررة، كما ينصحون كذلك بالحفاظ على صحة الفم والأسنان بسبب وجود علاقة بين الخصوبة وصحة الفم والأسنان.

مَعْلومَة

أشارت الدراسات الحديثة إلى وجود انخفاضٍ ملحوظ في جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال في الآونة الأخيرة، خاصة في المناطق أو الدول الغربية، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية، وشمال أمريكا، وأستراليا، ونيوزيلاندا، وقد أرجع الباحثون هذا الانخفاض إلى العوامل البيئية والحياتية وربما طبيعة الأعمال التي يقوم بها الرجال، ومن الجدير بالذكر أن تأثير هذه العوامل أصبح في تزايد ملحوظ من جيل إلى جيل، وغالبًا ما تنعكس آثار ومشاكل هذه العوامل إلى الجيل اللاحق وهكذا.

السابق
التخلص من السمنة في أسبوع
التالي
أضرار الدخان الإلكتروني

اترك تعليقاً