مرض الإيدز
يعرف مرض الإيدز أيضًا باسم مرض نقص المناعة المكتسبة، وهو أحد الأمراض التي يسببها نوع من أنواع الفيروسات التي تهاجم جهاز المناعة عند المصاب مما يؤدي إلى إضعاف مناعة الجسم وسهولة التعرض للإصابة بالأمراض بجميع أنواعها، وهذا المرض قابل للانتقال عن طريق سوائل الجسم فقط، وقد تنقله الأم للطفل الرضيع أو قد ينتقل من خلال نقل الدم، ويعدّ هذا المرض شديد الخطورة لصعوبة علاجه أو السيطرة على أعراضه، كما أن أعداد المصابين بهذا المرض ازدادت في السنوات الماضية كثيرًا، وبسبب التكلفة المادية المرتفعة التي يكلفها هذا المرض في العلاج فإن المنظمات الصحية الدولية نشرت الوعي والنصائح للوقاية من الإصابة والتقليل من أعداد المصابين به، خاصةً في الأماكن التي يوجد بها المرض بكثرة، وبالرغم من أن فترة الحضانة لهذا الفيروس طويلة قبل بدء ظهور الأعراض إلا أنه ينتشر في الجسم ليؤثر على كل أجزائه فيؤثر على الجهاز المناعي والعصبي، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأورام السرطانية بالإضافة إلى آثاره النفسية السيئة.
عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى الإيدز
يؤدي جهاز المناعة دورًا هامًّا في محاربة الأمراض متمثلًا بخلايا الدم البيضاء بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى خلايا أخرى، وعند الإصابة بمرض الإيدز فإن الفيروس يهاجم خلايا الدم البيضاء من نوع CD4 للدفاع عن وجوده، ويبدأ تدريجيًا بتدمير جهاز المناعة في الجسم، مما يعني عجز خلايا الدم البيضاء عن حماية الجسم وسهولة تعرضه مباشرةً لأنواع مختلفة من الالتهابات والعدوى الجرثومية، ومن خلال قياس أعداد كريات الدم البيضاء في الدم يمكن تشخيص وجود مشكلة مناعية قد تسببها العديد من الأمراض من بينها مرض الإيدز، وعلى أي حال يجب أن يكون العدد الطبيعي لخلايا الدم البيضاء من 4000 إلى 11000 خلية، إلا أن هذا العدد يبدأ بالانخفاض عند مرضى الإيدز خاصة النوع المتعادل منها، وهي المسؤولة عن حماية الجسم من العدوى البكتيرية، وتعرف حالة النقص هذه باسم الليكوبينيا، إذ يقل عدد خلايا الدم البيضاء عن أربعة آلاف خلية وهذا يعني ظهور أعراض مرضية باستمرار وعجز الجسم عن الدفاع عن نفسه، كما أن انخفاض عددها يعني سهولة مهاجمتها أجزاء الجسم الأخرى، وأعراض نقص عدد خلايا الدم البيضاء الناتج عن تدميرها تبدأ بالظهور على شكل تقرحات والتهابات في الفم، ومن ثم تنتقل الالتهابات لأجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الجلد والحلق، ولا تساهم الأدوية العلاجية إلا بمحاولة السيطرة على نتائج نقص عدد هذه الخلايا إلا أنها لن تكون قادرة على علاج مرض الإيدز نهائيًا، كما أن المرض يسبب نقصًا في الخلايا الليمفاوية، ولكن نقص عددها لا يعني بالضرورة الإصابة بالإيدز، إذ توجد أمراض كثيرة تسبب النقص كأمراض المناعة الذاتية والإصابة بالأورام السرطانية وبعض الأمراض الجينية.
على أي حال، يُمكن لمرض الإيدز أن يؤدي في البداية إلى حصول ارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء، وهذا يحدث نتيجة لمحاولة الجسم التخلص من فيروس الإيدز، لكن في حال وصل الفيروس أو أنواع العدوى الأخرى المرافقة للإيدز إلى نخاع العظم وتمكنت من إحداث خلل في قدرته على إنتاج خلايا الدم البيضاء، فإن انخفاضًا حتميًا سيحدث على عدد كريات الدم البيضاء عند مرضى الايدز.
مراحل مرض الإيدز
يمر مرض الإيدز بمراحل عدة تزداد شدتها مع الوقت، وقد يكون موجودًا لسنوات عدة في الجسم دون ظهور أي أعراض، ويساعد اكتشافه مبكرًا في السيطرة عليه قبل أن يدمر المرض جهاز المناعة المسؤول عن حماية الجسم من الأمراض، وفيما يأتي مراحل المرض:
- مع بداية الإصابة بالفيروس لا يشعر المصاب بأي مشكلات صحية ولا تظهر أعراض للمرض، لكن قد يشعر ببعض الأعراض الشبيهة بأعراض الإنفلونزا؛ كالتهاب الحلق، وآلام العضلات والمفاضل، وتضخم العقد اللمفاوية، كما يُمكن للفيروس الانتقال بسهولة من جسم المريض إلى جسم أفراد آخرين عبر طرق الانتقال الممكنة.
- لا تظهر الكثير من الأعراض في المرحلة الثانية؛ لأن الفيروس يتكاثر بوتيرة بطيئة لكنه يبقى نشطًا بالطبع وبإمكانه الانتقال بين الناس.
- تتباين أعراض المرحلة الثالثة كثيرًا اعتمادًا على نوعية العدوى التي يُمكن أن تظهر عند المصاب بالإيدز نتيجة ضعف الجهاز المناعي، وقد تتضمن الأعراض كلًّا من الاسهال، والحمى، وفقدان الذاكرة، والتهاب الرئة، وتقرحات الفم والجهاز التناسلي.
- ملاحظة: يمكن اكتشاف الإصابة بالمرض عبر إجراء فحوصات الدم المناعية ومن خلال كشف الأجسام المضادة لمرض الإيدز.
عدد كريات الدم الحمراء لمرضى الإيدز
يبلغ عدد كريات الدم الحمراء الطبيعي عند الرجال حوالي 4.7-6.1 مليون خلية لكل ميكروليتر من الدم، وعند النساء حوالي 4.2-5.4 مليون خلية لكل ميكروليتر من الدم، وعند الأطفال حوالي 4-5.5 مليون خلية لكل ميكروليتر من الدم، وفي حال كان الفرد مصابًا بالإيدز، فإنه من المحتمل أن تقل لديه أعداد كريات الدم الحمراء أو أن يُصبح مصابًا بفقر الدم، خاصةً في حال كان يداوم على أخذ دواء الزيدوفيدين، وقد يضطر الأطباء إلى إعطاء المريض مكملات الحديد في حال كانت حالة فقر الدم خفيفة، بينما لو كان فقر الدم خطيرًا، فإن الطبيب قد يضطر إلى إيقاف صرف دواء الزيدوفيدين لمريض الإيدز بهدف استبداله بأنواع أخرى من الأدوية التي يُمكن لها مقاومة فيروس الإيدز، وعلى أي حال، يُمكن لعدد كريات الدم الحمراء أن يتأثر ليس بأدوية الإيدز فحسب، وإنما بالالتهابات والمشكلات الصحية المرتبطة بالإيدز، والتي يُمكن أن تؤثر على طريقة استفادة الجسم من الفيتامينات الضرورية لتصنيع خلايا الدم الحمراء.
مقاومة الجسم لمرض الإيدز
من الضروري تشخيص مرض الإيدز في مراحله المبكرة من أجل تعزيز مقاومة الجسم اتجاه الفيروس المسبب لهذا المرض، وتوجد الكثير من أنواع الأدوية المضادة للفيروسات التي يُمكن للأطباء وصفها لمرضى الإيدز، لكن يبقى من الضروري توعيتهم بأهمية اتباع الأنماط الحياتية الصحية لتعزيز مقاومة الجسم اتجاه هذا المرض، ومن بين أبزر هذه الأنماط ما يأتي:
- الحرص على أخذ المطاعيم من أجل تجنب الوقوع ضحية الإصابة بأنواع أخرى من العدوى.
- استخدام الواقي الذكري دائمًا عند الانخراط في ممارسة الأنشطة الجنسية بهدف الحد من فرص انتقال الفيروس لأشخاص آخرين ومنع الإصابة بمزيد من أنواع الأمراض المنقولة جنسيًا التي تُساهم بإضعاف الجهاز المناعي.
- الإقلاع عن تدخين السجائر؛ لأن التدخين السجائر يزيد من فرص الإصابة بالالتهابات الرئوية وأنواع كثيرة من السرطان، بالإضافة إلى أمراض القلب.
- الحرص على تناول الأطعمة الصحية التي تقوّي الجهاز المناعي، والحرص في الوقت نفسه على التوقف عن تعاطي الكحوليات.
- تجنب المواقف المثيرة للتوتر الذهني؛ لأن التوتر هو أحد الأمور التي تضعف الجهاز المناعي.
- الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية التي تُساهم في الوقاية من أمراض القلب والعدوى والكثير من المشكلات البدنية التي تواجه المصابين بالإيدز.