اسلاميات

ما هى علامات القيامة الكبرى

يوم القيامة

توالت الرسل الكرام على الحديث عن يوم القيامة ألا وهو يوم البعث، وهو اليوم الذي يُفصل به بين العباد، وهوَ يوم الحساب، وكان السؤال عن هذا اليوم الرهيب حاضرًا في أذهان الجميع، ويوم القيامة أو كما يعرف أيضًا بيوم الحساب واليوم الاَخر، ونهاية العالم والحياة الدنيا، وهو موعد الحساب عند الله تعالى الذي يحاسب فيه المؤمنين والموحدين له بالجنة، ويحاسب الكفار المشركين بالنار، ويسمى يوم القيامة بذلك الاسم لقيام الأموات من موتهم، ويسبق يوم القيامة حدوث علامات معينة وهي تقسم إلى علامات القيامة الصغرى، وعلامات القيامة الكبرى.

ما هي علامات القيامة الكبرى

تعد علامات القيامة الكبرى اَخر ما تشهده الأرض، ويبلغ عددها عشر علامات، وقد اختلف الكثير من العلماء على ترتيب هذه العلامات، وذلك لأنهم لم يقفوا على نص صريح يجمع هذه العلامات مرتبة ترتيبًا زمنيًا، والحديث الذي جمعها، كانت له روايات متعددة، وكل رواية لها ترتيب مختلف، فالحديث الأول رواه حذيفة بن أسيد الغفاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقالَ: ما تَذَاكَرُونَ؟ قالوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قالَ: إنَّهَا لَنْ تَقُومَ حتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ، فَذَكَرَ، الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ]والرواية الثانية قال صلى الله عليه وسلم: [إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، والدخان والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس، نزول عيسى بن مريم]، ومهما كان الأمر فالله تعالى أعلم بترتيبها، وعلامات الساعة الكبرى تقسم إلى قسمين، قسم يراه المؤمنون، وقسم يراه الكافرون، وتلك العلامات هي:

  • العلامات التي يراها المؤمنون: وتتضمّن:
  • ظهور الدجال: فقد روى النواس بن سمعان عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فيه وَرَفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذلكَ فِينَا، فَقالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فيه وَرَفَّعْتَ، حتَّى ظَنَنَّاهُ في طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقالَ: غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي علَيْكُم، إنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فأنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتي علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إنَّه شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بعَبْدِ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمَن أَدْرَكَهُ مِنكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ، إنَّه خَارِجٌ خَلَّةً بيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما لَبْثُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، فَذلكَ اليَوْمُ الذي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فيه صَلَاةُ يَومٍ؟ قالَ: لَا، اقْدُرُوا له قَدْرَهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللهِ، وَما إِسْرَاعُهُ في الأرْضِ؟ قالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتي علَى القَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فيُؤْمِنُونَ به وَيَسْتَجِيبُونَ له، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالأرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عليهم سَارِحَتُهُمْ، أَطْوَلَ ما كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتي القَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عليه قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عنْهمْ، فيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ ليسَ بأَيْدِيهِمْ شيءٌ مِن أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بالخَرِبَةِ، فيَقولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ، فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ المَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حتَّى يُدْرِكَهُ ببَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ منه، فَيَمْسَحُ عن وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بدَرَجَاتِهِمْ في الجَنَّةِ، فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى: إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ].
  • نزول عيسى بن مريم عليه السلام: قال تعالى:{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}. وقوله تعالى:{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ، وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ، إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ، وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}.
  • خروج يأجوج ومأجوج: قال سبحانه وتعالى:{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}.
  • طلوع الشمس من مغربها: قال رسول صلى الله عليه وسلم:[أتَدرونَ أينَ تَذهبُ هذهِ الشَّمسُ ؟ إنَّ هذهِ تَجري حتَّى تَنتهيَ إلى مُستقرِّها تَحتَ العَرشِ ، فتَخرُّ ساجِدةً ، فلا تزالُ كذلِكَ حتَّى يُقالَ لها : ارتفِعي ، ارجِعي مِن حيثُ جئتِ ، فتَرجعُ ، فتُصبحُ طالعةً من مطلَعِها ، ثمَّ تَجري ، حتَّى تنتَهيَ إلى مُستقرِّها تحتَ العَرشِ ، فتخرُّ ساجِدةً ، فلا تزالُ كذلك حتَّى يُقالُ لها ارتفِعي ، ارجِعي مِن حيثُ جِئتِ ، فتَرجعُ ، فتُصبحُ طالِعةً مِن مَطلَعِها ، ثمَّ تَجري ، لا يستنكرُ النَّاسُ مِنها شيئًا ، حتَّى تنتهيَ إلى مُستقرِّها ذاكَ تحتَ العرشِ ، فيُقالُ لها : ارتفِعي ، أصبِحي طالعةً مِن مَغربِكِ ، فتُصبحُ طالِعةً من مغربِها ، أتدرونَ متَى ذاكم ؟ حينَ لا ينفَعُ نَفسًا إيمانُها لَم تكن آمنَت مِن قبلُ أو كسَبت في إيمانِها خَيرًا].
  • خروج الدابة: قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}. الدخان: قال تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ}.
  •  العلامات التي يراها الكافرون:وهي أربع علامات، ثلاثة خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بالجزيرة العربية، وأخيرًا النار التي تخرج من عدن لتسوق الناس إلى أرض المحشر، وهذه العلامات الأربعة دل عليها حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فقد قال:[وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ العَرَبِ، وَآخِرُ ذلكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إلى مَحْشَرِهِمْ].

علامات القيامة الصغرى

توجد العديد من العلامات الصغرى ليوم القيامة والتي انقضت ومضت منذ زمن، ومن تلك العلامات:

  • بعثة النبي صلى الله عليه وسلم: قال صلى الله عليه وسلم:[بعثت أنا والساعة كهاتين”، وضم السبابة والوسطى].
  • موت النبي صلى الله عليه وسلم، وفتح بيت المقدس، طاعون عمواس: قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعوف بن مالك عندما أتاه في غزوة تبوك:[أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ : مَوتي ؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ ، ثم مُوتانِ يأخذ فيكم كقُعاصِ الغنمِ ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعطَى الرجلُ مائةَ دينارٍ ، فيظلُ ساخطًا ، ثم فتنةٌ لا يبقى بيتٌ من العربِ إلا دخلَتْه ، ثم هُدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفرِ ، فيغْدرون ، فيأتونكم تحت ثمانينَ غايةً ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا].
  • ظهور مدعي النبوة: قال صلى الله عليه وسلم:[لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذّابُونَ قَرِيبٌ مِن ثَلاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أنَّه رَسولُ اللَّهِ].

مَعْلومَة

أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عند السؤال عن أمر الساعة أن ترد في علمها إلى الله تعالى، فهو سبحانه عز وجل الذي يجليها إلى وقتها، وذلك يعني أن الله تعالى هو الذي يعلم جلية أمرها ومتى تكون على التحديد، فيعد ذلك من علم الله تعالى وحده، قال تعالى: {ثَقُلَت فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ}. ويعني ذلك ثقل علم وقتها على أهل السموات والأرض، وأنهم لا يستطيعونه ولا يطيقونه، قال تعالى:{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا}.

السابق
اهمية الحاسوب
التالي
علاج الغثيان

اترك تعليقاً