الصحة النفسية

أضرار زيادة الدم في الجسم

أضرار زيادة الدم في الجسم

 

زيادة الدّم في الجسم

يُعرّف ارتفاع عدد خلايا الدّم الحمراء بزيادة في الخلايا الحاملة للأكسجين في مجرى الدّم، إذ تنقل خلايا الدّم الحمراء الأكسجين من الرّئتين إلى الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، ويُمكن أن ينتج ارتفاع عدد خلايا الدّم الحمراء نتيجة وجود بعض الحالات الّتي تحد من إمدادات الأكسجين، أو وجود حالات تزيد مباشرةً من إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويُعد المعدّل الطّبيعي لدى البالغين عمومًا من خلايا الدّم الحمراء ما بين 4.35-5.65 مليون خلية دم حمراء لكل ميكروليتر من الدّم للرجال، و3.92-5.13 مليون خلية دم حمراء لكل مل من الدّم للنساء، أمّا عند الأطفال فيختلف الحد الأقصى لعدد خلايا الدّم الحمراء حسب العمر والجنس.

أضرار زيادة الدّم في الجسم

توجد العديد من الأضرار والمضاعفات لزيادة الدّم في الجسم، منها ما يأتي:

  • إن مع زيادة كريات الدّم الحمراء المنتشرة، تزداد أيضًا سماكة ولزوجة الدّم، ويرتبط هذا بارتفاع خطر الإصابة بتجلّطات الدّم، وحدوث النّوبات القلبيّة، أو السّكتة الدّماغيّة، أو الانسداد الرّئوي، أو حتى الموت.
  • تحوّل كريات الدّم الحمراء الموجودة بشكل كبير إلى سرطان الدّم والمعروف باسم اللوكيميا.
  • حدوث مشاكل في الدّم كالنّزيف المُفرط، أو مشاكل في تخثّر الدّم.
  • حدوث مشاكل في الكلى، وتكوّن الحصوات، أو الإصابة بمرض النّقرس، نتيجة ارتفاع معدّل تكّون خلايا الدّم الحمراء وتحطمّها، وإفراز المنتجات الثّانويّة النّاتجة عن تحطّم الخلايا.
  • احتماليّة الإصابة بالتّليّف النّقوي، ويحدُث نتيجة تكوّن النّسيج النّدبي على العناصر المكوّنة للدّم النّاتجة من النّخاع، مما ينتج عنه فقر الدّم النّاتج عن فشل النّخاع.

أعراض زيادة الدّم في الجسم

تختلف أعراض زيادة الدّم في الجسم بشكلٍ كبير، فبعض الأشخاص الذين يعانون من زيادة الدّم قد لا تكون لديهم أيّ أعراض على الإطلاق، أما في حالات زيادة الدّم في الجسم النّاتجة عن الأسباب الثّانويّة، تكون الأعراض مُرتبطة بالسّبب الأساسي المسؤول عن حدوث زيادة الدّم، وعادةً ما تكون الأعراض غامضة وعامّة للغاية، ومنها ما يأتي:

  • سهولة تكّون الكدمات على الجلد.
  • سهولة حدوث النّزيف.
  • تشكّل تجلّطات الدّم، ومن المحتمل أن تحدُث النّوبات القلبيّة أو السّكتة الدّماغيّة أو جلطات دمويّة في الرّئتين.
  • حدوث ألم في العظام والمفاصل.
  • صداع الرأس.
  • حدوث حكّة.
  • حدوث الحكّة بعد الاستحمام.
  • الإعياء والتّعب والإرهاق.
  • الدّوخة.
  • وجع في البطن.
  • ضيق التّنفّس، والسّعال المزمن، واضطرابات النّوم، وتوقّف التّنفّس أثناء النّوم، وهذه الأعراض قد تحدث بسبب زيادة الدّم النّاتجة عن أمراض الرّئة.
  • فقدان الوزن أو ألم البطن أو الشّعور بالامتلاء أو اليرقان، وهذه الأعراض قد تحدث بسبب زيادة الدّم النّاتجة عن سرطان الكلى، أو سرطان الكبد، أو غيرها من الأورام الّتي تفرز الإريثروبويتين.

أسباب زيادة الدّم في الجسم

تُقسم أسباب زيادة الدّم في الجسم إلى أسباب أوّلية أو ثانويّة، إذ تنتج الأسباب الأوليّة بسبب وجود مشاكل في إنتاج خلايا الدّم الحمراء، فتزيد من عدد خلايا الدّم الحمراء، أمّا زيادة الدّم النّاتجة عن الأسباب الثّانويّة، فتحدُث نتيجة عوامل خارجيّة لا علاقة لها بإنتاج خلايا الدّم الحمراء:

الأسباب الأوّليّة لزيادة الدم

وتنتج زيادة الدّم الأوّليّة نتيجة وجود طفرات جينيّة موروثة، فتسبّب ارتفاع مستويات خلايا الدّم الحمراء ارتفاعًا كبيرًا وغير طبيعي، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • كثرة الحمر الحقيقيّة polycythemia vera: وهي حالة نادرة، تحدُث فيها زيادة في عدد خلايا الدّم البيضاء وعدد الصّفائح الدّمويّة، كما يحدُث أيضًا بسببها تضخّم للطّحال، وانخفاض مستوى الإريثروبويتين، وتحدث جميع هذه الأعراض بسبب وجود طفرات وراثيّة في الجين (JAK2)، وهذه الطّفرات تزيد من حساسيّة سلائف خلايا الدم الحمراء للإريثروبويتين، مما يزيد من إنتاج خلايا الدّم الحمراء.
  • كثرة الحمر الخلقيّة: وتحدث أيضًا نتيجة وجود طفرات جينيّة تُسبّب زيادة في الاستجابة للمستويات الطبيعية للإريثروبويتين، ومعظم الحالات تنتج عن وجود طفرات مختلفة في جين (EPOR).

الأسباب الثّانويّة لزيادة الدم

قد تنتج زيادة الدّم الحمراء عن أسباب ثانويّة، عادةً ما يكون سببها زيادة في إنتاج الإريثروبويتين وذلك بسبب عوامل متعدّدة، ويُذكر من الأسباب الثّانوية ما يأتي:

  • نقص الأكسجين المزمن: من الأسباب الشّائعة التي تُسبّب نقص الأكسجين المزمن ما يأتي:
    • النفاخ الرّئوي والتهاب الشّعب الهوائيّة المُزمن، والّتي تُعرف مجتمعة باسم داء الانسداد الرّئوي المزمن.
    • أمراض القلب المُزمنة؛ كقصور القلب الاحتقاني، أو التّدفّق غير الطّبيعي للدّم من الجانب الأيمن إلى الجانب الأيسر من القلب.
    • توقّف التّنفّس أثناء النوم.
    • ارتفاع ضغط الدّم الرّئوي.
    • تضيّق الشّرايين الكلويّة، التي قد تحدث بعد زراعة الكلى، فتُصاب الكليتان بتدفّق دّم منخفض، كما ينخفض مستوى الأكسجين فيها، بالرّغم من وجود الأكسجين طبيعيًّا في أنسجة الجسم الأخرى، فنقص الأكسجين الكلوي يعزّز زيادة إنتاج الإريثروبويتين.
    • العيش في الأماكن المرتفعة، فتحدث زيادة في إنتاج خلايا الدّم الحمراء من أجل تعويض انخفاض مستويات الأكسجين المحيطة، وعدم كفاية الأنسجة من الأكسجين.
    • وجود العيوب الخلقيّة النّادرة في الهيموجلوبين، كنقص 2-3-BPG، إذ يزداد ميل الأكسجين للارتباط بجزيئات الهيموجلوبين في هذه الحالة، وبالتّالي يبقى الأكسجين مرتبطًا بإحكام به مع صعوبة انتقاله بسهولة إلى أنسجة الجسم، فينتج عنه نقص الأكسجين في الأنسجة، وبالتّالي زيادة خلايا الدّم الحمراء.
    • التّدخين.
  • الأورام السّرطانيّة المفرزة للإريثروبويتين: فبعض الأورام يمكن أن تطلق كميات فائضة من الإريثروبويتين، ومن أكثر الأورام شيوعًا الّتي تُسبّب ذلك ما يأتي:
    • سرطان الكبد.
    • سرطان الكلى.
    • أورام الغدّة الكظريّة.
    • أورام الرحم.
  • أدوية الطاقة:إن تناول بعض الأدوية يزيد من إنتاج خلايا الدّم الحمراء، ويُذكر منها ما يأتي:
    • المُنشِّطات الأبْتنائيَّة الآنْدرُوجِينيَّة .
    • أدوية تنشيط الدم عن طريق نقل الدّم.
    • حقن بروتين الإريثروبويتين في الجسم لتعزيز إنتاج خلايا الدّم الحمراء.
  • زيادة تركيز خلايا الدم الحمراء: وقد يحدُث ذلك بسبب الجفاف، فإذا انخفض المكون السائل من الدم الّذي يُسمّى بالبلازما، يزداد عدد خلايا الدّم الحمراء، وهذا يُسبّب زيادة تركيز الخلايا الحمراء، مع أنّ العدد الفعلي لخلايا الدّم الحمراء يبقى كما هو.
  • ينتج النخاع العظمي كمية كبيرة من كريات الدم الحمراء.
  • تناول الأدوية أو الهرمونات، وأكثرها شيوعًا هرمون الإريثروبيوتين الذي يحفز إنتاج كريات الدم الحمراء، لكن أخذ الإرثروبيوتين لا يرفع من نسبة الهيموغلوبين إذا كان يوصف لعلاج أمراض الكلى المزمنة، لكن أخذ منشطات الإريثروبيوتين على شكل حقن لتحفيز الآداء الرياضي يزيد من نسبة الهيموغلوبين في الدم.
  • انتفاخ الرئة.

الوقاية من زيادة الدّم في الجسم

يشير مصطلح زيادة الدم في الجسم إلى زيادة نسبة الهيموغلوبين في الجسم، وتعد نسبة الهيموغلوبين طريقة قياس غير مباشرة لعدد كريات الدم الحمراء، ويعد ارتفاع نسبة الهيموغلوبين في الدم مؤشرًا على وجود مشكلة صحية في الجسم، وتبلغ نسبة الهيموغلوبين الطبيعية في الجسم من 14-17 غم لكل ديسيلتر للرجل، ومن 12-15 غم لكل ديسلتر للأنثى، وتعتمد تلك النسبة على العديد من العوامل، منها: العمر، والجنس، والعرق، والصحة العامة للشخص، وتقاس نسبة الهيموغلوبين عادة بواسطة فحص روتيني يسمى تعداد الدم الكامل، بالإضافة إلى فحص الهيماتوكريت، وهو فحص يبين نسبة الدم الذي تكون من كريات الدم الحمراء، وتساعد تلك الفحوصات في تشخيص الحالات الطبية والتعرف على المزيد عن صحة الشخص، وتُعدّ زيادة الدّم النّاتجة عن الأسباب الأوّليّة بسبب طفرة الجينات غير قابلة للوقاية منها عامةً، كما لا يمكن الوقاية من الكثير من الأسباب الثّانويّة الّتي تزيد الدّم في الجسم، ولكن يُمكن لبعض التّدابير الوقائيّة أن تُقلّل من احتماليّة حدوث زيادة الدّم في الجسم، ويُذكر منها ما يأتي:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • تجنّب التّعرّض الطّويل لأول أكسيد الكربون.
  • إجراء العلاجات المناسبة للأمراض الّتي تُسبّب زيادة الدّم في الجسم؛ كأمراض الرّئة المُزمنة، وأمراض القلب، أو توقّف التنفس أثناء النوم.

الهيموغلوبين في الجسم

الهيموغلوبين هو بروتين غني بالحديد موجود في كريات الدم الحمراء، ويرتبط كل جزيء هيموغلوبين مع أربع جزيئات أكسجين، وتحتاج كل خلية في الجسم إلى الأكسجين لإصلاح نفسها والحصول على التغذية، لذا يرتبط الأكسجين بالهيموغلوبين عند دخوله إلى الرئتين، ويقوم الهيموغلوبين بدوره بحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، ويلعب الهيموغلوبين دورًا في إعطاء كريات الدم الحمراء شكل القرص، إذ يساعدها ذلك في التحرك بسهولة داخل الأوعية الدموية، وعندما تقل عدد كريات الدم الحمراء في الجسم أو لا تعمل بالشكل الصحيح فإن كمية الأكسجين اللازمة لعمل الخلايا تصبح قليلة وهذا ما يسمى بفقر الدم.

استخدامات فحص الهيموغلوبين

يستخدم فحص الهيموغلوبين لقياس نسبة الهيموغلوبين في الدم، وقد يكون فحص الهيموغلوبين غير الطبيعي مؤشرًا على وجود مشكلة في الدم، وغالبًا ما يستخدم هذا الفحص للكشف عن الأنيميا، وهي الحالة التي تكون فيها كريات الدم الحمراء أقل من الطبيعي، وفي حال إصابة الشخص بالأنيميا لا تحصل خلايا الجسم على ما تحتاجه من الأكسجين، وعادة ما يكرر فحص الهيموغلوبين مع فحوصات أخرى وهي:

  • الهيماتوكريت، إذ يقيس النسبة المئوية لكريات الدم الحمراء في الدم.
  • فحص تعداد الدم الكامل، وهو الذي يقيس عدد ونوع الخلايا الموجودة في الدم.

انخفاض نسبة الهيموغلوبين

عادة ما يشير انخفاض الهيموغلوبين في الدم إلى إصابة الشخص بالأنيميا أو ما يعرف بفقر الدم، وتوجد عدة أنواع من الأنيميا يمكن أن تصيب الجسم وهي:

  • أنيميا نقص الحديد: هو النوع الأكثر شيوعًا، ويُحصل هذا النوع عند عدم استطاعة الجسم الحصول على ما يكفي من الحديد، وبالتالي لا يستطيع إنتاج ما يكفي من الهيموغلوبين، وتحدث أنيميا نقص الحديد عادةً بسبب فقدان الدم، وقد تحدث أيضًا نتيجة ضعف امتصاص الحديد في الجسم، مثل: إجراء جراحة للمعدة.
  • الأنيميا المرتبطة بالحمل: وهو نوع من الأنيميا المرتبطة بنقص الحديد، ويحدث هذا النوع نتيجة نقصان كمية الحديد الكبيرة خلال الحمل والولادة.
  • الأنيميا المرتبطة بنقص الفيتامينات: ويحدث هذا النوع نتيجة انخفاض نسبة المغذيات في الطعام، مثل: فيتامين بي 12 وحمض الفوليك، وتسبب هذه الأنيميا تغيرًا في شكل كريات الدم الحمراء، وبالتالي تصبح أقل فعالية.
  • فقر الدم اللاتنسجي: وهو خلل يحدث نتيجة مهاجمة جهاز المناعة للخلايا الجذعية الموجودة في النخاع العظمي والمسؤولة عن إنتاج الدم، وبالتالي يقل عدد خلايا الدم الحمراء.
  • فقر الدم الانحلالي: وقد يحدث نتيجة حالة طبية معينة أو قد تكون مشكلة وراثية، ويحدث نتيجة تكسر كريات الدم الحمراء في مجرى الدم أو في الطحال.
  • فقر الدم المنجلي: وهو خلل أو مشكلة وراثية تحدث نتيجة الشكل غير الطبيعي لبروتين الهيموغلوبين، وهذا يعني أن خلايا الدم الحمراء تصبح ذات شكل منجلي وصلب، مما يجعلها غير قادرة على المرور خلال الأوعية الدموية الصغيرة.

توجد حالات أخرى يمكن أن تسبب الأنيميا، مثل: أمراض الكلى، والعلاج الكيميائي للسرطان، وتؤثر تلك الحالات في قدرة الجسم على إنتاج كريات الدم الحمراء، يمكن أن يصاب المواليد الجدد من عمر 6-8 أسابيع بالأنيميا لفترة مؤقتة، وتحدث هذه الحالة عندما تنفد كمية كريات الدم الحمراء في أجسامهم والتي يولدون فيها ولا يستطيع الجسم بعدها إنتاج كريات دم حمراء جديدة، ولكن هذه الحالة لا تؤثر على الطفل ما لم يكن مصابًا بالمرض لأسباب أخرى، وقد يصاب الأطفال أيضًا بالأنيميا نتيجة التحطم السريع لكريات الدم الحمراء، وينتج عن تلك الحالة تحول الجلد إلى اللون الأصفر، وهذا ما يسمى بمرض اليرقان.

السابق
من علامات الساعة المتفرقة – حصار البلدان الإسلامية
التالي
أسباب الإمساك المتكرر

اترك تعليقاً