الصحة النفسية

ما هو مرض الزهايمر

ما هو مرض الزهايمر

 

مرض الزهايمر

مرض الزهايمر هو مرض يؤثر على خلايا الدماغ ويقتلها تدريجيًا مما يؤثر على الوظائف العقلية الهامة، وتبدأ الأعراض بدايةً بالارتباك الخفيف وصعوبة تذكر بعض الأحداث التي حدثت مؤخرًا، وتتطور الأعراض تدريجيًا لتُصبح أكثر سوءًا مع الوقت، وهو ما يسبب بعض المضاعفات الناجمة عن الفقدان الشديد في وظائف المخ مثل الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى، مما يؤدي في النهاية إلى الوفاة، ويعد مرض الزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للخرف وهو اضطراب في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، ومع تقدم المرض يواجه المريض انخفاضًا مستمرًا في الذاكرة والوظائف العقلية، بالإضافة إلى فقدان القدرة على آداء المهام اليومية، وبالرغم من عدم وجود علاج لمرض الزهايمر إلا أن بعض الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض، كما تساعد في آدء وظائف المرضى والحفاظ على استقلالهم إلى أقصى حدّ، ويمكن أن تساعد البرامج المختلفة في دعم الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وتقديم الرعاية لهم.

أعراض مرض الزهايمر

يُشخص المريض بإصابته بالزهايمر عندما يشهد انخفاضًا في الوظيفة الإدراكية أو السلوكية مقارنةً بالحالة الطبيعية، ويؤثر هذا التراجع على العمل أو ممارسة الأنشطة المعتادة، ويتمثل بالأعراض التالية:

  • انخفاض القدرة على استيعاب وتذكر المعلومات الجديدة التي يمكن أن تظهر على شكل أسئلة أو محادثات متكررة، ونسيان أماكن الممتلكات الشخصية، ونسيان الأحداث أو المواعيد، والضياع خلال السير في طريق مألوف.
  • ضعف في المنطق وإنجاز المهام المعقدة وإصدار الأحكام، ويظهر ذلك من خلال الفهم الضعيف لمخاطر السلامة، وعدم القدرة على إدارة الشؤون المالية، وضعف القدرة على اتخاذ القرارات، وعدم القدرة على التخطيط لأنشطة معقدة أو متسلسلة.
  • ضعف القدرات البصرية غير الناجمة عن مشاكل في البصر؛ مثل عدم القدرة على التعرف على الوجوه أو الأشياء المعروفة أو العثور على الأشياء، وعدم القدرة على استخدام أدوات بسيطة مثل ارتداء الملابس.
  • ضعف الكلام والقراءة والكتابة ويشمل ذلك صعوبة التفكير في الكلمات الشائعة أثناء التحدث، والتردد أثناء الكلام، والتهجئة، وأخطاء الكتابة.
  • التغيرات في الشخصية والسلوك مثل حدوث تغيرات مزاجية خارج نطاق الشخصية بما في ذلك اللامبالاة أو عدم الاهتمام أو التحفيز أو المبادرة، أو فقدان التعاطف، أو جود سلوك قهري أو اجتماعي غير مقبول. ويجب الحصول على العناية الطبية الفورية في حال بدأت هذه الأعراض بالظهور أو ازدادت سوءًا على مدار ساعات أو أيام؛ لأن ذلك قد يشير إلى تقدم حاد للمرض.

أسباب مرض الزهايمر

يُعتقد أن مرض الزهايمر هو مزيج من العوامل الوراثية والبيئية وأساليب الحياة التي تؤثر على الدماغ مع مرور الوقت، كما يمكن أن يكون نتيجة وجود بعض التغيرات الجينية المحددة التي تضمن إصابة الشخص، مما يؤدي إلى ظهور المرض في حالات نادرة لدى بعض الأشخاص في منتصف العمر، وبالرغم من أن السبب الدقيق وراء هذا المرض غير معروف إلا أنه يمكن أن يعود في جوهره إلى خلل في بروتينات المخ التي تتوقف عن العمل الطبيعي وتعطل عمل خلايا الدماغ (الخلايا العصبية) وتطلق سلسلة من المواد السامة، وهو ما يتسبب بتلف الخلايا العصبية وفقدان الاتصال فيما بينها والذي يؤدي في النهاية إلى موتها، ويبدأ التلف غالبًا في منطقة المخ التي تتحكم في الذاكرة وهي عملية تبدأ قبل سنوات من ظهور الأعراض الأولى، ومن ثم ينتشر فقدان الخلايا العصبية إلى مناطق أخرى من العقل، وفي المراحل المتأخرة من المرض يتقلص المخ بشكل ملحوظ، لهذا يركز العلماء على دور نوعين من البروتين بما في ذلك:

  • اللويحات “Plaques”: يتجمع جزء من بقايا البروتين الأكبر المسمى “بيتا اميلويد” معًا ليسبب تأثيرًا سامًا على الخلايا العصبية ويعطل الاتصالات بين كلّ خلية وأخرى، وتشكل هذه الأجزاء رواسب أكبر تسمى لويحات أميلويد التي تحتوي أيضًا على حطام خلوي آخر.
  • التشابكات “Tangles”: تلعب بروتينات “تاو” دورًا في نظام النقل والدعم العصبي الداخلي لنقل العناصر الغذائية والمواد الأساسية الأخرى، وعند تغير شكل هذه البروتينات في مرض الزهايمر فإنها تنظم نفسها في هياكل تسمى التشابك العصبي الليفي الذي يعطل بدوره نظام النقل ويكون هذا التشابك سامًا للخلايا.

ومن ناحية أخرى تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالزهايمر والتي يمكن تغيير بعضها في حين أنه لا يمكن فعل شيء حيال بعضها الآخر، وتشمل هذه العوامل كلًا مما يلي:

  • العمر: يعد العمر أكبر عامل خطر لمرض الزهايمر إذ عادةً ما يُصيب هذا المرض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، ويتضاعف خطر الإصابة بهذا المرض فوق هذا العمر كلّ خمس سنوات تقريبًا.
  • الجنس: تُصاب النساء بمرض الزهايمر أكثر من الرجال بنسبة الضعف تقريبًا فوق عمر 65 عامًا، ويمكن تفسير ذلك بما يلي:
    • تعيش النساء في المتوسط فترة أطول من الرجال.
    • قد يرتبط مرض الزهايمر عند النساء بفقدان هرمون الأستروجين بعد انقطاع الطمث.
  • الجينات الوراثية: تلعب الجينات الوراثية دورًا في حالات الزهايمر، وبالرغم من أن الخرف ليس حالة موروثة غالبًا إلا أن ذلك يعتمد إلى حدّ كبير على السبب المحدد للخرف، وقد يتضح لدى بعض العائلات أن مرض الزهايمر ينتقل عبر الجينات من جيل إلى آخر، ولكن ذلك في حالات قليلة.
  • أسلوب الحياة: يعد الأشخاص الذين يعيشون نمط حياة صحي وخاصة من منتصف العمر فصاعدًا هم الأقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر، ويتضمن ذلك ممارسة التمارين الرياضية باستمرار والحفاظ على وزن صحي والابتعاد عن التدخين وتناول نظام غذائي صحي متوازن، إذ يساعد الحفاظ على النشاط البدني والعقلي والاجتماعي على تقليل خطر الإصابة بالخرف.
  • المشاكل الصحية: تزيد بعض المشاكل الصحية من خطر إصابة الشخص بمرض الزهايمر والخرف، لذا فإنه من المهم إبقاء بعض الحالات المرضية تحت السيطرة مثل؛ السكري والسكتة الدماغية ومشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسمنة في منتصف العمر.

مراحل مرض الزهايمر

يتطور مرض الزهايمر تدريجيًا مع الوقت ويزداد سوءًا، ومن هنا يمكن تقسيم فترة المرض إلى عدة مراحل وهي:

  • المرحلة الأولى: وهي المرحلة التي لا تظهر فيها أيّ أعراض على المريض، وقد يكون التشخيص المبكر اعتمادًا على تاريخ العائلة المرضي.
  • المرحلة الثانية: تبدأ الأعراض المبكرة بالظهور في هذه المرحلة مثل النسيان.
  • المرحلة الثالثة: تبدأ بعض الاعتلالات الجسدية والذهنية الخفيفة بالظهور في هذه المرحلة مثل؛ تراجع الذاكرة وانخفاض التركيز، وتُلاحظ هذه التغييرات عادةً من قبل الأشخاص المقربين جدًا من المريض.
  • المرحلة الرابعة: وهي المرحلة التي غالبًا ما يُشخص مرض الزهايمر فيها، وتكون الأعراض مثل فقدان الذاكرة وعدم القدرة على آداء المهام اليومية واضحة.
  • المرحلة الخامسة: تصبح الأعراض في هذه المرحلة أكثر سوءًا وتشتد، مما يتطلب الحصول على العناية والمساعدة من الأقارب أو مقدمي الرعاية الصحية.
  • المرحلة السادسة: يحتاج المريض في هذه المرحلة إلى المساعدة في آداء المهام الأساسية مثل تناول الطعام وارتداء الملابس.
  • المرحلة السابعة: وهي المرحلة الأكثر شدة والأقسى من مرض الزهايمر، إذ يفقد المريض القدرة على الكلام وتختفي تعابير وجهه.

علاج مرض الزهايمر

لا يوجد حاليًا علاج لمرض الزهايمر، لكن تتوفر بعض الأدوية التي تقلل من أعراض مرض الزهايمر مثل؛ الذاكرة وانخفاض القدرات الذهنية، وتشمل كلًا مما يلي :

  • أدوية مضادات كولين أستريز : تقلل هذه الأدوية من استنزاف الكولين الذي يعد مسؤولًا عن التواصل بين الخلايا الدماغية، وتساعد هذه الأدوية في علاج الاكتئاب والعصبية لدى مرضى الزهايمر، ومن الأمثلة عليها دواء الدنبيزل والجلانتامين والرفاستاغمين، وتستخدم هذه الأدوية في المراحل الأولى للمرض.
  • أدوية الميمانتيمن : تعزز هذه الأدوية أيضًا التواصل بين الخليات العصبية في الدماغ وتبطيء تقدم المرض، وتستخدم هذه الأدوية في المراحل المتقدمة للمرض، كما يمكن استخدامها مع أدوية مضادات الكولين أستريز .

الوقاية من مرض الزهايمر

يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر من خلال تحسين نمط الحياة واتباع العادات الصحية، بما في ذلك:

  • ممارسة الرياضة: تساعد التمارين البدنية في منع تطور مرض الزهايمر أو إبطاء تقدمه لدى الأشخاص المصابين، لذا فإنه يوصى بممارسة 30 دقيقة من التمارين الرياضية المعتدلة ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع.
  • اتباع حمية غذائية صحية: يساعد اتباع النظام الغذائي الخاص بمنطقة البحر الأبيض المتوسط في الوقاية من مرض الزهايمر؛ وذلك لاحتوائه على الخضروات والفواكه الطازجة والحبوب وزيت الزيتون والمكسرات، بالإضافة إلى السمك واللحوم الحمراء والدواجن والبيض ومنتجات الألبان.
  • النوم الكافي: يساعد الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم في منع مرض الزهايمر نتيجة التخلص بشكل أفضل من الأميلويد في الدماغ، ويوصى بالنوم لمدة 7-8 ساعات في الليلة الواحدة.
  • تعلم أشياء جديدة: يساعد التنشيط المعرفي في منع مرض الزهايمر، إذ يؤدي ذلك إلى تحسين مهارات التفكير.
  • التواصل الاجتماعي: يساعد التواصل الاجتماعي في منع مرض الزهايمر لتعزيز قدرات التواصل.
  • علاج وإدارة الحالات المرضية: ويشمل ذلك إدارة مرض السكري والاكتئاب ومشاكل النوم وارتفاع نسب الدهون وضغط الدم، إذ تقلل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى منع أو تأخير مرض الزهايمر.
السابق
كم عدد سور جزء يس
التالي
خواص سورة الواقعة

اترك تعليقاً