اشرح كيف يمكن ان تتغير النظريه العلميه ؟ أحد أهم التساؤلات العلميّة التي تحتاج إلى إجابة دقيقة؛ وذلك لأنَّ النظريات العلميّة هي اللبنة الأساسية لبناء العلم التجريبي، ولهذا لا يُمكن اعتبار العلم مصدرًا لأيّة حقائق نهائية، أو حقيقة موضوعية لا تتغير بتغير الزمان، أو المكان، أو المُراقب؛ إلّا إذا تمَّ إثباتها بصورة نهائيّة غير قابلة للتخطئة، ولكنَّ هذا يستحيل في العلوم التجريبية، ولذلك سنُجيب لكم على سؤال كيف يمكن أن تتغير النظرية العلمية؟
ما هي النظرية العلمية
يُقصد بالنظرية العلميّة مجموعة مترابطة من الافتراضات العلميّة، التي يتم صياغتها بهدف شرح، وتفسير مجموعة من الحقائق، أو الظواهر في العالم الطبيعي، والتي تمَّ تأكيدها مرارًا وتكرارًا؛ من خلال التجربة أو الملاحظة، فالنظريات تستخدم الحقائق المتاحة؛ لفهم المفهوم على نطاق واسع، وتتولى النظريات العلمية مهمة شرح بعض الظواهر الأكثر انتشارًا، وتعقيدًا، ومن الأمثلة على ذلك نظرية الجاذبية، ونظرية التطوّر، والنظرية النسبيّة.
تغير النظرية العلمية
يُقصد بتغيير النظرية العلمية على أنَّها عملية مجتمعية للتغذية الراجعة، والتجربة، والملاحظة، والتواصل، وعادةً ما تنطوي هذه العملية على تفسير البيانات الموجودة بطرق جديدة، ودمج الآراء التي تمَّ التوصل إليها مع النتائج الجديدة، وقد يعتمد ذلك على تجربة، أو ملاحظة محددة؛ بهدف تغيير آراء الناس، وقد يشمل أيضًا العديد من الدراسات المنفصلة، وذلك حتّى يتم تغيير ميزان الأدلة؛ لصالح النظرية الجديدة، ويستغرق هذا الأمر بعضًا من الوقت؛ إلى أنْ يتم التوصل إلى التفسير العلمي الأكثر دقة.
اشرح كيف يمكن ان تتغير النظريه العلميه
أنتجت جميع النظريات العلمية توقعات دقيقة، ومدعومة بالأدلة، وفتحت آفاقًا جديدة للبحث، وقدّمت التفسيرات المرضية، ومع ذلك فإنَّ هذه النظريات قد تتغير، ولكن كيف يُمكن أنْ يكون هذا التغير؟ يقبل العلماء النظرية المدعومة جيّدًا، حتّى وإن اعتراها بعض المشاكل؛ ففي الواقع، هنالك عدد قليل من النظريات التي تناسب ملاحظاتنا عن العالم، ولكن عادةً ما تكون هنالك بعض الملاحظات الشاذة، التي لا تتناسب مع الفهم الحالي، ومن هذا المنطلق يفرض العلماء أعمالًا للحالات العلمية الشاذة، بحيث يقومون بفحص مدى ملاءمتها للنظرية الحالية، أو التوصل لنظرية جديدة، وفي نهاية المطاف يتم اقتراح نظرية جديدة، أو معادلة لشرح النظرية القديمة، وذكر الملاحظات التي لا تتوافق مع النظرية القديمة.
وعادةً ما يستغرق اقتراح النظرية الجديدة فترة من الزمن؛ وقد تصل إلى سنوات، وهكذا حتّى يتوصل العلماء إلى فهم النظرية الجديدة، ومعرفة السبب الذي يجعل تفسير النظرية الجديدة أفضل من القديمة، وأخيرًا يتم قبل نظرية جديدة، ويجدر بالذكر أنَّ عملية تغيير النظرية تنطوي على جدل علمي حقيقي، وأبحاثًا إضافيّة، ومساعدة العلم على المضي قدمًا نحو التطوّر.
أمثلة على النظريات العلمية التي تغيرت
بعد أنْ تعرّفنا على كيفية تغير النظريه العلمية؛ سنعرض لكم بعض الأمثلة على النظريات الفيزيائيّة التي تغيّرت من منظور علميّ، وهي على النحو الآتي:
- نظرية الميكانيكا الكلاسيكية، أو نظرية ميكانيكا نيوتن: بنى إسحاق نيوتن نظرية الميكانيكا الكلاسيكية في القرن السابع عشر، وهي عبارة عن مجموعة بسيطة من المعادلات الرياضية، والتي تتولى مهمة شرح حركة الأشياء؛ في كلّ من الفضاء والأرض، وامتازت هذه النظرية بقدرتها على إثبات نفسها في الكثير من الدراسات، ومع ذلك لم تكن مثالية.
- النظرية النسبية الخاصة: افترضت هذه النظرية إنَّ الإطار المرجعي للفرد يتغير، وكذلك الأمر بالنسبة للمكان، والزمان، كما تشرح القياسات المختلفة الخاصة بالإطار المرجعي، والكهرباء، والمغناطيسية، ولكن حلّ محلها نظرية أخرى.
- النظرية النسبية العامة: ساعدت هذه النظرية في تفسير كلّ ما جاءت به النظرية الخاصة، هذا بالإضافة إلى ملاحظاتها لقوى الجاذبية.
وفي النهاية أجبنا لكم عن سؤال اشرح كيف يمكن ان تتغير النظريه العلميه ؟ وذكرنا بعض الأمثلة التي تُبين مدى تغير النظرية العلمية، فالعلم في تطوّر دائم، ولا يتوقف عند حدّ ما تمَّ التوصل إليه، فكلّ يوم تظهر معرفة وعلم جديد.