الامارات

مرض السل

مرض السل

مرض السل

يعرف السل، بأنه مرض معدٍ يصيب الرئتين عند الإنسان في المقام الأول وأعضاء أخرى من الجسم احيانًا؛ كالدماغ والحبل الشوكي، وتسببه بكتيريا تسمى بالعربية المتفطرة السلية وتدعى في اللغة الإنجليزية باسم Mycobacterium tuberculosis، وينضوي مرض السل تحت خانة الأمراض التي تنتقل بين الأشخاص عبر الهواء، وتحديدًا عندما يسعل الشخص المصاب أو يضحك أو يعطس، ففي حالات كهذه تنتقل البكتيريا المسببة للمرض عبر الرذاذ إلى الأشخاص السليمين، فيُحتمل حينها أن يصابوا بالسل،ولقد كان مرض السل من بين أبرز أسباب الوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال مطلع القرن العشرين، ولكن قاد اكتشاف المضادات الحيوية إلى انحسار انتشار السل بين الناس، وعلى أي حال، صنف العلماء مرض السل إلى نوعين رئيسيين؛ النوع الأول يُدعى بالسل الكامن أو الخافي، الذي يشير باختصار إلى وجود المرض في الجسم لكن دون ظهور أعراض على المريض بسبب مقدرة الجهاز المناعي على مقاومته وهو غير معدي، بينما يُدعى النوع الثاني باسم السل النشط، الذي يشير إلى تكاثر السل داخل الجسم إلى درجة ظهور الأعراض على المريض ويعد هذا النوع معدي، وتعرف بعض أنواع مرض السل بأنها مقاومة للدواء، ويكون بعضها أشد خطورة لقدرته على مقاومة الأدوية المتعددة، مما يعني أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج العدوى لا تكون فعالة في القضاء على البكتريا المسببة للمرض.

أعراض مرض السل

عند إصابة الشخص بمرض السل المعدي فإنّ الأعراض؛ مثل التعرّق والحمّى تكون خفيفة في البداية وتستمر بهذا الشكل لعدّة أشهر؛ مما يؤخّر طلب الرعاية الصحيّة من الشخص المُصاب وتزداد احتمالية انتشار العدوى بهذا المرض ومن الأعراض التي تحدث أثناء الإصابة بمرض السل النشط ما يأتي:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • وجود آلام شديدة في الصدر.
  • قلة الرغبة بتناول الطعام، وفقدان الوزن.
  • الشعور بالقشعريرة.
  • الضعف العام في الجسم، والشعور بالتعب.
  • السعال المستمر الذي قد يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع والمصحوب بنزول الدم من الفم أو القيح؛ بسبب وجوده داخل الرئتين.
  • الشعور بألم عند التبول نتيجة حدوث التهابات في حالة الإصابة بالتهاب المسالك البولية نتيجة الإصابة بمرض السل
  • اضطراب الرؤية .
  • تهيج واحمرار البشرة.
  • الشّعور بآلام في العمود الفقري إذا كانت البكتيريا المسبّة للدّرن قد أصابت العمود الفقري.

أسباب مرض السل

يصاب الإنسان بمرض السل الرئوي نتيجة نوع من البكتريا معروف باسم المتفطرة السليّة – Mycobacterium tuberculosis، وينتشر المرض عادة عندما يسعل الشخص المصاب بمرض السل النشط في رئتيه، فيلتقط شخص آخر الرذاذ الذي يحتوي على بكتريا السل، ومع أن طريقة انتشار مرض السل بين الناس مشابهة تقريبًا لنزلات البرد أو الإنفلونزا، فإن التقاط العدوى البكترية ليس أمرًا سهلًا، فلا بد للشخص من الاحتكاك بالشخص المصاب لساعات طويلة حتى ينتقل المرض إليه، فعلى سبيل المثال، تنتقل عدوى السل عادة بين أفراد الأسرة الذين يقطنون المنزل ذاته، لذلك لا يحتمل أن تنتقل العدوى إلى الإنسان لمجرد جلوسه بجوار شخص مصاب في الحافلة أو القطار. وليس من الضرورة أن ينقل جميع مرضى السل العدوى إلى غيرهم؛ فالأطفال المصابون بالسل أو المرضى بالسل الذي يصيب عضوًا آخر خارج الرئتين لا ينشرون العدوى بين الناس.

ويستطيع الجهاز المناعي لدى معظم الأشخاص الأصحاء أن يقضي على البكتريا المسببة بالسل، بيد أنه في بعض الحالات، تصيب البكتريا الجسم دون أن تسبب أعراض السل كحالة السل الكامن، وفي حالات أخرى تبدأ الأعراض بالظهور على المريض بعد مرور أسابيع أو أشهر أو سنوات من العدوى كالسل النشط ، وتبين الإحصائيات أن ما نسبته 10% من مرضى السل الكامن يصابون بعدوى السل النشط بعد مرور سنوات، ويحدث هذا الأمر عادة إما بعد السنة الأولى من الإصابة وإما بعد السنة الثانية، وقد يحدث بسرعة أكبر إذا كان الجهاز المناعي عند الشخص ضعيفًا، كما هو الحال مع مرضى السرطان الذين يخضعون إلى العلاج الكيميائي.

عوامل الخطر الإصابة بمرض السل

يصيب السل أي شخص بغض النظر عن عمره وجنسه وعرقه، بيد أن الناس الأكثر عرضة لحدوث المرض هم:

  • الأسخاص الذين يعيشون أو يزورون بلدًا أو منطقة ذات مستويات مرتفعة من الإصابة بعدوى السل.
  • الأشخاص الذين يحتكون بالمصاب فترة طويلة من الزمن.
  • الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مزدحمة.
  • الأشخاص الذين يعانون من مرض يؤثر على الجهاز المناعي لديهم، مثل المرضى المصابون فيروس نقص المناعة البشرية.
  • الأشخاص الذين يخضعون إلى علاج مسبب لضعف الجهاز المناعي، مثل العلاج الكيميائي.
  • الأشخاص الذين يعيشون في أماكن ذات ظروف صحية سيئة، أو يتبعون نظامًا غذائيًا فقيرًا بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم أو الذين يتعاطون المخدرات ويفرطون في شرب الكحول.
  • صغار السن وكبار السن، إذ إن أجهزتهم المناعية تكون أضعف من الأجهزة المناعية للبالغين الأصحاء.

تشخيص مرض السل

يلجأ الطّبيب إلى طرق كثيرة للتأكّد من إصابة المريض ببكتيريا السل، منها الآتي:

  • الفحص السريري عن طريق الاستماع بالسمّاعة الطّبية للأصوات التي تصدر من الرّئتين، مع الطّلب من المريض أخذ شهيق وزفير عميقين، بالإضافة إلى تحسّس الغدد الليمفاويّة للتأكّد من تورّمها من عدمه.
  • حقن مادّة تحت الجلد يطلق عليها اسم المشتق البروتيني المنقى، ثم تحري مكان الحقن بعد يومين إلى ثلاثة أيّام، فإذا كان هنالك تورم أو علامة باتساع أكثر من 5 مليمتر، فإن ذلك قد يعني أنّ الشّخص مصاب بالدّرن، لكن قد تُعطي هذه الطّريقة نتائج خاطئة احيانًا، خاصة عند الأفراد الذين أخذوا مطعوم السل من قبل.
  • أخذ عيّنة من دم الشّخص لإجراء فحوصات الدّم، لكن حتى هذه الاختبارات لا تؤكد قطعًا بأن المريض هو فعلًا مصاب بالسل.
  • فحص عيّنة من البلغم للبحث فيها عن بكتيريا الدّرن.
  • تصوير الرّئتين بالأشعّة السينيّة أو بالتصوير المقطعي المحوسب.

مضاعفات مرض السل

إن عدم معالجة مرض السل قد يؤدي إلى مضاعفات وخيمة تؤدي إلى الوفاة، وتشمل مضاعفات مرض السل ما يلي:

  • آلام العمود الفقري: إذ تعد آلام الظهر وتصلبه من أشهر مضاعفات مرض السل.
  • تلف المفاصل: خاصة مفاصل الورك والركبة.
  • تورم الأغشية التي تغطي الدماغ : إذ قد يسبب الصداع لفترة طويلة أو على فترات متقطعة تورمًا في أغشية الدماغ، كما يمكن أن يؤدي إلى تغيرات نفسية.
  • مشاكل في الكبد أو الكلى: تعد كل من الكلية والكبد الأعضاء المسؤولة عن ترشيح الفضلات المتراكمة في الجسم، وقد يؤدي مرض السل إلى حدوث مشاكل في كليهما.
  • مشاكل في القلب: إذ قد يؤدي مرض السل الى التهاب الأنسجة التي تحيط القلب.

علاج مرض السل

تعد الأدوية أساسية في علاج مرض السل، وبما أن مرض السل يقسم إلى نوعين أساسين؛ السل النشط، والسل الكامن، فعملية العلاج تختلف بناءً على المرحلة ونذكرها كما يأتي:

  • مرض السل النشط: تُعطى المضادات الحيويّة للمريض في هذه المرحلة من مدّة تترواح بين ستة أشهر إلى تسعة أشهر على الأقل، وتلعب عدّة عوامل مثل العمر، والصحة العامة للمُصاب، ووجود مقاومة للأدوية وموقع الإصابة بمرض السل دورًا في طول مدّة العلاج، وتجدر الإشارة إلى أن علاج السل النشط يتطلب تناول العديد من الأدوية في آن واحد خاصةً إذا كانت السلالة مقاومة للمضادات الحيويّة، وتشمل علاجات مرض السل كلًا مما يأتي:
    • آيزونيازايد.
    • ريفامبين.
    • إيثامبوتول.
    • بيرازيناميد
    • الفلوروكينولونات والأدوية القابلة للحقن، مثل أميكاسين أو كابريوميسين والتي تستخدم في علاج السلالات المقاومة للمضادات الحيويّة وتتراوح مدّة العلاج بها بين 20 و 30 شهرًا، وتجدر الإشارة إلى إمكانية تطور بعض أنواع البكتيريا لتصبح مقاومة لهذه العقارات أيضًا.
  • مرحلة السل الكامن: وفي هذه المرحلة يمكن استخدام نوعين فقط من المضادات الحيويّة التي ذكرت.

ومن الضّروري إنهاء فترة العلاج كاملة حتى لو أبدى المريض تحسّنًا صحّيًا في بدايات العلاج، إذ إن التوقّف عن إتمام كورس الدّواء للمدّة المحدّدة يعطي فرصة للبكتيريا الضعيفة التي ما زالت على قيد الحياة أن تتنشّط مرّة أخرى وتصبح مقاومة للمضادّات الحيويّة، وهذه الحالة هي الأخطر والأصعب في العلاج، لكن وعلى أي حال، تجدر الإشارة هنا إلى وجود بعض الاعراض الجانبية للمضادات الحيوية الخاصة بعلاج السل؛ إذ تشتهر هذه الأدوية بكونها سامة ومؤذية لأنسجة الكبد على وجه التحديد، وهذا يعني ضرورة التواصل مع الطبيب في حال ظهرت على المريض اعراض دالة على إصابة الكبد بالمشاكل؛ كاليرقان والغثيان أو تغير لون البول إلى اللون الغامق.

الوقاية من مرض السل

يجب على المصابين بمرض السل اتخاذ التدابير الضرورية لمنع انتقال المرض إلى أفراد آخرين مقربين منهم، ومن بين هذه التدابير –مثلًا- البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى مكان العمل أو المدرسة خلال الأسابيع الأولى من المرض، فضلًا عن الحرص على تهوية مكان المعيشة، واغلاق الفم أثناء العطاس أو السعال، وارتداء كمامات الوجه عند الاختلاط بالآخرين، ومن الجدير بالذكر أن العلماء قد توصلوا إلى اكتشاف لقاح للوقاية من مرض السل، ويُمكن إعطاء هذا اللقاح للأطفال الصغار في بعض الدول التي تُعاني من انتشار السل، ولكن هذا اللقاح لن يكون ذو مفعول كبير عند البالغين.

قد يُهِمُّك

تشير التقارير والاحصائيات العلمية إلى إصابة 33% من سكان العالم ببكتيريا مرض السل، أي حوالي 2.5 مليار إنسان تقريبًا، وعلى الرغم من إمكانية علاج مرض السل بالمضادات الحيوية، إلا أن منظمة الصحة العالمية ما زالت تُصنف مرض السل ضمن قائمة أبرز الامراض المسببة للوفاة في العالم، وفي الحقيقة فإن حصيلة وفيات مرض السل قد وصلت إلى حوالي 1.5 مليون انسان في عام 2018، كما وصل عدد المصابين الجدد بهذا المرض في نفس السنة إلى حوالي 10 مليون انسان، لكن ولحسن الحظ فإن الإصابة بمرض السل هي بانخفاض مستمر وبنسبة تصل إلى حوالي 2% سنويًا، كما أن علاج وتشخيص مرض السل قد ساهم في الحفاظ على حياة ما يقرب من 58 مليون انسان حول العالم في الفترة الواقعة بين عامي .

السابق
الغدد الليمفاوية
التالي
علاج مرض السكري بالأعشاب

اترك تعليقاً