اسلاميات

من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال

من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال

من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال ، فمن الجدير بالذّكر أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان قرآناً يمشي على الأرض، ومن أعظم دلائل نبوته -صلى الله عليه وسلم- من القرآن الكريم، قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقد كانت سيرته -صلوات الله عليه- عبارة عن تطبيق عمليّ لما جاء في القرآن الكريم، كما أنه كان يعامل كافة الناس بخلق حسن ولا سيّما مع الأطفال.

من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال

إنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم كان خير معلم للبشرية في كافة الأزمنة، وهو القدوة الأولى والأخرى التي تستقي منها الأمة الخلق الطيّب وحسن العشرة والسلوك الخيّر، وفيما يأتي بيان بعض من الأمثلة الدالة على حب الرسول الكريم للأطفال:

  • حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحفيديه الحسن والحسين -رضي الله عنهما- ويتّضح ذلك من خلال حضنهما وتقبيلهما، ووضعهما بقربه في جلوسه، والالتزام بالذهاب إليهما والاقتطاع من وقته لتربيتهما، والدعاء لهما، حتّى أنَّه في أحد المرّات كان يصلي وركب على ظهره أحدهما فأطال السجود لكي لا يزعجه، وقد خشي الصحابة أن يكون قد حدَث له شيء أو أنَّه يوحى إليه.
  • معاملة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع أبناء أصحابه الذيد ولودوا حديثًا؛ فقد كان من عادته القدوم بالصغار عند ولادتهم فكان يُقبّلهم، ويحنّكهم بالتمر، ويضُمّهم إليه ويدعو لهم بالبركة، وهذا ما فعله مع أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عندما رُزق بمولوده الأول.
  • حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- على دعوة الغلام اليهوديّ الذي كان في حجره ليخدمه إلى الإسلام وتحذيره من النَّار، واستجابة الغلام ووالده تدلّ على رحمة الرسول -عليه السلام- به وشفقته عليه بالرغم من عدم إسلامه.
  • الرسول -عليه السلام- كان حنونًا على حفيدته أُمامة بنت أبي العاص عندما ماتت والدتها زينب -رضي الله عنها- فكان يصحبها معه في بعض الأحيان للصلاة وإذا سجد أجلسها بجانبه، وإذا قام حملها.
  • إكرام الرسول -صلى الله عليه وسلم- للبنات وحفظ حقوقهنَّ، وذلك في وقت كان المجتمع الجاهليّ يحب الذكور أكثر، ويخاف من عار البنات ويكرههنَّ، بينما جعل الرسول -صلوات الله عليه- تربيتها ورعايتها والإنفاق عليها سبباً لدخول الجنَّة ونيل الثواب والرضا من الله تعالى، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن عالَ جارِيَتَيْنِ حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ).
  • بكاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورحمته وحزنه عند وفاة ابنه إبراهيم؛ فقد ضمه وشمّه وقد ورد عن أنس -رضي الله عنه- قوله: (دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ -عليه السَّلَامُ-، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تَذْرِفَانِ، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ)، والمقصود بالقَيْنِ: إقامة الحداد، والمقصود بالظِئْر: المرأة المرضعة التي ترضع الطفل، أو تحنّ عليه.

تعامل النبي مع أولاده

تزوّج الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالسيّدة خديجة وهو في الخامسة والعشرين من عُمره، فأنجب منها بناته جميعهنّ، وهُنّ: زينب، وأُم كلثوم، ورُقية، وفاطمة -رضي الله عنهنّ-، وكُلّهن على الإسلام، وقد تُوفِّيت ثلاث من بناته في حياته باستثناء فاطمة التي تُوفِّيت بعده بستّة أشهر، وقد كان الرسول كثير الحرص، والاهتمام بهنّ، وقد أوردت مصنفات السيرة النبوية بأدلة كثيرة تؤكّد هذا؛ فقد جاء الحديث عن عائشة يُبيّن كيفيّة تعامل النبيّ مع ابنته فاطمة، واحترامه لها، وإكرامه إيّاها، فقد قالت: (كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها).

وكان ممّا يدلّ على شدّة عنايته ببناته، واهتمامه بما يردن ما ورد عن بعض الصحابة من أنّه عندما توفيت بعض بناته في حياته، وقفَ على القبر، وعيناه تدمعان؛ من شدة عطفه عليهنّ، ومن مَودته لهنّ أيضاً أنّه كان يهتمّ باحتياجاتهنّ، ويحلّ مشاكلهنّ، ومثال ذلك أنّ ابنته فاطمة جاءته يوماً تشكو ممّا تعانيه من العمل الشاق، فطلبت منه أن يُحضرَ لها خادماً، فقال لها ولزوجها: ( ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ).

شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذا شخصيّةٍ سويّةٍ مُتّزنةٍ نفسيّاً، فلم يكن عبوساً أو كثير الحزن والبكاء فيَنفر الناس من حوله، وما كان يبكي إلّا من خشية الله -تعالى-؛ كبكائه في صلاة الليل، أو عند سماع آيات القرآن الكريم؛ ومن ذلك عندما قرأ عليه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله -تعالى-: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ شَهِيدًا)، أو قد يبكي حزناً وشفقةً على أمّته؛ كبكائه وهو يصلّي صلاة الكسوف.

إلى هنا نكون قد بينا من الأمثلة التي تدل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال ، وبينا أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو القدوة الأول والأخير في التعامل مع أهل بيته ولا سيّما أبنائه، كما بينا تعامله مع الأطفال على وجه العموم وهو ذا رحمة ولين وعطف.

السابق
طريقة الاكتتاب في شركة الخريف والوثائق المطلوبة ارفاقها
التالي
سبب تحريم أكل ما قتلته آلة الصيد بثقلها لأنه

اترك تعليقاً