الشيب
تفقد بصيلات الشعر قدرتها على إنتاج لون أو صبغة الشعر الطبيعية مع مرور الزمن فيظهر الشيب، وينجم أيضًا عن التراكم الطبيعي لبيروكسيد الهيدروجين في الشعر، وعادة ما يبدأ ظهوره عند ذوي البشرة البيضاء في منتصف الثلاثينات في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يظهر عند ذوي الأصول الأفريقية في منتصف الأربعينات، أما ذوي الأصول الآسيوية، فإن الشيب يبدأ بالظهور في أواخر الثلاثينات من العمر، وفي حال ظهوره قبل الثلاثين يعدّ شيبًا مبكرًا، وغالبًا لا تُعد مشكلة الشّيب مشكلة طبية إلا في حالات نادرة، كما أن ردود أفعال الناس تختلف تجاه هذه المشكلة، فالبعض يرى الشّيب علامة على النّضج والحكمة، بينما يراه البعض دليلًا على التقدّم بالعمر ومشكلة يجب علاجها حتى يظهر الشخص بمنظر أكثر شبابًا.
أسباب الشيب
يرتبط ظهور الشيب غالبًا بالجينات والوراثة، لكن هنالك بعض الحالات المرضية التي قد تؤدي إلى ظهور الشيب، وبالإمكان علاج أو تجنب بعضها لتفادي الشيب، ومن بين أبرز هذه الأمور، ما يلي:
- اضطرابات الغدة الدرقية، بما في ذلك؛ مرض جريفز، ومرض هاشيموتو، وفرط الغدة الدرقية، وقصورها.
- الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص فيتامين (ب12).
- الإصابة بالبهاق وبمشاكل الجهاز المناعي
- عدم أو قلة تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
- الوصول مبكرًا إلى سنّ اليأس.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- تدخين السجائر.
علاج الشيب
يلزم لعلاج الشيب اتباع أنماطٍ أو تغييرات حياتية معينة لإبطاء عملية فقدان بصيلات الشعر قدرتها على إنتاج اللون الطبيعي للشعر، وقد يكون بالإمكان اللجوء إلى استخدام العلاجات المنزلية أو استخدام الصبغات الطبيعية، كما يلي:
اتباع نمط حياة صحي
يُمكن لاتباع أنماط وتغيرات حياتية معينة أن تُساعد في الحفاظ على لون الشعر الطبيعي لفترة أطول، ومن بين هذه الأمور، ما يلي:
- تناول كمية مناسبة من الفيتامينات: تتضمن الفيتامينات الضرورية للحفاظ على صحة الشعر كلًا من مجموعة فيتامينات (ب)، خاصة فيتامين (ب12) والبيوتين؛ وفيتامين (د)، وفيتامين (هـ)، وفيتامين (أ).
- الحصول على كمية مناسبة من المعادن: تشتمل أهم المعادن المهمة لنمو وتصليح الشعر على كلّ من الزنك، والحديد، والمغنيسيوم، والسلينيوم، والنحاس.
- الإقلاع عن التدخين: يؤثر التدخين سلبًا على بصيلات الشعر ويُساهم في انكماشها، لذلك يُنصح بترك الدخان لمقاومة الشيب.
- حماية الشعر من الشمس: ينصح الخبراء بارتداء قبعة أو وشاح لحماية الشعر من أشعة الشمس الضارة.
- التوقف عن إيذاء الشعر: تنطوي بعض خطوات العناية بالشعر على إيذاء غير مقصود للشعر؛ مثل تشقير الشعر، واستعمال فرشاة بدلاً من المشط ذي الأسنان الواسعة خاصة للشعر الرطب، وتسليط كمية أكبر من الحرارة على الشعر عند استخدام مجفف الشعر، واستعمال نوعية سيئة من شامبو أو صابون الشعر، بالإضافة إلى تكرار غسل الشعر أكثر من اللازم.
العلاجات المنزلية
يؤيد مناصرو استخدام العلاجات المنزلية لعلاج الشيب اللجوء إلى العديد من المنتجات الطبيعية التي من بينها ما يلي:
- زيت جوز الهند: يُنصح بتدليك الشعر بزيت جوز الهند قبل النوم، ثم غسله في الصباح الباكر.
- بذور السمسم السوداء: يُمكن تناول ملعقة من هذه البذور ثلاث مرات في الأسبوع للمساعدة على إبطاء أو توقف عملية شيب الشعر.
- السمن: ينصح البعض بتدليك الشعر وفروة الرأس بالسمن أو الزبدة المصفى مرتين في الأسبوع للمساعدة على علاج الشيب.
- عصير الجزر: ينصح الخبراء بشرب 230 غرامًا من عصير الجزر يوميًا للحصول على نتيجة فيما يتعلق بمكافحة الشيب.
- إكليل الجبل: يلجأ البعض إلى خلط نبتة إكليل الجبل الجافة مع زيت الزيتون البكر في وعاء واحد، ثم ترك الخليط في مكان تصله أشعة الشمس لمدة 4 أو6 أسابيع، مع هز الوعاء كل بضعة أيام، ثم استعمال الخليط كزيت للشعر بعد مرور 6 أسابيع.
وعلى الرغم من شهرتها واستخدامها من قبل الكثيرين، إلا أن الأدلة العلمية ما زالت غير كافية لإثبات فعالية هذه العلاجات المنزلية في منع ظهور الشيب أو استعادة لون الشعر الأصلي.
العلاجات الطبيعية
يُمكن الاستعانة بالأعشاب الطبيعية لعمل صبغات طبيعية للشعر، لكنها تبقى غير قوية عند مقارنتها بالخلطات التجارية، لذلك يجب تكرار وضعها على الشعر لمرات عديدة قبل رؤية تغير واضح على لون الشعر، ومن بين أكثر مكونات هذه الصبغات شيوعًا، ما يلي:
- استخدام شاي زهرة البابونج، وقشر الليمون، والزعفران، وزهرة القطيفة؛ من أجل تفتيح لون الشعر.
- مزج عصير البنجر، وعصير الجزر، وبتلات الورد، لصبغ الشعر باللون الأحمر.
- استخدام الجوز الأسود، والشاي الأسود، والمريمية، ونبات القراص، لتغميق لون الشعر.
- اللجوء إلى استعمال خلطة الفلفل الأسود عبر خلط ملعقة منه مع ملعقة أخرى من عصير الليمون داخل كوب من لبن الزبادي، ثم تدليك الشعر بالخليط وتركه على الشعر لمدة ساعة، ثم إزالته بعد ذلك، مع تكرار ذلك ثلاث مرات لمدة أسبوع.
- استعمال الحناء عبر وضع بودرة الحناء داخل كوب من الشاي الأسود أو القهوة لينتج عجينة متماسكة كالزبادي، ثم ترك الخليط لمدة من الزمن، ثم خلطها بعد مرور 6 ساعات مع ملعقتين من زيت الزيتون البكر، ثم وضع الخلطة على الشعر وتركه لمدة 1-3 ساعات، وفقًا لدرجة اللون الذي يرغب الشخص بالحصول عليها.
نصائح لمنع ظهور الشيب المبكر
توجد العديد من النصائح التي تمنع ظهور الشيب المبكر، منها ما يأتي:
- تقليل التوتر: يعدّ التوتر من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الشيب المبكر، لذا من الضروري معرفة كيفية ضبط النفس والسيطرة على التوتر.
- الطعام الصحي: يعد تناول الطعام الصحي المتوازن الغني بالبروتينات من أهم الطرق للمحافظة على نمو الشعر والأظافر، مثل: السبانخ، ومنتجات الألبان، كالجبن والحليب والزبدة.
- فحص مستويات الغدة الدرقية: إذ يتعرض الأشخاص الذين يعانون من قصور في الغدة الدرقية للإصابة بالشيب المبكر، لذا من الضروري إجراء فحوصات لمستويات الغدة الدرقية.
- عدم استخدام الشامبو العضوي: فمن الممكن استخدام الشامبو الخفيف أو الطبي بدلًا من الشامبو العضوي المليء بالمواد الكيميائية التي تؤثر على صبغة الشعر وتسبب تساقطه.
- ترطيب الشعر: إذ يسبب جفاف الشعر وفقدان رطوبته الإصابة بالشيب المبكر، لذا ينصح باستخدام زيوت الشعر بانتظام لمنع جفافه.
- عدم استخدام زيوت الشعر المعطرة: التي تحتوي على مواد كيميائية قوية؛ لتقليل آثارها الجانبية على الشعر، ومنع ظهور الشيب المبكر.
تدابير وقائيّة مُهمّة لصحة الشعر
يعدّ الشعر من الأمور التي يهتم بها كل شخص، وللحفاظ على صحته يمكن اتباع بعض التدابير الوقائية، التي تتضمن ما يأتي:
- يفضل غسل الشعر الدهني بصورة متكرّرة، إذ يعتمد عدد مرات غسل الشعر على كمية الزيت التي تنتجها فروة الرأس، فبالنسبة للأشخاص أصحاب الشعر الدهني سيضطرون لغسل شعرهم مرةً يوميًا، أما في حال تعرض الشعر الدهني لعمليات معالجة كيميائية فقد لا يضطرون لغسله كثيرًا، ومن المعروف أن فروة الرأس الدهنية تنتج كميات أقل من الزيت مع التقدم بالعمر، لذلك يُلاحَظ أن بعض الأشخاص في فترة الشباب كانو يُعانون من كثرة زيوت الشعر، لكن مع تقدمهم بالعمر قلّ عدد مرات غسل لشعرهم، وقد يُلاحظ بعض الأشخاص تقلبات في دهنية شعرهم خلال فترات زمنية قصيرة، وتفسير ذلك غالبًا ما يعود إلى عدم غسله بعد استخدام الشامبو، مما يترك بقايا منه قد تسبب القشرة لاحقًا.
- يجب الحرص على تنظيف الشعر من منبته من فروة الرأس بالشامبو، مع الاهتمام بكمية الشامبو المستخدم وتركيزه؛ لأن غسله من أطرافه وإهمال فروة الرأس قد يسبب تطاير الشعر ويصبح قاسيًا وأكثر عرضة للجفاف.
- استخدام بلسم عند استخدام شامبو عادي لتنظيف الشعر، أما عند استخدام شامبو مختلط فلا يوجد داعٍ لاستخدامه؛ لأن هذه التركيبة تكون مدعّمة بالبلسم تلقائيًا، والسبب في استخدام بلسم الشعر أنه يحسن مظهر الشعر التالف والمتقصف بنسبة كبيرة، عن طريق زيادة لمعانه وتقليل الكهرباء الساكنة فيه، بالإضافة إلى زيادة قوته، وتوفيره بعض الحماية من الأشعة فوق البنفسجية التي تضر الشعر.
- استخدام الشامبو المناسب لنوعية الشعر؛ فعلى سبيل المثال إذا كان الشعر مصبوغًا بصبغات التلوين يفضل استخدام شامبو مخصص للشعر المعالج بالألوان.
- حماية الشعر عند السباحة من الكلور، عن طريق ترطيبه قبل السباحة بالمرطب المعتاد عليه الشخص؛ لتجنب تأثير الكلور الضار بالشعر والتسبب بجفافه.
