الصحة النفسية

مراحل تكوين الحيوان المنوى

مراحل تكوين الحيوان المنوى

 

آلية تصنيع الحيوان المنوي

تُصنّع ملايين الحيوانات المنوية يومياً داخل الأنابيب التابعة للخصية، ولابد أن تكون درجة حرارة الخصيتين أقل من درجة حرارة الجسم بـ 3 درجات مئويّة كحدٍّ أدنى حتى تعمل الخصية بالشكل الطبيعي، وبعد إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين تُخزّن في البربخ الموجود خلف الخصيتين، ويحتاج إنتاج الحيوانات المنوية لعدة عوامل يجب أن تكمّل بعضها البعض، من أهمها إنتاج هرمون التستوستيرون لما له من دور كبير في تصنيع الحيوانات المنويّة الذي يتحكّم دماغ الإنسان بإفرازه ، تستغرق مجمل عمليّة تكوّن الحيوانات المنوية داخل الخصية حوالي 74 يوماً، أي أنها تحتاج لمدة ثلاثة أشهر لتنتقل إلى الأقنية الناقلة، وغالبًا ما يكون بوسع جسم الرجل البالغ والسليم إنتاج حوالي 20-300 مليون حيوان في كل ملليتر من السائل المنوي، لكن عادةً ما يتمكن الرجل من قذف ما مجموعه 100 مليون حيوان منوي عند لحظة القذف وذلك لزيادة فرص وصول حيوان منوي واحد منها إلى داخل الرحم لتلقيح البويضة والتسبب في حصول الحمل.

مراحل تكون الحيوانات المنوية

يبدأ إنتاج الحيوانات المنوية بكميات كبيرة جداً بالتزامن مع سن البلوغ، إذ تتضمّن المراحل الآتية:

  • مرحلة تكون الخلايا النطفية أو الانقسام الفتلي: تنقسم الخلايا الأم أو بزرات النطاف من النوع أ في الأنابيب المنوية داخل الخصية إلى انقسامين، إذ يُعطي الانقسام الأول خليتين ثنائيتي الصيغة، ثم ينتج عن الانقسام الثاني أربع خلايا ثنائية الصيغة، إذ تكون الصيغة الأولى هي من نوع أ والصيغة الثانية من نوع ب، وتتميز بزرات النطاف بامتلاكها عند هذه المرحلة نواة بيضاوية الشكل.
  • مرحلة الانقسام الاختزالي: تنقسم الخلايا التي نتجت من المرحلة السابقة إلى انقسامين اختزاليين متتاليين، وينتج عن الانقسام الأول خلال منوية أو نطفية منوية أولية ثم خلايا منوية ثانوية، وهذه الانقسامات في المحصلة التي تؤدي إلى تشكل ما يُعرف بأرومة النطفة، والتي هي عبارة عن خلايا بيضاوية ستمر فيما بعد بعمليات انسلاخية لتحويلها إلى نطاف طبيعية.
  • مرحلة تكون النطاف أو النضج: تتطور الخلايا المنوية التي نتجت من المرحلة السابقة، إذ تتحول من شكل كروي إلى شكل ممدود، فيصبح لها رأس وقطعة متوسطة وسوط، أي تصبح حيوانات منوية أو ما يُسمى بالنطاف الجاهزة، وتتحرك داخل الأنابيب المنوية لتنضج وتصبح قادرة على الحركة الذاتية.

العوامل المؤثرة في تكوين الحيوانات المنوية

تتميّز عمليّة تكون الحيوانات المنوية بالحساسيّة الشديدة، وتتأثّر كثيرًا بتقلُّبات البيئة المحيطة، إذ تعد الهرمونات ودرجة الحرارة من أهم العوامل المؤثّرة في تكونها، فمن الضروري أن يتركز هرمون التستوستيرون في الخصية لإتمام هذه العمليّة، ولا بد من وجود الخلايا البينيّة (لايديغ) المتموضعة بالقرب من النُبيبات الناقلة للمني، فهي المسؤولة عن إنتاج هرمون التستوستيرون، كما أن إنتاج الحيوانات المنوية يتأثر سلباً إذا وصلت درجة حرارة في الخصيتين لنفس درجة حرارة الجسم، وعليه فإن تموضع الخصيتين خارج الجسم في كيس جلديّ يُدعى الصَفن يقلل درجة حرارتها إلى أقل من درجة حرارة الجسم الطبيعية، كما أن نقص بعض الفيتامينات، كفيتامين ج وفيتامين هـ يُمكن أن يؤثر على إنتاجية الحيوانات المنوية.

صحة الحيوانات المنوية

يحكم الأطباء على صحة وجودة الحيوانات المنوية اعتمادًا على كميتها وحركتها وتركيبها، وهذه الأمور بمجملها ستحدد درجة الخصوبة التي يتمتع بها الرجل، ويُمكن شرح ذلك على النحو الآتي:

  • كمية الحيوانات المنوية: تزداد خصوبة الرجل كثيرًا عند تواجد أكثر من 15 مليون حيوان منوي في كل ملليتر من السائل المنوي عند القذف، وفي حال قل عدد الحيوانات المنوية عن ذلك فإن هذا يؤدي إلى صعوبات أكثر في التسبب بحمل شريكة العلاقة.
  • حركة الحيوانات المنوية: يجب على الحيوانات المنوية أن تكون قادرة على الحركة للوصول إلى عنق الرحم وقناة فلوب بهدف تلقيح البويضة، وفي الحقيقة يجب أن تكون 40% من الحيوانات المنوية قادرة على السباحة للوصول إلى هذا الهدف.
  • تركيب الحيوانات المنوية: يتميز الحيوان المنوي الطبيعي بامتلاكه لرأس وذيل لمساعدته على الحركة والانتقال من مكان لآخر، وهذا يعني ضرورة أخذ شكل الحيوانات المنوية بجدية عند التحقق من صحتها.

تحسين صحة الحيوانات المنوية

يؤكد الخبراء على وجود أساليب وطرق كثيرة يمكن اتباعها لتحسين صحة وجودة الحيوانات المنوية، من أبرزها ما يلي:

  • ممارسة الأنشطة البدنية: حلل مجموعة من الباحثين في عام 2014 عينات من السائل المنوي تعود لأكثر من 231 رجلًا، وقد لاحظوا زيادة بنسبة 42% في عدد الحيوانات المنوية عند الرجال الذين كانوا يُمارسون الأنشطة البدنية أو حمل الأوزان لأكثر من ثلاث ساعات في الأسبوع.
  • الفيتامينات: أظهرت نتيجة دراسة أجريت عام 2016 على 200 رجل بأن فقدان الوزن وأخذ 1000 ملغرام من فيتامين ج يوميًا قد ساهم فعلًا في زيادة عدد وحركة الحيوانات المنوية، وهذا الأمر ظهر عند الرجال الذين تمكنوا من فقدان بعض الوزن، كما تمكنت دراسة أجريت عام 2015 من الكشف عن حقيقة أن لمستويات فيتامين د الطبيعية في أجسام الرجال دورٌ كبيرٌ في زيادة فرص الحمل والانجاب على الرغم من عدم وجود الكثير من الاختلاف في كمية وحركة الحيوانات المنوية لديهم.
  • الليكوبين: بات بعض الخبراء ينصحون بأخذ مكملات الليكوبين بهدف زيادة جودة وعدد الحيوانات المنوية عند الرجال بسبب تأكيد دراسة في عام 2014 على جدوى هذا الأمر، ويُعد الليكوبين من بين مضادات الأكسدة التي تتواجد طبيعيًا في الكثير من أنواع الفواكه والخضروات.
  • الملابس الداخلية المناسبة: لا بد من ارتداء ملابس داخلية فضفاضة وغير ضيقة لتوفير درجات حرارة مناسبة للخصيتين لإنتاج الحيوانات المنوية، وهذا يعني ضرورة تجنب ارتداء الجينز والسراويل الضيقة التي تُساهم في إلصاق الخصيتين بالجسم وزيادة حرارتها.
  • الإقلاع عن التدخين والتوقف عن شرب الكحوليات: أثبتت أحد المراجعات العلمية في عام 2015 أن لتدخين السجائر آثاًرًا سلبية واضحة على جودة الحيوانات المنوية عند الرجال الذين يتمتعون أصلًا بمستوى جيد من الخصوبة، كما تمكنت دراسة علمية أخرى في عام 2014 من إثبات أن شرب الكحول يؤدي إلى حدوث تشوه في الحيوانات المنوية وانخفاض مستوى هرمون الذكورة، وهذا بالطبع ينعكس سلبًا على خصوبة الرجل.
السابق
مراحل تكوين الحيوان المنوى
التالي
ظهور العروق في الجسم

اترك تعليقاً