الصحة النفسية

متى تظهر الاجسام المضادة لفيروس سى

متى تظهر الاجسام المضادة لفيروس سى

 

فيروس سي

يَتسبب فيروس سي أو ج بعدوى التهاب الكبد الحادّ والمزمن، وهو مرضٌ معدٍ ينتقل عبر الدّم الملوث، ويسبب مضاعفات عدّة؛ مثل الإصابة بتشمع الكبد أو سرطان الكبد أو فشل الكبد، ولهذا المرض مرحلتان من العدوى، فالنوع الأول يكون مزمنًا طويل المدى، ولا تظهر عادة على الشّخص المُصاب أيّة أعراض مصاحبة له، ويمكن القضاء على الفيروس خلال مدة تبلغ ستة أشهرٍ تقريبًا، أمّا النوع الثانيّ فيكون حادًا، وقد تظهر أعراض الإصابة.

ويتسبب فيروس الكبد سي بوفاة عدد كبير من الأشخاص حولَ العالم؛ إذ قدرت منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2016 ميلاديًّا توفي حوالي 399 ألف شخص بسبب التهاب الكبد الوبائي سي، إذ مات معظمهم بسبب تليّف الكبد أو سرطان الكبد، ويُعدُّ لقاح فيروس الكبد سي غير مكتشف بعد، ولكن الأبحاث مستمرةٌ حولَ هذا المجال، ويُذكر أيضًا أن التهاب الكبد سي ينتقل عادة عن طريق استخدام أدوات الحقن الملوثة، ويشيع بكثرة بين متعاطي المخدرات، وبين مستخدمي أدوات الوشم. 

ظهور الأجسام المضادة لفيروس سي

ينتج جسم الإنسان أجسامًا مضادة، وهي بروتينات تكافح البكتريا ومسببات الأمراض، وتقضي عليها، وتحول دون انتقالها إلى سائر أعضاء الجسم، ويكشف عنها من خلال تحليل الدم، ويقصد بفحص الأجسام المضادة لفيروس سي؛ الفحص أو التحليل الذي يُجرى لتشخيص الإصابة بهذا المرض، إذ إنّ النّتيجة السّلبية للتحليل تدلُّ على عدم إصابة الشّخص بالفيروس، ولعل الاستثناء الوحيد في حالات كهذه هو تعرض الشخص إلى العدوى الفيروسية مؤخرًا، مما يتطلب إجراء تحليل جديد لتأكيد خلوه من المرض، أما النتيجة الإيجابية، فهي تشير إلى أنَّ الشّخصَ مصابٌ بالفيروس في فترةٍ من حياته، ولكنّها لا تدل بالضرورة على إصابته الحاليّة بالفيروس، ويستمر وجود هذه الأجسام المُضادّة في الجسم للقضاء على الفيروس، ولمّا كانت بعض السلوكيات والعادات والإجراءات الطبية تزيد خطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد سي، كان من الضروري على بعض الأفراد إجراء فحوص وتحاليل دورية للكشف عن المرض، وهذا الأمر يشمل الأفراد ممن تنطبق عليهم عوامل الخطر الآتية: 

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • استخدام الحقن لتعاطي المخدرات.
  • إجراء عمليات زرع الأعضاء أو التبرع بالدم قبل عام 1992 ميلاديًّا.
  • الارتباط بشريك جنسي مصاب بالتهاب الكبد الوبائي سي المزمن.
  • العمل في مجال الرعاية الصحية، إذ يكثر التعرض إلى الدم وسوائل الجسم.
  • إجراء عملية غسيل الكلى.

أعراض الإصابة بفيروس سي

لا تظهر الأعراض الآتية على جميع المصابين بفيروس سي، ولكنّها قد تظهر على بعضهم، ومن هذه الأعراض ما يأتي: 

  • الإحساس بتعب عام وإعياء وآلام في العضلات والمفاصل.
  • المعاناة من فقدان الشهية.
  • آلام في البطن وتراكم السوائل فيه.
  • حكة في الجلد.
  • فقدان الوزن دون مبرر.
  • تورم الساقين.
  • اصفرار الجلد وبياض العينين.
  • تحول لون البول إلى الغامق.
  • المعاناة من الارتباك والخمول وتداخل الكلام.
  • نزيف الدم من الجسم بسهولة.

علاج فيروس سي

في بعض الأحيان لا يحتاج التهاب الكبد سي للعلاج، إذ إنَّ المناعة لدى بعض الأشخاص تكون أقوى من العدوى فلا تتطور حالة المرض، ولكن في حالة التهاب الكبد سي المزمن، فمن الضروري حصول المريض على العلاج، فإنَّ علاجَ التهاب الكبد سي يرتكز عادةً على أدوية مضادات الفيروسات مباشرة المفعول DAA، وتتميز بأنها من أشد الأدوية أمانًا وفعالية في علاج التهاب الكبد سي؛ إذ تبين أنها ناجحة في القضاء على العدوى عند قرابة 90% من حالات المرض، وتؤخذ هذه الأدوية عادة لمدة تتراوح بين 8 و12 أسبوعًا، فمدة العلاج تعتمد في المقام الأول على نوع التهاب الكبد سي عند المريض، وقد يتطلب الأمر أحيانًا تناول أكثر من نوع واحد من هذه الأدوية لعلاج المرض.

وينطوي استخدام هذه الأدوية أحيانًا على بعض التأثيرات الجانبية التي تشمل المعاناة من الاكتئاب، وتساقط الشعر، وتهيج الجلد، والقلق، واضطرابات النوم (الأرق)، ومرض فقدان الشهية، والإحساس بالتعب الناجم عن فقر الدم، وإظهار سلوك عدواني اتجاه الآخرين، ويكون من الضروري على الشخص اتباع بعض الخطوات حتى تزيد فعالية العلاج، وهذا يشمل الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. 

من جهة ثانية، إذا عانى المريض من مضاعفات خطيرة ناجمة عن إصابته بالتهاب الكبد سي المزمن، فيحتمل أن يوصي الطبيب حينها بإجراء عملية زراعة الكبد؛ ففي أثناء هذه العملية، يستبدل الطبيب الجراح الكبد السليم بالكبد التالف، وغالبًا ما تكون أعضاء الكبد المزروعة آتية من أشخاص متوفين تبرعوا بأعضائهم، وقد تكون من متبرعين أحياء تبرعوا بجزء من كبدهم، وفي معظم الحالات، لا تكون زراعة الكبد وحدها وسيلة كافية لعلاج التهاب الكبد سي؛ إذ يُرجح أن يصاب المريض بالعدوى مجددًا، مما يتطلب تناول الأدوية المضادة للفيروسات تجنبًا لتلف الكبد المزروع، وقد أظهرت عدة دراسات علمية أن مضادات الفيروسات مباشرة المفعول تكون وسيلة ناجحة لعلاج التهاب الكبد سي بعد إجراء عملية الزرع. 

الوقاية من فيروس سي

لم يُكتشف لقاحٌ يقي من فيروس التهاب الكبد سي، ولكن توجد مجموعة من الإجراءات الوقائيّة التي يستطيع الرجل تنفيذها لتجنب الإصابة بهذا المرض، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:

  • الحفاظ على النّظافة، خاصة نظافة اليدين، والانتباه عند استخدام الأدوات الحادّة وكيفيّة التّخلص منها. 
  • عدم مشاركة الأغراض الشّخصية، كفراشي الأسنان ومقصات الأظافر وأدوات الحلاقة. 
  • الابتعاد عن الوشم وثقب الجسم، وتجنب تعاطي المخدرات. 
  • إجراء فحص للدم المتبرع به لتجنب انتقال عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي. 
  • التوقف عن شرب المشروبات الكحولية نظرًا لأنها تسرّع وتيرة أمراض الكبد. 
  • التوقف عن تناول الأدوية التي يحتمل أن تلحق الضرر بالكبد، وهذا يشمل الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، بالإضافة إلى المستخلصات العشبية والمكملات الغذائية. 
السابق
ما هي كيفية تحذير النبي عليه الصلاة والسلام من قرب الفتن؟
التالي
طريقة تنظيف الرئة من اثار التدخين

اترك تعليقاً