داء الثعلبة
داء الثعلبة هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث بسبب مهاجمة جهاز المناعة لبصيلات الشعر، مما ينتج عن هذا بقعة واحدة أو أكثر خالية تمامًا من الشعر مع عدم وجود أي تغير أو تكون لندب على الجلد المصاب، ويصيب هذا المرض الذكور والإناث على حدٍ سواء، وقد ربط الأطباء الإصابة به بوجود عامل وراثي يُكتسب من كلا الوالدين، كما يرتبط بالإصابة ببعض الأمراض الوراثية الأخرى، ومن الممكن في بعض الحالات أن تختفي الإصابة ويعود الشعر إلى النمو دون علاج، ومن الممكن أن تستمر الإصابة لسنواتٍ طويلة، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن داء الثعلبة وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
أفضل علاج لداء الثعلبة
إنَّ تشخيص داء الثعلبة سريعٌ وبسيط، إذ يعتمد الطبيب في تشخيص الإصابة، ولاستثناء الأسباب الأخرى للصلع، على أخذ التاريخ المرضي للمصاب وعلى الفحص السريري له، بحيث يفحص الطبيب مناطق الصلع، ويلاحظ أنَّ الشعر الجديد الذي نمى مكانه أضعف ولونه أبيض أو رمادي، ويمكن أخذ خزعة من منطقة الإصابة وفحصها بالمختبر في بعض الحالات،ولا يوجد علاج فعَّال ونهائي يقضي على مرض الثعلبة، ولكن يوجد عدة طرق علاجية تساعد على إبطاء تساقط الشعر وتحفيز الشعر على النمو مكان الشعر المفقود، كما أنَّ نتائج العلاج غير مضمونة تمامًا، ويُمكن أن يستمر فقدان الشعر حتى مع العلاج، ويجب التنويه على ضرورة استشارة الطبيب قبل استعمال أيٍ من هذه الأدوية، ومن أبرز طرق العلاج المستخدمة لعلاج داء الثعلبة:
- العلاج الموضعي: إذ تطبق العلاجات الموضعية على مكان الإصابة مباشرة، وتشمل أدوية علاج الثعلبة الموضعية كلًا من؛ دواء مينوكسيديل، والذي يُطبق مرتين على منطقة الإصابة، ولكنه يحتاج إلى عام واحد لكي تبدأ النتائج بالظهور، ودواء الديثرانول الذي يحفز نمو الشعر، والكريمات الستيرودية القشرية التي تساعد على التقليل من الالتهاب في بصيلات الشعر، والعلاج المناعي الموضعي والذي تطبق من خلاله بعض الأدوية مثل؛ ديفينسيبرون على مكان الإصابة مباشرة، ليحفز هذا الدواء نمو الشعر من جديد خلال ستة أشهر من الاستخدام، ولكن للحفاظ على نمو الشعر يجب الاستمرار بتطبيقه على مكان الإصابة.
- العلاج بالحُقن: يعدُّ العلاج بمركبات الكورتكوسترويد خيارًا علاجيًّا متاحًا، إذ تُحقن منطقة الجلد المصابة بالثعلبة مباشرة به، وغالبًا ما يُعطى المركب كل أربعة أسابيع، ليعاود الشعر النمو مرة أخرى، ولكن هذا الدواء لا يمنع تساقط الشعر.
- العلاج عبر الفم: يوجد عدة أدوية لعلاج الثعلبة تُعطى عبر الفم، مثل الأدوية المثبطة للمناعة، ولكن هذه الأدوية لا يمكن تناولها لفترة زمنية طويلة؛ لأنها من الممكن أن تسبب أضرار جانبية مثل؛ تلف الكلى والكبد، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، ومن الأدوية الفموية الأخرى؛ أقراص الكورتيزون، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناوله؛ وذلك لأنه يسبب العديد من الآثار الجانبية.
- العلاج بالضوء: وهو نوع من العلاج الإشعاعي يستخدم فيه مزيج من الأشعة فوق البنفسجية ومادة السورالين.
علاج داء الثعلبة بالأعشاب
لا يوجد أبحاث كافية تدل على فعالية نوع معين من الأعشاب أو النباتات في علاج داء الثعلبة، ولكن يوجد بعض العلاجات الطبيعية التي قد يكون لها تأثير جيد في علاج داء الثعلبة، مع التنويه إلى وجود تباين في استجابة المرض للعلاج من شخصٍ لآخر،ومن أبرز طرق علاج الثعلبة بالأعشاب والعلاجات الطبيعية ما يلي:
- علاج الثعلبة بالثّوم وعصير البصل، إذ يُطبق عصير البصل وهلام الثوم الناتج عن طحن الثوم على مناطق الصلع الناتج عن الثعلبة، ليؤدي هذا إلى تعزيز نمو الشعر من جديد، وما تزال الأبحاث جارية لتحديد فعالية هذا العلاج في القضاء على الثعلبة.
- العلاج العطري؛ وذلك من خلال تدليك مكان الإصابة بمجموعة من الزيوت العطرية، التي تشمل زيت الزعتر والروزميري، وزيت الخزامى، وزيت خشب الأرز، كما تُستخدم هذه الزيوت أيضًا في علاج تساقط الشعر، ومع أنَّ فعاليتها في العلاج جيدة إلا أنه يلزم توسيع الأبحاث التي تجري عليها.
- العلاج بالليزر منخفض المستوى.
- المكملات الغذائية للفيتامينات، مثل الزنك وفيتامين ب المركب.
- العلاج بالبروبيوتيك.
- الزيوت الطبيعية مثل؛ زيت الزيتون، وزيت جوز الهند، وزيت الخروع، وزيت الجوجوبا.
- تطبيق هلام الصبار على مكان الإصابة.
أنواع داء الثعلبة
تنقسم الثعلبة إلى عدة أنواع، وأبرز أنواع الثعلبة ما يأتي:
- الثعلبة البقعية: وهي التي تظهر على صورة بقع مختلفة العدد والشكل، وقد تصيب أي مكان ينمو فيه الشعر في الجسم.
- الثعلبة الكلية: وهي التي تصيب كامل شعر الرأس.
- الثعلبة الشاملة: وذلك عندما تنتشر الثعلبة في جميع أنحاء الجسم والشعر، إذ إنّ جهاز المناعة ولأسباب غير معروفة يهاجم جذر الشعر ويسبب تساقطه.
أعراض الإصابة بداء الثعلبة
تعد أبرز أعراض الإصابة بداء الثعلبة هي بدء تساقط بقع صغيرة من الشعر، ومن الممكن أن يتأثر أي مكان في الجسم بداء الثعلبة مثل؛ اللحية ورمش العينين، إلا أنه غالبًا ما يبدأ بالظهور في فروة الرأس، ويمكن أن يبدأ تساقط خصل من الشعر فجأة أو أن يبدأ الشخص بالشعور بالحكة الشديدة والحرقان والالتهاب في المنطقة قبل ذلك، كما يمكن في بعض الحالات أن يعاود الشعر النمو بعد فترة، ومن الممكن أن تستمر بقع الصلع بالانتشار في مختلف مناطق الجسم، وفي بعض الحالات قد يتطور الالتهاب ويصل إلى الأظافر، لتفقد بريقها وتصبح ضعيفة سهلة الكسر، وفيها بقع وخطوط بيضاء وخدوش دقيقة.
أسباب الإصابة بداء الثعلبة
تحدث الإصابة بداء الثعلبة عندما تهاجم خلايا الدم البيضاء؛ وهي إحدى أنواع الخلايا المناعية الموجودة في بصيلات الشعر، مما يتسبب في موتها وبالتالي فقدان الشعر، ولا يزال السبب الكامن وراء مهاجمة خلايا المناعة لبصيلات الشعر غيرُ معروفٍ تمامًا، ولكن يعتقد الأطباء أنَّ للوراثة دورٌ في ذلك؛ وذلك لأنَّ شخصًا واحدًا من بين كل خمسة أشخاص مصابون بداء الثعلبة لديهم أقارب من العائلة مصابين بنفس المرض، كما أنَّ العلماء ربطوا بأنَّ معظم المصابين بداء الثعلبة لديهم تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل؛ التهاب الجلد التأتبي المعروف بالأكزيما، والبهاق، والتهاب الغدة الدرقية المناعي، كما يصنف الأطباء الإجهاد المزمن أحد أسباب الإصابة بالثعلبة ولكن لا توجد أدلة وأبحاث كافية حول هذا إلى الآن.