العين
تعد العين أحد أجزاء الجسم المهمة، والتي تتمثل وظيفته الأساسية بعملية الإبصار ورؤية كل ما يحيط به من أشياء وأشخاص، وتتأثر العين بالعديد من الأمراض المختلفة والتي تؤثر سلبًا على قدرة الشخص على الرؤية، وإهمالها وعدم تشخيصها من البداية قد يؤدي إلى فقدان البصر، لذلك ينبغي إجراء فحوصات العين دوريًا خاصةً إذا كان يعاني من مشكلة مرضية، أو إذا كان لديه إحتمالية كبيرة للإصابة به، بالإضافة إلى اتباع النصائح والتي تساهم في الحفاظ على صحة العين والتقليل من خطر إصابتها بأي مرض، والذي سنتحدث عنه في هذا المقال.
أجزاء العين
تتكون عين الإنسان من عدة أجزاء أساسية لكل واحدة منها وظيفة محددة، ويمكن توضيح ذلك فيما يأتي:
- الصُّلْبَة: وهي الجزء الأبيض الظاهر من العين، والذي يغطي معظم سطح مقلة العين، وتساعد في ارتباط العضلات بالعين والتي تتحكم بحركة العين.
- القرنية: وهي الجزء الشفاف الذي يغطي الجزء الأمامي لمركز العين، وتساهم قرنية العين في تمرير أشعة الضوء وانكسارها وتركيز معظم الأشعة.
- الملتحمة: وهي الغشاء المخاطي الذي يغطي الجزء الأمامي للعين أو ما يسمى بالصُّلبَة، بالإضافة إلى الجزء الداخلي لجفن العيون، وتساهم الملتحمة في ترطيب العين ومنع جفافها إلى جانب الغدد الدمعية.
- المشيمية: والتي تشكل الجزء الأكبر للعين، وتعد الأوعية الدموية المكوّن الأساسي لها والتي تساهم في توصيل الأكسجين والمواد الغذائية للعين، بالإضافة إلى احتوائها على صبغة الميلانين والتي تساعد في الحدّ من الانعكاس غير المنضبط.
- الأجسام الهدبية: تتعدد وظيفة الأجسام الهدبية في العين، إذ تلعب الأجسام الهدبية دورًا كبيرًا في دعم عدسة العين وتثبيتها مكانها، كما تساهم الأجسام الهدبية في تغير حجم عدسة العين على حسب بُعد الرؤية والسيطرة على قوة انكسار العدسة؛ وذلك لاحتوائه على عضلات تساعد على ذلك، بالإضافة إلى دور الأجسام الهدبية في إفراز وإنتاج وتدفق الخلط المائي والذي يملأ التجويف الأمامي والخلفي للعين.
- القزحية: وهو الجزء الدائري الرفيع الموجود في مقلة العين على الجزء الخارجي لعدسة العين، وتعد القزحية الجزء المسؤول عن كمية الضوء التي تدخل للعين، وذلك من خلال تحكمها بحجم وقطر بؤبؤ العين، وتعد القزحية المسؤولة عن لون العيون وذلك بالاعتماد على كمية الصبغة الموجودة في القزحية.
- الشبكية: تعد شبكية العين الطبقة الحساسة للضوء والتي تحتوي على العديد من الخلايا العصبية والخلايا الحسية التي تعمل معًا للقدرة على رؤية الأشياء، بالإضافة إلى احتوائها على خلايا مستقبلة للضوء والتي يوجد نوعان منها وهما:
- الخلايا العصوية: والتي تمتلك القدرة على التفريق بين اللون الأبيض واللون الأسود في الضوء الخافت.
- الخلايا المخروطية: والتي تمتلك القدرة على تمييز الألوان خلال النهار.
- العدسة: تتمثل وظيفة عدسة العين على تركيز أشعة الضوء وتمريرها عبر مقلة العين وصولًا إلى شبكية العين، والتي بدورها تعطي صورة واضحة من خلال قدرتها على الثني والانكسار، كما تمتاز عدسة العين بخلوها من الأوعية الدموية، وتتشابه كثيرًا مع شكل حبة الزيتون.
- الجسم الزجاجي: والذي يقع بين عدسة العين وشبكية العين، وهو عبارة عن كتلة جيلاتينية شفافة تثبت بمكانها عبر ألياف الكولاجين.
آلية عمل العين
إن وظيفة العين الأساسية هي الرؤية، ويمكن تلخيص آلية عمل العين بما يأتي:
- في البداية ينعكس الضوء على الجسم الذي ينظر إليه.
- تمر أشعة الضوء وتعبر عبر قرنية العين، والتي تعد الجزء الأمامي من العين.
- بعد ذلك تخترق أشعة الضوء السائل المائي وصولًا للعدسة عبر حدقة العين.
- تكسر أشعة الضوء من خلال تغير في سماكة عدسة العين، ومن خلال مرورها في سائل العين الزجاجي وتركز الأشعة على شبكية العين الموجودة في الجزء الخلفي للعين.
- بعد وصول أشعة الضوء وارتطامها بشبكية العين، فإنها بدروها تحول هذه الأشعة وتترجمها لسيالات عصبية ترسل عبر العصب البصري للدماغ.
- تفسر هذه السيلات العصبية على الشكل الذي نراه.
الأمراض التي تصيب العين
توجد العديد من الأمراض التي يمكن أن تصيب العين، ومن أهم هذه الأمراض ما يأتي:
- التهاب الملتحمة: إذ يؤدي تعرض ملتحمة العين لأي عدوى بكتيرية أو فيروسية أو تحسس إلى الإصابة بالتهاب الملتحمة والتي تُعرف أيضًا بالعين الوردية.
- التهاب الجفن: وهي تعرض جفن العين القريب من الرموش إلى الالتهاب، مسببةً حكة وشعورًا مزعجًا للمصاب.
- اللابُؤْرِيّة: تعد اللابُؤْرِيّة إحدى مشاكل العين والتي تنجم عن وجود مشكلة في انحناء القرنية، مما ينجم عن ذلك عدم قدرة العين على تركيز الضوء على الشبكية، وعادة ما تعالج إما بالعدسات اللاصقة أوالنظارات أو الإجراء الجراحي.
- الغمش: أو ما يُسمى بالعين الكسولة، وهو أن تصاب إحدى العينين بالضعف أو الكسل والتي قد تملك القدرة على التحرك أو تفقدها، وعادة ما تبدأ هذه المشكلة منذ مرحلة الطفولة.
- التنكس البقعي المرتبط بالسن: إذ يؤدي التقدم بالعمر إلى فقدان الرؤية المركزية والتي تُسمى بالتنكس البقعي المرتبط بالسن.
- العين السوداء: إذ يؤدي التعرض لكدمة أو إصابة خاصةً في المنطقة المحيطة بالعين إلى تورمها وانتفاخها وتغير في لونها.
- شحاذ العين: إذ تنتج شحاذ العين من الإصابة بعدوى بكتيرية لتظهر على شكل كتلة مؤلمة على جفن العين يميل لونها للأحمر.
- التهاب القزحية: عادة ما تؤدي الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية إلى التهاب قزحية العين، والتي تُعرف بالجزء الملون من العين.
- الحَوَل: يُعرف الحول بأنه عدم نظر كلا العينين لنفس الاتجاه، مما يرسل إشارة إلى الدماغ بالتركيز على إحدى العينين وإهمال الأخرى، وبالتالي انخفاض قدرتها على الرؤية.
- الماء الأزرق: أو ما تُعرف بالغلوكوما، والتي تنتج عن ارتفاع ضغط العين لتسبب فقدانًا تدريجيًا للبصر، إذ يبدأ بفقدان الرؤية الجانبية ومع تفاقم الوضع يفقد الرؤية المركزية أيضًا، وللأسف فإن الإصابة بالماء الأزرق يصعب تشخيصها.
- جفاف العين: يُعرف جفاف العين بأنه عدم قدرة العين على إفراز كميات كافية من الدموع أو إفرازه لدموع بجودة سيئة، وغالبًا ما ينتج جفاف العين مع التقدم بالعمر نتيجة للإصابة بعدة أمراض مختلفة كالذئبة الحمامية، مرض متلازمة شوغرن، تصلب الجلد.
نصائح للعناية بالعين
توجد العديد من النصائح التي يمكن اتباعها للحفاظ على صحة العين، والتي تتضمن ما يأتي:
- ممارسة التمارين الرياضية وذلك بهدف التقليل من خطر الإصابة بتلف العين وضررها، وذلك من خلال منع الإصابة بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول بالدم وغيرها من الأمراض.
- معرفة أمراض العيون الموروثة في العائلة، وذلك بهدف تحديد فيما إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بأحد أمراض العيون.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوزان، إذ يكون غنيًا بالفواكه والخضراوات خصوصًا الخضار الورقية ذات اللون الأخضر والأصفر، كما ينصح بتناول الأسماك لاحتوائها على الأوميغا 3 كالسلمون والتونة والهلبوت.
- التوقف عن التدخين؛ وذلك لارتباط الدخان بزيادة فرصة الإصابة بأمراض العيون؛ كالتنكس البقعي المرتبط بالسن، السَّادُّ وحدوث تلف في العصب البصري.
- الحفاظ على وزن صحي ومثالي.
- ارتداء النظارات الشمسية؛ وذلك لحماية العين من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، والتي يؤدي التعرض إليها إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض العين كالسَّادُّ، التنكس البقعي المرتبط بالسن.
- ارتداء ملابس وقاية للعين عند تأدية بعض الأعمال كإجراء الإصلاحات في المنزل، أو ممارسة التمارين الرياضية.
- إراحة العين والتقليل من إجهادها، وذلك من خلال اتباع قاعدة 20-20-20، والتي تتمثل بكل 20 دقيقة النظر لمسافة 20 قدم ولمدة 20 ثانية.
- التقليل من خطر الإصابة بالعدوى عند ارتداء عدسات العين، وذلك بضرورة غسل اليدين قبل ارتداء العدسات اللاصقة أو إزالتها، وكيفية تنظيفها ومعرفة متى يستلزم تجديدها.