الصحة النفسية

أعراض زيادة الكهرباء في الجسم

أعراض زيادة الكهرباء في الجسم

 

زيادة الكهرباء في الجسم

يتميز جسم الإنسان بقدرته على توليد الكهرباء، وتعد تلك الشحنات الكهربائية جزءًا رئيسيًا من صحة الإنسان؛ وذلك لأنها تسمح للجهاز العصبي بإرسال الإشارات العصبية إلى الدماغ، وتلك الإشارات هي عبارة عن شحنات كهربائية تنتقل من خلية إلى أخرى، الأمر الذي يسمح بالاتصال الفوري بين الدماغ وأعضاء الجسم، إذ تعد تلك الإشارات الكهربائية هي المسؤولة عن التحكم بالعديد من المهام في الجسم؛ كضبط إيقاع ضربات القلب، وحركة الدم فيه، وغير ذلك من الأمور التي تمكن الإنسان من البقاء على قيد الحياة، إلا أن حدوث أي خلل أو زيادة في تلك الكهرباء قد تتسبب بحدوث العديد من المضاعفات التي قد تؤثر على الدماغ أو القلب، وتسبب خللًا في وظائفهما.

يؤدي حدوث خلل أو اضطراب في كهرباء الجسم إلى حدوث ما يُعرف بالنوبات التشنجية Seizures، وهي نوبات ناتجة عن اضطراب كهربائي مفاجئ في الدماغ، ويمكنه أن يؤثر في مستوى الوعي لدى الإنسان، بالإضافة إلى تأثيره على سلوكه وآدائه الحركي، وتقسم تلك النوبات إلى نوعين؛ النوبات البؤرية الناتجة عن النشاط غير الطبيعي للكهرباء في جزء معين من الدماغ، والنوبات المعممة الناتجة عن النشاط الكهربائي في جميع أجزاء الدماغ، وتتراوح تلك النوبات في شدتها، كما تختلف أنواعها وفقًا لمكان وكيفية حدوثها في الدماغ، وتستمر معظم النوبات لمدة تتراوح بين 30 ثانية إلى دقيقتين، وقد يستمر بعضها إلى فترة أطول قد تبلغ حوالي خمس دقائق، مما يعني أن المصاب بحاجة إلى علاج طبي فوري، ويمكن السيطرة على تلك النوبات من خلال تناول الأدوية الخاصة بها، كما يُمكن متابعة الحالة الصحية للشخص من خلال التعاون مع أخصائيي الرعاية الصحية، وذلك للتحكم في تلك النوبات والآثار الجانبية التي تسببها الأدوية له، ومن أبرز الأمثلة على اختلال وزيادة الكهرباء في الجسم؛ مرض الصرع.

أعراض زيادة الكهرباء في الجسم

توجد العديد من الأعراض التي تسببها زيادة أو اضطراب الكهرباء في الدماغ، وتظهر تلك الأعراض قبل حدوث النوبات المرتبطة بزيادة تلك الشحنات الكهربائية أو خلالها أو بعدها، وفيما يأتي تفصيل لأبرز أعراض زيادة الكهرباء في الجسم وأكثرها شيوعًا:

  • تشنج وانقباض العضلات: تؤدي النوبات الناتجة عن زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ إلى تعرض المصاب إلى انقباض وارتعاش في العديد من عضلات جسمه.
  • فقدان الوعي: تسبب بعض النوبات فقدانًا مفاجئًا في الوعي، والذي يمكن أن تتراوح مدته من بضع ثوانٍ إلى ساعات، ويعد فقدان الوعي العرض الوحيد الذي يمكن أن يلاحظه الآخرون.
  • الضعف العام: إذ يمكن أن يُصاب المريض بالضعف في أي جزء من أجزاء الجسم، فقد يظهر الضعف لديه في ذراع واحدة أو في ساق واحدة أو كلتا الذراعين أو الساقين.
  • القلق المستمر: تظهر أعراض القلق الشديد لدى المصابين غالبًا قبل حدوث النوبة، والتي قد تكون من النوع البؤري؛ أي في منطقة معينة من الدماغ، كما يعاني العديد من المصابين من الخوف والقلق الشديدين، والشعور المستمر بأن تلك النوبات قد تهدد حياتهم.
  • التحديق في الفراغ: يعد التحديق من أعراض الغياب عن الوعي، والذي يشعر من خلاله المريض بأنه يحلم لفترة قصيرة من الزمن، أو أنه خارج حدود التفكير.
  • أعراض أخرى: كسيلان اللعاب أو الزبد من الفم، والضغط على الأسنان، وعض اللسان، وحركات مفاجئة وسريعة في العينين، وفقدان السيطرة على وظائف المثانة أو الأمعاء.

وقد يعاني المصابون بزيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ من العديد من الأعراض التي قد تظهر قبل حدوث النوبات التشنجية أو قد تكون غير مصاحبة لأي نوبة، بمعنى أنها تظهر بمفردها، ومن أبرزها ما يأتي:

  • عدم وضوح الرؤية؛ كرؤية بقع داكنة، أو صور مشوشة، أو رؤية الأشياء المحيطة به بحجم أكبر من المعتاد.
  • الإضرار بحاسة الشم؛ والتي ينتج عنها عدم القدرة على تمييز الروائح جيدًا.
  • الإضرار بحاسة السمع؛ والتي ينتج عنها سماع أصوات رنين أو أصوات مشوشة أو أصوات أشخاص يتحدثون.
  • الشعور بوخز في الأطراف، أو الشعور بالحاجة إلى التحرك.
  • الإضرار بحاسة التذوق؛ والتي ينتج عنها الإحساس بمذاق غير طبيعي عند تناول الطعام.
  • الإصابة بحالات من الهذيان؛ والتي ينتج عنها الإحساس بالبرودة والقشعريرة.

أسباب زيادة الكهرباء في الجسم

ترسل الخلايا العصبية في الدماغ وتستقبل الشحنات الكهربائية فيما بينها، الأمر الذي يسمح لها بالاتصال للسيطرة على وظائف الجسم المختلفة، وبالتالي فإن أي أمر قد يعطل مسار تلك الشحنات، يمكن أن يؤدي إلى حدوث النوبات التشنجية، وفيما يأتي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى زيادة أو اضطراب الشحنات الكهربائية في الجسم، وتحديدًا في الدماغ:

  • الارتفاع الحاد في درجة حرارة الجسم، والذي قد يكون مرتبطًا بالإصابة بالتهاب السحايا.
  • انخفاض نسبة الصوديوم في الدم، والذي يُمكن أن يصاحب تناول الشخص للعلاجات المدرة للبول.
  • الإصابة بورم في المخ.
  • الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • تعاطي الكحول.
  • قلة النوم.
  • تعاطي المخدرات.
  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية؛ كمضادات الاكتئاب، أو العلاجات الخاصة بالتوقف عن التدخين.
  • إصابات الرأس.
  • الانخفاض الحاد لنسبة السكر بالدم.
  • التعرض المستمر للأصوات المتكررة أو الأضواء الساطعة، كما هو الحال عند الاستخدام المستمر لألعاب الفيديو.

علاج زيادة الكهرباء في الجسم

يوجد العديد من الأشخاص الذين تمكنوا من التخلي عن تناول الدواء الخاص بالنوبات المصاحبة لزيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ، وذلك وفقًا لنصائح ومساعدة الطبيب، والذي يتطلب من المريض التوقف عن تناول الدواء ببطء ووفق تعليمات معينة، وفيما يأتي أبرز الطرق المتبعة لعلاج زيادة الكهرباء في الجسم:

  • الالتزام بنظام غذائي معين: ومن أبرز الأنظمة الغذائية المتبعة في تلك الحالات ما يُعرف بالكيتون؛ والذي يتميز بانخفاض نسبة الكربوهيدرات مع الزيادة في نسبة الدهون، والذي يُمكن للمريض اتباعه وفقًا لتعليمات الطبيب ونوع النوبات التي يتعرض لها، وعادةً ما يوصف هذا العلاج للأطفال الذين لا تجدِ معهم الأدوية نفعًا عند تعرضهم للنوبات، إلا أن هذا النوع من الأنظمة الغذائية قد يسبب العديد من الأعراض الجانبية، ومن أبرزها:
    • حصى الكلى.
    • الإمساك.
    • هشاشة العظام.
    • ارتفاع في نسبة الدهون بالجسم.
    • الجفاف.
    • زيادة الوزن.
  • تحفيز الأعصاب: يُمكن اللجوء إلى التحفيز العصبي للتحكم بالشحنات الكهربائية في الدماغ، ويُمكن ذلك من خلال اتباع إحدى الطرق التالية:
    • تحفيز العصب المبهم؛ وهو العصب الذي يمتد من الصدر والبطن والعنق وصولًا إلى الجزء السفلي من الدماغ، والذي يتحكم بالوظائف الآلية في الجسم؛ كتنظيم نبضات القلب، ويمكن تحفيز هذا العصب من خلال وضع جهاز صغير تحت جلد الصدر يُدعى محفز العصب المبهم، ومن ثم ربطه بالعصب، ويظهر تأثيره من خلال إرساله شحنات كهربائية قليلة عبر العصب إلى الدماغ للمحافظة على نسق معين للكهرباء فيه.
    • تحفيز الاستجابة العصبية؛ وذلك من خلال زرع آداة صغيرة جراحيًا تُدعى المنشط العصبي تحت عظام الجمجمة، والذي يظهر تأثيره من خلال استشعاره للنشاط الكهربائي في الدماغ والذي من الممكن أن يؤدي إلى حدوث نوبات، والمساعدة على منعها من خلال إرساله نبضًا كهربائيًا بسيطًا في تلك المنطقة.
  • العمليات الجراحية: يوجد نوعان من العمليات الجراحية لمثل تلك الحالات، وهما:
    • إزالة الجزء من الدماغ المسبب لحدوث النوبات، وذلك عندما يكون ذلك الجزء مسببًا لنوبات قليلة ومحدودة جدًا، وغير مسيطرة على وظائف الجسم؛ كالسمع أو البصر أو الحركة أو غيرها.
    • قطع المسارات بين الأعصاب المسؤولة عن حدوث النوبات في الدماغ.
السابق
هرمون السعادة
التالي
أضرار حصى الكلى أضرار حصى الكلى

اترك تعليقاً