الصحة النفسية

ما هو علاج ارتفاع هرمون الحليب

ما هو علاج ارتفاع هرمون الحليب

هرمون الحليب

يتكوّن البرولاكتين أو هرمون الحليب في الجزء الأمامي من الغدّة النّخاميّة؛ وهي غدة بحجم حبة البازيلاء وموقعها أسفل الدماغ، وينتج أيضًا في أماكن متفرقة أخرى من الجسم، إذ يمكن إنتاجه في الرحم، والدماغ، والأنسجة الدهنية، والخلايا المناعية، والثدي والبروستاتا، والجلد، وينتج البرولاكتين بتنظيم من هرموني الدّوبامين والإستروجين، والهرمونان يعملان عملًا متضادًا، فالإستروجين يزيد من إنتاج البرولاكتين، بينما الدّوبامين يقلله، ويوجد البرولاكتين بنسب منخفضة عند الرّجال، ومن وظائف البرولاكتين تنظيم السلوك، والجهاز المناعي، وعمليات الأيض، والجهاز التناسلي، وضبط العديد من سوائل الجسم المختلفة، كما يؤثر على مستويات الهرمونات الجنسية (التستوستيرون، والأستروجين) عند كل من الرجال والنساء وهذا يجعله هرمونًا مهمًا للصحة العامة للجسم لكل من الرجال والنساء.

علاج ارتفاع هرمون الحليب

قد يحدث ويرتفع تركيز هرمون الحليب أو البرولاكتين في الدّم عن المستويات الطّبيعيّة، ما يترتّب عليه المعاناة من بعض الأمراض والعوارض، ولا يُتّخذ القرار بشأن أفضل طريقة لعلاج ارتفاع هرمون الحليب في الدم إلا اعتمادًا على حالة المريض والعوامل المحددة له بما في ذلك التاريخ الطبي السابق للمريض، وعمره، وصحته العامة[٣]، كما يستدعي من الطّبيب المعالج فحص عيّنة من الدّم للكشف عن مستوياته، ورصد أي زيادة فيها، ثم معرفة الأسباب التي أدّت لارتفاع مستوياته، لتحديد خطّة العلاج المناسبة لإرجاع معدّلات هرمون الحليب لمستوياتها الطّبيعيّة، وفي هذا المجال قد يتّبع الطبيب المعالج واحدة أو أكثر من الخيارات العلاجيّة التّالية:

  • الأدوية: وصف الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم المثبّطة لإنتاج هرمون الحليب، وتقليل تركيزه بالدّم لتقارب المستويات الطّبيعيّة لحين عودتها تمامًا للمستوى الطّبيعي؛ مثل محفزات الدّوبامين مثل البروموكريبتين التي لها تأثير مشابه للدوبامين في إنتاج البرولاكتين لكنها أكثر فعالية وطويلة الأمد كما أنها تقلل من إنتاج البرولاكتين، وقد تسبب تقلص ورم الغدّة النخاميّة الذي يضغط على الغدة ويسبّب اضطرابها عند الأشخاص المصابين بالورم، الأمر الذي يترتّب عليه فرط نشاطها في إنتاج البرولاكتين، وبعد عامين من استخدام هذه الأدوية، وانكماش الورم وبقاء مستويات البرولاكتين ضمن الطّبيعي، يستطيع المريض بتعليمات من الطّبيب المعالج بالتوقّف تدريجيًا عن تناول الدّواء.
  • الجراحة: إخضاع المريض لعمليّة جراحيّة لاستئصال الورم الذي يؤثّر على الغدّة النخاميّة ويجعلها تنتج البرولاكتين بإفراط، ويختلف نوع الجراحة باختلاف حجم وموقع الورم، وفيما يأتي أنواع الجراحة لتحديد أي الجراحات التّالية أفضل:
    • جراحة عبر الأنف: فيها يزال الورم من خلال تجويف الأنف، وهذا النّوع من الجراحة لا يترتّب عليها مضاعفات صحيّة لعدم المساس بمناطق أخرى في الدّماغ، إلى جانب عدم ترك تندّبات واضحة.
    • جراحة عبر الجمجمة: فيها يُحدث الجرّاح شقًا جراحيًا في الجزء العلوي من جمجمة المريض للوصول للورم واستئصاله، ويلجأ الجرّاح لهذا النّوع من الجراحات عندما يكون حجم الورم كبيرًا أو انتشر إلى أنسجة المخ القريبة.
  • العلاج الإشعاعي: يُلجأ له في حالات عدم استجابة المريض للعقاقير الدوائيّة، أوعدم إمكانية إخضاعه للعملية الجراحية.
  • إجراءات مختلفة: يمكن لبعض الإجراءات أن تساعد في خفض مستويات هرمون الحليب والتي تشمل ما يلي:
    • تغيير النظام الغذائي.
    • التوقف عن أداء التمارين الشاقة أو عالية الكثافة.
    • تجنب الملابس الضيقة التي تسبب عدم الراحة في الصدر.
    • تناول فيتامين ب 6 وفيتامين هـ.

توجد العديد من الوسائل الأخرى التي يمكن اتباعها لعلاج فرط البرولاكتين من أهمها:

  • تناول الأعشاب: توجد مجموعة من الأعشاب التي تدعم نظام الغدد الصماء وتقويها، ومن أبرز تلك الأعشاب؛ شيزاندرا، وأشواغاندا، وعرق السوس، والجينسنغ الأمريكي، وإليوثيرو، وغوتو كولا، وتوجد مادة في تركيبة تلك الأعشاب تعزز وظيفة الغدة الدرقية الخاملة، كما تدعم الاستجابة الصحية داخل جسم الإنسان، وتدعم أيضًا التوزان في هرمونات كل من الرجال والنساء ومستويات الطاقة والغريزة الجنسية، كما تعد شجرة العفة بيري مهمة جدًا للإخصاب لدى الإناث؛ وذلك لأن لها تأثيرًا واضحًا وجليًّا على مستويات البرولاكتين؛ إذ تقلل من مستوياتها في حال كانت مرتفعة، وأظهرت دراسات ألمانية أن تناول 30 إلى 40 مليلغرام من شجرة تشاست يوميًا على التوالي يؤدي إلى خفض نسبة البرولاكتين في الدم، ويخفف أيضًا من اضطرابات الدورة الشهرية.
  • المحافظة على الغدة الدرقية: إن أي خلل في أداء الغدة الدرقية لوظيفتها الطبيعية في الجسم يؤدي إلى ارتفاع مستويات الهرمون الذي تفرزه؛ أي زيادة إفراز هرمون البرولاكتين وهرمون الغدة الدرقية، وبالتالي يمكن أن يتعرض الجسم لفرط البرولاكتين في الدم، ولحل هذه المشكلة طبيعيًا دون الحاجة إلى استخدام أي علاجات دوائية، وذلك من خلال تناول نظام غذائي متكامل غني بمصادر اليود، إضافة لفيتامين ب، أ، د، وغيرها من الفيتامينات الأخرى، ومجموعة متنوعة أخرى من المعادن مثل النحاس والزنك والسيلينيوم.
  • التحكم بالضغوطات العصبية والتوتر: تزيد الضغوطات العصبية والإجهاد والتعرض للتوتر من مستويات الهرمونات الخاصة بذلك مثل الكورتيزول، وهذا الهرمون يؤثر على مستوى الهرمون الجنسي في الجسم، حتى أنه يؤثر على عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، ولحل هذه المشكلة ببساطة عن طريق الحدّ من التوتر والإجهاد.

تشخيص ارتفاع هرمون الحليب

إن اختبار مستويات هرمون الحليب مهم ويحدد مدى تأثيره على خصوبة الشخص، إذ تكون مستويات هذا الهرمون عند معظم الرجال منخفضة، وتبلغ المستويات الطبيعية عند الرجال أقل من 17 نانوغرام/مل، وفي حال ارتفاعها عن المعدل الطبيعي فإنها تتسبب بالعديد من المشاكل الصحية، ويعتمد تشخيص ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين) في الدم على التاريخ الطبي للمريض والأعراض الفردية التي تظهر للمريض، وتوجد العديد من الطرق والتقنيات التشخيصية نذكر منها سحب الدم مرة واحدة، الرنين المغناطيسي (MRI)، أو إجراء اختبار هرموني معقد، بالإضافة إلى إجراء المزيد من الفحوصات لمستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم، فعندما تكون مستويات ذلك الهرمون طبيعية فإنها تساعد على استثناء قصور الغدة الدرقية كمسبب لفرط هرمون الحليب.

كيفية التحكم في هرمون الحليب

يعد هرمون الحليب أحد أهم الهرمونات التي تنتجها الغدة النخامية، إضافة لوجود جزء مهم في الدماغ يسمى بالمهاد فوق الغدة النخامية مباشرة يفرز هرمون الدوبامين، إذ يقيد هرمون الدوبامين إنتاج هرمون الحليب، لذلك كلما زاد إفراز الدوبامين قل بالمقابل هرمون الحليب، ومن الجدير بالذكر أن هرمون الحليب بذاته يعزز إفراز الدوبامين فتتكون ردود فعل سلبية نتيجة لذلك، ويوجد هرمون آخر ينظم إفراز هرمون الحليب وهو الإستروجين، فينتج هذا الهرمون ويفرز هرمون الحليب من الغدة النخامية.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال

لا يعد انخفاض مستويات هرمون الحليب مصدر قلق لدى النساء أو الرجال إلا أن المستويات المرتفعة جدًا لهذا الهرمون تعد مشكلة صحية وتُعرف باسم فرط برولاكتين الدم الذي يعاني منه حوالي 10% من الناس، وتحدث هذه الحالة نتيجة عدة أسباب ممكنة عند الرّجال، تشمل :

  • فقدان الشهية العصبي.
  • أمراض الكبد.
  • أمراض الكلى.
  • خمول الغدّة الدرقيّة.
  • مرض ما تحت المهاد.
  • وجود أورام في الغدة النخامية التي يمكن علاجها طبيًا أو جراحيًا.
  • تأثيرات بعض الأدوية التي تسبب ارتفاعًا في مستويات هرمون الحليب مثل الأدوية النفسية التي تشمل الريسبيريدون والهالوبيريدول وأدوية ارتداد أحماض المعدة أو أدوية علاج الغثيان الناتج عن أدوية السرطان مثل الميتوكلوبراميد وأدوية ارتفاع ضغط الدم.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • التمارين الرياضية الشاقة أو الإجهاد وعدم الراحة.
  • تناول بعض الأطعمة المساهمة في رفع مستويات هرمون الحليب مثل الحلبة أو الشمر.
  • الإصابات أو الصدمات التي تصيب الصدر، أو جدار الصدر الذي يتضمن الحجاب الحاجز، والقفص الصدري، أو أعلى منطقة البطن (الأورام والندوب الجراحية).
  • في بعض الحالات لا يمكن تحديد أسباب ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين) في الدم.

أعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الرّجال

إن الأعراض التي تشير إلى ارتفاع هرمون الحليب تختلف عند الإناث عنها عند الذّكور، وكذلك العوامل المسبّبة لارتفاعه عند كل منهما، وفيما يلي شرح لأعراض ارتفاع هرمون الحليب عند الذّكور:

  • زيادة حجم الثّديين على ما هو مخالف وغير اعتيادي للطّبيعة الذّكوريّة.
  • إفراز لبن من الثدي.
  • الصّداع المتكرّر.
  • العقم.
  • المُعاناة من ضعف الانتصاب.
  • فقدان للرغبة الجنسيّة.
  • تغير في الرؤية.

مضاعفات ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال

قد يتداخل تركيز البرولاكتين المرتفع في الدم مع وظيفة الخصيتين عند الرّجال والتي تتضمّن إنتاج هرمون التستوستيرون أو ما يُسمّى بهرمون الذّكورة وإنتاج الحيوانات المنوية، ويؤدّي انخفاض هرمون تستوستيرون إلى انخفاض مُعدّل الطّاقة، والدافع الجنسي، وكتلة العضلات وقوتها، والعقم في بعض الحالات النادرة، وإذا بقيت المستويات منخفضة لعدة سنوات، فقد تقل قوة العظام فتصبح هشّة، كما تسبب المستويات العالية من البرولاكتين في الدم صعوبة في الانتصاب وكذلك ألم الثدي وتضخمه، ويمكن أن يتسبب ارتفاع هرمون الحليب عند الرجال بالعديد من المضاعفات الخطرة عندما ينتج عن وجود ورم، وتشمل هذه المضاعفات كلًا مما يلي:

  • فقدان البصر: يؤدي عدم علاج الأورام الحميدة المسببة لارتفاع مستويات هرمون الحليب إلى نمو الورم أكثر وازدياد حجمه بما يكفي للضغط على العصب البصري.
  • قصور النخامية: تؤدي الأورام البرولاكتينية الكبيرة إلى التسبب بالضغط على الغدة النخامية الطبيعية مما يتسبب بإحداث خلل في الهرمونات الأخرى التي تتحكم فيها الغدة النخامية مثل قصور الغدة الدرقية وقصور الغدة الكظرية ونقص هرمون النمو.
  • فقدان العظام (هشاشة العظام): يتسبب ارتفاع مستويات هرمون الحليب في تقليل إنتاج هرمونات الإستروجين والتستوستيرون، وهو ما يؤدي إلى انخفاض كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
السابق
التخلص من الدوخة
التالي
علاج صديد اللوز

اترك تعليقاً