الصحة النفسية

هرمون السعادة

هرمون السعادة

 

الهرمونات

تعد الهرمونات موادًا كيميائيةً يفرزها الجسم ولها تأثير على العمليات الحيوية المختلفة، إذ تُفرَز من الغدد الصماء، وتُطلق مباشرةً في الدم لتصل إلى مختلف الأعضاء لتحدث تأثيرات مختلفة كلّ حسب وظيفته، منها ما يتعلق بالنمو والتطور، ومنها ما يتحكم بعمليات الأيض مثل هرمون الثيروكسين، ومنها ما يسيطر على الوظائف الجنسية والتكاثر أو حرارة الجسم، ومنها ما له تأثيرٌ كبيرٌعلى المزاج والعواطف، إذ إن ما يشعر به الإنسان من مشاعر هو نتيجة تفاعلات كيميائية تحدث في جسمه، وهي المسؤولة عن جعل الشخص يشعر بمشاعر سلبية مثل الغضب والحزن، والمشاعر الإيجابية مثل الحب والسعادة، ويتسبب أيّ اختلال في نسب الهرمونات يحدوث مشكلات في الجسم حسب وظيفتها؛ مثل الاكتئاب وقصور الغدة الدرقية أو التقزم.وتوجد الكثير من المواد الكيميائية التي اكتشفها العلم سواء أكانت من الهرمونات أو النواقل العصبية، وتحسين المواد وتعديل المزاج، إذ يطلق عليها هرمونات السعادة.

هرمونات السعادة

يطلق مصطلح هرمونات السعادة على مجموعة الهرمونات والنواقل العصبية التي من شأنها أن تعزز المشاعر الإيجابية وترفع مستوى الطاقة، وفيما يأتي ذكرها:

  • السيروتونين: يعد السيروتونين هرمونًا وناقلًا عصبيًا يُفرز في الدماغ، وله تأثير كبير في تعديل المزاج، بالإضافة إلى وظائف أخرى لها علاقة بتنظيم النوم والشهية والهضم والقدرة على التعلم والذاكرة، وتعد الأدوية التي تثبط إعادة امتصاص السيروتونين في الجسم والتي تزيد من نسبته في الدماغ من أشهر الأدوية المضادة للأكتئاب وأكثرها شيوعًا، كما تستخدم في علاج اضطرابات الهلع والقلق المزمن واضطرابات الأكل.
  • الدوبامين: يعد الدوبامين من النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة والنشوة، إذ يفرزه الدماغ في نظام المكافأة، وهو الجزء المسؤول عن الشعور بالنشوة المرتبطة بحدث معين مثل تحقيق الأهداف، فلا عجب أن شعور الإنسان بالسعادة عند تحقيق إنجاز معين يدفعه إلى العمل بجد من أجل إعادة هذا الشعور، مما يفرز لديه المزيد من الدوبامين، وتوجد فوائد أخرى للدوبامين في التعلم والذاكرة والحركة اللاإرادية.
  • الأكسيتوسين: يطلق عليه هرمون الحب، يزيد إفرازه لدى الأنثى الحامل عند الولادة، وهو ضروري لعملية الولادة، ويعد المسؤول عن الشعور القوي بين الأم وطفلها، إذ يزيد إفرازه عند عملية الرضاعة، كما أنه يفيد في توطيد العلاقات بين الأزواج، إذ ينبع منه الشعور بالعطف والحنان والثقة، ويزيد إفرازه عن طريق المودة الجسدية مثل العناق، كما تزداد نسبته عند إمضاء الوقت مع من تحب.
  • الأندورفين: وتفرز هذه المادة طبيعيًا في الجسم لتخفيف الألم والتوتر، وقد اكتشفها العلماء بعد اكتشاف المورفين، إذ أدركوا أنه لا بد أن تتواجد في الجسم مواد شبيهة بالأفيونات، إذ إن لها مستقبلات موجودة في الدماغ توقف السيالات العصبية المختصة بالألم وتعطي الشعور بالراحة والرضى.

المحافظة على هرمونات السعادة وزيادتها

توجد العديد من الممارسات التي تساعد على رفع هرمونات السعادة طبيعيًا، وفيما يأتي ذكرها:

  • الخروج في الهواء الطلق والتعرض لأشعة الشمس المباشرة: إذ يساعد ذلك في إنتاج السيروتونين والإندورفين، مما يجعل الأشخاص أكثر سعادةً وحيويةً.
  • ممارسة التمارين دوريًا : ترفع التمارين مستويات الإندورفين والسيروتونين والدوبامين في الدم، ولهذا يتمتع الرياضيون بحياة صحية سعيدة ومليئة بالإنجاز، وتعد التمارين البسيطة مثل المشي لمدة نصف ساعة تقريبًا كافيةً لرفع هرمونات السعادة، بالإضافة إلى ممارسة تمارين اليوغا أو التأمل.
  • تناول الطعام الحار: يساعد تناول الطعام الحار في تعزيز مستويات الإندورفين في الدم، إذ تتفاعل المستقبلات الحسيّة على اللسان مع التوابل بإرسال إشارات الألم إلى الدماغ، مما يدفعه إلى إنتاج الإندورفين.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على التريبتوفان والفلافونويد: يعد التريبتوفان وحدة البناء الأساسية للسيروتونين، ويكثر في الشوكولاتة الداكنة والموز، وتحتوي الشوكولاتة الداكنة على الفلافونويد التي من شأنها أن تعزز إفراز الإندورفين.
  • تناول الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على التايروسين: إذ إنها تساعد في إنتاج الدوبامين أيضًا، ويوجد في المواد الغنية بالبروتينات، مثل؛ الجبن والحليب والدجاج، كما يكثر وجوده في الحبوب، مثل؛ اللوز والفول السوداني والسمسم، ويوجد في بعض النباتات، مثل؛ اليقطين، والأفوكادو، والموز.
  • أخذ قسطٍ جيدٍ من النوم: يفضل أخذ قسطٍ كافٍ من النوم لا يقل عن سبع ساعات يوميًا، إذ يوازن الجسم الهرمونات خاصةً الدوبامين أثناءه، لذا يجب على الإنسان اتخاذ بعض الإجراءات التي من شأنها أن تساعده على النوم، مثل؛ التقليل من تناول شرب المنبهات مثل الكافيين، والذهاب إلى النوم في موعد محدد كلّ يوم.
  • التدليك: يزيد التدليك من إفراز الأوكسيتوسين والسيروتونين والإندورفين والدوبامين، لذا يجب الحرص على الحصول عليه كلما سمحت الفرصة.
  • التطوع ومساعدة الآخرين: وجدت الأبحاث أن مساعدة الآخرين من شأنها أن تشعر الفرد نفسه بالامتنان والإنجاز، والذي بدوره يزيد من إفراز الإندورفين والدوبامين.
  • إمضاء المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم: إذ تعزز علاقات المحبة وتبادل العواطف إفراز الدوبامين.
  • الاستماع الى الموسيقى: يساعد الاستماع إلى الموسيقى التي تفضلها في إفراز هرمونات السعادة.
  • الإكثار من الضحك: أثبتت الدراسات بأن الإكثار من الضحك خاصةً مع من تحب من شأنه أن يزيد من إفراز الدوبامين والإندورفين ويقلل من التوتر والقلق.
  • الابتعاد عن مسببات القلق والتوتر: إذ يزيد القلق والتوتر من مستوى الهرمونات المسؤولة عن التوتر، وتعد ممارسة اليوغا والتأمل من التمارين التي تخفف من حدّة التوتر.
  • وجود حيوان أليف في المنزل: إذ أظهرت نتائج بعض الدراسات بأن وجود حيوان أليف في المنزل مثل القطط أو الكلاب من شأنها أن ترفع هرمون الأكسيتوسين.

أضرار نقص هرمونات السعادة

يسبب عدم اتزان الهرمونات التي توجد في الجسم مشاكل خطيرةً، فمثلًا يؤدي نقص الإندورفين إلى الاكتئاب والألم الليفي العضلي والصداع الحاد والمتكرر، أما نقص السيروتونين تنتج عنه مشاكل كثيرة، أهمها؛ القلق والتوتر والاكتئاب والعدوانية، كما يسبب نقصه مشاكل واضطرابات الشهية وتهيج القولون ومشاكل في الذاكرة.بينما يعد نقص الدوبامين من أخطرها، إذ يؤدي إلى مشاكل جمة من أبرزها؛ الاكتئاب والأمراض الحركية مثل؛ مرض الباركنسون ومتلازمة تململ الساقين، كما ينتج عن نقصه مشاكل في الإدراك والذاكرة وبعض الأمراض الأُخرى، مثل؛ الشيزوفرينيا واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ويُنصح باستشارة الطبيب عند وجود شكّ بأي من الأمراض السابقة.

السابق
علاج اثار الاكزيما
التالي
أعراض زيادة الكهرباء في الجسم

اترك تعليقاً