الصحة النفسية

مرض الهربس

مرض الهربس

مرض الهربس

ينجم مرض الهربس عن التعرض لفيروس الهربس البسيط الذي يُصيب الأعضاء الجنسية الخارجية، ومنطقة الشرج، والسطوح المخاطية، والجلد في أماكن أخرى من الجسم، ويُعد هذا المرض حالة طبية طويلة الأجل، بيد أن الكثير من الأفراد المصابين به قد لا تظهر عليهم أيّ أعراض على الرغم من إصابتهم بالفيروس، وعادة ما يُعد هؤلاء الأفراد حاملين للمرض وناقلين له على الرغم من عدم ظهور أيّ تقرحات مرضية عليهم، وبعد التفشي الأول للمرض والعدوى الأولى يبقى الفيروس كامنًا في الجسم، ويحتمل أن ينشط عدة مرّات على مدار السنة، وعمومًا يكون مرض الهربس التناسلي معديًا للآخرين حتى لو لم يعاني مريضه من التقرحات.

انتشار مرض الهربس وأنواعه

أشارت منظمة الصحة العالمية عام 2012 إلى وجود ما يقارب 3.7 مليار فرد دون عمر الخمسين مصابين بهربس النوع الأول حول العالم، وما يُقدر بنحو 140 مليون فرد بين سنّ 15-49 سنة مُصابين بالهربس التناسلي الناتج عن النوع الأول، كما تؤكد المنظمة أن معظم حالات الإصابة بالهربس الفموي والتناسلي هي عديمة الأعراض، ووفقًا لبعض الخبراء فإن نسبة انتشار هربس النوع الأول في العالم هي 67% للسكان أقل من عمر 50 سنة، أما هربس النوع الثاني؛ فإن نسبته تبلغ 11% بين السكان ممن تتراوح أعمارهم بين 15-49 سنة،ويُصنف مرض الهربس إلى نوعين رئيسين، هما:

  • هربس النوع الأول: يُعرف هذا النوع باسم الهربس الفموي، وعادة ما يُسبب ظهور تقرّحات حول الفم وبثور الحمى على الفم والوجه، وهو ينتقل من خلال الإفرازات الفموية ولمس التقرحات الجلدية، وقد ينتقل أيضًا عبر التقبيل أو من خلال مشاركة الأغراض الشخصية مع مصاب بالمرض، مثل فرشاة الأسنان أو أدوات الطعام، وتنتشر العدى الفيروسية في هذا النوع بسرعة أكبر إذا كان الفيروس نشطًا عند المريض، ويحتمل كذلك أن تؤدي الإصابة بهذا النوع من الفيروس إلى الإصابة بالهربس التناسلي نتيجة ممارسة بعض العادات الجنسية.
  • هربس النوع الثاني: يُعد هذا النوع مسؤولًا عن الإصابة بالهربس التناسلي، وفيه يُصاب الفرد بتقرحات حول المنطقة التناسلية والمستقيم، وغالبًا ما ينتقل هذا النوع فقط عبر الاتصال الجنسي، كما يُمكن للمرض أن ينتقل من الأم الحامل إلى جنينها أثناء الولادة، وتحدث العدوى في هذا النوع جرّاء الاحتكاك المباشر مع التقرحات.

أعراض مرض الهربس

تشير الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى أن الكثير من الأفراد المصابين بمرض الهربس لا يرون ولا يشعرون بأيّ علامات أو أعراض، وبطبيعة الحال تتراوح مدة أعراض الهربس الفموي عند الإنسان بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، في حين تتراوح مدة الأعراض في حالات الهربس التناسلي بين أسبوعين وستة أسابيع؛ وقد تتضمن الأعراض ما يلي:

  • الشعور بالوخز، أو الحكة، أو الحرقة الجلدية؛ وذلك قبل ظهور التقرحات عند المريض.
  • ظهور التقرحات الجلدية التي تكون شبيهة بالبثور المليئة بالسوائل، وما تلبث هذه التقرحات حتى تنفجر وتشكل ما يشبه القشور الجلدية، وغالبًا ما تظهر هذه القروح بين 2-20 يومًا بعد الإصابة بالمرض، وقد يدوم وجودها لمدة تتراوح بين 7-10 أيام، وتختلف بحسب نوع الهربس؛ إذ تظهر غالبية البثور والتقرحات في حالات الهربس الفموي فوق الشفاه وحول الفم، وتظهر أحيانًا على الوجه أو على اللسان، أو على أي منطقة أخرى من الجلد، أما في حالات الهربس التناسليّ، فتظهر البثور عادة فوق القضيب، أو الردفين، أو حول الشرج، ويحتمل أن تظهر التقرحات في أيّ مكان من الجلد أيضًا، تمامًا مثلما هو الحال في الهربس الفموي.
  • المعاناة من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، مثل الحمى، وألم العضلات، وتورم العقد اللمفية في الرقبة أو في منطقة أعلى الفخذ.
  • التهاب في العين يصاحبه ألم، وحساسية من الضوء، وإفرازات، وإذا لم يؤخذ العلاج المناسب، فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث ندب في العين وزيادة خطر الإصابة بتضبب الرؤية أو فقدانها تمامًا.

مضاعفات الهربس التناسلي

يؤدي الهربس التناسلي إلى الإصابة بمضاعفات سيئة وخطيرة أحيانًا، منها الآتي:

  • الإصابة بأنواع أخرى من العدوى الجنسية: تزداد فرص الإصابة بأنواع أخرى من العدوى الجنسية؛ كالإيدز مثلًا، عند المصابين أصلًا بالهربس التناسلي.
  • الإصابة بمشاكل المثانة البولية: يؤدي الهربس التناسلي أحيانًا إلى حدوث التهاب في الإحليل البولي الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم.
  • الإصابة بالتهاب السحايا: على الرغم من ندرة حدوث هذا الأمر، إلا أن لفيروس الهربس مقدرة على التسبب بحدوث التهابٍ في الأغشية التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي أيضًا.
  • الإصابة بالتهاب المستقيم: يصل الهربس التناسلي إلى بطانة المستقيم أحيانًا ويؤدي إلى التهابها.

علاج مرض الهربس

يقرّ الخبراء بانعدام وجود أيّ علاج محدد لمرض الهربس، وبأن العلاجات المتوفرة تركز أغلبها على محاربة التقرحات وحصر تفشي المرض، لكن من الممكن أن تختفي التقرحات المرافقة للمرض ذاتيًا دون أيّ علاج، وقد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية في محاولة لعلاج الأعراض المصاحبة للمرض، مما يقلل خطر انتشار الفيروس إلى الأفراد الآخرين، كما أنها تُساعد على تقليل حدة وتكرار ظهور أعراض المرض، وقد تأتي هذه الأدوية على شكل حبوب تؤخذ عبر الفم أو على شكل كريمات توضع على الجلد، كما قد يكون من الضروري أحيانًا إعطاؤها عن طريق الحقن في الحالات الشديدة من الهربس، وعمومًا قد يوصي الطبيب ببعض النصائح لتخفيف أعراض مرض الهربس التناسلي إذا كان خفيفًا أو بسيطًا، وهذا تضمن اتباع الخطوات التالية:

  • المحافظة على نظافة المنطقة المصابة وتنظيفها بالماء العادي أو بمحلول ملحي، فهذا الأمر يحول دون إصابة التقرحات بالعدوى أو الالتهاب ويسرع عملية الشفاء، ويمنع التصاق المناطق المصابة بعضها ببعض.
  • استخدام الكمادات الباردة أو أكياس الشاي الباردة على مناطق القروح بهدف تخفيف الألم وتسريع عملية الشفاء، والامتناع كليًا عن وضع الثلج مباشرة على الجلد.
  • استخدام الفازلين أو بعض الكريمات المسكنة للآلام مباشرة على مناطق البثور أو القروح لتخفيف شدة الآلام أثناء التبول.
  • شرب كميات كبيرة من السوائل لتخفيف تركيز البول، مما يقلل الألم أثناء عملية التبول، وقد يكون مفيدًا أيضًا التبول أثناء سكب الماء على منطقة الأعضاء التناسلية.
  • تجنب ارتداء الملابس الداخلية الضيقة منعًا لتهيج البثور أو القروح.
  • في حال كانت الأعراض شديدة، قد يصف الطبيب مضادات الفيروسات، مثل الأسيكلوفير، بمعدل 5 مرات يوميًا على مدار 5 أيام.
  • تجنب الانخراط بالأنشطة الجنسية مع شخص آخر حتى تختفي التقرحات التناسلية.
  • تجنب لمس التقرحات مباشرة.
  • غسل اليدين مباشرة بعد لمس التقرحات.
  • استعمال واقٍ ذكري أثناء المعاشرة الجنسية.

شفاء مرض الهربس

يعاني المصابون بمرض الهربس من وجود الفيروس في أجسامهم طيلة فترة حياتهم دون توافر أيّ علاج له، فحتى لو لم تظهر للفيروس أي أعراض واضحة، فإنه سيكون موجودًا داخل نهايات الخلايا العصبية للفرد المصاب لكن بالطور الخامل إلى أن يحفزه أمر ما ويدخل في الطور النشط؛ أي قد يُعاني المصابون من ظهور أعراض فقط بعد الإصابة بالفيروس مباشرة، ثم يسكن الفيروس في أجسامهم دون تسببه بأيّ أعراض بعد ذلك، لكن قد يستيقظ الفيروس أحيانًا عند تعرض الجسم لمحفز خارجي، مثل؛ التوتر، أو الحمى، أو المرض، أو التعرض لأشعة الشمس. .

السابق
علاج حرقة المعدة
التالي
كيفية علاج فقر الدم

اترك تعليقاً