الصحة النفسية

نوبة الهلع اثناء النوم

نوبة الهلع اثناء النوم

نوبات الهلع

يمكن أن تصيبك نوبات الهلع الليلية دون أيّ سبب واضح وتوقظك من النوم، وتمامًا كما هي نوبات الهلع التي قد تصيبك أثناء النهار، فإنك قد تعاني من التعرق، وتسارع في ضربات القلب، والارتعاش، وضيق التنفس، أو فرط التنفس، والاحمرار، والقشعريرة، تتشابه هذه الأعراض مع أعراض النوبة القلبية والعديد من الحالات الطبية الخطيرة الأخرى، وعلى الرغم من كون نوبات الهلع مزعجة جدًا وغير مريحة، إلا أنها ليست خطيرة، فتستمر نوبات الهلع الليلية عادةً لبضع دقائق فقط، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتهدأ وتعود إلى النوم بعد أن تعاني منها، وغالبًا فإن الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع أثناء النوم قد يتعرّضون للإصابة بنوبات الهلع أثناء النهار أيضًا.

تعريف نوبات الهلع

قد تتساءَل عن ماهية نوبة الهلع أو عن ماهية الشعور المرافق لها، فنوبة الهلع هي شعور مفاجئ وشديد بالرعب أو الخوف دون سبب ودون وجود خطر حقيقي، عادة ما تحدث أعراض نوبة الهلع فجأة، وتبلغ ذروتها في غضون 10 دقائق من وقت إحساسك بها، ومن ثم تهدأ، بمعنى أن أعراضها تخف أو تزول فجأة، ومع ذلك، قد تستمر بعض النوبات لفترات أطول أو قد تحدث بشكل متتابع، أي أنه من المُحتمل أن تبدأ نوبة هلع جديدة بمجرد أن تنتهي سابقتها، الأمر الذي يجعل من الصعب تحديد متى تنتهي نوبة الهلع ومتى تبدأ، وقد يتعرّض أي شخص لنوبة هلع، ويمكن أن تُصاب بها في بعض الأحيان بسبب حدث معين مررت به وتدركه، ولكن يمكن أن تكون هذه النوبات أيضًا بلا سبب واضح، ففي بعض الأوقات قد تكون عارض من أعراض اضطرابات مزمنة أكبر، مثل اضطرابات القلق أو رهاب الخلاء، أو أي نوع أخر من أنواع الرهاب أو “الفوبيا”.

أعراض نوبات الهلع اثناء النوم

تترافق نوبات الهلع أثناء النوم أو حتى في أوقات النهار مع شعورك بالقلق، إلّا أن هذا لا يعني أن أي شعور بالقلق سيسبب لك نوبة هلع، ولكن وفي بعض الأحيان قد يستمر الشعور بالقلق لفترة أطول من المُعتاد، وعندها قد  يتداخل هذا الشعور مع حياتك اليومية وأثناء النوم ويسبب نوبة هلع، وتوجد العديد من الأعراض التي تصاحب نوبات الهلع، فيعاني كل مصاب من اأعراض مختلفة عن غيره من المصابين، إلّا أن الأعراض الشائعة للهلع أثناء النوم قد تكون جسديّة أو نفسية، وعلى اختلاف هذه الأعراض فإنها تشتمل على ما يلي:

  • الشعور الدائم بالتوتر أو القلق وانشغال الفكر.
  • الصعوبة في التركيز.
  • اضطرابات في النوم، مثل صعوبة النوم أو على العكس البقاء نائمًا لساعات طويلة.
  • الإحساس بمشاكل الجهاز الهضمي.
  • مشاكل جسدية أو صحيّة مثل، زيادة معدل ضربات القلب.
  • الإحساس بآلام شديدة في الصدر.
  • ضيق في التنفس وضيق في الحلق
  • التعرق الزائد.
  • الشعور بالبرد أو السخونة الزائدة أو ما يُسمى بالقشعريرة.
  • الشعور بالدوخة أو الدوار.
  • الشعور بالانفصال عن الواقع، أو الإصابة بالهلوسات.
  • اشعور عام بالإعياء والإحساس بأنك ستهلك.

أسباب نوبات الهلع أثناء النوم

إن أسباب نوبات الهلع غير واضحة أو محددة، فلم يفهم العلماء والأطباء بعد الأسباب الدقيقة لهذه النوبات، سواء تلك التي تحدث في النهار أو في الليل، ومع ذلك يمكن لبعض العوامل أن تزيد من احتمالية تعرض الشخص لنوبة هلع، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

  • العوامل الوراثية: وجود أفراد من العائلة لديهم تاريخ من نوبات الهلع يمكن أن يؤثر على الفرد نفسه ويجعله أكثر عرضة للإصابة بمثل هذه النوبات، الأمر ليس مؤكدًا ولكن يبدو بأن لجينات الإنسان أثر كبير في التعرض لنوبات الهلع أثناء النوم.
  • نوع الشخصية: والمقصود هُنا شخصية الفرد نفسه وطريقته في التفكير، فيميل البعض للتأني في التعامل مع الظروف المحيطة، بينما لا يسيطر آخرون على انفعالاتهم وردود أفعالهم وتميل شخصياتهم لأن تكون شديدة التأثر بالظروف أو تضخيم مخاوفهم مما يؤثر عليهم سلبًا ويزيد من خطر تعرّضهم لنوبات الهلع الليلية.
  • الأوضاع والظروف المحيطة: أو ما يمكنك وصفه بأحداث الحياة، فمن الطبيعي أن تتأثر بمحيطك والأحداث التي تواجهها في الحياة، خاصةً تلك التي تمس أمنك مُباشرةً أو المواقف السابقة التي مررت بها في حياتك، ولكن لا يقتصر الأمر على هذا، فمجريات الحياة المُعتادة قد تؤثر على مشاعرك وتُصيبك بالقلق وتجعلك أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع الليلة.
  • كيمياء الدماغ: لا يخفى عليّك بأن كل ما تشعر به، ما هو إلا نتيجة تفاعلات كيميائية تجري في دماغك، لذا فإن لكيمياء أدمغتنا أثرٌ كبير على مشاعرنا واستجابتنا لمحيطنا.
  • التجارب السابقة: ولا يُقصد بها هنا ظروف الحياة، بل مرورك بتجربة التعرض لنوبة هلع سابقة أو إصابتك بأي اضطراب آخر، مثل اضطراب القلق الاجتماعي وغيرها، فمرورك بهذه التجارب يعني على الأغلب بأنك ستتعرض لها مرة أخرى.
  • أسباب أخرى: يمكن لبعض حالات الصحة العقلية أن تسبب لك نوبات هلع كالاكتئاب واضطراب الوسواس القهري OCD أو اضطراب ما بعد الصدمة PTSD، ويمكن لتعاطي بعض المواد أن تسبب نوبة هلع كالمخدرات أو الكحول أو بعض الأدوية التي قد تترافق مع أعراض جانبية، كما يمكن أن يكون الإفراط في تناول القهوة سببًا لنوبة الهلع لأن الكافيين له دور كبير في هذا الشعور.

علاج نوبات الهلع أثناء النوم

يمكن أن يكون الاستيقاظ  من النوم ليلًا بعد التعرض لإحدى نوبات الهلع تجربة مزعجة ومخيفة،وقد يجعلك هذا الأمر تشعر بأنك فقدت السيطرة على جسمك وحركاتك، مما قد يصيبك بالقلق والهلع أكثر، كما أن أسباب نوبات الهلع لا يمكن تحديدها لأنها تختلف من حالة إلى أخرى، ونفس الأمر بالنسبة لكيفية التعامل معها وعلاجها، ولكن إذا كنت تعاني من نوبة هلع ليلية، فجرّب لعلاجها ما يلي:

  • لا تقاوم النوبات: إذا استيقظت وكنت تعاني من نوبة هلع، فمن المهم عدم محاربتها، لأن هذا قد يزيد الأمور سوءًا، تقبل نوبة الهلع التي تتعرض لها، ولا تفزع منها فتضاعف قلقك، بل تذكر أنه أمر مؤقت فقط وسوف يتلاشى في النهاية مهما استغرق من الوقت، واعلم أن نوبة الهلع تدوم غالبًا لعشرة دقائق فقط، حتّى وإن شعرت بانها أطول من ذلك.
  • حاول أن تسترخي: بعد تعرضك لنوبة الهلع الليلية، جرّب أن تُرجع جسمك لحالته الطبيعية من الاسترخاء، ركّز على تنظيم تنفسك، فاستنشق بعمق وأخرج الزفير ببطء، وبعدها أرخِ عضلاتك وحاول التركيز على الأفكار والصور الإيجابية، وابتعد قدر المستطاع عن التفكير فيما يقلقك، قد يبدو الأمر صعبًا ولكن مع التدريب المستمر ستتمكن من السيطرة على ذلك.
  • تحرّك من مكانك وافعل شيئًا ما: قد لا تتمكن من العودة إلى النوم مباشرة بعد نوبة الهلع، فقد تفكر في سببها، وتشعر بالقلق من حدوثها مرة أخرى إذا عدت إلى النوم بعدها، لذا من المهم أن تفعل شيئًا لإبعاد ذهنك عن الذعر، ببساطة انهض من السرير وأخرج نفسك جسديًا من الشعور نفسه،  ثم حاول القيام بأي نشاط جسدي يشغل عقلك ويبعث على الاسترخاء لتحويل تركيزك عن نوبة الهلع نفسها، مارس بعضًا من تمارين اليوجا مثلًا، أو جرّب الاستماع إلى موسيقى هادئة ولطيفة، أو اقرأ كتابًا إيجابيًّا، أو حتى يمكنك القيام بمهام المنزل الروتينية مثل كي الملابس أو ترتيب المنزل، المهم ألّا تقوم بشيءٍ يتطلب نشاطًا مفرطًا، كما عليك أن تتجنب النشاطات المحفزة، مثل مشاهدة التلفاز أو اللعب على هاتفك، لأن ذلك يجعل من العودة إلى النوم أمرًا صعبًا.
  • لا تتعجّل في العودة إلى فراشك: بعد تعرضك لإحدى نوبات الهلع، عد إلى سريرك إذا كنت جاهزًا فقط، أيّ عندما تشعر بالتعب مرة أخرى وترى بأنه يمكنك معاودة النوم، عندما تكون في السرير بعد النوبة، حافظ على هدوئك عن طريق التنفس بعمق من أنفك وإخراج الزفير من فمك، نفذّ تمارين التنفس بقوة وتركيز عاليين لدرجة أن بطنك هو مَن يرتفع ويهبط وليس صدرك فقط، فالتنفس العميق المنتظم سيُساعدك في الاسترخاء والعودة للنوم.
  • ابتعد عن الموقف المسبب للقلق: حاول أن تُبعد تفكيرك عمّا يقلقك وإذا استطعت تحدّث مع أحد أفراد أسرتك في شيء آخر إيجابي، كما أن شرب كوب من الماء قد يساعد في تهدءتك.

مضاعفات نوبات الهلع اثناء النوم

عوامل نوبات الهلع أثناء النوم أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين ينتمون لأسرة لها تاريخ مع مثل هذه النوبات أو حتى إذا كان في الأسرة أفرادًا يعانون من السير أثناء النوم، ومن الجدير بالذكر بأنه في المراحل المبكرة الأولى وعند الأطفال، تعدّ نوبات الهلع أثناء النوم أمرًا أكثر شيوعًا عند الإناث من الذكور، ولكن وباختلاف الجنس فإن لهذه النوبات مضاعفات مختلفة قد تظهر عند من يُعاني منها، وفيما يلي مجموعة منها:

  • انعدام النشاط خلال النهار التالي: أثناء النهار اللاحق لنوبة الهلع، قد يشعر المُصاب بأنه لا يمتلك الطاقة للقيام بأي فعل مهما كان بسيطًا، الأمر الذي يؤدي بالطبع لمواجهة صعوبات في المدرسة أو العمل، أو مشاكل في القيام بالمهام اليومية.
  • النوم المضطرب: العلاقة واضحة بين النوم المضطرب والنوبات الليلية من الهلع، فببساطة استيقاظك المتكرر بأوقات غير منتظمة وانعدام النوم سيؤثر على نوعية نومك وقد يتطور الأمر لاحقًا ويؤدي للإصابة باضطرابات النوم المختلفة.
  • الشعور الدائم بالنعاس: لا يتعلق هذا الأمر بعدم أخذك لكفايتك من النوم بسبب الاستيقاظ نتيجة إحدى نوبات الهلع وحسب، بل يرتبط أيضًا باضطراب مزاجك وميلك للاستلقاء دائمًا.
  • أزمات نفسية مختلفة: نوبات الهلع الليلية تؤثر على مزاجك ونفسيتك بالتأكيد، وإذا تطور الأمر، يمكن أن يسبب هذا الأمر الشعور بالإحراج كما وقد يتسبب في مشاكل العلاقات، خاصةً إذا ما حدثت هذه النوبة أمام الشريك، فقد يفضل البعض تجنب الناس أو شركائهم، كيلا يمروا بتجربة مشابهة أمامهم.
  • إيذاء النفس أو الآخرين: قد يبدو الأمر مُبالغًا فيه، إلّا أن الضغط النفسي المتولد عن مشاكل النوم ونوبات الهلع الليلية قد يُساهم بالفعل في أن يُقدم أحدهم على إيذاء نفسه أو حتى لإيذاء شخص قريب منهم وكلن هذا الأمر يحدث نادرًا.

قد يُهِمَُكَ: هل يمكن الوقاية من نوبات الهلع أثناء النوم؟

غالبًا ما تدفعك المعاناة من نوبة هلع في الليل إلى القلق بشأن حدوث نوبة أخرى، مما يتسبب في دورانك ضمن حلقة مفرغة، ويؤدي إلى الأرق، ولكن هناك مجموعة من الأشياء التي يمكنك القيام بها لمحاولة تجنب دخولك في هذه الدوامة، وتساعدك في الحصول على نومٍ جيّد في الليل، ومنها:

  • امنح نفسك الوقت الكافي للحصول على النوم الذي تحتاجه: يحتاج البالغون في المتوسط ​​من ثماني إلى تسع ساعات من النوم كل ليلة ليشعروا بالراحة والانتعاش. لذلك، من المهم الذهاب إلى الفراش قبل أكثر من ثماني ساعات من وقت الاستيقاظ حتى تمنح نفسك وقتًا كافيًا للحصول على نوم جيد، بمعنى أنه عليك أن تضيف ساعات إضافية تسمح فيها لنفسك بالاسترخاء قبل الوقوع في النوم..
  • جهز نفسك لليوم التالي: استعد، بدلًا من القلق، فيعاني الكثير من الناس من قلة النوم لأنهم يقلقون بشأن نهارهم التالي، ولتجنب الشعور بالقلق والتفكير فيما سيكون يومك عليه، خطط له ومرّن نفسك على التأكد من إعداد كل شيء، فعلى سبيل المثال، بدلًا من أن تقلق بشأن امتحانك في اليوم التالي، حضّر له، ينطبق هذا الأمر على كل شيء وليس الامتحانات فحسب، حاول أن تضع جدولًا لمهامك التي تنوي القيام بها واترك لها وقتًا كافيًا فهذا سيُشعرك بأن كل شيء ممكن وتحت السيطرة، ويخف من قلقك.
  • ضع نظامًا ثابتًا للنوم: جدوِل نومك لتجعله أكثر كفاءة، وحاول أن تنام وتستيقظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلة نهاية الأسبوع، حاول الاستيقاظ في وقت لا يختلف كثيرًا عن وقت الاستيقاظ خلال الأسبوع نفسه، كما يمكنك أيضًا الالتزام بروتين مسائي يومي، يساعدك على الاسترخاء قبل النوم، فيمكنك مثلًا أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب قبل النوم، هذه العادات من شأنها أن تدرب عقلك على الالتزام بموعد النوم، كما تُساعدك على النوم بشكل أفضل وأعمق، مما يقلل من احتمالية استيقاظك بسبب نوبات الهلع.
  • انتبه لما تشرب: قلل من تناول الكافيين والسكر والكحول قبل النوم، من الممكن أن تجعلك هذه المشروبات تشعر بالقلق والتوتر في الليل، ويمكن أن تمنعك من النوم أو من الاستمرار فيه، لا يقتصر الأمر على هذه الأنواع من المشروبات، فالحد من كمية السوائل بشكلٍ عام والتي تشربها قبل النوم، يُساعدك في تجنب الاستيقاظ للذهاب إلى المرحاض للتبول.
  • تجنب الأجهزة الإلكترونية في وقت متأخر من الليل: قلل من استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية ليلًا، وتوقف عن استخدامها تمامًا قبل 30 إلى 60 دقيقة من وقت النوم، لأن هذه الأجهزة تبعث ما يسمى بالضوء الأزرق، الذي من شأنه أن يزيد من تحفيز عقلك ويبقيك مستيقظًا، أمّا إذا كنت تريد القراءة قبل النوم، فتأكد من القراءة من كتاب أو مجلة ورقية، بدلاً من القراءة من الشاشة.
  • اخلق جوًا هادئًا في غرفة النوم: واحدة من الأشياء التي تجنّبك نوبات الهلع الليلية هي الحرص على خلق جو هادئ ومريح في غرفة نومك، ويُفضل أن تستخدم الإضاءة المنخفضة أو أطفئ الأضواء نهائيًا لأن هذا سيكون أفضل من وجود ضوء في الغرفة.
السابق
علاج فطريات اللسان عند الكبار
التالي
فوائد الكحول الطبي للبشرة

اترك تعليقاً