الصحة النفسية

مغص مع الم اسفل الظهر

مغص مع الم اسفل الظهر

 

المغص مع ألم أسفل الظهر

يؤدي المغص أو الانتفاخ المصاحب لألم في أسفل الظهر إلى حصول معاناة شديدة عند الأفراد الذين يمرون بهذه الحالة، وعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب المحتملة وراء ذلك، إلا أن الخبراء يؤكدون على أن معظم أسباب المغص المصاحب لألم في أسفل الظهر غير خطيرة أو جدية، لكن سيكون من الأفضل دائمًا استشارة طبيب مختص للوقوف على الأسباب التي تقف وراء حدوث ذلك؛ لأن بعضها قد تستلزم رعاية طبية عاجلة أحيانًا، أما في حال معاناة الفرد من ألم الظهر بعد تناوله للطعام، فإن ذلك برأي الخبراء يكون نتيجة لألم منعكس من منطقة أخرى من الجسم وليس ألم مصدره الظهر، وهم يُطلقون على هذا الألم اسم “الألم الرجيع”، وهو قد يكون ناجمًا عن أمور كثيرة أيضًا، مثل اتخاذ الوضعية الخاطئة أو الإصابة بقرحة في المعدة، كما يرى بعض الخبراء بأن أغلب حالات الألم هي إما مجهولة الأسباب أو ميكانيكية الأسباب تنشأ عن مشاكل تصيب المفاصل، أو العظام، أو الأنسجة المحيطة بالعمود الفقري، كما قد ينجم المغص مع ألم أسفل الظهر عن وجود مشكلة في الكلى.

أسباب الإصابة بمغص مع ألم أسفل الظهر

يُمكن للمغص المصاحب لألم في الظهر أن يكون ناجمًا إما عن مشاكل أصابت الكلية أو عن مشاكل أصابت الظهر أو العمود الفقري وفوق هذا كله؛ فإن الاحتمالية تبقى واردة أن يكون المغص في البطن ناجمًا عن أسباب أخرى ليس للكليتين علاقة بها، مثل الإمساك، أو الإسهال، أو ارتفاع حموضة المعدة، أو الإصابة بمتلازمة القولون المتهيج، أو الإصابة بحصى المرارة، أو الإصابة بمرض كرون، أو الإصابة بأي نوع من أنواع الالتهابات التي تصيب الأعضاء البطنية، كالكبد والبنكرياس، ومن أمراض الكليتين التي تؤدي لألم في الظهر ما يلي:

  • أسباب في الكليتين: تشتمل أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بألم أو مغص الكلية على ما يلي من الأسباب:
    • حصى الكلية: تتشكّل حصى الكلية بسبب تجمع المعادن والفضلات الكيميائيّة، وتأتي بأحجام متعدّدة، وهي معروفة بكونها من الأمور التي تُسبّب ألمًا حادًا إلى درجة تمنع الفرد من التبوّل بسهولة، وتنشأ حصى الكلية عادةً داخل الكلية، لكنها قد تنشأ أيضًا داخل أي مكان ضمن المسالك البولية.
    • التهاب المسالك البوليّة: يُصيب التهاب المسالك البولية أي جزء من المسالك البولية، وينجم عادةً عن عدوى بكتيرية، وقد يؤدّي أيضًا إلى إصابة الفرد بالحمى، وبالألم عند التبول، وبتغير في لون البول.
    • التهاب الكلية: ينجم التهاب الكلية عن البكتيريا أيضًا، وتزداد نسب الإصابة بهذا الالتهاب كثيرًا بين الأفراد المصابين بالسكّري.
    • داء الكلى المتعددة الكيسات: يُعرف هذا المرض بكونه حالة وراثيّة تؤدّي إلى تشكّل أكياس مليئة بالسوائل داخل الكلى.
    • الإصابة المباشرة: تؤدّي الإصابة المباشرة والقوية إلى تمزّق الكلية وتضرّرها، وهذا قد يؤدّي إلى حصول فشل كلوي أحيانًا.
    • سرطان الكلية: تُصيب أشهر أنواع سرطان الكلية الأفراد بعمر بين 60-70 سنة، ومن النادر أن تصيب الأفراد أقل من 50 سنة، ويُعاني المصابون بها من نزول الدم مع البول والشعور بألم في الظهر تحت الأضلاع.
  • أسباب في الظهر: تنطوي أهمّ أسباب الشعور بألم في الظهر على ما يلي:
    • الإجهاد: ينشأ ألم الظهر عادةً عن المعاناة من الإجهاد، أو الشد، أو الإصابة المباشرة، وهذا قد يتضمن أشكالًا عديدة من إجهاد عضلات الظهر والأربطة، وتشنج العضلات، وتضرر الأقراص الفقرية، والكسور، وهذه الحالات شائعة كثيرًا بعد رفع أوزان الثقيلة أو عند رفع الأوزان بصورة خاطئة.
    • مشاكل بنيويّة: يوجد الكثير من الأسباب البنيوية التي تجعل من ألم الظهر واقعًا حتميًا، مثل تمزق أحد الأقراص الفقرية أو الدسك، أو الإصابة بعرق النسا، أو بالتهاب المفاصل، أو بهشاشة العظام، أو ربما بسبب انحناء العمود الفقري بطريقة شاذة.
    • الحركة والوضعية الخاطئة: يُمكن لألم الظهر أن ينتج عن أداء أنشطة حركية بسيطة أو عن اتخاذ وضعيات خاطئة؛ مثل: الالتواء، أو العطاس، أو السعال، أو الانحناء بصورة شاذة لوقت طويل، أو الجلوس والوقوف لوقت طويل، أو قيادة السيارة لمدة زمنية طويلة دون أخذ استراحة، أو بسبب النوم فوق فراش غير مناسب لبنية الظهر.
  • أسباب مختلفة: تؤدي الإصابة بما يُعرف بمتلازمة ذنب الفرس إلى حصول ألم شديد في أسفل الظهر وأعلى الأرداف، وقد ترافقها مشاكل في الأمعاء والمثانة أيضًا، كما يُمكن لألم الظهر أن ينتج عن الإصابة بسرطان في العمود الفقري، أو عن التهاب أصاب العمود الفقريّ، وقد تؤدّي الإصابة بداء الالتهاب الحوضيّ أو أي من التهابات المثانة إلى إمكانية حدوث ألم في الظهر أيضًا، وحصى المرارة، إذ تخزن المرارة ما يُعرف بالصفراء التي هي عبارة عن سائل هضمي يفرزه الكبد، وأحيانًا ما تتشكل حصى داخلها عند العديد من الأفراد، لكن جزءًا كبيرًا من المصابين قد لا يعلمون بإصابتهم بها، وأمراض الكبد، أو انسداد أو التهاب في السبيل الهضمي، أو التهاب البنكرياس، أو بسبب تجمع السوائل في البطن، أو بسبب حدوث انتفاخ في البطن ناجمٍ عن احتباس الغازات بسبب بلع الهواء، ونُضيف لذلك:
    • الفيبروميالغيا: يُعرف هذا المرض بكونه مرضًا مزمنًا يؤدي إلى آلام في العضلات والعظام، ويُسبب شعورًا بالضعف العام أيضًا.
    • الداء البطني: ينشأ الداء البطني عن ردة فعل شاذة للجهاز المناعي عند تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة الغولتين، وغالبًا ما تؤثر علامات هذا المرض على الأمعاء والجهاز الهضمي، لكنها قد تصيب أنحاء أخرى من الجسم أيضًا.
    • شلل الأطفال: يُعرف هذه المرض بكونه مرضًا معديًا للغاية ينجم عن الإصابة بفيروس يهاجم الجهاز العصبي.
    • متلازمة القولون المتهيج: تُصيب هذه المتلازمة الأمعاء الغليظة، وتؤدي إلى أعراض متنوعة، منها ألم البطن، والانتفاخات، والإسهال أو الإمساك.

علاج المغص مع ألم أسفل الظهر

يعتمد علاج المغص المصاحب لألم في الظهر على المسبب الذي أدى إلى حدوث الأعراض؛ ففي حال كان المغص ناجمًا عن مشاكل تخص الكليتين، فإن الطبيب عادةً يصف أدوية مسكنة للآلآم في حال كانت المشكلة هي وجود حصى في الكليتين، وقد يصف مضادات حيوية لعلاج الالتهابات التي تصيب الكليتين والمسالك البولية، كما قد يكون من الضروري أحيانًا اللجوء إلى الخيار الجراحي للتعامل مع الحالات التي تحتاج إلى ذلك.

وتتنوع الخيارات العلاجية الخاصة بالتعامل مع ألم الكلية حسب نوعية المشكلة التي أدت إلى حدوث المغص أو الألم، ففي حال كان السبب هو التهاب الكلية، فإن العلاج سيتضمن إعطاء مضادات حيوية لمقاومة العدوى البكتيرية، وتتضمن أبرز هذه المضادات كلًا من الأمبيسيلين، والسيبروفلوكساسين، والليفوفلوكساسين، أما في حال كان سبب الألم هو انسداد الكلية، فإن الطبيب سيركز على إزالة سبب الانسداد الحاصل فيها عبر إعطاء المضادات الحيوية في البداية ثم اللجوء إلى الخيار الجراحي لإزالة حصى الكلى، وقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة وعلاجات السرطان المتخصصة، كالعلاج الكيماوي في حال كان سبب ألم الكلية هو وجود أورام سرطانية فيها.

في حال كانت المشكلة مقتصرة فقط على ألم في الظهر، فإن الطبيب سيحدد المشكلة أولًا ثم يصف الدواء المناسب لتخفيف الآلام، وربما يستعين بالعلاج الطبيعي لتصحيح الأضرار الواقعة على العمود الفقري، وقد ينصح الطبيب المريض للخضوع إلى عملية جراحية في حال كان الدسك هو المسؤول عن ألم الظهر ولم تكن باقي العلاجات مفيدة في تخفيف الألم.

ويؤكد الخبراء على إمكانية أن يزول ألم الظهر وحده خلال بضعة أسابيع أو أشهر، لكن يوجد العديد من الأمور التي بالإمكان الالتزام بها لتخفيف ألم الظهر خلال هذه المدة، مثل ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لتخفيف آلام الظهر، أو استخدام مسكنات الآلام، كالأيبوبروفين؛ أو استخدام مرخيات العضلات بعد استشارة الأطباء والمختصين، وقد يكون بالإمكان استعمال الكمادات الباردة أو الساخنة لإزالة الآلام أيضًا، أما في حال كان الألم ناجمًا عن الدسك أو عرق النسا، فإن الخيار الجراحي سيكون موضوعًا على الطاولة في حال فشل الخيارات الأخرى بالتعامل مع الألم، ويعتمد علاج المغص المصاحب لألم الظهر على المسبب بالدرجة الأولى؛ فإذا كان المسبب هو التهاب أصاب المسالك البولية مثلًا، فإن الطبيب سيلجأ إلى وصف المضادات الحيوية، كما قد يلجأ الطبيب إلى الخيار الجراحي في حال كان سبب المغص الحالات المرضية التي تتطلب تدخلًا جراحيًا، لكن توجد بعض الأمور التي باستطاعة الفرد تجربتها في المنزل لتخفيف حدة المغص المصاحب لألم الظهر، مثل:

  • أخذ أدوية دون وصفة طبية لتخفيف الآلام وتقليل الغازات في البطن.
  • وضع الكمادات الحرارية فوق البطن أو الظهر.
  • أخذ قسط وافر من الراحة وشرب الكثير من الماء.

الفرق بين ألم الظهر وألم الكلية

يكون من الصعب أحيانًا تحديد ما إذا كان مصدر المغص في أسفل الظهر هو مشكلة تتعلق بالكلية أو مشكلة تتعلق ببنية الظهر نفسه، وعادةً ما يلجأ الخبراء إلى تحديد طبيعة الألم والعلامات الأخرى المصاحبة له لمساعدتهم على تشخيص سبب المغص أسفل الظهر، وهذا بالإمكان فعله عبر اتباع التالي:

  • تحديد ألم الكلية: ينجم ألم الكلية عادة عند إصابتها بالاتهاب أو عند تكون حصى داخل الأنابيب الخارجة منها، ولتسهيل تشخيص المغص الناجم عن الكلية يُمكن الاستعانة بالخصائص التالية:
    • من ناحية المكان: يشعر الفرد بالمغص الناجم عن ألم الكلية في منطقة الخصر على جانبي العمود الفقري، بين أسفل القفص الصدري والفخذ.
    • من ناحية النوع: يوصف ألم الكلية بالحاد أو المباغت في حال الإصابة بحصى الكلية، بينما يوصف بالألم الثقيل أو المستمر في حال الإصابة بالتهاب الكلية، ويتميز الألم باستمراريته حتى مع الحركة وقد يختفي وحده دون أي علاج.
    • من ناحية الانعكاس: ينعكس الألم أحيانًا إلى الفخذ أو إلى أسفل البطن.
    • من ناحية الأعراض المصاحبة: يُعاني الفرد من أعراض أخرى عند إصابته بالتهاب الكلية أو حصى الكلية، مثل الحمى، والغثيان، وتغير لون البول، والحاجة الملحة للذهاب للتبول، والشعور بالألم عند التبول، وربما نزل الدم أو الحصى مع البول.
  • تحديد ألم أسفل الظهر: يُعد ألم الظهر عمومًا أكثر شيوعًا من ألم الكلية، وعادةً ما يكون ناجمًا عن مشاكل تمس العضلات، أو العظام، أو الأعصاب الخاصة بالظهر، ولتسهيل تشخيص المغص الناجم عن الكلية يُمكن الاستعانة بالخصائص التالية:
    • من ناحية المكان: يُمكن لألم الظهر أن يحدث في أي موقع من العمود الفقري أو الظهر، لكنه غالبًا يحدث في أسفل الظهر أو بأحد الفخذين.
    • من ناحية النوع: تمتاز آلام العضلات بكونها عميقة أو ثقيلة، بينما تمتاز الآلام الناجمة عن تضرر أحد الأعصاب بكونها حادة للغاية، وقد تنتقل هذه الآلام من الفخذ إلى أسفل الساق، وربما إلى القدم، وغالبًا ما تظهر آلام العضلات على كِلا جهتي العمود الفقري، بينما تظهر آلام الأعصاب على جهة واحدة فقط، وقد يزداد ألم الظهر سوءًا عند الحركة، أو عند الجلوس، أو عند الوقوف لفترة زمنية طويلة.
    • من ناحية الانعكاس: تمتلك الآلام الناجمة عن الأعصاب قدرة على الانتشار إلى الأجزاء السفلية من الساق، بينما تنحصر آلام العضلات في الظهر.
    • من ناحية الأعراض المصاحبة: يُمكن للمناطق التي ينشأ الألم منها أن تكون منتفخة وحساسة عند اللمس، وقد يشعر المصاب بالتنميل أو الضعف بجهة واحدة أو بجهتين من القدمين في حال كان الألم ناجمًا عن مشكلة بالأعصاب.
السابق
علاج قصور الغدة الدرقية بالغذاء
التالي
أضرار الضغط

اترك تعليقاً